كيف يتم ابتكار صيحات الموضة ومَن يساهم في ذلك؟
تعتبر صيحات الموضة من العناصر الأساسية في صناعة الأزياء، حيث تتطور بشكل مستمر لتعكس التغيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. ولكن كيف يتم ابتكار هذه الصيحات؟ ومَن هم الأشخاص أو الجهات الذين يلعبون دوراً محورياً في تحديد ما سيكون موضة الموسم؟ نستعرض عملية ابتكار صيحات الموضة والأشخاص الذين يساهمون في صياغتها.
الإلهام الأوّلي: الثقافة والمجتمع
كل صيحة موضة تبدأ في المقام الأول من الإلهام الثقافي. ذلك يعني أن ما يحدث في العالم من تغييرات في السياسة، الفن، الموسيقى، التكنولوجيا، أو حتى قضايا البيئة والمجتمع، كلها تؤثر في ما سيكون موضة. فالمصمّمون والمصمّمات لا يعملون في فراغ؛ بل يتابعون ويتفاعلون مع ثقافة العصر الذي يعيشون فيه.
على سبيل المثال، قد تؤدي زيادة الوعي البيئي إلى ظهور اتجاهات ترتكز على الأزياء المستدامة أو استخدام المواد المُعاد تدويرها. كما أن تحولات في موسيقى البوب أو الأفلام قد تكون وراء ظهور بعض الاتجاهات مثل موضة (Y2K) التي استلهمت من أسلوب القرن الواحد والعشرين.
المنبئون بالتوجهات (Trend Forecasters)
من أبرز الجهات التي تساهم في ابتكار صيحات الموضة، "منبئو التوجهات" Trend Forecasters... هؤلاء هم المحترفون الذين يعملون على تحليل البيانات الثقافية، الاقتصادية، والسياسية للتنبؤ بالصناعات والأفكار التي ستصبح رائجة في المستقبل القريب.
على سبيل المثال، وكالات مثل "WGSN" و"Peclers Paris" تستعين بالذكاء الاصطناعي ودراسات السوق لتحليل الاتجاهات المقبلة. تستند هذه التحليلات إلى مزيج من البيانات الكمية (مثل شراء العملاء والمبيعات) والبيانات النوعية (مثل ثقافة الشباب والمحتوى الرقمي). بهذه الطريقة، يمكن منبئي التوجهات التنبؤ بالألوان، الأساليب، والأقمشة التي ستصبح رائجة في المواسم المقبلة.
المصمّمون وابتكار الصيحات
المصمّمون هم قلب عملية ابتكار صيحات الموضة. من خلال إبداعهم ورؤيتهم الفنية، يحدّدون الأشكال، الألوان، والخامات التي سيعرضونها في مجموعاتهم. ومع ذلك، غالباً ما يستفيد المصمّمون من الأساليب الشعبية أو الرمزية من خلال دمجها في تصاميمهم. قد يبدأ هذا في العروض الرئيسية مثل أسبوع الموضة في باريس أو نيويورك، حيث يُظهر المصمّمون أفكارهم الجديدة التي يمكن أن تتحول لاحقاً إلى صيحات رائجة.
على سبيل المثال، عندما قدّم كارل لاغرفيلد تصاميم تتضمن أكياس خصر على عارضاته في عرض "شانيل" Chanel لموسم صيف 2008، لم يكن هذا مجرد خيار تصميمي، بل كان ردَّ فعلٍ ثقافياً على الإكسسوارات التي كانت تتداول في عالم المشاهير في تلك الفترة.
دور الستايليست أو خبراء الموضة
الستايليست هم أيضاً جزء لا يتجزأ من خلق صيحات الموضة. هؤلاء المحترفون مسؤولون عن تنسيق الملابس والأزياء في العروض أو جلسات التصوير. قد يساهمون في إعادة تصور قطع معينة من الملابس التي قد تكون قديمة أو لم تلقَ رواجاً في وقتها. ومن خلال إعطاء هذه القطع طابعاً جديداً أو دمجها بأسلوب مبتكَر، يمكنهم تحويلها إلى صيحة رائجة.
