تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

الحروب تسبب أضراراً كارثية على DNA الأطفال

الحروب تسبب أضراراً كارثية على DNA الأطفال

في إطار الحروب المستمرة منذ أشهر في مختلف دول العالم، توصلت دراسة جديدة الى أن الأطفال الذين يعيشون في وسط الحروب لا يعانون فقط من مشاكل في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيّرات بيولوجية في الحمض النووي (DNA) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 طفل ومراهق من اللاجئين السوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات هؤلاء الأطفال تغيّرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيماوي تؤدي الى تشغيل جينات أو تعطيلها، وأكد الباحثون أن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وفي هذا السياق، أوضح الباحثون أن هذه التغيرات لم تُرصد لدى من تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير الى أن الحرب قد تؤدي إلى ردّ فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، وهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في المملكة المتحدة، في بيان إنه "من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير"،مؤكداً أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: "قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم".

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080