تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

غادة الراشد: الشغف ركيزة رؤيتي المهنية

غادة الراشد

غادة الراشد

Ana Arabia 2021

Ana Arabia 2021

معرض

معرض "تشكيلة" الرياض

خلال العقد الماضي، برزت غادة عبدالرحمن الراشد واحدةً من أبرز رائدات الأعمال في المملكة العربية السعودية، حيث لعبت دوراً محورياً في تنظيم وتنفيذ الفعاليات الحكومية والثقافية والترفيهية التي أحدثت تغييراً جوهرياً في قطاع الفعاليات بالمملكة. ومع خبرة تزيد على 20 عاماً في الإدارة والعمليات التشغيلية، نجحت غادة الراشد في ترسيخ مكانتها رائدةَ أعمالٍ متميزة، محققةً العديد من الإنجازات والنجاحات المهنية في عالم الأعمال، وهي الآن الشريك الإداري والرئيس التنفيذي لشركة Gexpo، التي أثبتت جدارتها في مجال إدارة الفعاليات وتقديم خدمات استثنائية للعملاء. في هذا الحوار، نكشف عن أسرار نجاح غادة عبدالرحمن الراشد، وطموحاتها المستقبلية، ووجهات نظرها حول النهضة الثقافية والاقتصادية التي تشهدها المملكة.

- مَن هي غادة الراشد؟ نود أن نعرف المزيد عن مسيرتكِ في عالم الأعمال، ما الذي دفعكِ لتصبحي رائدة أعمال، وما هي الإلهامات التي شكّلت مساركِ المهني؟

غادة عبد الرحمن الراشد، شريك مؤسّس ورئيس إداري تنفيذي في شركة Gexpo، أدير مشاريع وفعاليات تخطّت الحدود التقليدية لأكثر من عشرين عاماً. بدأتُ رحلتي في عالم الأعمال بدافع الشغف والرغبة في إحداث تغيير إيجابي بعد أن تأثرتُ بمحيط أسرتي، وخصوصاً والدي الذي كان دائماً مثالاً في العمل الجاد والابتكار. هذه البيئة المحفّزة جعلتني أُدرك أهمية الاستقلالية والمبادرة الشخصية في الأعمال، وزرعت في نفسي روح التطوير، وأهّلتني للمشاركة في إطلاق وإدارة مجموعة واسعة من المشاريع.

ومع مرور السنين، صقلتُ مهاراتي في التخطيط الاستراتيجي وإدارة الفرق الكبيرة، مسترشدةً دوماً بشغفي لتقديم خدمات فريدة من نوعها وخلق تجارب ذات تأثير دائم في قلوب العملاء. هذا الشغف هو الوقود الذي يحفّزني كل يوم، وهو الركيزة الأساسية في بناء رؤيتي المهنية وما أتطلّع إليه في مستقبل مهنتي.

- كيف توازنين بين مهامك كشريك مؤسّس ورئيس تنفيذي لشركة Gexpo ومشاريعك والتزاماتك الأخرى؟ ما هي أساليبك في إدارة الوقت والموارد للحفاظ على التوازن والفعالية في مختلف مسؤولياتك؟

إن إدارة التوازن بين مهامي في شركة Gexpo والتزاماتي الأخرى تتطلب مني تنظيماً دقيقاً ومرونة عالية. أعتمد بشكل أساسي على ترتيب أولوياتي بوضوح وتفويض المهام بفعالية إلى فريق عملي الذي أثق فيه. طوال مسيرتي المهنية، تَعَلّمتُ أن النجاح لا يكمن فقط في القدرة على العمل الشاق، وإنما في القدرة على بناء فريق قوي يمكن الاعتماد عليه. هذا بالإضافة إلى استخدامي البرامج المتطوّرة التي تساعد على ترتيب الجدول الزمني للمشاريع ومواعيدها النهائية. كذلك أحرص على تخصيص وقت للراحة والتجدّد الذهني والجسدي، لأن الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة الشخصية أمرٌ ضروري للإبداع والحيوية. كما أن الاستثمار في تطوير الذات وتعلّم مهارات جديدة يساعداني على التعامل مع التحديات المتجدّدة بفعالية وكفاءة.

- أنتِ رائدة بارزة في قطاع الفعاليات وعضو لجنة الفعاليات في غرفة الرياض، ما الذي يجعل Gexpo تبرز بين شركات إدارة الفعاليات في المملكة؟ وما هي العوامل التي ساهمت في نجاح الشركة وتميّزها في السوق؟

ما يميز Gexpo عن غيرها من شركات إدارة الفعاليات في المملكة هو نهجها المتكامل الذي يجمع بين الفهم العميق للثقافة المحلية والإبداع في تقديم التجارب، بالإضافة إلى التبنّي المستمر للتقنيات الحديثة والأساليب المبتكَرة في تنظيم الفعاليات. نحن في Gexpo نؤمن بأن كل فعالية هي فرصة لخلق تجربة فريدة من نوعها، وهذا ما يدفعنا دائماً لتقديم أفضل ما لدينا.

