أسماء جلال: أحلمُ بأداء شخصية الأميرة ديانا
رقيقة، عفوية، مرِحة، ذكية، موهوبة، وصاحبة ابتسامة جميلة وإطلالة محبّبة... إنها أسماء جلال التي خطفت الأنظار في بداياتها من خلال دورها في مسلسل "الأب الروحي"، حيث أدّت شخصية "حياة" الفتاة الصعيدية... كرّت بعدها سُبحة الأعمال والنجاحات، وشاركت أسماء في العديد من المسلسلات والأفلام ولفتت الأنظار إليها أخيراً بعد مشاركتها المميزة في الجزء الثالث من فيلم "ولاد رزق". في هذا الحوار، تُطلعنا أسماء على أسرار عدة في حياتها المهنية، وعلاقتها بوسائل التواصل الاجتماعي، والدور الذي تتمنى تجسيده...
- أي عمل كان نقطة تحول في حياتك المهنية؟
أعتقد أن مسلسل "الهرشة السابعة" تحديداً كان نقطة التحوّل في حياتي المهنية، لأنه جعلني أُظهر طاقات لم أكن أعلم أنني أملكها كممثلة. والفضل في ذلك يعود من دون شك إلى المخرج كريم الشنّاوي والسيناريست مريم نعوم وجميع الزملاء الذين شاركوني التمثيل، ولا سيما علي قاسم وأمينة خليل ومحمد شاهين. في ذلك المسلسل، تطرّقنا للمرة الأولى بوضوح تام وشفافية كبيرة إلى العلاقات والصدمات التي نتعرض لها خلال مرحلة الطفولة ونوبات الهلع. وكانت المرة الأولى التي أشارك فيها في مسلسل يحاكي بوضوح حياة الكثير من الناس، ويتمّ التطرق فيها إلى نظرية "الهرشة السابعة" وفرضية تعثّر الارتباط في السنة السابعة. ولذلك، أعتقد أننا حققنا النجاح المنشود عندما تفاعل الناس مع قصة المسلسل وتناقشوا في تفاصيله وأكدوا أهمية العلاج النفسي لترميم العلاقات الزوجية.
- كيف كانت تجربتك مع المخرج شريف عرفة؟
هذه التجربة كانت من أجمل التجارب في حياتي، لأن المخرج شريف عرفة هو فعلاً أسطورة حيّة. إنه رجل في غاية الذكاء، يعرف تماماً ما الذي يريده، ويجيد التعامل مع جميع الأشخاص. لم أقابل شخصاً آخر بذكاء الأستاذ شريف. تحقق حلمي عندما تعاونت معه، وكنت في غاية السعادة، لا سيما أن أجواء الودّ والاحترام سادت موقع التصوير، وجرى الالتزام بكل المواعيد. وكنت أذهب إلى التصوير وأنا في غاية الحماسة والفرح نظراً للحِرفية العالية التي تمّ التعاطي بها مع الجميع.
- هل وجدتِ صعوبة في تعلّم اللهجة البدوية في فيلم "اللعب مع العيال"؟
لا شك في أنني واجهتُ صعوبة في تعلّم اللهجة البدوية، لا سيما أنني كنت أجهل تماماً كيفية التحدّث بها، ولم تكن مألوفة بالنسبة إليّ. لكنني خضعت لساعات مكثّفة من التدريب قبل الشروع في تصوير الفيلم، وقد حرص القيّمون على الفيلم على تواجد شخص معنا طوال الوقت أثناء التصوير لمراجعة أدائنا اللغوي. كانت التجربة ممتعة جداً رغم صعوبتها، واعتبرتها شخصياً بمثابة تحدٍ كبير، وشعرت بالفخر الشديد، لا سيما أنني كنت خائفة قبلاً من الفشل، لكنني أثبتت لنفسي أنني قادرة فعلاً على تخطّي العقبة.
- هل أنتِ راضية عن تجربتك في فيلم "أولاد رزق" للمخرج طارق العريان؟
كانت تجربتي في فيلم "أولاد رزق" ممتعة فعلاً، لأنني أحب العمل مع المخرج طارق العريان، وسبق أن تعاونّا في مسلسل "معاوية" التاريخي الذي لم يُعرض بعد. التصوير تمّ في تونس وكانت التجربة جميلة جداً، ولذلك تحمّست كثيراً عندما اتصل بي العريان للمشاركة في فيلم "أولاد رزق". أحببتُ فكرة أن أكون جزءاً من هذا المسلسل الذي أحبّه الناس، وتميز بحبكته غير التقليدية ومسار أحداثه غير المتوقع.
