Adriana Domínguez... قيادة ناجحة في الموضة والاستدامة
في محادثة مشوّقة مع Adriana Domínguez، الرئيسة التنفيذية صاحبة الرؤية في Adolfo Domínguez، نكتسب نظرة ثاقبة حول دورها المحوري داخل دار الأزياء الشهيرة. من خطواتها الأولية في العلامة التجارية إلى قيادتها الحالية، تشارك Adriana رحلتها وتطوّر العلامة تحت إشرافها. ومن أبرز ما يميّز المناقشة، الكشف عن أحدث مجموعة، وهي تحفة مستوحاة من مفهوم Ikigai الياباني، الذي يجمع بشكل جميل بين الإنجاز الشخصي والتصميم. كما تسلّط الضوء على التزام العلامة التجارية الراسخ بالاستدامة، وتتأمل كيف تشكّل عملياتها وتوقّعاتها المستقبلية.
هذه المقابلة تقدّم لمحة نادرة عن الرؤية الاستراتيجية والقيم التي تقود أحد أكثر الأسماء احتراماً في الصناعة.
Role and Leadership
- هل يمكنك وصف رحلتك لتصبحي رئيسة تنفيذية لشركة Adolfo Domínguez، وكيف تطوّر دورك بمرور الوقت؟
بالنسبة إليّ، كانت الأمور طبيعية إلى حد ما لأنني حفيدة وابنة المؤسّسين والمصمّمين. لذا فالأمر أشبه بشأن عائلي، لكن في الوقت نفسه لم أكن أنوي العمل في الشركة، لأن والدي لم يصرّ عليّ، وقال لي ولإخوتي افعلوا ما يحلو لكم في مكان آخر، وهذا ما فعلناه. لذا، تبدو لي العودة نوعاً ما لافتة، وأنا سعيدة جداً بالعودة، والحقيقة أن هذه العلامة التجارية مبدعة جداً، وكنت أعيش حياة إبداعية. أنا في هذه الشركة مثل امرأة مبدعة تقودها، وكما تعلمين نحن متواجدون في كل أنحاء العالم، ولدينا 362 متجراً في 26 دولة، لذا فمن الرائع أن أكون هنا اليوم وأسافر وأرى كيف تسافر الموضة ومعها مفهوم الجمال.
- ما هي التحديات التي تواجهك في منصبك، وكيف توازنين بين الجوانب الإبداعية والتجارية للعلامة التجارية؟
الكثير من الأشخاص يبدأون العلامات التجارية وهم يحبّون الموضة، لكنهم لا يمتلكون المهارات العملية اللازمة لتطوير الشركة وجعلها ناجحة. لذا، أعتقد أن هذا أمرٌ مهم للغاية. لقد درست إدارة الأعمال، لكنني أيضاً مبدعة في الغالب. هذا المزيج موجود في داخلي وأنا محاطة بفِرق جيدة، وأكثر ما يميّزني أنني أعيش هذين الأمرين معاً وأقدّرهما.
Ikigai Inspiration
- مجموعة خريف 2024 مستوحاة من مفهوم Ikigai الياباني. هل يمكنكِ توضيح كيف أثّرت هذه الفلسفة في تصميم المجموعة وجمالياتها؟
Ikigai هي كلمة يابانية تعني كيف تعيشين حياتكِ. أحبّ العبارة التي تقول إن الحياة «بروفة»، كالمسرح تكتشفينها أثناء تقدّمك، لذا من المهم القيام بها بشكل صحيح. Ikigai تتعلق بكيفية عيش حياتكِ، أي يجب أن تنظري في نفسك لتعرفي كل ما يجلب لكِ السعادة، وما أنتِ جيدة فيه، ثم تمزجيه بما يحتاج إليه العالم، وما سيدفع لكِ هذا العالم مقابل القيام به، لأن شخصاً ما يحتاج إليه، لذا فهو مزيج مما تريدين القيام به وما يجب عليكِ القيام به.
