الابتكار والإبداع: فنانات إماراتيات في 2024 Art Here
في النسخة الرابعة من «فن الحين 2024» 2024 Art Here، دعا متحف اللوفر أبوظبي الفنانين المعاصرين من دول مجلس التعاون الخليجي وشمال إفريقيا الذين يعملون في مجال النحت والمنشآت السمعية والبصرية المناسبة للمساحات الخارجية، ليصبحوا جزءاً من قصّته العالمية. يهدف متحف اللوفر أبوظبي، بالتعاون مع ريتشارد ميل، إلى دعم ممارسي الفن في المنطقة من خلال منحهم منصة مركزية للتعبير في «فن الحين 2024». وفي هذا الصدد، كان لنا لقاءان خاصّان مع الفنانتين الإماراتيتين سارة المهيري ولمياء قرقاش.
سارة المهيري:
إبداع إماراتي يجمع بين السرد والتجريد
سارة المهيري، الفنانة الإماراتية المبدعة، تتميز بأسلوبها الفريد الذي يجمع بين السرد والتجريد. تنطلق سارة من تجاربها الشخصية وتجسّد في أعمالها المفاهيم المعقّدة للنظام والعلاقات المتبادلة، حيث تمثل كل قطعة فنية جزءاً من قصة متواصلة. في معرض «فن الحين 2024» في اللوفر أبوظبي، تقدّم سارة عملاً تركيبياً سمعياً بصرياً يحمل عنوان «حركة مشتركة»، يستكشف ارتباطات اللغة والطبيعة من خلال عدسة الترجمة، ويجسّد المشهد اللغوي الغني في المنطقة. تعكس خلفيتها الثقافية تأثيراً عميقاً في أعمالها، حيث تدمج العناصر المحلية مع تجارب عالمية، مما يخلق توازناً فنياً بين الذات والبيئة. تستمر سارة في تحدّي الأنظمة وفهمها، مقدمةً الى الجمهور تجربة فنية تفاعلية ومؤثرة.
- غالباً ما يستكشف عملكِ مواضيع الجوانب المادية والأنظمة. كيف تطوّر نهجك الفني مع مرور الوقت، وما الذي أثّر في هذا التطور؟
لطالما كانت ممارستي الفنية عبارة عن نظام مرجعي ذاتي يبني على نفسه، حتى عندما يتم استكشاف مواد جديدة، فإنها تأتي دائماً من مكانها الأصلي في سياق ممارستي الفنية، وكل قطعة تؤثر في القطعة التالية كما لو كانت جملة متواصلة.
- بما أنكِ تجمعين بين السرد والتجريد في أعمالك الفنية، كيف توازنين بين هذه العناصر لتصميم عمل فني متماسك ومقنع؟
يتعلق الأمر بالحفاظ على هذا التوازن وعدم قول الكثير، بل قول ما يكفي فقط. أدمج ذاتي في أعمالي الفنية، ولكن بشكل خفي من خلال التجريد. هناك دائماً لمساتي كما هو الحال مع صوتي الفعلي المسجّل في «الحركة المشتركة»، وفي أعمال أخرى يكون الخط غير المثالي، وخطي اليدوي، وما إلى ذلك.
- تتفاعل أعمالك مع الأنظمة والعلاقات المتبادَلة. كيف تفسّرين هذه المفاهيم في أعمالك الفنية؟ وكيف تتجلّى في سياق عمليتك الإبداعية؟
لطالما شعرتُ بأنني مرتبطة بمفهوم إيجاد النظام داخل الأشياء، وبالتالي فإن عملي هو امتداد لذلك. كبشر، نحب أن نجد هذا النظام لفهم الأشياء من حولنا بشكل أفضل، وأحب أن أنشر هذه الفكرة وأتحدّاها في عملي الإبداعي.
