تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الجود لوتاه.. إعادة تعريف الهوية الإماراتية

الجود لوتاه.. إعادة تعريف الهوية الإماراتية

الجود لوتاه

الجود لوتاه مصمّمة إماراتية لامعة متعددة الاختصاصات، اكتسبت شهرة دولية بعد إنشاء الاستوديو الخاص بها عام 2014. ويمكن القول إن تجربتها من التجارب المضيئة في عالم الإبداع النسوي الإماراتي، إذ إن تصاميمها تركّز على فكرة التناقضات في الشكل والوظيفة، مع ترجمة الثقافة الإماراتية والتقنيات الحِرفية. تشتهر الجود بشغفها الكبير بالتفاصيل والمقاربات التجريبية للمواد وعلم الجمال، ولا عجب في أن تكون قد حصدت العديد من الجوائز الكبرى تقديراً لإبداعاتها. في هذا الحوار، نتعرف إلى الجود لوتاه التي استطاعت ترسيخ اسمها وجعله بمثابة نجمة ساطعة في عالم التصميم. وكانت الجود لوتاه واحدة من المصممات اللواتي قدمن أعمالهن في معرض "إيديشنز"، أول معرض في المنطقة مخصص للفن والتصميم المحدود الإصدار، الذي تم إطلاقه مع "داون تاون ديزاين" خلال النسخة العاشرة من أسبوع دبي للتصميم.

.

- متى اكتشفتِ موهبتك في التصميم، وكيف عملتِ على تطويرها؟

علاقتي مع التصميم لا أتذكّر لها بداية محدّدة. فمنذ سنّ المراهقة كنت أميل الى الرسم والتصوير وتشكيل الصلصال وغيرها من نوافذ الإبداع التي كانت متوافرة حينها، ولكن البداية الأكاديمية واختيار مجال التصميم الغرافيكي للدراسة كانا سبباً لمعرفتي الحقيقية بهذه الموهبة وبداية وقوعي في حب مجالات التصميم، مما دفعني إلى البحث عن كل ما يتعلق بالتصميم وتفاصيله ومعرفة الأدوات والمدارس المختلفة. وتلك المعرفة بحدّ ذاتها كانت كفيلة بأن تتطوّر يوماً بعد يوم.

- متى انطلقتْ أولى مجموعاتك؟

نحتفل هذا العام بمرور عقد على "استديو الجود لوتاه للتصميم"، ومرور عشر سنوات بحد ذاته هو نعمة أشكر الله عليها في كل صباح.

- مَن دعمك في بداياتك؟

في اليوم الأول من هذا الحلم الذي أعيشه لم يكن حولي سوى أسرتي، وأنا ممتنّة لهم جميعاً، لأنهم جزء كبير من نجاح الجود لوتاه.

- من أين تستلهمين أفكارك، وما الذي يميّز قطعك الفنية عن غيرها؟

تراثنا في الإمارات ثري جداً بعادات وتقاليد وحِرف وجغرافيا متعدّدة وطبيعة خاصة. وهذه هي الأماكن التي أستلهم منها تصاميمنا.

- تتميزين بنهجك الفريد الذي يركّز على التناقضات في الشكل والوظيفة، مع ترجمة الثقافة الإماراتية. أخبرينا أكثر عن ذلك.

أؤمن بأن معظم ما يمكن تصميمه قد تم تصميمه من جانب مصمّمين آخرين في حقبات زمنية مختلفة. لذلك، أحرص دائماً عند تصميم أي منتَج على أن يحمل قصتنا وتاريخنا معه ويكون بوابة لنشر هويتنا وإلاّ فهو مجرد منتَج آخر. ثقافتنا تستحق أن يتعرف عليها العالم، ونحن محظوظون بأننا نملك القدرة على فعل ذلك عبر تصميم المنتجات.

- ما نوعية الجمهور الذي تستهدفينه في تصاميمك؟

لا أستهدف جمهوراً معيناً بمقدار ما أسعى إلى المحافظة على مستوى جودة تصاميمنا ومنتجاتنا.

- تصمّمين القطع الفنية حسب الطلب منذ العام 2014. أي تصميم لا يزال محفوراً في ذاكرتك، ولماذا؟

مشروع الدعوات الخاصة بحفل افتتاح "إكسبو 2020" في دبي كان ولا يزال أحد المشاريع التي ستبقى لها مكانة خاصة. فلقد كنا في سباق مع الزمن وأمام مسؤولية عظيمة، والحمد لله كنّا عند حُسن ظنّ قادتنا بنا.

- نفّذ الاستوديو الخاص بك العديد من المشاريع المهمة، أبرزها فندق ماندارين أورينتال دبي، مطار دبي الدولي، طيران الاتحاد للطيران في أبوظبي، ووزارة شؤون الرئاسة الإماراتية. أي مشروع هو الأقرب إلى قلبك؟

شرف تصميم كراسي التكية ورؤيتها تُستخدم في مناسبات عدة من جانب القيادة الرشيدة لا يضاهيه شرف، وسأظل ممتنةً لمن أتاح لنا فرصة أن نعرض منتجاتنا في شتّى المحافل.

- طُلب منكِ تصميم صندوق هدية الإمارات لقداسة البابا فرنسيس أثناء زيارته التاريخية للإمارات. حدّثينا عن تلك التجربة؟ 

كما ذكرت سابقاً فإن أهم ما يميّزنا كمصمّمين من الإمارات هو ثقة قادتنا بنا ودفعنا دائماً الى الصفوف الأمامية. هذا المشروع كان أحد الأمثلة، وهو تجربة جميلة لن أنساها أبداً. رحلة التصميم والتنفيذ والتنسيق مع جهات مختلفة، ونظرة الرضا التي رأيتها في أعين المسؤولين، وتلك الصورة التي تم نشرها في الصحف... تلك التجربة وذكرياتها جعلت منّي مصمّمة أفضل.

- ماذا عن مجموعتك الجديدة؟

المجموعة الجديدة تحتفل بمرور 10 سنوات على وجودنا في عالم الإبداع، وهي مستلهَمة من الأفلاج الموجودة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونُطلق عليها باللهجة العامية (فلي).

- نلتِ العديد من الجوائز الكبرى، وتم تصنيفك واحدةً من أفضل 50 موهبة في الهندسة المعمارية والتصميم. ما هي المسؤوليات والتحدّيات التي باتت مفروضة عليك نتيجة ذلك؟

التحديات عظيمة بحيث لا يتوجب عليّ التوقف حيث أنا والاكتفاء بالسنوات العشر التي مضت، وإنما يجب أن أسعى ليكون الآتي أفضل. وعليّ أن أكون متواجدة لمدّ يد العون لكل مَن يسعى أن يخطو خطواته الأولى في عالم التصميم.

- حلمك الذي لم يتحقق بعد؟

كل يوم بالنسبة إليّ هو بمثابة حلم تحقق.

- كلمة أخيرة للمرأة العربية عموماً والمرأة الإماراتية تحديداً.

أتمنى للمرأة العربية والإماراتية أن تعيش بسلام ومحبّة، وأن تكون دائماً حيث تريد هي أن تكون.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079