- كيف يُترجم ذلك إلى المجموعة؟
بما أننا علامة تجارية تُعنى بالموضة، فعندما نبدأ مجموعة كل ستة أشهر، لا ننظر حولنا لنرى ما يفعله الآخرون، بل نبدأ من الصفر. لذا لدينا مختبر يُحدّث كل ستة أشهر. نطرح كلمة ما، ويجب أن تكون كلمة غنية جداً، مثل Ikigai، بحيث تُلهمنا. ولدينا مكان خارج الموقع للتجربة حيث يمكن جميع مصمّمينا أن يعيشوا الكلمة في أجسادهم، ثم يكون أمامهم أسبوعان للخروج والتجريب بأشكال وألوان وجعلها مجرد مادة. هذه الكلمة تتحول الى تصاميم ثلاثية الأبعاد، في عملية لا تصدَّق، ثم يطرح المصمّمون أفكاراً ونحن نختار اثنتين أو ثلاثاً لنعمل عليها بالفعل، لذا فإن Ikigai كان اسماً سخيّاً جداً للتصميم تحته.
- ما هي العناصر الأساسية في Ikigai التي أردتِ دمجها في هذه المجموعة، وكيف ترجمتِ هذه الأفكار إلى قطع أزياء؟
أعتقد أن نظام الألوان أتى أكثر حياديةً من أي وقت مضى، لأنني أعتقد أن اليابان تجلب لكِ شيئاً بسيطاً وأكثر صمتاً وهدوءاً. هناك الكثير من الألوان الكريمية في المجموعة والأسود والرمادي والبيج... لدينا أيضاً قطع كبيرة الحجم مثل أنواع الكيمونو الخاصة باليابانيين، لكن الكيمونو عندنا يتميز بقماش أبيض يتخلّله خط أسود مطليّ، هذا بالإضافة الى معطف الترنش. في هذه المجموعة، الملابس مصنوعة عموماً من قطع مختلفة من القماش.
Collaboration with Laura Ponte
- التعاون مع عارضة الأزياء Laura Ponte كان جزءاً مهماً من مشاريع العلامة الأخيرة. ما الذي أدى إلى هذه الشراكة، وكيف ساهمت العارضة في رؤية العلامة؟
Laura هي عارضة أزياء عالمية شهيرة، وتعود إلى الواجهة الآن لأنها كانت قوية للغاية في العشرينات من عمرها، ولا بد أنها باتت اليوم في سنّ الخمسين. واللافت أنها قررت العودة مع تجاعيدها ورفضت وضع المكياج على وجهها، فهي تريد أن تعكس عمرها الحقيقي. أعتقد أن الفنانين موجودون لتعليم الناس كيفية النظر إلى الواقع بشكل مختلف، لذا فهي فنانة بالتأكيد. كنا دائماً نتحاور مع الأشخاص الذين يحبّون ملابسنا، ونؤمن بقوة الجمال في التحوّل وإلهام الناس.
أعتقد أن هذا مشابه جداً لدبي، ففي العديد من الدول العربية هناك حب كبير للجمال لأنه يوقظ الحواس ويجعلكِ تشعرين بالحيوية.
Sustainabilty and innovation
تشتهر شركة Adolfo Domínguez بالتزامها بالاستدامة، هل يمكنك وصف بعض المبادرات أو الممارسات الحديثة التي نفّذتها العلامة لتعزيزها؟
نعمل بجدّ مع المصانع على سلسلة التوريد الخاصة بنا، بهدف الحصول على أفضل الممارسات. الأمر ليس سهلاً، بل هو مُكلف جداً ويتطلب الرغبة للقيام به. بالنسبة إلينا، هذا العمل ليس جديداً، بل نقوم به منذ ثمانينيات القرن الماضي. في مجال الموضة، عندما تختارين المواد التي ستستخدمينها، فإنك تُحدثين تأثيراً، لذلك نحن نحب الكتّان، لأنه مادة لا تحتاج إلى الكثير من الماء أو المبيدات الحشرية. الكتان مادة مستخرَجة من الطبيعة ومثيرة للاهتمام للاستخدام.