- بالنسبة الى معرض اللوفر أبوظبي «فن الحين 2024»، ما الذي ستقدّمينه في هذا المعرض؟ وكيف يتناسق مع السياق الأوسع نطاقاً للمعرض؟
سأقدّم عملاً تركيبياً سمعياً بصرياً بعنوان «حركة مشتركة»، حيث أفسّر موضوع «آفاق» من خلال انفتاح الترجمة وارتباطها بالطبيعة. ومن خلال عدسة الترجمة، يقدّم العمل الفني «حركة مشتركة» كلمة «ريح» ضمن أربع لغات هي: العربية، الفارسية، الهندية والأردية. وبالنظر إلى المشهد اللغوي في المنطقة المحيطة ببحر العرب، أصبحت الكلمات تتشكل بصورة متشابهة، بما في ذلك تلك المرتبطة بالطبيعة، ويتم تنفيذ الإيماءات بشكل متزامن، وتتداخل في نهاية المطاف حتى تندمج في حركة واحدة، وتشترك في تلك الحركة بشكل جماعي، وتقدّم اللغة بصورة تتخطّى شكلها المعروف.
- كونك فنانة إماراتية، كيف تؤثّر خلفيتك الثقافية في عملك؟ هل هناك جوانب معينة من الثقافة الإماراتية تستكشفينها من خلال فنك؟
لا ترتبط أعمالي كثيراً بالثقافة الإماراتية، وأستلهمها من مواضيع أخرى في ممارستي الفنية. إلا أن العمل الفني «الحركة المشتركة» يستكشف المنطقة التي أنتمي إليها من خلال اللغة.
- كيف أثّر تعاونك مع ريتشارد ميل في عملك في هذا المعرض؟ وما هو الجانب الذي يحقق الفائدة الكبرى ضمن هذه الشراكة؟
لقد أتاحت لي هذه الشراكة أن أبني أحلاماً كبيرة وأدفع بممارستي الفنية إلى الأمام، وكان من المثير العمل على الأشكال التركيبية في الهواء الطلق مرة أخرى، حيث إنها دائماً ما ترافقها تحديات، ولكن النمو الذي تحقّقه مدهش؛ وأقصد تعزيز التعلّم المستمر للفنان، كما أن موقع العمل الفني يفسح في المجال بشكل مثالي للعناصر المستكشَفة في العمل حيث يكون الموقع امتداداً للقطعة الفنية.
- ما أبرز المواضيع أو الأفكار التي تتحمّسين لاستكشافها في أعمالك المستقبلية؟ وهل هناك مشاريع أو معارض يجب أن نتطلع إليها؟
اللغة موضوع أعمل عليه باستمرار وأحب أن أتحدّاه في شكله وطريقة تقديمه. إن هذا العمل الخاص بمعرض «فن الحين» هو بالتأكيد بداية لموضوع بحثي جديد، ولا أطيق الانتظار لأراه ينمو ويتطوّر، كما أهتم كثيراً بكيفية عمل عناصر اللغة والضوء والطبيعة معاً. وحالياً لديّ معرض ثنائي بعنوان «تجوال سارة المهيري وبرنارد بوهمان» في معرضي «كربون 12» في دبي والذي يستمر حتى 9 تشرين الثاني (نوفمبر). أنا متحمّسة لما سيأتي بعد ذلك في المستقبل.
لمياء قرقاش
وتعبيرها عن الهوية
في هذه المقابلة مع الفنانة الإماراتية لمياء قرقاش، نستكشف عالمها الفني المليء بالإبداع والتنوع. تتميز أعمالها بالاستلهام من الأماكن المأهولة والمهجورة والتراث الثقافي، مما يعكس تجربتها الشخصية ورحلتها في عالم التصوير الفوتوغرافي. نستعرض مشروعها القادم في متحف اللوفر أبوظبي، حيث تجمع بين الفنون التقليدية والحديثة لتقدم تجربة فريدة تعكس الروح الإماراتية. انضمي إلينا لاكتشاف المزيد عن أفكارها وتطلعاتها الفنية.
- أعمالك مستوحاة بشكل كبير من الأماكن المأهولة والمهجورة، إضافةً إلى التراث الثقافي. هل يمكنك وصف كيفية تأثير هذه العناصر على العملية الإبداعية والموضوعات التي تستكشفينها؟
لم يكن التصوير الفوتوغرافي هو المسار الذي كنت أتوقعه، بل كان مفاجأة سارة. رغم محاولاتي الابتعاد عن هذا المجال، إلا أنني وجدت سعادتي في دورة التصوير الفوتوغرافي التناظري، حيث اكتشفت جمال النظر من عدسة الكاميرا. على الرغم من التحديات التي يطرحها العمل في زمن الرقمية، تمسكت بتقاليد التصوير التقليدي وأثره العميق على أعمالي. رحلتي في عالم التصوير شهدت تغييرات كبيرة، بما في ذلك تجربتي كأم ومواجهة الخسارة. رغم التحولات السريعة، ظللت أستمد الإلهام من منزلي ومدينتي، محاولًة توثيق اللحظات والقصص التي تعكس إنسانيتنا.
