المصمّمة رفيعة هلال بن درّي ورحلة الإبداع الإماراتي
لطالما كانت العباءة جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية الإماراتية والعربية. ومن خلال علامتها التجارية Mauzan، استطاعت المصمّمة الإماراتية رفيعة هلال بن درّي أن تجمع بين الأصالة والابتكار، مقدّمةً الى العالم رؤية معاصرة لهذا الثوب التقليدي. في هذه المقابلة، نغوص في أعماق رحلة رفيعة كمصمّمة، وكيف استطاعت تحويل حبّها للأزياء وحِرفية العباءة إلى علامة تجارية متفردة تعكس تاريخاً طويلاً من الحِرف اليدوية، مع لمسات عصرية تستجيب لاحتياجات المرأة المعاصرة. في هذا الحوار، تحدّثنا رفيعة عن مصادر إلهامها، وكيف تؤثّر جذورها الإماراتية في تصميماتها، بالإضافة إلى رؤيتها للعباءة في المستقبل، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي في صناعة الأزياء في المنطقة.
- أخبرينا عن رحلتك كمصمّمة وما الذي ألهمك لإنشاء علامتك؟
Mauzan هي نتيجة لحبّي الشديد للأزياء وتقديري العميق للسحر الخالد للعباءة التقليدية. منذ نشأتي، كنت دائماً مفتونة بحِرفية صناعتنا التقليدية والمستوحاة من الأهمية التاريخية والثقافية لملابسنا. وقد غذّى هذا رغبتي في ترك بصمتي الخاصة في مشهد الموضة لدينا وإظهار مَن نحن وما لدينا لنقدّمه الى العالم.
- كيف تؤثر جذورك الإماراتية في تصميماتك وجماليات علامتك بشكل عام؟
كل قطعة ننتجها مصمَّمة بعناصر مستمدَّة من جذورنا. نحن نحتضن هذا من خلال الأنماط المطرّزة يدوياً بعناية والقصّات الفضفاضة. جنباً إلى جنب الأقمشة الفاخرة، تثير كل قطعة شعوراً بالتقاليد والثقافة من زاوية جديدة تنبثق منها جماليات «موزان» الخاصة بنا.
- ما هي العناصر التقليدية التي تدمجينها في تصميمات العباءات العصرية؟
نحب دمج الأساليب التقليدية في النسيج والتطريز التي توارثتها الأجيال في تصميماتنا. يساعدنا استخدام هذه التقنيات في إنشاء أنماط تطريز تجمع بين التقاليد والحداثة على أشكال مميزة. تذكّرنا هذه الأنماط بماضينا بينما تكرّم أجيالنا الحالية والمستقبلية.
- هل يمكنك أن تشرحي لنا عملية التصميم الخاصة بك من الفكرة إلى المنتَج النهائي؟
تبدأ عملية التصميم لدينا بموضوع أو رسالة نريد تصويرها من خلال المجموعة، ثم تتبعها سلسلة من التعديلات الدقيقة لهذه التصاميم. ومن ثم تخضع هذه التصاميم لعيّنات حيث نحوّلها إلى قطع فنية يمكن ارتداؤها ونعلم أنها ستنال إعجاب عميلاتنا. تتميز كل عملية باهتمام كبير بالتفاصيل وتخضع لفحوصات جودة صارمة لضمان أن المنتَج النهائي يمثل عميلاتنا وعلامتنا التجارية.
- ما هي المواد التي تفضّلين استخدامها، ولماذا؟
على سبيل المثال لا الحصر، نعمل بأقمشة فاخرة مختلفة من الجلد والصوف والتول والحرير والأورغانزا التي يتم الحصول عليها من أجزاء مختلفة من العالم. نعتقد أن اختيار القماش المناسب هو مهارة حيث تعمل هذه المواد على رفع مستوى كل تصميم وإعطائه حياةً ومعنى جديدين.
- كيف توازنين بين الأنماط التقليدية والاتجاهات المعاصرة في مجموعاتك؟
في حين تظل قصّاتنا مخلصة للتقاليد، فإننا نعيد تصميمها بلمسة عصرية. مستوحاةً من سحر الماضي ومفعمة بالفضول تجاه اتجاهات اليوم، تم تصميم كل قطعة بشكل فني لتحكي قصة فريدة من الحكايات المتناقضة.
- ما الرسالة التي تأملين إيصالها من خلال علامتك؟
من خلال علامتنا التجارية، نريد أن نحتضن القوة والمرونة والثقة في كل امرأة. نأمل أن تكون كل قطعة من Mauzan بمثابة امتداد لشخصية مَن ترتديها، مما يساعدها على التألق والتقدّم بثقة.
- ما مدى أهمية الاستدامة في عمليات التصميم والإنتاج الخاصة بك؟
الاستدامة مهمة جداً، وهي شيء نثقف به أنفسنا باستمرار حتى نتمكن من تنفيذ ممارسات واعية في جوانب مختلفة من علامتنا.
- كيف تتعاملين مع الشمولية في تصميماتك للنساء من مختلف أنواع الجسم والأنماط؟
تشتهر Mauzan بسحرها الخالد وحِرفيتها العالية التي تصمد أمام اختبار الزمن. على مر السنين، عملنا عن كثب مع عميلاتنا واستمعنا إلى احتياجاتهن لمساعدتنا على فهم وضبط عروضنا لضمان تلبية كل احتياجات النساء.
- كيف ترين دور وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير في صناعة الأزياء، وخاصة في الشرق الأوسط؟
تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً حيوياً في الشرق الأوسط وخارجه، حيث إنها منطقة متنامية باستمرار. إنها منصة رائعة لسرد القصص حيث يمكننا تحديد مكانتنا وعرض علامتنا التجارية وقصّتها. إنها بمثابة مذكرات بصرية، ولكن الأهم من ذلك هي أداة رائعة للتواصل مع العميلات القريبات والبعيدات.
- ما هي أهدافك المستقبلية لعلامتك التجارية؟
هدفنا هو الحفاظ على جمالية وجودة Mauzan المميزة. دائماً نضع أهدافاً لتعزيز علامتنا التي تحدّد المعايير وتستمر في كونها دار الأزياء الرائدة.
- هل هناك مشاريع أو تعاونات جديدة متحمّسة لها؟
نعمل باستمرار على تقديم Mauzan لجمهور أوسع وعرض تصاميم هذه المنطقة في أسواق عالمية مختلفة.
- كيف تتخيّلين تطوّر العباءة في السنوات القليلة المقبلة؟
ستستمر العباءة في التطور لتشمل احتياجات المرأة العصرية. منطقتنا مليئة بالفنانين الموهوبين الذين يتمتعون بنظرة لا تشوبها شائبة للتفاصيل والذين يتحدّون القاعدة ويقدّمون تصميمات جديدة ومبدعة للعباءة. ومع وفرة الأقمشة والألوان، سنرى بالتأكيد أن العباءة تتطوّر إلى ثوب محبوب من النساء في كل أنحاء العالم.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024