عندما تصنع شانيل السينما
كان، 8 أيار/مايو 2011. التحضيرات في أوجها. الحركة في ذروتها في المدينة التي تتحضر لاستقبال مهرجانها مثل كل عام. لكن قبل ثلاثة أيام من الافتتاح الرسمي لمهرجان كان السينمائي، ثمة حدث آخر على الريفييرا الفرنسية: عرض أزياء كروازيير من شانيل Chanel. بعد سان تروبيز في العام الماضي، اختار كارل لاغيرفيلد هذه السنة إيدن روك، الفندق الأنيق في الكوت دازور. كانت مجلة لها بين المدعوين القلائل الذين أتيح لهم اكتشاف أولى ابتكارات سيد كامبون... من يقول كراوزيير أو رحلة بحرية، يقول يخت. الوجهة هذه المرة هي دار شانيل لقضاء يومين من الحلم، مع مدعوين مختلفين، بينهم محررات موضة جئن من العالم أجمع، ونجوم ومشاهير وزبائن أوفياء للدار. بدأنا الساعة الثامنة مساء بعشاء فاخر على شرف كارل لاغيرفيلد في ميكال أنجلو-مامو، مطعم النجوم، الذي يقع في الأنتيب القديمة.
وللمناسبة، تم قطع الطريق أمام العموم والسيارات في جزء من المدينة القديمة لكي تتمكن سيارات الليموزين العديدة من التحرك بحرية. على العشاء، طُلب من مامو، سيد المطعم، أن يتولى بنفسه اختيار قائمة الطعام. في الساحة الموجودة أمام المطعم، تم تركيب خيمة مساحتها 300 متر مربع. ثلاثة صفوف طويلة من طاولات مغطاة بشراشف صغيرة مطبعة بالمربعات الحمراء والبيضاء، بحيث تمت نوعاً ما محاكاة ديكور «إيطاليا الصغيرة»، مثلما أرادها كارل لاغيرفيلد. عشاء إيطالي تقليدي إلى أبعد الحدود، ضمن ديكور ساحة قرية توسكانية... فانيسا بارادي، أنا موغلاليس، بلايك لايفلي، راشيل بيلسون، وكذلك أبرز مشاهير هذه الأيام، إضافة إلى الناشطات الاجتماعيات أليكسا تشانغ، بوبي دولوفين ولورا بايلي.
9 أيار: استمرت الاحتفالات عند الظهر أثناء حفل غداء في «غراس» وسط أزهار «روز دو مال». نزهة حميمة في الطبيعة، بعيداً عن عدسات المصورين، لاستكشاف عالم عطور شانيل. فترة استرخاء للاستمتاع أكثر ببقية البرنامج: عرض أزياء الليلة... كانت الساعة السادسة عندما وصلنا إلى إيدن روك، الفندق الأسطوري في الريفييرا الفرنسية، الذي يطل على السماء والبحر الأبيض المتوسط بطريقة تحبس الأنفاس، مثل أسطورة ذهبية زينتها أجيال من النجوم الذين أتوا هاربين من عدسات مصوري الصحافة الصفراء.
هذا القصر الملتصق بالكاب دانتيب وفّر ديكوره لعرض أزياء كروازيير 2011-2012: مجموعة 100% شانيل: عودة إلى الجذور، إلى جوهر الماركة: سترة قصيرة من التويد شانيل، بذلة باللون الأصفر الحمضي، ومنشفة بحر مدموغة. هنا كل شيء هادئ، ويطغى عليه شيء من الحنين. أسلوبه؟ «ثمة نظام معين في الثياب وجاذبية موروثة من حقبة الخمسينات، بحيث بدا التألق أكثر طبيعية، داخلياً، بعيداً كل البعد عن الموضة الحالية التي تاهت على السجادة الحمراء»، قال كارل لاغيرفيلد الذي جسد تصوره للريفييرا الأنيقة. جلسنا أمام الطاولات المصفوفة على جانبيّ الممر الرئيسي المؤدي إلى البحر.
لا تزال الشمس ساطعة. لن يبدأ العرض قبل الساعة السابعة والنصف. ما زلنا في انتظار الشخصيات المهمة: صاحبة السمو الملكي أميرة هانوفر، فانيسا بارادي، آنا موغلاليس، بلايك لايفلي، سفيرات دار شانيل، الممثلات كليمانس بوسي، مارين فارش وراشيل بيلسون، وكذلك بوبي دولوفين، ولورا بايلي، وكارولين سيبير وألكسا تشانغ. جئن كلهن بملابس شانيل، لكن السعفة الذهبية تعود إلى ألكسا تشانغ البريطانية. جاءت بثوب وردي شاحب وبدت مذهلة، خصوصاً وأنها تعرف دوماً كيف تختار ملابسها بنجاح. وقد نجحت هذه المرة أيضاً، لا بل إنها حجبت الأنظار عن بلايك لايفلي وراشيل بيلسون. لقد فهمتهم: كان عرض الأزياء تحت المظلات الشمسية من جهة وبين عرض أزياء مرتجل من جهة أخرى.
الساعة السابعة والنصف: صمت! بدأ العرض. نزلت العارضات من ممشى حديقة عامة عملاقة، ووضعن مجوهرات حقيقية حول الأعناق أو المعاصم أو قمن بدمجها مع ملابسهن. هذا أمر نادر: المجوهرات الراقية تندمج مع أزياء الكراوزيير. إنه الحدث الأبرز في المجموعة. نحن في قلب هوليوود. حقبة الثلاثينات والأربعينات والخمسينات، تلك الحقبة الجميلة التي كانت النساء يرتدين فيها الملابس في النهار كما في الليل. أثواب السباحة، بأسلوب هوليوودي صرف، بنقوش هندسية سوداء وبيضاء، ذكرتنا بطلة ريتا هاورث.
تركيز على التايورات الصفراء والبنفسجية الملتصقة جداً بالجسم، كما لو أنها بشرة ثانية، بالترافق مع أحذية مستقبلية بالطراز الياباني الجديد، «الجزمات الطويلة»، المفتوحة عند الأصابع. الطلة ممشوقة وعصرية. أراد كارل لاغيرفيلد أن تكون مجموعة الكروازيير هذه فائقة الأنوثة والجاذبية والروعة. بدت العارضات مثل حوريات وبدت الأقمشة كأنها بشرة ثانية. وكانت اللحظة استعراضية تقريباً عندما مرّت عارضة الأزياء الشهيرة كيرستن ماك مينامي، وهي محاطة برجال وسيمين مثل النجوم. في النهاية، تم عرض 70 تصميماً عند هبوط المساء.
في نهاية العرض، جلسنا على كراس خشبية صغيرة لاكتشاف فيلم كارل لاغيرفيلد الجديد، «قصة خرافية»، الذي صوّره المعلم خلال ثلاثة أيام فقط، وتناوبت المشاهد بين الأسود والأبيض من جهة والألوان من جهة أخرى، وحظي الفيلم بتصفيق حار. ترك الفيلم الخرافي أثره في الباخرة. فقد أقام المغني براين فيري حفلاً غنائياً خاصاً، تناغمت أجواؤه مع الفخامة السحرية لإيدن روك ومجموعة الكروازيير. استمرت السهرة حتى ساعة متأخرة من الليل، وانضمت عارضات الأزياء إلى المدعوين للرقص معاً على أنغام الموسيقى...
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024
قصة نجاح
المصممة الإماراتية سارة التميمي تجمع بين الإبداع والأناقة
أخبار الموضة
نوف الراشد.. براعة الجمع بين الأصالة الثقافية والطابع العصري
أخبار الموضة