تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

هيلين بوليت دوكيسن: نبحث عن أشخاص حقيقيين ليرووا قصص Boucheron وقيمها

تشتهر Hélène Poulit-Duquesne، الرئيسة التنفيذية لـ Boucheron، بقيادتها الحكيمة في عالم المجوهرات الفاخرة. وتحت إشرافها، تواصل "بوشرون" تجاوز الحدود ووضع معايير جديدة للأناقة والابتكار. إن الإطلاق الأخير لأحدث مجموعة من المجوهرات الراقية Or Bleu، هو بمثابة شهادة على التزام الدار بالتميز والإبداع.

تمثل المجموعة الجديدة ذروة حِرفية Boucheron وتراثها، حيث تعيد تصوير الزخارف التقليدية بلمسة عصرية. تعكس كل قطعة في المجموعة تفاني القيّمين في الحفاظ على تراث Boucheron مع احتضان الجماليات والتقنيات الحديثة. بصفتها الرئيس التنفيذي، أشرفت على مزيج سلس من التقاليد والابتكار، مما يضمن تردّد صدىكل إبداع مع الجمال والرقي الخالد. إليكِ تفاصيل خاصة عن هذه المجموعة من خلال هذا اللقاء الشيّق الخاص مع Hélène.


- كيف تؤثر تجربتك الشخصية ورؤيتك كرئيس تنفيذي في اتجاه العلامة التجارية؟

نحن نبحث عمّا نريد أن نرويه كقصة، ونحدّد هذا النوع من الشعار لأننا أكثر الوسائط الفرنسية أناقة وتطوراً، مما يعني أننا نعتمد على عنصرين مختلفين.الأول هو أن لدينا بيتاً تراثياً من فرنسا و 166عاماً من التاريخ. فهذه هي الأرض التي زرعنا فيها، وهذا هو السبب. نحن علامة تتميز بالابتكار والإبداع، لأن FrédéricBoucheron نفسه كان مبتكِراًفي غاية الأهمية.

أما العنصر الثاني فهو عندما نتحدث عن الأسلوب، أقول دائماًإن Boucheron ربما تكون العلامة التجارية الأكثر ثقافةً على غرار Chanel. كما أن هناك رابطاً مغلقاً بيننا وبين الأزياء الراقية، لأن FrédéricBoucheron كان ابناً لتاجر أقمشة. إذاً، هناك تاريخ أسلوبي ضخم، فقد تأثر المؤسّس بالطفولة وكل الأقمشة والجانب الثقافي.

ولا يمكننا أن ننسى أمراً مهماً جداً، وهو أننا على الأرجح العلامة التجارية الأكثر حيويةً من حيث المجوهرات، لأننا نسعى دائماً الى التفرّد.

وأعتقد أن في قيم العلامة التجاريةشيئاً مهماً، هو قربنا من عملائنا. نحن بشكل عام متعاطفون مع العلامة التجارية ومتفائلون جداً. وهذا يعني الكثير لنا، ليس فقط بالنسبة الى الموظفين، ولكن أيضاًلناحية الطريقة التي نتعامل بها مع عملائنا.


- تتمتع Boucheron بتاريخ غني من الابتكار والإبداع. كيف تواصلين أنتِ وفريقك تجاوز الحدود من خلال مجموعات جديدة مثل Or Bleu؟

أعتقد أنني وClaireChoisneالمديرة الإبداعية في الدار مهووستان بعمليات الابتكار. نشعر أن مهمتنا تتمثل في دفع الحدود وتحريك السوق،لأن أسواقنا والمنافسة فيها هي تقليدية إلى حد ما، وذلك مرتبط بشخصياتنا.لذلك فالأمر بالنسبة إلينا سهل جداً، لأننا نشعر أن من واجبنا القيام بذلك. إضافة الى أن FrédéricBoucheron كان الأكثر ابتكاراًوإبداعاًفي عصره، إذ كان يفوز بأعلى المراتب خلال المعارض العالميةفي ذلك الوقت. لذا من السهل علينا أن نحترم الماضي وما فعله Frédéric في عصره من خلال الاستمرار في دفع الحدود.

نحن نعلم أننا سنموت بعد 160عاماً، لكن Boucheronستبقى على قيد الحياة. لذلك، من واجبنا تجاوز هذا الاتجاه من جيل إلى جيل. لكن في الوقت الحالي، علينا أن ندفع العلامة التجارية للتحرّك نحو الأفضل.

- هل يمكنك مشاركة الإلهام والرؤية الإبداعية وراء مجموعة Or Bleu؟ ما الذي يجعل هذه المجموعة فريدة من نوعها؟

Or Bleu هي مجموعة رائعة حقاً، لأن Claire تريدها أن تتحدث عن الماء، فهو ثمين وهي مهووسة بالطبيعة. لقد كانت تنمو في الأرض القريبة من البحر، لذلك أرادت التحدث عن الأمر وقرّرت الذهاب إلى أيسلندا، فانطلقت في رحلة وطلبت مني أن أنضم إليها، ورافقتها إلى أيسلندا حيثكنا نعمل ونرى الأمور من منظور واحد.