- أي دور كان الأقرب إليكِ في أعمالك الأخيرة؟
"الهرشة السابعة"، "الغرفة 207"، وأحب أيضاً دوري في فيلم "اللعب مع العيال"، لأنه مختلف تماماً ولا يشبه أي دور قدّمته من قبل. وأشعر بالحماسة الكبيرة لدوري في فيلم "شمس الزناتي" مع محمد إمام، علماً أن الفيلم لم يُعرض بعد لأننا ما زلنا في مرحلة التصوير.
- أنتِ حالياً في صدد تصوير فيلمين جديدين. هل سنرى أسماء في شخصية جديدة لم نعهدها من قبل؟
أحاول دائماً اختيار أدوار لا تشبه سابقاتها، وهذا ما أسعى إليه على الدوام. أشعر بالملل إذا قدّمت أدواراً متشابهة، ولذلك أحرص في الآونة الأخيرة على اختيار أدوار مختلفة تجعل الجمهور متشوّقاً لمتابعتها.
- ما الأدوار التي يمكن أن ترفضيها ولماذا؟
الأدوار التي تشبه بعضها، والأدوار المملّة، وتلك التي تفتقر إلى الجاذبية والتحدّي. وأثناء تصوير دور البطولة أو دور مهم، أشعر بالقلق الشديد من الأجواء السائدة أثناء التصوير، لأن هذه الأجواء تؤثر مباشرةً في أدائنا وتفاعلنا مع بعضنا البعض.
- هل أنتِ نادمة على دور معين في مسيرتك المهنية؟
أشعر طبعاً بالندم، رغم أنني لا أستطيع الإفصاح عن الدور. لماذا قبلتُ بذلك الدور يومها؟ ربما لأنني كنت صغيرة في السنّ ولا أملك الخبرة الكافية لمعرفة ما إذا كان السيناريو سينجح بمجرد قراءته. ويحصل أحياناً أن يكون السيناريو ممتازاً وكاتب النص موهوباً والمخرج مبدعاً، لكن النتيجة لا تأتي على قدر التوقعات. لستُ نادمة على أعمال لم تنجح، وإنما نادمة على أعمال نجحتْ ولكنني أتمنى لو لم أشارك فيها.
- هل تذكرين قيمة أول أجر حصلتِ عليه؟
حصلت على 7000 جنيه تقريباً حسبما أذكر. وكان ذلك قبل زمن طويل جداً.
- ما الدور الذي تحلمين بتقديمه؟
كلما قرأتُ شخصية في سيناريو، ووجدت أن هذه الشخصية صعبة ومستحيلة، فأرغب فوراً في أدائها. لكنني أحلم، ومن باب الفضول، بأداء شخصية الأميرة ديانا، رغم يقيني بأن لا شبه بيننا. أحبها وأحب حياتها والمعاناة التي رافقتها وإنما لم تغيّرها. كانت إنسانة قوية جداً لم تستسلم أمام الهجمات التي تعرضت لها، ولذلك أشعر بفضول كبير لدخول عقلها وروحها، وفهم كيف نجحت في الصمود والحفاظ على قوّتها. وأحب أيضاً قول الأمور كما هي في حكاية الأميرة ديانا من دون أي خوف أو قلق. فالفن بالنسبة إليّ هو مرادف الصدق.
- ما رأيك في ظاهرة عرض الأعمال الدرامية على المنصات الإلكترونية؟
أعتقد أن هذه الظاهرة تقرّب الأعمال إلى الناس، لا سيما أن العديد من الأشخاص باتوا يفضّلون مشاهدة حلقات متتالية من المسلسلات من دون إعلانات، فيما هم موجودون برفقة العائلة والأصدقاء. هذه الأمور باتت أسهل في المنصات الالكترونية، وأعتقد أنها ميزة إيجابية.
- إلى أي مدى تهتمين بمواقع التواصل الاجتماعي؟
المسألة مرتبطة بمزاجي. ثمة احتمال أن أردّ في الدقيقة نفسها، أو بعد مرور أيام عدة. الأمر مرتبط بمزاجي وحالتي النفسية. فإذا لم أكن قادرة على الردّ، مثلاً، أعطي التبريرات لنفسي لعدم الرد. وعندما أصبح جاهزة، أجيب على كل الرسائل التي تصلني.
- تصدّرت "الترند" مرات عدة في الآونة الأخيرة، ولا سيما بسبب حياتك العاطفية. هل أسماء جلال مرتبطة عاطفياً؟
لا، لستُ مرتبطة عاطفياً، ولا أعرف لماذا أتصدّر "الترند"، لكن يبدو أن الناس يحبّون تزويج المشاهير وخلق علاقات عاطفية لهم وما شابه.
