تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

Maram Douzi تجمع الــ"لايف ستايل" بالطب على "تيك توك"

مرام دوزي

مرام دوزي

مرام دوزي

مرام دوزي

بين الطبّ وصناعة المحتوى الهادف، تعمل الشابة التونسية مرام دوزي على نقل ثقافتها وتجاربها في الحياة، التي اكتسبتها من خلال سفراتها المتكرّرة منذ الطفولة لأكثر من دولة، فمن تونس إلى إيطاليا وصولاً إلى ألمانيا وغيرها من بلدان العالم، كل ذلك ساهم في انفتاح مرام على الثقافات المختلفة، وفي تعزيز ثقتها بنفسها وطَبْع شخصيتها الإيجابية التي تعكسها بكل سلاسة لأكثر من مليوني متابع عبر صفحاتها في السوشيال ميديا.

قد تبدو المواضيع والأفكار التي تطرحها مرام دوزي عبر تطبيقات "تيك توك" و"إنستغرام" و"سناب شات" عادية، ولكنها في الأصل تحمل الكثير من الطاقة الإيجابية والأفكار التثقيفية.

السوشيال ميديا وتأثيرها في التغيير الجريء

وعن بداياتها في هذا المجال، تقول مرام: "أنا كامرأة عربية عاشت طفولتها ومراهقتها في بلد عربي، ومرت بالكثير من التجارب والمواقف الصعبة، كنت أشعر دائماً بأن المجتمع يدفعنا كنساء عربيات لنكون بلا صوت، وأن نكون موجودات فقط ضمن حدود معينة مرسومة لنا، ولكنني كنت محظوظة بأن توافرت لي الإمكانيات والوسائل اللازمة لأسافر وأتعلّم وأكتسب المزيد من الثقافات والخبرات وأن أطوّر نفسي باستمرار، وتضيف: "أنا أعلم أن هناك سيدات كثيرات لا يمتلكن القدرة لخوض تجارب مختلفة كي يدركن قوّتهن وحجم الأشياء التي يمكن أن يحققنها أو يحصلن عليها في الحياة. وهناك أيضاً الكثير من الفتيات ليس لديهن الفرصة للتعبير عن آرائهن أو لعيش حياة مختلفة عن المقاييس التي رسمها لهنّ المجتمع، كل ذلك دفعني لدخول عالم السوشيال ميديا لأشجّع أي شابة على التغيير وأن تكون جريئة وواثقة بنفسها، فلا حدود أمامها سوى تلك التي تضعها بنفسها لنفسها".

التنمّر وتطوير الذات يحتاجان إلى القوة

وعانت مرام دوزي في مراهقتها من التنمّر فكانت ضعيفة وخجولة ولا تمتلك الثقة بالنفس، ولكنها طوّرت من نفسها وباتت تتمتع بالكثير من الثقة والقوة والإيجابية، وتقول: "التنمّر والتعليقات الجارحة لم تعُد تؤثر فيّ، لأنني أدركت أن رأي الناس هو انعكاس لما في داخلهم، وأي تعليق جارح فهو يشرح أشياء عنهم وليس عني".

وتحدثت الشابة عن تجربتها في السوشيال ميديا وما تضيفه الى حياتها كطبيبة، قائلةً: "يختلف الأمر بحسب طريقة استخدامنا للتطبيقات، إذ يمكن أن تكون الإضافة مضرّة أو مفيدة، بحسب نوعية المحتوى الذي نقدّمه. شخصياً، أحاول أن أتفاعل مع كل محتوى يضيف لي شيئاً ما، وأسعى لفعل ذلك في صفحاتي على أمل أن أقدّم معلومة جديدة أو تجربة مختلفة". وتؤكد مرام: "لا أنوي ترك الطب، فهو شغفي الأساس في الحياة، وليس فقط مهنة ومصدر للمال بالنسبة إليّ، بل رسالة وخدمة أقدّمها للعالم. يمكن في المستقبل أن أستخدم السوشيال ميديا كوسيلة لأمارس الطب بشكل أفضل وليكون تأثيري أكبر في هذا المجال".

محتوى يجمع بين علم النفس وطبّ البشرة

وتوضح مرام: "بصفتي طبيبة، أهتم بمجالين: الأول علم النفس والثاني طبّ البشرة، وأحاول دائماً أن أشارك مواضيع تتناول هذين الموضوعين وأركّز أيضاً على محتوى الـ"لايف ستايل" لأنه يلخص كل شيء أقوله من نصائح حياتية وطبّية وصحية، فما أقوله هو في الحقيقة انعكاس لنمط حياتي وما أعيشه في الواقع".


وتوجّه الشابة التونسية بحسب خبرتها بعض النصائح لمن يفكر في دخول عالم السوشيال ميديا، فتقول: "يجب أن يتمتع أي شخص بالثقة بالنفس والثقة الكاملة بما سيقدّم، والقدرة لبناء مناعة ضدّ السلبيات والانتقادات الجارحة، لا سيما أننا نعيش في زمن مليء بالزيف والأقنعة. وأنصحه أيضاً بأن يكون على طبيعته لأنها الطريقة الوحيدة لبناء علاقة سليمة مع المتابعين"، وتضيف: "يجب أن يعلم الشخص مسبقاً أنه سيواجه منتقدين، وهذا أمر طبيعي، وأنصحه بالاستفادة من الانتقادات الإيجابية والبنّاءة وتحويلها إلى فرص لمراجعة النفس وتطويرها لأفكار جديدة".

السوشيال ميديا مسؤولية كبيرة

وتشير مرام دوزي إلى "أنني كعنصر مؤثر على السوشيال ميديا، ممتنة لعدد متابعيّ، وهذا يحمّلني مسؤولية كبيرة لأن المحتوى يتابعه الآلاف من مختلف الأعمار، لذلك أسعى دائماً لأن أعيش حياة غنية بالتجارب والأحداث والأفكار، وأحاول كل يوم أن أتعلّم شيئاً جديداً وأطوّر من نفسي، لأقدّم مثالاً يُحتذى به لمتابعيّ"، وتضيف: "أنا في حياتي الشخصية إنسانة إيجابية جداً، وسعيدة بأن ينعكس هذا الأمر على المتابعين، لأنني أعتقد أن ما من تأثير أهم من أن تحسّن في حياة شخص ما ولو بمقدار بسيط، لذلك أحاول في المستقبل أن أتناول مواضيع وقضايا إنسانية تتعلق بالمرأة العربية، لأن هناك الكثير من المواضيع التي يجب تسليط الضوء عليها وتغييرها ليكون للجميع الفرص نفسها".

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079