مجموعة بيزانس Byzance
باريس 7 ديسمبر
تحت كرات الثلج المتساقطة بغزارة، توجهنا إلى شارع كامبون، إلى العنوان الأسطوري لدار شانيل، الذي تحول في فترة بعد الظهر إلى قصر عثماني حقيقي، لحضور النسخة التاسعة من عرض أزياء «Métiers d'Art» الذي تنظمه الدار كل سنة لتقديم التحية إلى المهن المرتبطة بالأزياء الراقية والبراعة الاستثنائية لسبع دور اشترتها شانيل Chanel عام 1997. إنها دور Lesage، وDesrues، وLemarie، وMichel، وMassaro، وGoossens وGuillet، التي تبرع كل منها في مجالها: من التطريز، إلى الريش، إلى المجوهرات الملونة، إلى الدانتيل أو الجلديات. هذه المجموعات المتوازية موجودة منذ العام 2003 وتستوحي تصاميمها كل مرة من ثقافة وفولكلور بلد مختلف، يرمز غالباً إلى شيء مهم في تاريخ دار شانيل Chanel. فبعد باريس-طوكيو في العام 2005، وباريس-لوس أنجليس في العام 2006، وباريس-لندن في العام 2007، وباريس-موسكو في العام 2008، وباريس-شنغهاي في العام 2009، قدم كارل لاغيرفيلد هذه السنة عرض باريس-بيزنطيا، فألقى الضوء على مجموعة المجوهرات الأكسسوارات التي ابتكرتها الآنسة شانيل واستوحتها من الفن البيزنطي في عشرينات القرن الماضي.
هنا، نجح المصمم ببراعة في نقلنا إلى ذلك البلد الموجود على حدود الشرق والغرب، فمزج رموز الأناقة الباريسية مع فخفخة الفن العثماني.
عند اجتياز عتبة صالون الأزياء الراقية في 31 شارع كامبون، غصنا في قلب الامبراطورية البيزنطية: الجدران مغطاة ببرق لماع ذهبي، فيما نشرت مصابيح شرقية ضوءاً جذاباً، وشعرنا برغبة في التمدد على الأرائك المغطاة بوسادات مرسومة باليد. بهجة تركية... باريس بعيدة... وقعنا تحت سحر اللون الطاغي. أبلغ كارل لاغيرفيلد الرسالة منذ البداية بقوله: "الاستيحاء ليس نسخة، وإنما نقطة انطلاق للذهاب بعيداً"... صمت، بدأ العرض: مع مرور عارضات الأزياء (علماً أن أهم العارضات في الوقت الحاضر موجودات هنا)، اكتشفنا كيف برع المصمم في إعادة إحياء الألوان القوية والظلال الذهبية للزجاجيات والأيقونات: أزرق كحلي وأزرق معدني، أرجواني، بنفسجي وأخضر عميق. أعاد المصمم ابتكار الرداءات والسترات والأثواب الفضفاضة بطريقة عصرية فائقة الأنوثة. تطريزات، وترصيعات بحجارة ملونة باليد ومغطاة بالتول، زينات للرأس، قلادات بحجم الصدر وزخارف رائعة.
توهجت بيزنطيا وعظمتها حول أسطورة الامبراطورة تيودورا لامرأة اليوم، الجذابة والساحرة. الصنادل المصنوعة باليد من قبل Massaro والمرصعة كلها بالحجارة ترافقت مع جزمات جعلت السيقان لا تنتهي مع كعاب مرصعة بالحجارة. الذهبي الرزين أضاف الدفء إلى جلد المهر والتمساح، وأعاد تاريخ بيزنطيا إيقاظ الحقيبة الكلاسيكية أو الحقيبة المدلاّة. وفي النهاية، ظهرت العارضة الهولندية، فريجا بيها، وبدت مثل امبراطورة ترتدي معطفاً أسود طويلاً، مع طلة مجنونة، وأقمشة مهيبة مثل الفوال والدانتيل والتخريمات. إنها بيزنطيا من دون أدنى شك...
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024