يقول المصمّمون والستايليست مثل كارلوس نازاريو إن ما نراه في عروض الأزياء ليس دائماً الابتكار في التصميم نفسه بل في أسلوب العرض وكيفية دمج القطع بطرق جديدة. على سبيل المثال، يمكن أن تكون صيحة معينة قد ظهرت في الشارع أولاً ثم تكون قد جُسّدت في مجموعة لعرض الأزياء بعد إعادة تفسيرها بشكل جديد.
الشارع والإلهام الشعبي
أحد المصادر الرئيسية للأفكار الجديدة في صناعة الموضة يأتي من الشارع. على الرغم من أن الموضة الفاخرة تبدأ غالباً على منصات العروض، إلا أن الشارع يمكن أن يكون مصدراً أساسياً لإلهام المصممين. الأسلوب الشخصي الذي يرتديه الناس في حياتهم اليومية يمكن أن يكون بمثابة حافز لإطلاق صيحات جديدة.
في السنوات الأخيرة، ظهر الكثير من الصيحات الجديدة التي بدأت من الشارع، مثل أسلوب "البرات" (Brat) الذي أطلقته بعض الشخصيات مثل تشارلي إكس سي إكس، والذي أصبح له تأثير كبير في عروض الأزياء بعد تقليده وتطويره بواسطة مصمّمين مختلفين.
الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي
أصبحت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تلعب دوراً حيوياً في ابتكار وترويج صيحات الموضة. الشبكات الاجتماعية مثل "إنستغرام" و"تيك توك" باتت منصات رئيسية لانتشار أفكار الموضة. الكثير من الصيحات الجديدة تتداول بكثافة عبر هذه المنصات، مما يساعد في انتشارها السريع في كل أنحاء العالم.
على سبيل المثال، قد تبدأ بعض الظواهر أو "الميكرو تريندز" عبر "تيك توك" أو "إنستغرام"، ثم يتم تبنيها من جانب مصمّمين أو شركات أزياء وتتحول إلى صيحات رئيسية في الأسواق.
الشركات التجارية والمبيعات
بع تحديد التوجهات، تأتي مهمة الشركات التجارية مثل متاجر الأزياء الكبرى والماركات لتقديم هذه الصيحات إلى السوق. إنهم يعتمدون على البيانات المتعلقة بالسوق والعملاء لتقديم المنتجات التي تلبي احتياجات العملاء. التسويق والإعلانات أيضاً يلعبان دوراً كبيراً في تحديد ما إذا كانت صيحة معينة ستنجح أم لا.
ابتكار صيحات الموضة هو عملية معقدة تتداخل فيها عوامل ثقافية وفنية وتجارية. من خلال التعاون بين المصمّمين، الستايليست، منبئي التوجهات، ووسائل الإعلام، يتم خلق الصيحات التي تحدّد ملامح الأزياء في كل موسم. في النهاية، تأتي هذه الصيحات من مزيج من الإلهام الثقافي والتأثيرات الشعبية والتكنولوجية، ويجسّدها المبدعون الذين يتابعون باستمرار كيفية تفاعل الناس مع الموضة في حياتهم اليومية.
الأكثر قراءة
أخبار النجوم
نيكول كيدمان تكشف سراً غريباً ساهم باستمرار زواجها
إطلالات النجوم
إطلالات لا تُنسى للنجمات العربيات خلال عام 2024
أخبار النجوم
منى فاروق تعلن خطوبتها.. وتهنئة خاصة من تامر حسني
إطلالات النجوم
نجوى كرم تتألق بفستان مبهر يعتمد على صيحة...
إطلالات المشاهير
مهيرة عبد العزيز... بداية لامعة في 2025 بفستان...
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024