صراع الإخوة على الثروة في الدراما السعودية "بيت العنكبوت"
قصة شقيقين ينشأ بينهما صراع على المال والسلطة، ويعمي الجشع والطمع قلب الأخ الأكبر فيها، فيبيح لنفسه كل شيء من أجل الثروة، ولو كان الثمن التورّط بجريمة، ضمن الدراما الاجتماعية السعودية "بيت العنكبوت"، من كتابة محمد حنش وإخراج بهاء خداج، وبطولة: فايز بن جريس، تركي الكريديس، جبران الجبران، غادة الملا، لبنى عبد العزيز، أصايل محمد وغيرهم، والذي يُعرض على MBC1 وشاهد.
يسود الهدوء والمحبّة بيت العائلة، أو على الأقل هكذا تبدو الصورة من بعيد، لكن عندما يعطي الأب وعداً بأن العمارة التي يملكها ستكون من نصيب أول حفيد للعائلة وهو ابن فيصل، يبدأ التخطيط، ويتحول الصراع إلى عدوانية وانتقام. وضمن هذه الظروف، تعود رحمة وهي الحب القديم لفيصل للظهور في حياته مجدّداً. فكيف ستكون مسارات حياة الشخصيات؟ وما هي مصائرهم؟ ومَن هم الضحايا؟
فايز بن جريس: خلافات بسبب المال!
يشير فايز بن جريس إلى "أنها قصة بيت طبيعي كأي بيت، عشش الطمع فيه، بسبب جشع أحد الأبناء على خلفية حمل زوجة الابن الأصغر، لأن الأب وعد بأن أول حفيد في العائلة ستكون العمارة حصته، علماً أن الابن الأكبر هو الذي تعب في التأسيس، فكيف يضحّي بما تعب فيه ببساطة! ومن هنا تندلع الخلافات".
ويردف بن جريس قائلاً: "عنوان العمل هو "بيت العنكبوب"، في دلالة على أن هذا البيت بات هشّاً بعدما دبّ الخلاف بين الشقيقين اللذين يُعتبران من أعمدة المنزل بعد الأب". ويضيف: "فيصل تزوج نزولاً عند رغبة والده، وترك الفتاة التي أحبّها، من أجل الارتباط بشابة يتيمة، وعد الأب الناس بأنها ستكون زوجة ابنه، علماً أن عقله وقلبه لا يزالان متعلّقين برحمة". وفي ختام حديثه، يُثني فايز على التناغم الكبير بينه وبين الممثلين، وعلى عمل المخرج بهاء خداج.
تركي الكريديس: الجشع والطمع يملآن قلب راشد وعقله
من جانبه، يغوص تركي الكريديس في الحديث عن أعماق شخصية راشد، فيصفه بالرجل الذي لم يولد أحد بشرّه، حيث يقول: "خصلة سيئة في بني آدم، ولعلها متفاوتة بين الناس، وقد كُتب لراشد الحظ الأوفر منها، فملأ الجشع قلبه وعينه وعقله، ويعنيه فقط كيفية الحصول على المزيد من المال كمن يقول أنا ومن بعدي الطوفان". ويضيف: "عنوان المسلسل يختصر الوصف الكامل للحكاية، لأن أوهن البيوت هو بيت العنكبوت. فالإنسان قد يشعر بتأنيب الضمير إذا قهر الناس أو تجبّر عليهم، فما بالك بمَن يقهر شقيقه، الذي يسعى إلى التقرّب منه وردم الهوة بينهما؟ يستمر هذا الشخص في مسيرة الانتقام والاستغلال والتجبّر والتسلّط". ويشير الكريديس إلى أن "علاقة راشد بأخيه هي أسوأ علاقة يمكن أن نراها على الإطلاق، وعلاقته بوالده سيئة، وينتظر اللحظة التي يتوفّى فيها حتى يرثه، ولعل علاقته بوالدته هي الأصدق".