- تتناولين في فنك موضوعات الحداثة والفناء. كيف تتعاملين مع هذه المفاهيم، وكيف تتجلى في عملك؟
أنا مفتونة بفكرة أن التغيرات الثقافية يمكن التعبير عنها من خلال تغييرات الأماكن، مثل المجلس، التي تحدد كيفية تفاعلنا مع بعضنا. جوهر فني يركز على السرد والخبرة الإنسانية، وألتزم بإحياء مشاعر الطفولة المفقودة من خلال أعمالي.
كشخصية عاطفية، أدركت أن الحساسية تمنحني رؤية فريدة للعالم عبر عدسات التعاطف. علاقتي بالمساحات مهمة، فبدون الاتصال تصبح الصورة خالية من الحياة. أخصص وقتًا للقراءة واستكشاف الأماكن، وعندما أجد صدى داخلي، ألتقط الصورة بثقة.
التصوير الفوتوغرافي يتطلب جهدًا وتخطيطًا، فهو ليس مجرد كبسة زر. يحتاج إلى مرونة وصبر والتزام، بما في ذلك البحث والتجهيزات المناسبة. الصورة التي تُلتقط بشغف تعكس مشاعر وتجارب أعمق من تلك التي تُلتقط بشكل عابر.
- منذ تخرجك في جامعة سنترال سانت مارتينز وعودتك إلى الإمارات العربية المتحدة، كيف تطورت أعمالك؟ هل هناك مواضيع أو تقنيات جديدة قمتِ بدمجها في ممارساتك؟
يمتاز الشرق الأوسط بثراء ثقافي وفني، حيث تتداخل الموسيقى والقصص مع آلاف السنين من التاريخ والسياسة لتشكل المشهد الفني المعاصر. يجب أن ينبع الفن من الأصالة والتجارب الشخصية، ويكون مصدر إلهام واهتمام، لا مجرد صورة جميلة على الحائط.
تجسد أماكن الجلوس والمجالس طبيعتنا الاجتماعية وروح الضيافة، وتعكس قيم المجتمع والعائلة في الثقافة الشرق أوسطية. أجد أن التغيرات الثقافية تتجلى من خلال تغييرات الأماكن، مثل المجلس، التي تحدد كيفية تفاعلنا مع بعضنا البعض وتجاربنا المشتركة.
- لقد التقطت جمال الآثار بملامح دنيوية وبشرية. هل لك أن تناقشين قطعة فنية محددة تشعرين فيها أنك نجحت في تسليط الضوء على قيمة الحياة اليومية؟
يعتبرني الناس مصورة فوتوغرافية، لكنني شخصية مُبدعة متعددة التخصصات أحب الفن بجميع أشكاله. على مدار أكثر من عقدين، كنت أستكشف التصوير الفوتوغرافي كجزء من بحثي الفني، حيث يتداخل مع الرسم والتوضيح والوسائط المختلطة. في الأيام التي لا أكون فيها في التصوير، أجد نفسي أرسم في الاستوديو الخاص بي، منغمسة في الإبداع.
يتمحور جوهر فني حول السرد والخبرة الإنسانية، حيث أحرص على إحياء مشاعر الطفولة والحنين من خلال أعمالي. كإنسانة عاطفية، أدركت أن التعاطف يمكن أن يمنحني رؤية مختلفة للعالم، مما يساعدني على تكوين علاقات مع المساحات المحيطة.
التصوير الفوتوغرافي ليس مجرد كبسة زر؛ إنه يتطلب الصبر والجهد، حيث يجب أن تُحرّك الصورة المشاعر وتطرح الأسئلة. أؤمن بأن المساحات التي نتفاعل معها، بغض النظر عن حجمها أو طبيعتها، يمكن أن تكون تجربة للتنمية الشخصية والنمو الروحي. في هذه المساحات، نختبر إحساسًا عميقًا يجعلنا نعيد تقييم ما نعتبره مقدسًا أو غير مألوف.
