تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

ريوف الرميح: النجاح يدفعني لمواصلة التحدي

ريوف الرميح

ريوف الرميح

ريوف الرميح

ريوف الرميح

ريوف الرميح رائدة أعمال سعودية تشقّ طريقها الخاص، بعيداً من قاعات الاجتماعات الفخمة. ففي العام 2012، أسّست شركة "نثار" التي تقدّم الآن مجموعة كاملة من الخدمات الإبداعية للشركات الخاصة والمؤسّسات الحكومية والمنظّمات غير الربحية في كل أنحاء المملكة العربية السعودية. لم يكن الطريق نحو النجاح سهلاً، لا سيما أن ريوف امرأة تعمل في مجال يهيمن عليه الرجال تقليدياً. في هذا الحوار، نتعرف إلى المبدعة ريوف الرميح التي تجيد استثمار الفرص الجديدة وتلتزم بتقديم أعلى المستويات لعملائها، وتعتبر كل عقبة أو تحدٍّ بمثابة فرصة للتعلّم نحو تحقيق الأهداف.


- أنتِ من أوائل النساء اللواتي أطلقن وكالة إبداعية متخصّصة في المملكة العربية السعودية. ما الذي شجّعك لإطلاق شركتك الخاصة "نثار" في العام 2012؟

في الواقع، خلال تلك الفترة كانت هناك تحديات كثيرة أمامي كامرأة سعودية تدخل عالم الأعمال، لكن شغفي الكبير بتمكين الشباب ودفعهم نحو النجاح في عوالم الأعمال والإبداع كان الدافع وراء تأسيس "نثار" في عام 2012. كنت مؤمنة بإمكانيات الشباب السعودي وقدرتهم على التميّز والابتكار. لذا، حرصت على توفير بيئة محفّزة وداعمة تمكّن الشباب السعودي من تحقيق أحلامهم وتحويل أفكارهم إلى حقائق ملموسة. لم تكن "نثار" مجرد مؤسّسة تجارية، بل حلماً يتجلّى في رسم مسارات جديدة لتغيير إيجابي، مع تركيز قوي على تمكين الشباب ودعمهم ليصبحوا قوى فاعلة ومؤثّرة في الأوساط الاقتصادية والإبداعية. هدفي كان دوماً إرساء سابقة تشجّع على القيادة والابتكار الشبابي، ما يساهم في التحوّل الثقافي والاقتصادي للمملكة بأسلوب فعّال ومُلهِم.

- هل أنتِ راضية عما حققته شركتك لغاية الآن؟

بالتأكيد، أشعر بالرضا التام عن الإنجازات التي حققتها "نثار". كوكالة تسويق، نلتزم دوماً بتحقيق أعلى مستويات الرضا لعملائنا، مع مواصلة السعي لتحقيق أهدافهم بأفضل الوسائل المتاحة. نفتخر بما حققته الشركة حتى الآن، كما نعمل بجدٍّ وتفانٍ لتقديم حلول تسويقية مبتكَرة وفعّالة تلبي تطلعات عملائنا وتعود بنتائج ملموسة عليهم. هذا النجاح يدفعني لمواصلة تحدّي الحدود في مجالَي الإبداع والقيادة، مما يضمن ليس فقط تطور "نثار"، بل أيضاً استمرار تأثيرها كمصدر إلهام في الصناعة.

