تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

ابتكار نهج جديد وغريب لمعالجة السّمنة

ابتكار نهج جديد وغريب لمعالجة السّمنة

كشف فريق بحثي صيني عن نهج جديد لمعالجة السمنة، يعتمد على منع امتصاص الدهون في الأمعاء الدقيقة.

وأظهرت نتائج دراسة جديدة نظاماً يرتكز على تطوير نوع من الجسيمات النانوية المصمّمة لتوصيل العلاج مباشرةً إلى الجهاز الهضمي، وهو ما يرجّح وجود إمكانات كبيرة لمنع السمنة الناتجة من النظام الغذائي.

وتُركّز الدراسة التي عُرضت ضمن فعاليات أسبوع مؤتمر "الجمعية الأوروبية المتحدة لأمراض الجهاز الهضمي UEG Week 2024"، على إنزيم يُدعى "SOAT2" يلعب دوراً حاسماً في امتصاص الدهون في الأمعاء الدقيقة.

وأفادت النتائج المنشورة في دورية "أدفانسد ساينس"، بأنه من خلال تثبيط هذا الإنزيم في الأمعاء الدقيقة، نجح الباحثون في تقديم نهج علاجي جديد وواعد للحدّ من امتصاص الدهون ومنع خطر السمنة المحتمل.


ورغم الأبحاث المكثّفة التي أُجريت حول عملية التمثيل الغذائي للدهون، فإن مثبطات امتصاص الأحماض الدهنية المعوية الفعّالة ظلت بعيدة المنال.

وهو ما شدّد عليه الدكتور وينتاو شاو، من جامعة نانجينغ الطبية في الصين، والباحث الرئيسي للدراسة، حيث قال: "لقد درس الباحثون عملية التمثيل الغذائي للدهون لسنوات، ولكن العثور على طريقة فعّالة لمنع امتصاص الجسم للدهون كان صعباً"، وأضاف: "في حين تركز أغلب الاستراتيجيات العلاجية على تقليل عملية تناول الدهون الغذائية، فإن نهجنا يستهدف منع امتصاص الدهون في الجسم بشكل مباشر".

وعمل فريق البحث على تطوير نظام توصيل مبتكَر باستخدام الجسيمات النانوية، وهو عبارة عن كبسولة صغيرة مصنوعة من البوليمر ومغلّفة بطبقة واقية. وتم تصميم هذا النظام الجديد لنقل جزيئات الحمض النووي الريبوزي المتداخلة الصغيرة (siRNAs) بكفاءة إلى الأمعاء الدقيقة، حيث يمكنها تقليل التعبير عن الإنزيم SOAT2، مما يثبط عملية امتصاص الدهون.

وهو ما ظهر أثره في نماذج لفئران التجارب، حيث امتصت الفئران المعالَجة بالجسيمات النانوية كمية أقل من الدهون وتفادت خطر الإصابة بالسمنة، حتى مع اتباعها نظاماً غذائياً عالي الدهون.

وقال شاو: "يوفر هذا العلاج الذي يؤخذ من طريق الفم العديد من المزايا، فهو غير جراحي، وله مستويات سُمّية منخفضة، وإمكانات عالية لتحسين التزام المريض مقارنة بعلاجات السمنة الحالية، التي غالباً ما تكون جراحية أو يصعُب الحفاظ على نتائجها مستمرة. وهذا يجعله بديلاً واعداً".

ويخطّط فريق البحث لاختبار نظام الجسيمات النانوية الجديد في نماذج حيوانية أكبر للتأكد من فعاليته وسلامته قبل الاستخدام المحتَمل في البشر.

واختتم البروفسور جيانغ حديثه قائلاً: "نعتقد أن نظام الجسيمات النانوية هذا يمثّل تقدّماً كبيراً في إدارة السمنة، حيث يقدّم حلاً جديداً يعالج كلاً من عملية التمثيل الغذائي للدهون وزيادة الوزن المرتبطة بالنظام الغذائي، مما قد يبشر بعصر جديد من العلاجات الأكثر فعاليةً".

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077