لبنى عبد العزيز: ظروف نورا أخرجت أسوأ ما فيها
من جهتها، تقول لبنى عبد العزيز عن شخصية نورا: "إنها امرأة لديها كبرياء عالٍ وطموح، تخطّط وتتعامل مع تحدياتها والصعوبات بطريقة شرسة وعنيفة، ولا ترضى بالحلول الوسط. وهي إنسانة طبيعية، لأن الإنسان مجبول من الخير والشر، وكذلك نورا، لكن خشيتها على استمرار زواجها من عدمه واستقرارها مادياً واجتماعياً أخرج أسوأ ما فيها". وترى لبنى عبد العزيز أن "للشخصية دوافع جعلتني أتعاطف معها، وأقتنع بمبرراتها، وهي تمثل الكثير من النساء اللواتي يشعرن بعدم الأمان لكونهن غير قادرات على الإنجاب".
وتعود لبنى إلى ماضي نورا، فتقول: "والدها استثمر بها، واهتم بتعليمها في أفضل المدارس لأنه أرادها واجهة في المجتمع، لكنها استغلّت هذا الاستثمار أسوأ استغلال، فقررت ألاّ تعمل بل أن تتزوج من رجل ثري لتحقق الثراء بأسهل طريقة". وتضيف أن "المرأة تعرف كيف تزرع الدوافع في نفس راشد، وهو المعروف بغيرته، كما تعرف متى تُشعل النار في داخله تجاه أهله وشقيقه".
أصايل محمد: شخصية "رحمة" نقلة نوعية في حياتي الفنية
وقفت أصايل محمد أمام الكاميرا لأول مرة من خلال الإعلانات، وتشير الى أن أول ظهور تمثيلي لها كان من خلال مسلسل "سكة سفر الموسم الثاني" قبل عامين. وتقول: "شخصية رحمة هي نقلة نوعية في حياتي الفنية، جرّبت فيها مشاهد صعبة، ولم أتوقع ان أتمكن من أدائها بهذا الإتقان". وتصف الشخصية بالبسيطة والحسّاسة، لكن المشاكل والصدمات تأتيها مجتمعةً، وهي تحاول أن تبقى إيجابية". وتضيف: "رحمة تهتم بوالدتها وبأختها الصغيرة، وهي كبُرت من دون أب، فكانت الموظفة التي تعمل وتصرف على البيت، كما تخاف على أختها التي تمر بكثير من المواقف". وتتوقف أصايل محمد عند قصة الحب التي تجمعها بفيصل، فتقول: "هي قصة بدأت من أيام الجامعة، وكانت ترى الحياة وردية من خلاله، وتجد فيه السند". وتختتم حديثها بالقول إن "حادثة تحصل في حياة فيصل، تعيدها إلى حياته، فتشتعل قصة الحب بينهما مجدّداً"، واعدةً بـ"قصة حب جميلة، سيشاهدها الجمهور".
أوس الشرقي: "بيت العنكبوت" انقلابات غير متوقعة في دراما مليئة بالمفاجآت
أما المنتج والمشرف على العمل أوس الشرقي، فيقول: "نحن أمام قصة اجتماعية تحمل أبعاداً إنسانية كثيرة، وتشهد تصاعداً في الأحداث بشكل لافت للانتباه، وتضفي الانقلابات والتحولات الموجودة فيها جواً مليئاً بالتشويق". ويشير إلى "أننا حرصنا على اختيار الممثلين المناسبين للأدوار من بين أكثر من 300 ممثل وممثلة، منهم مِن ذوي الخبرة ومنهم مَن يخوض تجربته الأولى في التمثيل"، مُراهناً على بطلَي العمل فايز بن جريس وتركي الكريديس في تشكيل ثنائي متناقض بشكل لافت للانتباه، وكذلك الأداء المميز للبنى عبد العزيز والوجه الجديد أصايل محمد التي يصف أداءها بالسلس، "وهذا سيكون مفتاح دخولها إلى قلوب المشاهدين".
ويشير الشرقي إلى أن "العمل قريب من المجتمع الشعبي البسيط، صوّرناه في سوق الذهب بالرياض، وأعتقد أنها المرة الأولى التي يتم فيها تصوير عمل درامي هناك"، مردفاً بالقول إن العمل مبني على انقلابات غير متوقعة داخل خطوطه الدرامية، ويشيد في ختام حديثه بعمل المخرج بهاء خداج، "الذي أثبت كفاءة عالية في إدارته للممثلين، وقدّمهم بشكل مختلف عن أعمالهم السابقة".
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024