تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

كيف تتعامل الأمهات الخليجيات مع نصائح الإنترنت المتضاربة في التربية

كيف تتعامل الأمهات الخليجيات مع نصائح الإنترنت المتضاربة في التربية

كشفت دراسة حديثة بعنوان "مصادر الثقة في دولة الإمارات والسعودية والكويت" عن استمرار اعتماد الأمهات الجديدات على نصائح العائلة عند اتخاذ القرارات المتعلقة بتربية أطفالهن في السنوات الأولى من حياتهم، رغم النمو الملحوظ في توافر الموارد الرقمية. وبيّنت الدراسة التي شملت 500 أمّ من الإمارات والسعودية والكويت أن العائلة تظل مصدر الثقة الأساسي للأمهات، متفوقةً على التطبيقات الرقمية ومجموعات الدعم الإلكترونية.

الثقة في العصر الرقمي

وأظهرت الدراسة أن غالبية الأمهات المشارِكات في الاستطلاع (71% في الإمارات والسعودية، و88% في الكويت) يستشرن أفراد العائلة بشأن تربية أطفالهن، خاصة خلال السنوات الأولى من حياة الطفل. وبينما تقدّم المنصات الرقمية حلولاً حديثة وسهلة التطبيق، تظل الثقة بالعائلة راسخة، إذ قالت حوالى نصف الأمهات (41% في السعودية، 45% في الإمارات، و47% في الكويت) إنهن يفضلن استخدام المنتجات التي استخدمتها أسرهن سابقاً.

وجاء في الدراسة: "على مدار أكثر من مئة عام، كانت "جونسون للأطفال" جزءاً من رحلات العائلات في تربية الأجيال. نتائج دراستنا الأخيرة في منطقة الخليج تؤكد مدى قوة تأثير التقاليد العائلية حتى في عصر التكنولوجيا الحديثة. الثقة التي تمنحها العائلة تظل أساسية، حيث إن 78% من الأمهات يفضّلن العلامات التجارية التي استخدمتها عائلاتهن من قبل، مما يعزز من أهمية التقاليد في دعم الرعاية الأسرية".

وأضافت الدراسة: "للعائلات المغتربة أو التي تعيش بعيداً من شبكات الدعم التقليدية، تسعى "جونسون للأطفال" لسد هذه الفجوة من خلال تقديم منتجات تجسّد الحكمة والخبرة المتوارَثة بين الأجيال. نحن ملتزمون بتوفير شراكة موثوقة مع الآباء والأمهات، لتقديم حلول تكمّل المشورة العائلية، مع مراعاة احتياجات العائلات الحديثة المتطوّرة".

الجمع بين التقاليد والموارد الرقمية

ورغم استمرار الأمهات في الاعتماد على مشورة العائلة، كشفت الدراسة أن الموارد الرقمية أصبحت تشكل عاملاً مساعداً للعديد منهن. إذ أشارت 64% من الأمهات في الإمارات والسعودية، و68% في الكويت إلى أنهن يلجأن إلى الإنترنت للحصول على نصائح إضافية حول التربية. لكن تأثير الشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي كان محدوداً، حيث أوضحت أقلية فقط من الأمهات (27% في السعودية، 22% في الإمارات، و35% في الكويت) أنهن يعتمدن على توصيات المؤثرين في اختيار منتجات أطفالهن.

إدارة فيض المعلومات

في ظل الكم الهائل من المعلومات المتاحة عبر الإنترنت، أفادت بعض الأمهات بتلقي نصائح متضاربة من مصادر مختلفة. وأوضحت نسبة 55% من الأمهات في الكويت، و30% في الإمارات، و33% في السعودية أنهن يواجهن صعوبة في التعامل مع هذا التناقض. إلا أن الغالبية (70% من الأمهات في السعودية والإمارات والكويت) أكدن أنهن يثقن بشكل أساسي في خبراتهن الشخصية وخبرات عائلاتهن.

نحو مستقبل متوازن

مع التطورات الثقافية والديموغرافية التي تشهدها العائلات في منطقة الخليج، تبرز الحاجة إلى تطوير موارد تربية تراعي القيم الثقافية وتكمّل الإرشادات التقليدية التي تقدّمها شبكات الدعم العائلية، بدلاً من استبدالها.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079