وأعتقد أن من المهم جعل الناس يدركون أن أفضل شيء يمكنهم القيام به من أجل الاستدامة هو استهلاك الأقل، ولكن الاستهلاك بشكل أفضل، أي أن تتمتع الملابس بالجودة العالية لتدوم مع مرور الوقت، ولا تتلاشى ألوانها بعد غسلها، وتكون خياطتها متينة لئلا تتمزّق أثناء الغسيل.
ويجب ألاّ ننسى الجماليات، إذ لا يمكن اتباع اتجاهات مجنونة ستعجبكِ لبضعة أشهر ثم لا يمكنك النظر إليها مرة أخرى وترمينها في زاوية خزانة ملابسك. لذلك نصمّم بطريقة خالدة، لأننا نعتقد أن الخلود والجودة والموضة البطيئة والأشياء التي تدوم هي أفضل شيء يمكننا القيام به من أجل الاستدامة.
- بأي الطرق تتخيّلين أن التكنولوجيا والابتكار يشكّلان مستقبل الموضة فيAdolfo Domínguez ؟
فكرة التصميم ثلاثي الأبعاد مثيرة للاهتمام. هناك مستقبل في ذلك. نحن بالفعل نستخدمها للعيّنات. على سبيل المثال، عندما نعمل على مشبك جديد أو أشياء مصنوعة من البلاستيك أو المعدن، سنصنع هذه الأشكال باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد، كما يمكن صنع الأحذية بذلك، وأعتقد أنني أرى الكثير من الابتكار، ولكن هذا يشبه القنوات المتعددة، في كيفية وصول المستهلكين إلى العلامة التجارية. لذا هناك شيئان تقليديان، هما: المتاجر المادية والمتاجر عبر الإنترنت، وكلاهما تقليدي تماماً.
لدينا أيضاً التسوّق المباشر، وهو حدث منبثق وعبر الإنترنت، حيث يتوافر أربع أو خمس مرات في السنة. كما يأتي إلينا مؤثّرون لحضور حدث مباشر عبر الإنترنت، حيث يقومون فقط بإعداد متجر ويخبرون المجموعة بأن هذا جيد لبداية المجموعات ويجذب جيل الشباب.
إنها طريقة مختلفة للنظر إلى الأشياء. لذلك أعتقد أن على الشركات أن تبتكر في كيفية الوصول إلى العملاء، لأن العالم يتغيّر والناس لا يريدون بالضرورة الذهاب كثيراً إلى المتاجر المادية بعد الآن.
في هندسة متاجرنا، نتعاون مع فنانين وحِرفيين في كل أنحاء العالم. كما نعمل مع فنانين محليين، وهذا بالنسبة إليّ مشروع مثير للغاية ويجمع بين شيئين أعتقد أنهما يميّزان علامتنا التجارية، وهما: التصميم والتأليف والفن مع الاستدامة.
Future Vision
- هل هناك مشاريع جديدة للعلامة التجارية؟
نحن على وشك إطلاق فيلم وثائقي عن والدي والعلامة، وسنعرضه في غضون ثلاثة أسابيع.
- بالنسبة إلى First Social Life Shopping التي تتحدثين عنها، ما مدى أهمية تلبية احتياجات الجيل Z لنمو العلامة؟
الشركات، إذا لم تغرِ أجيالاً جديدة، فستموت في أي وقت من الأوقات. أنتِ تتقدمين في العمر، ولذا أعتقد أن العلامات التجارية الناجحة هي تلك التي يمكنها إعادة اختراع نفسها باستمرار، لكن شرط البقاء ضمن هويتكِ وقيمكِ، وهذا هو الأمر الصعب. من المهم جداً إشراك أشخاص جدد على متن الطائرة. نحن شركة، علامتنا التجارية موجودة منذ 50 عاماً. ونحن دوليون منذ 40 عاماً. لذلك، لو لم نفعل هذا من قبل، ونغزو أجيالاً جديدة لما كنا هنا اليوم.
وبالنسبة الى الجيل الجديد، أعتقد أن الجيد في علامتنا هو أننا نؤمن بالأشياء الخالدة التي تعتبر مفيدة أيضاً للجيل Z.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024