أعتقد أن العوامل المحورية التي ساهمت في نجاح Gexpo وتميّزها في السوق تتلخّص في ثلاثة جوانب رئيسية، هي: قدرتنا على الابتكار والتكيّف مع متطلبات السوق المتغيّرة، حيث إننا نتابع باستمرار أحدث الاتجاهات في قطاع الفعاليات والمعارض والمؤتمرات ونحرص على دمجها في مشاريعنا، مما يجعلنا دائماً في طليعة الشركات الرائدة في هذا المجال، إضافة إلى التزامنا الصارم بالجودة في كل جوانب عملنا، لأننا ندرك أن كل تفصيل في الفعالية يساهم في خلق تجربة لا تُنسى للمشاركين. لذا، نحرص على تقديم خدمات تنظيمية عالية الجودة تتجاوز توقعات عملائنا. وأخيراً، قدرتنا على تخصيص الفعاليات وفقاً لاحتياجات كل عميل واهتماماته. فنحن نعمل بشكل وثيق مع عملائنا لفهم متطلباتهم الخاصة وتقديم حلول مبتكَرة تلبّي هذه الاحتياجات بشكل مثالي.

- كونكِ عضواً في لجنة الفعاليات بغرفة الرياض، ما هي العوامل والتغيّرات المتوقعة التي ستشكل مستقبل صناعة الفعاليات في المملكة العربية السعودية؟

يتجه مستقبل قطاع الفعاليات في المملكة العربية السعودية نحو تغييرات جوهرية، مدفوعة بعوامل متعددة وأرقام اقتصادية مُشجِّعة. بناءً على آخر الدراسات والإحصاءات التي تم نشرها أخيراً، من المتوقع أن تصل قيمة هذا القطاع إلى 17.6 مليار دولار بحلول عام 2031، مقارنةً بـ 6.1 مليار دولار في عام 2021، بمعدل نمو سنوي مركّب يبلغ 8.7 في المئة. هذا النمو مدعوم بشكل رئيسي بالاستثمارات الضخمة في البنية التحتية بقيادة ولي العهد صاحب السمو المَلكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، الذي أطلق العديد من المشاريع العملاقة التي تدعم سياسة التنوع الاقتصادي وتتوافق مع أهداف رؤية 2030.

فمنذ بداية عام 2023، حقّقت السعودية مكاسب اقتصادية مهمة ونجحت في استضافة عدد من المؤتمرات والفعاليات الدولية التي نتج منها بناء تحالفات وتكتلات اقتصادية مع أكبر البلدان حول العالم. من أبرز هذه المشاريع، فوز السعودية باستضافة معرض "إكسبو 2030"، وهو إنجاز تاريخي يعزّز مكانة المملكة على الساحة الدولية. كذلك، استضافت المملكة عدداً من المؤتمرات والمنتديات والفعاليات الاقتصادية الدولية، أبرزها: أسبوع المناخ، وفعاليات يوم السياحة العالمي، والنسخة السابعة من أعمال مبادرة "مستقبل الاستثمار"، التي شهدت حضوراً كبيراً من القيادات والمسؤولين والرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات حول العالم.


- كيف تساهم الفعاليات في تعزيز التبادل الثقافي والمشاركة المجتمعية، وكيف ينعكس هذا الجانب على تخطيط فعالياتك وتنظيمها؟

نسعى دائماً إلى تنظيم فعاليات تساهم في تحقيق وتعزيز التبادل الثقافي والمشاركة المجتمعية من خلال دمج العناصر الثقافية المحلية والدولية في برامجنا. حيث إن الفعاليات الثقافية تلعب دوراً مهماً في تنمية المجتمعات المحلية على صعد عدة، مثل تعزيز الهوية الثقافية من خلال تعميق الانتماء الى الثقافة المحلية وزيادة الوعي بالتراث الثقافي، ودعم الاقتصاد المحلي عبر توفير فرص عمل والاستفادة من الخدمات والمرافق المحلية، مما يدفع عجلة الاقتصاد ويعود بالنفع على سكان المنطقة. كما أن التبادل الثقافي والمجتمعي له أثر إيجابي في تعزيز السياحة من خلال جذب السيّاح إلى المنطقة، مما يدعم صناعة السياحة المحلية ويوفر الدخل للمجتمع المحلي.

ولا يمكننا إغفال دور الفعاليات الثقافية كوسيلة لتعزيز التعليم من خلال نشر المعرفة حول التراث والثقافات المختلفة، التي تساعد على تحسين مستوى التعليم في المنطقة.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  تموز 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077