النجوم والمعجبون... تجاوزات وأزمات
شهدت علاقة النجوم بالمعجبين خلال الفترة الأخيرة أزمات أثارت جدلاً وضجة بعد تجاوز البعض من المعجبين للحدود في تصرفاتهم لدرجة استفزاز النجوم، الذين فقدوا في بعض المواقف القدرة على ضبط أعصابهم أمام هذا الاستفزاز، فبدرت منهم ردود فعل عرّضتهم للانتقاد، مثلما حدث في صفعة عمرو دياب لمعجب، ثم صفعة محمد رمضان لمعجب آخر، ورفض خالد النبوي التصوير مع أحد المعجبين... وغيرها من المواقف التي تدفع للتساؤل عن الخطوط الفاصلة بين الإعجاب والتجاوز، ورد فعل النجوم المقبول على أي تجاوزات قد يتعرضون لها.
صفعة عمرو دياب
من المؤكد أن صفعة عمرو دياب لشاب استفزّه في أحد الأفراح كانت أكثر المواقف التي أثارت ضجة أخيراً على السوشيال ميديا، خاصة أن الواقعة لم تنتهِ عند الصفعة، وإنما أقام الشاب دعوى قضائية طالب فيها بتعويض ضخم من عمرو دياب، الذي بدوره حرّر محضراً ضد الشاب اتّهمه فيه بالاعتداء الجسدي عليه، وجذبه من ملابسه بطريقة غير لائقة خلال إحيائه إحدى حفلات الزفاف. وفي تبريره لرد فعل عمرو دياب، أكد محاميه أمام النيابة العامة أن “الهضبة” يرحّب بأي معجب ولا يصدّ أحداً يريد التقاط الصور معه، لكن الشاب لم يكن مدعواً إلى حفل الزفاف، وحاول فعل ذلك مع جميع الفنانين. إذ قال: “هذا الشاب لم يكن مدعواً للحفل لا من أهل العريس ولا من أهل العروس، كما أنه جذب الفنان محمد رمضان بالطريقة نفسها من يده، والتطفل من البعض بلغ درجة صعبة وتخطى الحدود لالتقاط صورة ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي. هناك أصول في الاقتراب من المشاهير”. وأضاف المحامي أن عمرو دياب لا يعرف الشاب، وسبق أن طلب منه التقاط الصور معه أربع مرات، ولم يمنعه من ذلك، لكن هذه المرة تفاجأ به يجذبه بشكل غريب من ملابسه ويحاول الاعتداء عليه جسدياً، وهو ما دفعه لصفعه أمام الجميع.
اعتذار محمد رمضان
ما حدث مع عمرو دياب تكرر مع محمد رمضان، لكن بتفاصيل مختلفة. فأثناء تواجد رمضان في الساحل الشمالي حدثت مشادة بينه وبين شاب صغير وصفعه رمضان على وجهه، لكن رمضان سارع الى الاعتذار من الشاب وأسرته، كاشفاً تفاصيل ما حدث ومؤكداً أن الاعتذار من شيم الكبار.
وقال رمضان في اعتذاره: “جمهوري العزيز والأصيل والغالي، أشكركم على دفاعكم عني، أنا قرأت وسمعت ما قاله البعض عني بشأن تلك الواقعة”. وتابع: “أعتذر لأسرة الشاب الصغير على الصفعة التي وجّهتها إليه، وأنا أعرف أنه صغير في السنّ، فحين أخطأ في حقي أول مرة، نزعت “الكاب” من رأسه ووجدته شاباً صغيراً، فسألته عن اسمه وتركته من دون أن أعلّق على الخطأ الذي اقترفه بحقي”. وعن اللحظة التي صفع فيها الشاب، قال محمد رمضان: “لكن عندما أخطأ هذا الشاب مرة أخرى، لم أتمالك أعصابي وصفعته على وجهه فطار “الكاب” من على رأسه، وأصررت على أخذ هاتفه المحمول لكي أحذف الفيديو الذي صوّره لي، فصفعني صفعة خفيفة على وجهي، لكن إذا احتكمنا الى المنطق فأنا أستحق من تلك اللكمة البسيطة خمس لكمات، لأنني صفعت طفلاً صغيراً على وجهه”.
وأضاف: “هذه ليست بطولة أو رجولة مني، كما أن بعض الأشخاص الذين شهدوا على الواقعة طلبوا مني كسر الهاتف المحمول الخاص بالشاب، لكنني رفضت، كذلك أفراد الأمن الموجودون في المكان أمسكوا بهذا الشاب لتحرير محضر بالواقعة، خاصة أنه ليس من سكان القرية، لكنني رفضت أيضاً، وطلبت منهم أن يتركوه وشأنه”. وأنهى رمضان حديثه مؤكداً: “الاعتراف بالخطأ من شيم الكبار”.
مشاحنات
مواقف أخرى كثيرة شهدت مشاحنات بين النجوم والمعجبين؛ بسبب ما اعتبره النجوم تجاوزات في تصرفات هؤلاء المعجبين، فالنجم خالد النبوي تشاجر مع أحد المعجبين الذي حاول تصويره في العرض الخاص لفيلم “أهل الكهف” وانفعل عليه النبوي طالباً منه عدم التصوير وواضعاً يده أمام عدسة الكاميرا، والفنانة أسماء جلال تعرّضت لمضايقة من معجب خلال العرض الخاص لفيلم “ولاد رزق 3 – القاضية” الذي أُقيم في القاهرة، حيث فوجئت خلال تلقيها التهاني من الحضور بأحد المعجبين يحاول إمساكها من يدها ليلتقط صورة معها، فما كان منها إلا أن صدّته وقالت له بحزم: “ما تلمسنيش لو سمحت”. والفنان أحمد زاهر انفعل على أحد المعجبين الذي حاول الاقتراب منه ومن ابنته ليلى بطريقة لم تعجبه، قائلاً: “هل المفترض أن يكون معي غاردات في كل مكان؟”، أيضاً الفنان كريم عبد العزيز انفعل على أحد المعجبين الذي حاول التقاط صورة معه أثناء خروجه من عزاء، وصرخ في وجهه قائلاً: “عيب إحنا في عزاء”، وغيرها من المواقف التي رأى النجوم أنها تتخطى حدود الإعجاب إلى التجاوز.
