معرض بوتيك سجّل حضوراً نسائياً كثيفاً في مدينة الخُبر
في وسط مدينة الخبر (في شرق السعودية) ومن الشارع المؤدي إلى فندق القصيبي، سيل من السيارات يسير للدخول إلى أضخم معرض للمشاريع التجارية، «معرض بوتيك» الذي شهد حضورا نسائيا كثيفا، حقق جملة نجاحات على مدار ثلاثة أيام. وفي هذا المعرض، روت سيدات أعمال سعوديات قصص نجاحهن، وما وصلت إليه المشاريع التي يُدرنها...
وصفت سيدة الأعمال والمديرة العامة لمؤسسة «الانطلاق عاليا» لتنظيم المعارض لمياء العجاجي المعرض بأنه «ميلاد جديد»، وذلك لتعطش السيدات للمشاركة فيه وعرض منتجاتهن، فكل واحدة تتسابق مع الأخرى لعرض أفكارها الإبداعية على الزائرات اللواتي توافدن ليسجلن في اليوم الأول أكثر من ألف زائرة. وهذا ما حصل في اليوم الثاني إلى أن توّجت نجاحات المعرض في اليوم الثالث بحضور قيادات مجتمع وشخصيات نسائية بارزة. وقالت العجاجي: «شاركت معنا مجموعة من المبدعات، منهن نورة الشيخ، هيفاء الفجحان، وأخريات ممن تميزن في مشاريعهن».
بدأت نشاطات اليوم الأول بأجواء حماسية وبدأت الزائرات بالتعرف على واقع المشاريع التجارية واحترافية العمل، وإنتاج الفتيات. ووصفت مصممة الأزياء سارة السديري المعرض بأنه «إنجاز نسائي»، حيث بذلت القائمات عليه كل من صاحبة مؤسسة «الانطلاق عاليا» لتنظيم المعارض لمياء العجاجي والشريك المؤسس ندى العادل، جهودا واضحة لإنجاحه، وإثبات كفاءة الفتيات السعوديات في العمل التجاري. وأضافت: «خلال أيام المعرض، وجدنا أن عرض المشاريع بطريقة منظمة يساعد على نجاح المشروع التجاري، ويحقق نسبة نجاح عالية، فزوّار المعرض تعرفوا على أوسع تشكيلة أزياء وعباءات، ومن خلال ركني الخاص تمكنت من تلمس ذوق المرأة بصورة مباشرة ومعرفة ما يناسبها أكثر».
من جهتها، تتحدث مصممة الأزياء نهاد باخريبة مع زائرات ركنها الذي شهد إقبالا كثيفا، للاطلاع على أبرز خطوط الموضة، وتقول: «خلال المعرض أطلقت خطا جديدا للأزياء ووجدت أن بوتيك هو المكان المناسب للإعلان عن بدء مسار جديد في عالم الأزياء، فالمعرض فيه حراك نسائي ضخم، وتبادل خبرات».
منى أبو سليمان
الإعلامية منى أبو سليمان كانت الحدث الأبرز في المعرض، فلم تتمكن من الجلوس كثيرا في الركن المخصص لمجموعتها التي تحمل اسمها «ملابس منى أبو سليمان»، فالزائرات وجهن لها اللوم والعتب لعدم تواصلها مع الشاشة الصغيرة، مطالبات بعودتها. وهي وصفت المعرض والقائمات عليه «بقمة النجاح»، وقالت: «لا يمكن أن أشارك في معرض إلا وأنا على ثقة بأنه معرض ناجح، «فالانطلاق عاليا» وهي المؤسسة المنظمة، رائدة في ضم المشاريع ذات الجودة العالية لتتفيأ بمظلّتها. وخلال أيام المعرض وجدت تعطشا وشغفا من السيدات لحضور معارض، والتجول بين الأركان، للتعرف على كل ما يدور في عالم الأزياء والجمال، والمنتجات التجميلية، وكل ما يتعلّق بالمرأة. هذا الأمر كان أحد أسرار نجاح المعرض الذي تم تنظيمه بصورة بارعة».
وعن مجموعة ملابسها تقول: «عرض الأزياء جاء متناسبا مع فترة الربيع، والمجموعة التي عرضتها هي كاملة للمحجبات وتشمل فساتين السهرة».
تتوالى الأركان وتفوح رائحة المسك ممزوجة بأنفاس الإبداع والتميّز، ولم تخلُ الموضة من ما هو تراثي وشعبي، فالمشاركة نوف القحطاني التي تنهمك في عرض أحدث أنواع العطور ترى في المعرض «فرصة للتدريب على احدث أساليب التسويق. ورغم انه لا يوجد بيع في المعرض تمكنّا من عرض منتجاتنا بطريقة تفتح آفاق علاقات لاحقا، وتوصلنا إلى الأسواق العالمية بعد المحلية».
