الإبداع والاستدامة في Red Sea Fashion Week 2024
احتضنت شواطئ جزيرة أمهات في منطقة البحر الأحمر، وتحديداً منتجع "سانت ريجيس"، فعاليات "أسبوع البحر الأحمر للموضة" Red Sea Fashion Week، الذي نظّمته هيئة الأزياء السعودية على مدى ثلاثة أيام بين 16 و19 أيار (مايو)، وسط حضور كثيف من المهتمين بقطاع الأزياء محلياً وإقليمياً وعالمياً. ويُعدّ هذا الحدث من أبرز مبادرات الهيئة لتعزيز هذه الصناعة ودمجها في السوق العالمية، ليكون قطاع الأزياء في المملكة حاضراً في المحافل الدولية ذات العلاقة بالموضة، ولاعباً رئيسياً على الصعيد العالمي. وكان عرض الأزياء الختامي حدثاً استثنائياً، حيث امتزجت أشعة الشمس الدافئة بشكل متناغم مع الأمواج الهادئة والرمال الذهبية للبحر الأحمر، لتزيد من روعة هذه التجربة المميزة التي قدّمها أسبوع الموضة في البحر الأحمر.
يُعدّ أسبوع الموضة في البحر الأحمر حدثاً رئيسياً يسلّط الضوء على مجموعة ملابس المنتجعات، ويؤكد أهمية التطوير المستمر ويشكّل خطوة نحو تسريع منظومة الأزياء في المملكة. وقد قدّم الحدث خطوط ملابس جديدة مصمَّمة خصيصاً لأسلوب حياة المنتجعات والوجهات الصيفية، مما أضاف بعداً جديداً إلى مشهد الموضة في المملكة. وقد أرادت هيئة الأزياء السعودية صياغة منصة تجسّد التواصل بين الثقافات وتحتفي بالإبداع من خلال تنظيم أسبوع الموضة الأول في البحر الأحمر. ولا شك في أن الحدث الثقافي يجسّد التزام الهيئة الثابت بدفع صناعة الأزياء في المملكة إلى الأمام، وتعزيز بيئة جاذبة تلتقي فيها المواهب السعودية مع شخصيات وكيانات دولية، ذات سمعة وخبرة في مجال الموضة وصناعة الأزياء، وفق خطة واضحة وجدول زمني مُعدّ بعناية، ومجموعة متميزة من العلامات التجارية السعودية والعالمية، القادرة على تزيين المنصّات وصالات العرض المحلية والإقليمية والدولية. كما أن الاستراتيجيات والخطط التي تعمل الهيئة وفقها، تهدف بشكل أساس إلى تنمية المواهب المحلية ودمجها مع الساحة الدولية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
اليوم الأول
تم افتتاح "أسبوع البحر الأحمر للموضة" بعرض مميز للمصمّمة السعودية تيما عابد، تحت اسم "البحر الأحمر"، وهو مستوحى من البحر والحياة النابضة بداخله، بالإضافة إلى العلاقة بين البحر والرمال بما فيها من تكامل وتناقض في الوقت نفسه. وقد أبدعت تيما في مزج الأصالة باللمسات المعاصرة في مجموعة مميزة ركزت أيضاً على الاستدامة التي تُعدّ موضوعاً رئيساً للحدث. تضمّنت المجموعة عدداً من الفساتين الراقية التي مزجت البلاستيك مع الأقمشة الفاخرة، فيما برز في تصاميم أخرى استخدام البلاستيك عوض الأحجار الكريمة في التطريز. كما استُخدم البلاستيك في الإكسسوارات، فظهرت العارضات بأقراط على شكل قطع من مخلّفات البلاستيك.
وقالت تيما عابد لمجلة "لها" إن العرض فرصة مهمة لها من هيئة الأزياءالسعودية. وكان تحدّياً بالنسبة إليها أن تفتتح فعاليات أسبوع الموضة في البحر الأحمر، وحرصت على استلهام التصاميم من الطبيعة والرمال والبحر، واستخدمت اللون الأبيض في معظم التصاميم. وأضافت: "استغرق العمل على هذا العرض أربعة أشهر، لأنه مختلف تماماً وكان لا بدّ من ابتكار أفكار جديدة تناسب المكان المميز في البحر الأحمر".
اليوم الثاني
شهد اليوم الثاني من أسبوع الموضة في البحر الأحمر عرضاً لملابس البحر من علامة Eau Swim، حيث قُدّمت بدلات من قطعة واحدة لملابس البحر، في أول عرض من نوعه داخل المملكة وشاركت فيه عارضات عالميات. اتصفت المجموعة بالبساطة والكلاسيكية وتوسّع لوحة الألوان التي مالت الى الألوان الأساسية مثل الأحمر والأخضر والأزرق والأبيض والأسود، إضافة إلى الظلال الحيادية الدافئة.