تكرّس Claire Choisne مجموعتها الجديدةCarte Blancheللماء، هذا المورد الحيوي والثمين. مجموعةOr Bleuليست مجرد مجموعة من المجوهرات الراقية، بل هي قصيدة تُخلّد ذكرى الماء. استمدّت Claireإلهامها من مياه أيسلندا الغزيرة والنقية. ففي اندفاع الشلال، رأت عقداً من الألماس. وفي اندفاع الأمواج، تجسّدت مجوهرات للكتف. ومن قلب الجليد، انبثق سوار من الكريستال الصخري وكأنه منحوت من مرور الماء عبر العصور. مرّةً أخرى، تتجاوز الدار حدود الإبداع بجرأة مع هذه الانطباعات الطبيعية للألوان، والملمس، والتدفّق، والانعكاسات، وشفافية الماء. فهذه القطع الراقية من المجوهرات تبدو كلقطات من الطبيعة، مجمّدة في حالتها الأكثر نقاءً وصفاءً. في هذه المجموعة، تأسر Boucheron جمال الماء في 26 قطعة من المجوهرات الراقية.


- كيف تضمن Boucheron الاستدامة والممارسات الأخلاقية في صناعة المجوهرات الراقية مثل Or Bleu؟

النقطة المهمة هي أننا كنا نعمل على الاستدامة بشكل مكثّف على مدى السنوات السبع الماضية. حتى أننا أطلقنا منذ عامين تقريراً ثميناً للمستقبل، عن كل ما قمنا به فيما يتعلق بالاستدامة.لذا فالأهم بالنسبة الى علامتنا هو العمل على الذهب والماس والأحجار الكريمة، لأنه مستدام في جوهره. في الطريقة التي نستخرج بها المواد الخام، هناك العديد من نقاط التحسين التي يتعيّن علينا معالجتها. لذلك نحن منذ عام 2020 حتى الآن، نستخدم الذهب المستدام فقط.

كما تمكّنا من إطلاق إمكانية التتبع الكامل للألماس، والألماس المركزي، من خلال تقنية مثيرة للإعجاب من شركة خارجية، لديها تكنولوجيا أخرى لضمان ذلك من الخام إلى الماس الذي يزيّن خاتمك. لذلك، نحن في صدد القيام بذلك بالنسبة الى الأحجار الصغيرة جداً.

أما الجزء الأخير والأصعب فهو الحجر الملوّن، لأننا ربما نستخدم 0.1 في المئة مما يتم استخراجه في العالم،ونختار فقط المنتجات الكبيرة والأعلى جودةً. ويتم استخراج الحجر الملوّن من 46 دولة مختلفة في العالم.

- صفي لنا المجموعة بثلاث كلمات؟

شعرية، مبتكَرة للغاية، وهادئة.

- الى أي نوع من النساء تتوجّه هذه المجموعة؟

هي بالفعل مجموعة رائعة، وستحبّها كل مُعجبة بالفن المعاصر. تتميز المجموعة بنَفَس إبداعي وروحي وعاطفي جداً.

- هل تواجهون تحديات في إيجاد الحجارة الفريدة؟

نعم، الأمر صعب للغاية. والسبب هو أن الاستخراج من الأرض تراجع وأصبح قليلاً، وقد ارتفع السعر في السنوات العشرين الماضية.لذا من الصعب العثور على الأحجار الفريدة. وأعتقد أن فيروس كورونا ربما أدى إلى تفاقم الوضع،لأن في الواقع يجب أولاً استخراج الحجارة ثم قطعها، و99 في المئة من عمليات القطع في العالم تتم في الهند.

وعندما أُصيب العمال الذين كانوا يقطعون الحجارة في الهند بفيروس كورونا، عادوا الى قراهم ومارسوا مهناًأخرى، كما هو الحال في فرنسا. كما أن عملية العثور على الأحجار الكريمة مُكلفة جداً. في الحقيقة،نذهب أنا وClaireفي شهر كانون الثاني (يناير)من كل عام إلى أريزونا لشراء الأحجار، وهو أهم معرض في العالم.

- هل تؤمنين بصيحات في عالم المجوهرات؟

نحن نعرف أن الصيحات موجودة في عالم الموضة، نعم هناك اتجاه أيضاً في عالم المجوهرات.

- هل يتم تطبيقه في عالم المجوهرات الراقية؟

أعتقد أن الاتجاهات في عالم المجوهرات الراقية طويلة الأمد. نسعى في Boucheron الى أن نكون صانعي وواضعي الاتجاه.

- ما رأيك في العلامات التجارية التي يختار معظمها سفراء لمجموعاتهم أو للدار؟

أعتقد أنه أمر مهم جداً، والطريقة التي نفعل بها ذلك في Boucheron مختلفة قليلاً عن بعض العلامات التجارية الأخرى. إذ قرّرنا من البداية أنه لا ينبغي أن يكون للعلامة وجه دولي كبير واحد فقط، بلخصوصيات محلية. لذلك لدينا العديد من السفراء، أصدقاء العلامة التجارية في مختلف البلدان. من ناحية أخرى، نحن نركّز على العمق الذي يتمتع به الأشخاص الذين يمثّلون العلامة. لا نريدها وجهاً جميلاً فحسب، بل عليها أن تروي قصة، وهذا يتناسب مع قيمنا. نريد أشخاصاً حقيقيين لكي يرووا قصصنا وقيمنا.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079