- ما هي المواصفات المطلوبة في الشريك؟
أعتقد أن التجارب التي يعيشها الإنسان وتقدّمه في العمر يجعلانه يدرك أن هناك بعض الأمور الأكثر أهميةً من الدلع والسفر والمشاوير... يهمني كثيراً أن يسود التفاهم بيننا، وينجح الشريك في احتوائي، ويهتم بي عند نشوب خلاف، ويغمرني بحنانه. الحنان بالنسبة إليّ هو أهم صفة في الرجل.
- وما هو الشيء الذي لا يمكن أن تقبليه في العلاقة العاطفية؟
القسوة والكذب، إضافة طبعاً إلى الخيانة التي لا يمكن أحداً أن يقبلها. لا أتقبّل أيضاً الرجل الجبان الذي يخاف أن يحبني ويصالحني، ويخاف القيام بأية خطوة إلى الأمام، ويخاف أن يحارب من أجلي.
- هل أنتِ إنسانة جريئة أم خجولة؟
لستُ جريئة ولا خجولة، ولكنني لا أخجل من التعرف إلى أشخاص جدد والتكلم معهم. أنا جريئة في هذه الناحية، ولكنني في بعض الأحيان لا أملك الطاقة أو المزاج للتعرف إلى الأشخاص أو التحدّث معهم. لذلك، أستطيع القول إنني في الوسط بين الجرأة والخجل.
- هل تتّبعين آخر صيحات الموضة في الأزياء والمكياج؟
نعم، شرط أن تلائمني هذه الصيحات وتتناسب مع شخصيتي وإطلالاتي.
- تعشقين الرياضة وتمارسينها بانتظام. هل من هوايات أخرى؟
أعشق اليوغا والذهاب إلى النادي الرياضي، كما أحب الرسم رغم أنني لا أجيده كثيراً. أحب أيضاً المطالعة وكرة السلة والركوب على المزلاج. باختصار، أحب الرياضة بكل أشكالها وأنواعها. كما أهوى مشاهدة الأفلام الوثائقية وأفلام "الأكشن" التي تنطوي على الكثير من حبس الأنفاس.
- علامَ تُنفق أسماء جلال أموالها؟
أنفق أموالي على أي شيء (تضحك). أحب التسوّق مثل أية سيدة، وأحب شراء الأغراض والأكسسوارات الخاصة بالمنزل، ولا سيما الشموع بكل ألوانها وأشكالها. أحب أيضاً شراء الكتب، والعطور، والمكياج ومستحضرات العناية بالبشرة.
- ما سرّ رشاقتك؟
أذهب إلى النادي الرياضي بانتظام لممارسة التمارين الرياضية، إضافة طبعاً إلى تمارين اليوغا والرقص، وأواظب على رياضة المشي المفيدة جداً للصحة. كما أتناول الطعام الصحي عموماً. كما أتناول المشروبات الصحية التي تُذيب الدهون. إلا أن المأكولات والمشروبات الصحية لن تكفي لوحدها إذا لم تترافق مع تمارين رياضية منتظمة.
- وكيف تعتنين بجمالك؟
أحب الاهتمام ببشرتي، لا بل إنني أستمتع بالروتين اليومي للعناية بالبشرة واكتشاف مستحضرات جديدة. كما أحب تجربة الوصفات الجمالية الطبيعية الممكن تحضيرها في المطبخ. فقد كانت جدّتي تقول لي إن الخضار التي نستعملها لتحضير الأطباق (مثل الطماطم والخيار والبصل...) مفيدة أيضاً للبشرة. وقد اكتسبتُ هذه العادة منها وأعتمدها كلما سنحت لي الفرصة. لكنني أنصح النساء قبلاً بالاطّلاع على تأثيرات هذه الخضار في البشرة، لأنها قد تسبّب الحساسية أو الاحمرار. أواظب على اعتماد روتين جمالي محدّد كل صباح ومساء، ولا أتوانى عن تنظيف بشرتي باستمرار، واستخدام مستحضرات العناية المناسبة لها، وأزور طبيب الجلد بانتظام لمعرفة نوع العيوب الموجودة في بشرتي ومعالجتها.
- حلمك الذي لم يتحقق بعد؟
لقد تحقق جزء مهم من أحلامي، لكنني أطمح إلى تحقيق المزيد منها. ولا أتحدث عن النجاح المهني، وإنما عن الأحلام الخاصة بي كإنسانة. أشعر أنني بحاجة إلى فهم نفسي أكثر، والإحساس بالفرح الحقيقي، والاهتمام براحتي. أشعر بتوق كبير إلى الإحساس بالفرح الحقيقي النابع من القلب.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024