- الطريق إلى النجاح لم يكن سهلاً. ما أبرز الصعوبات التي واجهتِها وكيف تغلّبت عليها؟

طريق النجاح لـ"نثار" كان محفوفاً بالتحدّيات، خصوصاً في صناعة تنافسية وقوية مع الشركات الأجنبية المستقرّة. لقد تطلّب التغلب على هذه التحدّيات التزاماً راسخاً برؤيتي وإنشاء فريق عمل مبتكِر ومبدع. ففي "نثار"، سلّطنا الضوء على الجوانب المميزة للثقافة السعودية في أعمالنا، مما جعلنا نبرز بين المنافسين ووجدنا صدى واسعاً بين العملاء المحليين. بالإضافة إلى ذلك، وبالاستفادة من رؤية المملكة العربية السعودية 2030 كدافع رئيسي، استثمرنا الفرص الجديدة في مجال ريادة الأعمال وتمكين المرأة، موائمين نموّنا مع الأهداف التقدّمية للمملكة. هذا التناغم الاستراتيجي والالتزام بالتميّز ساعدا في تحويل العقبات إلى منصات للنمو وتحقيق نجاح باهر.

- ما هي الصفات الضروربة لنجاح المرأة في ريادة الأعمال؟

لتحقيق النجاح في مجال ريادة الأعمال، تحتاج المرأة إلى التركيز الشديد على الدقة في الرؤية، الاستراتيجية، والتنفيذ. يستلزم هذا فهماً عميقاً لاحتياجات السوق والتزاماً ثابتاً بتلبيتها مع الحفاظ على قيم الفرد واستغلال نقاط القوة الخاصة به. رائدات الأعمال يجب أن يكنّ دقيقات في التخطيط للأمور الحيوية مثل الإدارة المالية، التسويق، وتفاعل العملاء، لضمان توافق كل جانب من جوانب العمل مع الأهداف الاستراتيجية الشاملة. إضافة إلى ذلك، يُعدّ بناء شبكة دعم قوية والتكيّف المستمر مع التحولات السوقية، أمراً ضرورياً. هذا المستوى من التفصيل والدقة يساعد في التغلّب على التحدّيات واغتنام الفرص بكفاءة، مما يفتح الباب للنجاح والنمو المستدام في عالم ريادة الأعمال المتغيّر باستمرار.

- مَن ساندك في البدايات، ومَن يدعمك في الوقت الحاضر؟

في بداية مسيرتي، كان لدعم والدي، خالد، تأثير عميق وملموس. فقد كان بفضل حكمته ورؤيته الثاقبة، أحد أعمدة قوّتي ودعمي في كل خطوة على الطريق. كان يقدّم لي النصائح الثمينة والإرشادات الحكيمة التي شكّلت أساساً متيناً لبناء مسيرتي المهنية.

دور والدي خالد لم يقتصر على الدعم العاطفي، بل كان أيضاً ملاذي في الأوقات الصعبة. بتفانيه واهتمامه، استطاع أن يحفّزني ويمنحني الثقة بالنفس التي كنتُ في أمسّ الحاجة إليها. لقد كان الداعم الأبرز في رحلتي، ولا يزال يشكّل مصدر إلهام وقوة دافعة لتحقيق المزيد من النجاح والتقدّم.

- كيف تطوّرين مهاراتك باستمرار؟

لضمان تطوير مهاراتي، أسعى باستمرار لاستغلال فرص التعلّم المتنوعة، حيث أشارك في مؤتمرات الصناعة وورش العمل، وأتفاعل مع قادة آخرين في القطاع الإبداعي لتبادل الخبرات والأفكار. كما أحرص على مواكبة أحدث الاتجاهات في مجال التسويق والتصميم من خلال القراءة المستفيضة، لضمان أن تظل "نثار" في طليعة الابتكار. بالإضافة إلى ذلك، أقيّم استراتيجيات أعمالنا ونتائج مشاريعنا بشكل دوري، مستخلصةً الدروس من النجاحات والإخفاقات، مما يعزز مهاراتي القيادية والإبداعية. هذا الالتزام الدائم بالتعلّم والقدرة على التكيف يشكّل حجر الزاوية في نموّي الشخصي والمهني.

- أخبرينا عن اللحظة المحورية التي بدّلت مسار حياتك.