تجاوزات عبر السوشيال ميديا
الفنانات أيضاً يتعرّضن أحياناً لتجاوزات من بعض المعجبين حتى وإن لم تكن مباشرة مثلما يحدث مع النجوم الرجال، وذلك من خلال تعليقات المتابعين والمعجبين عبر السوشيال ميديا، فالفنانة أمينة خليل ورغم نجاحاتها وشهرتها وجمالها، تعترف بتعرّضها لتجاوزات من بعض متابعيها وصلت حدّ التنمّر عليها حسب تأكيدها.
وكما توضح، فقد تعرضت أمينة خليل للتجاوزات في تعليقات البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكنها لم تردّ عليها، لكن تلك التجاوزات دفعتها للتفكير في تقديم عمل عن التنمّر الذي تتعرض له الفتيات كثيراً، لدرجة أن هناك فتاة تخلصت من حياتها بسبب التنمّر عليها.
وأضافت أمينة أنها تتمنى أن تجد عملاً فنياً تناقش من خلاله التنمّر، للتصدي لهذه الظاهرة التي هي بالتأكيد أحد التجاوزات المزعجة لأي فنانة.
الحسم
يسرا مرت بالكثير من المواقف مع المعجبين، حتى أن أحدهم وفق تأكيدها كان مريضاً نفسياً ويكتب لها خطابات بدمائه، وهو ما جعلها تشعر بالرعب، لكنها زارته برفقة إحدى الصحف في مستشفى للأمراض النفسية.
ورغم أنها حاولت طوال مشوارها الفني أن تتجنّب أي صدامات مع المعجبين بسبب سلوكهم معها، ترى يسرا أن هناك تصرفات تتجاوز حدود الأدب، وتسيء ليس الى الفنان وحده وإنما الى المعجب أيضاً، ومثلما يجب على كل فنانة أن تتعامل بحب واحترام مع المعجبين لأنهم جمهورها، عليها أيضاً أن تكون حاسمة في حال حدوث تجاوز حتى لا يتكرر الأمر.
وأكدت يسرا ضرورة أن يدرك الجميع أن الفنان بشر ولديه مشاغله وهمومه الخاصة، وأحياناً لا تسمح له ظروفه وحالته المزاجية بالتصوير مع معجب، لذلك يجب أن يحترم المعجبون خصوصيات الفنان ويراعوا مشاعره.
الخصوصية
أما النجمة روجينا فترى أن بعض المعجبين يقتحمون خصوصية الفنان، سواء عن قصد أو غير قصد، لكن في النهاية الفنان بشر وعندما يتعرض لاستفزاز أو تصرف مزعج من معجب فقد لا يتحكّم في رد فعله، ومثلما يتوجب على الفنان أن يتعامل مع المعجبين بالحسنى، على هؤلاء أيضاً ألا يتخطّوا حدود الإعجاب الى الاستفزاز، فللفنان خصوصياته، ولا يحق لأحد انتهاك تلك الخصوصية، سواء بجذبه أو تصويره من دون إذنه أو غيرها من التصرفات الغريبة التني تبدر من فئة قليلة من المعجبين، لأن الغالبية يتعاملون مع الفنان باحترام، وهو ما يدعو الفنان لأن يبادلهم بالمثل حفاظاً على جمهوره.
ولفتت روجينا الى أنها شخصياً ترفض فكرة تصويرها في أي مكان وأي مناسبة بدون إذن منها، لأن من حق الفنانة أن تعيش حياتها بشكل طبيعي، وألاّ يطاردها المعجبون بكاميرات هواتفهم أينما ذهبت، لكن بالطبع عندما يكون الحدث والوقت مناسبين ترحّب بكل المعجبين وبالتصوير والحديث معهم.
الحدود الطبيعية
هنا الزاهد من أبرز النجمات الشابات وأكثرهن نجاحاً ويتابعها الملايين عبر حساباتها في السوشيال ميديا، ولهذا السبب تحرص على أن تكون علاقتها مع جمهورها ومعجبيها طبيعية، حتى أنها سارعت من قبل لنفي شائعة عن تطاولها على معجب رفضت التصوير معه، وكشفت أن ما تم تداوله هو مشهد من أحد أعمالها الفنية لا أكثر.
وترى هنا أنه مثلما أن هناك إعجاباً في الحدود الطبيعية، تتعرض الفنانة أحياناً لمضايقات أو تجاوزات من البعض، مؤكدةً أنها في بداياتها الفنية كانت تغضب كثيراً، لكنها قررت بعد ذلك تجاهل تلك المضايقات حتى لا تشغلها وتأخذ من وقتها، لكن إذا بالغ أحدهم في التجاوز فيمكن عندها أن ترد.
وبعيداً من السوشيال ميديا، تؤكد هنا الزاهد أنها إذا شعرت بأحد المعجبين يتصرف معها بأسلوب غير لائق فتردّ بحزم، وبخلاف ذلك فهي تحرص على التعامل مع كل المعجبين بمحبة واحترام لأنهم جمهورها في النهاية.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024