هانية البريكان، مصممة عباءات، تقول: «المعارض غير التجارية كمعرض بوتيك تحقق نجاحات لأن الهدف من إقامته التعرف على أساليب التسويق، وفتح آفاق وعلاقات جديدة في سوق العمل، قد تنتج عنها شراكات نسائية لاحقا. فالجهة المنظمة حققت لمشاريعنا وأسمائنا كسيدات أعمال تواصلا اجتماعيا مباشرا».
جولة
في المعرض لمسات وإبداعات توزعت في أركانه على مدار الثلاثة أيام، فلم يمض يوم إلا كان محملا بقصص نجاح وإبداعات لفتيات سعوديات. «لها» تجولت بين الزائرات وقرأت بين السطور، لتأخذ الانطباعات عن معرض بوتيك. إحدى الزائرات قالت: «المعرض أشبه بالتظاهرة النسائية، فوجدنا فرصة للاطلاع على ما يجري في العالم من موضة خصوصا أن المشاركات من مشاريع معروفة ورائدة في السوق المحلي وبعضها على مستوى السوق العالمية فوجودنا في مكان نسائي مع توافر وسائل الاستجمام والراحة، اشعر وكأنني في بيتي فالأجواء مرحة وجميلة جدا، وهناك فرصة لكي نلتقي أناساً مبدعين».
مصممة الأزياء نعيمة الشهيل تعتبر المعرض «فرصة للفتيات السعوديات ممن يبحثن عن خبرات المشاريع التي حققت نجاحا طوال أعوام ماضية، فحاولت خلال وجودي في ركني أن التقي شابات أعمال لا يزلن يقفن على أعتاب الطريق التجاري ويبحثن عن مفتاح الأمان، وحاولت إيصال رسالة إليهن مفادها البحث والمشاركة والنهوض بأساليب التسويق. فالعمل التجاري دورة حياة ويبدأ صغيرا، وتوسعه لا يمكن أن يحدث بسرعة، فهناك أساليب ومفاتيح لا بد من تسلّم زمامها بالشكل الصحيح لكي يحقق المشروع أهدافه دون تسرع، فالتسرع طريق الفشل، والبقاء على درجة السلم دون صعود طريق إلى الفشل أيضاً».
تتسلم دفة الحديث المستشارة في التنمية البشرية ورئيسة منتدى سيدات الأعمال في المنطقة الشرقية نورة الشهيل، لتقول: «المعرض حقق نجاحا باهرا لسبب لا أعتقد أن أحداً التفت إليه، وهو تدريب المشاركات في ورش عمل مجانية على أيدي مدربات معتمدات من برنامج الأمم المتحدة (اليونيدو)، فهؤلاء مدربات على تنمية الموارد البشرية وتحقيق التناغم ما بين المشروع التجاري والمجتمع المحلي. فالتدريب سمة بارزة اكتساها معرض بوتيك في حلة بهيجة، لأن التدريب أساس العمل التجاري، وطرق التسويق باتت الأداة الرئيسية لنقل المشروع إلى العالمية واستقطاب زبائن».
لمياء العجاجي وندى العادل، شاهدتان على المعرض من بعيد، ترصدان ما يحدث في أروقته، وتقول العجاجي إن «المعرض كشف عن حاجة الفتيات إلى عرض مشاريعهن التجارية والتعريف بها، خصوصا أن المعرض اخذ جانبين من المشاريع، منها النخبوية الاحترافية، وأخرى مشاريع ناشئة، مما قلل من الفجوة بينهما من خلال الاستفادة من التجارب وتبادل الخبرات، ناهيك عن فتح آفاق علاقات جديدة مع سيدات أعمال خليجيات شاركن في المعرض». وأضافت أن «فكرة المعرض قائمة على تحقيق النمو والأداء الاقتصادي من خلال تسليط الضوء على المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وأخذنا جانب التدريب كمحور رئيسي للمشاركات من خلال إقامة ورش عمل مجانية. وقد أثبتت الدراسات أن خمسة عوامل تتسبب بإخفاق أكثر من 40 في المئة من المشاريع التجارية في السعودية، ومن بين أهم الأسباب الرغبة في التوسع السريع في المشروع، وعدم اكتساب الخبرة في المشاريع الأكبر حجما، إضافة إلى عدم تبني استراتيجيات واضحة تحدد الأسواق والمنتجات، وعدم القدرة على الحصول على الموارد البشرية والمالية، إضافة إلى عدم التخصص وتحديد المجال. كل هذه العثرات لا بد من إزاحتها لتمكين الفتيات من الدخول إلى الأسواق بخطى ثابتة».
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024