- بالنسبة لمعرضك القادم في متحف اللوفر أبوظبي، ما الذي ستقدمينه، وكيف يعكس أو يتوسع في البناء على مواضيع أعمالك السابقة؟
تُعتبر هذه المنحوتة تفاعلية، حيث يمكن لمسها، مما يعكس مفهوم الضيافة والطبيعة الدافئة للإنسان العربي. تعبر عن تجاربي ومشاعري، وتجسد نموي الشخصي و»صحوتي» التي جعلتني أشعر بالفخر. أرى أن رحلة الذات هي الأصعب، حيث تقودنا الظلمة إلى النور، مما يعزز قدرتنا على الاستقلالية.
تجسد الكرة الشاطئية ثلاثية الأبعاد، التي عُرضت لأول مرة في متحف اللوفر أبوظبي، رسالة قوية عن الهوية. أطلقت عليها اسم “Debutante Ball” لتعبّر عن ظهورها الفخور. تحمل كل حبة رمل داخلها قصصًا وألغازًا تعكس تطورنا كبشر.
كأم، أُشجع أطفالي على أن يكونوا قادة لا أتباع، وأحثهم على الفخر بهويتهم. كانت تجربتي الشخصية ملهمة لي لأطبق ما أوصي به لهم، مما يساعدهم على الثقة بأنفسهم.
- كيف أثر التعاون مع ريتشارد ميل في عملك في هذا المعرض؟ ما هو الجانب الأكثر إثارة في هذه الشراكة؟
يحتفي العمل الفني “Debutante Ball” بعروبتنا وترابطنا من خلال الرمال، حيث تحمل حبة الرمل العادية قوة التحول وتروي محن الحياة. تمثل الكرة الشاطئية العملاقة المطبوعة على الرمال طريقة فعّالة لمواجهة الصور النمطية، مما يثير الفضول ويدعو إلى الحوار.
تُعرض هذه المنحوتة لأول مرة في متحف اللوفر أبوظبي، كأنها فتاة تُقدّم رسميًا للمجتمع، وتبرز التفاعل كوسيلة للتواصل الإنساني، مما يربطنا جميعًا من خلال تجاربنا المشتركة.
الفن يتجاوز اللوحات والمنحوتات ليشمل الموسيقى والرقص والتواصل الشخصي، ويظهر في جميع أشكال الإبداع. التعاون بين ريتشارد ميل ومتحف اللوفر والفنانين يعزز التواصل بين الثقافات وينشر التسامح، مما يتيح الفرصة لعرض الأعمال الفنية أمام جمهور أوسع.
- هل هناك أي مشاريع أو موضوعات قادمة تشعرين أنك متحمسة لاستكشافها؟ كيف ترين تطور أعمالك في المستقبل القريب؟
نعم، سأقيم معرضًا فرديًا في مركز مرايا للفنون في الشارقة في أواخر أكتوبر 2024. يحمل المعرض عنوان «كن»، ويجمع بين التصوير الفوتوغرافي والفيديو وقطعة تفاعلية، ويجسد رحلة مدهشة إلى الذات. الكلمة «كن» تعكس الخضوع لله وقوة الإيمان، مما يبرز جمال الضعف البشري.
تتمحور التجربة حول استحضار شعور روحي يمكن أن يشعر به الشخص في أي مكان. القماش الذهبي اللامع يرمز إلى نهر يربط بين المساحات ويجمعنا كبشر. لا أريد الكشف عن المزيد عن العمل؛ سيكون من الرائع أن تزوره بنفسك، حيث يربط بين المملكة المتحدة والإمارات، مع خطط لتوسيعه إلى دول ومدن أخرى.
شاركالأكثر قراءة
أخبار النجوم
أمل كلوني تثير الجدل بنحافتها بالشورت القصير
أخبار النجوم
رانيا يوسف تتحدث بصراحة عن زيجاتها وابنتيها...
إطلالات المشاهير
إطلالة مهيرة عبد العزيز في قطر... بين الجرأة...
إطلالات النجوم
إطلالة شريهان في عيد ميلادها الـ60: فخامة لا...
أخبار النجوم
حورية فرغلي تحسم الجدل وترد على ناهد السباعي
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024