وأشارت ياسمين، مؤسِّسة العلامة، إلى أنها حاولت من خلال تلك التصميمات إظهار ملابس السباحة الأنيقة التي تمثّل العالم العربي. ولا شك في أن عرض ملابس السباحة في المملكة هو لحظة تاريخية، لأنها المرة الأولى التي يُنظّم فيها مثل هذا الحدث.
العرض الثاني كان للمصمّمة السعودية سارة التويم التي قدّمت مجموعتها المستوحاة من البحر الأحمر وعالم الصيّادين في السعودية وأزيائهم القديمة والحديثة بجانب اللؤلؤ وتجارته. وقد سيطر اللون الأبيض على المجموعة للإيحاء بالنقاء والأنوثة والطابع الصيفي. كما تميزت المجموعة بالقصّات الكلاسيكية والجمالية الجذّابة التي تسعى بها المصمّمة الى تقديم تصاميم خالدة ومعاصرة للمرأة الأنيقة. وقد جمعت التصاميم بين الفخامة والحداثة من دون التخلّي عن اللمسات التراثيّة التي تمّ تقديمها بأسلوب مميّز وبخامات انسيابيّة وقصّات مُريحة.
أما ختام اليوم الثاني فكان مع عرض للمصمّمة السعودية ياسمينة قنزل لعلامتها Yasmina Q التي تحتفي بمفهوم الاستدامة وممارستها النبيلة المُنصبَّة في تصميم ملابس نسائية مصمّمة بعناية واهتمام مع دعم المجتمعات الحِرفية، ومبنية على استخدام المواد الصديقة للبيئة.
اليوم الثالث
افتُتحت فعاليات اليوم الثالث واﻷخير من أسبوع الموضة في البحر اﻷحمر بعرض ملابس البحر للمصمِّمة المصرية هادية غالب، التي قدّمت مجموعة من ملابس السباحة المميزة بطبعات جذّابة وألوان نابضة بالحياة وجريئة، وتضمنت العديد من القطع المناسِبة للمحجّبات.
أما العرض الثاني فكان لعلامة Niluu التي تركز على الفخامة والاستدامة. وتميّزت المجموعة المصنوعة من الحرير بطبعات استوائية وتصميمات مريحة ومتنوعة، وغلبت على المجموعة ظلال اﻷخضر المختلفة.
والمجموعة اﻷخيرة كانت لعلامة Rebirth للمصمِّمة السعودية تالا أبو خالد والتي حملت الطابع البوهيمي، حيث تهدف العلامة إلى إعادة تقديم اﻷشكال التقليدية في تصميمات عصرية مبتكَرة، وتميزت غالبية قطع المجموعة بألوان محايدة.
وعلى هامش "أسبوع الموضة في البحر اﻷحمر"، خصّصت هيئة اﻷزياء السعودية قاعة عرض للعديد من المصمّمين السعوديين الشباب ضمن مشروع 101 مصمّم سعودي، تنوعت بين قطع اﻷزياء واﻹكسسوارات والعطور.
ومع اختتام فعاليات هذا الحدث، أكّد بوراك شاكماك، الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء السعودية، أن هذه الفعالية كانت ناجحة وحققت أهدافها، استناداً على ردود فعل الحضور وضيوف الحدث المتخصّصين في مجال الموضة وصناعة الأزياء، إلى جانب التفاعل الكبير واللقاءات والنقاشات الجانبية التي شهدتها أيام هذا الأسبوع، حيث كان المصمّم السعودي والمصمّمة السعودية وأسواق الموضة المحلية المحور الرئيس في هذا الحدث العالمي، لا سيما وسط الجمال الأخّاذ لمنطقة البحر الأحمر وما تضمّه من جزر خلاّبة، مما زاد هذا الحدث الثقافي والاقتصادي المهم تألقاً وتميزاً.
يُذكر أن هيئة الأزياء تنظّم إلى جانب هذه الفعالية العالمية فعاليات أخرى، من شأنها الذهاب بقطاع الأزياء السعودي إلى آفاق واسعة على الصعيدين المحلي والعالمي، من خلال التعريف به كهوية وثقافة عريقة ينبغي لها الوصول الى مختلف أنحاء العالم، وتمكينه بصفته سوقاً مهمة على مستوى صناعة الأزياء والموضة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024