كرائدة أعمال، أستمد "محورية اللحظات" من شعوري الدائم بتحقيق أفضل الخدمات والحلول والعملاء، وهنا يمكن أن نتحدث عن صلابة استمرارية شركتنا رغم التحديات، وقدرتها على الانسجام مع التغيرات التقنية العالمية والاستفادة منها، واللحظة الاستراتيجية هنا أن قطار التقدّم التقني العالمي لم يمر مرور الكرام بل حجزنا مقعداً فيه، وهو ما أسمّيه مدى "المرونة" و"التأقلم" ونقل الخبرات والتجارب لفريق العمل وللعملاء.

- ماذا عن تأثير رؤية 2030 في حياة النساء السعوديات؟

تلعب رؤية 2030 دوراً محورياً في تغيير حياة النساء السعوديات، إذ تهدف إلى تعزيز دورهن وتمكينهن في مختلف القطاعات. رؤية 2030 لا تقتصر على ضمان تكافؤ الفرص، بل تتجاوز ذلك إلى تمكين النساء ليصبحن قائدات وممثلات بارزات في المجتمع السعودي. بفضل المبادرات والبرامج التحفيزية التي تدعم مشاركتهن النشِطة في التعليم والعمل وريادة الأعمال، أصبحت النساء السعوديات الآن جزءاً أساسياً من التنمية الاقتصادية والنمو الوطني.

تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تولّت النساء السعوديات أدواراً قيادية ومؤثّرة. فالثقة الكبيرة التي يوليها الملك وولي العهد للنساء تعكس تقديرهما لقدراتهن، حيث أضحت النساء الآن سفيرات للمملكة وممثلات لها في مختلف المحافل، وبات يُحتفى بهنّ كشريك رئيس في رسم مستقبل الوطن وتحقيق أهداف رؤية 2030، مما يعزّز من دورهن الريادي في تحقيق التنمية والتقدّم في المملكة.


- أنتِ رائدة أعمال صاحبة خبرة طويلة. ما النصيحة التي تقدّمينها الى المبتدئات؟

كرائدة أعمال، أرغب في توجيه المبتدئات نحو ضرورة القيام بأبحاث معمّقة، يستطعن من خلالها تشكيل فهم أعمق للجمهور، والعمل بشكل مستمر على تحسين نماذج الأعمال لتحقّق تطلعات العملاء وتتوافق مع التغيرات في الأسواق. وكوني مرنة، فطريق ريادة الأعمال مليء بالتحدّيات التي تتطلب الصبر والقدرة على التكيّف. وبما أن التواصل الفعّال أمر حيوي، أدعو المبتدئات لمدّ شبكات التواصل وتعزيزها، وطلب التوجيه والإرشاد من الخبراء عند الشعور بالحاجة إلى ذلك. كما أن بناء توازن سليم وصحي بين الحياة المهنية والشخصية أمر مهم لضمان استدامة الطاقة والحيوية، مما يساهم في تحقيق النجاح على المدى الطويل. كل عقبة أو تحدٍّ هو فرصة للتعلّم نحو تحقيق الأهداف.

- ما أكبر إنجاز حققته لغاية الآن؟

كل عمل ناجح قمنا به وحقق السعادة ومنتهى الرضا للعملاء هو إنجاز لي ولفريق العمل.

- ما القيمة التي يحملها اليوم الوطني السعودي 94 بالنسبة إليك؟

الاحتفال باليوم الوطني السعودي 94 يكتسب أهمية بالغة، حيث يجسّد تذكيراً بالمسيرة التاريخية العريقة والإنجازات العظيمة التي حققتها المملكة منذ تأسيسها. هذا اليوم هو مناسبة لتعزيز الوحدة والترابط بين أفراد الشعب، ولتأكيد الهوية الوطنية. كما أنه يعبّر عن الاعتزاز بالتطورات الكبرى التي شهدتها البلاد، ويعكس آمالاً وتطلعات نحو مستقبل يزدهر بالتقدّم على كل الصعد.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077