راغب علامة: أنا رئيس لجنة تحكيم Arab Idol وسأبقى!
هو علامة فارقة استطاعت أن تتميز وتسطع على مدى ثلاثين سنة. علامة طبعت أجيالاً متتالية بفنها حتى أصبحت ماركة مسجلة اسمها راغب.
ماركة غير قابلة للتقليد لسهولتها الممتنعة. هكذا أصبح راغب، علامة صعبة أحبها الكبار كما الصغار وتماهى بها الشباب.
ذكي، أنيق ومتحدث لبق. في عينيه شرارة، وابتسامته لا تفارق محياه. إيجابيته في الحياة مكنته من تخطي جميع الصعاب التي مر بها مذ كان صغيراً يتخبط في المجهول.
يمارس أبوته المسؤولة بعقلانية وكثيرٍ من الحب. يستهويه العمل السياسي على الرغم من أنه لا يريد الترشح للانتخابات النيابية في لبنان.
هو راغب علامة، الرجل الذي ينتزع الحق من فم التنين. فتح قلبه وأجاب عن كل ما يجول في خاطرنا. فماذا قال عن Arab Idol ولجنة التحكيم فيه؟ وعن هيفاء ومايا دياب وملحم بركات؟ وعن حياته الشخصية وأولاده؟ وعن طفولته وتربيته وأهله؟
- ما رأيك بـ Arab Idol هذا الموسم؟
أجمل بكثير من الموسم الماضي وانطلاقته كانت «صاروخية»، بسبب كل التغييرات الإيجابية التي أضافت إلى البرنامج وجعلته أقوى.
هو جذاب بحلته الجديدة، من دون أن ننسى أن نجاح الموسم الأول هو الأساس وكان له أثر إيجابي على أصحاب المواهب الذين تقدموا بالآلاف لأداء التجارب.
- ما رأيك في الأصوات هذه السنة؟
الأصوات المشاركة لا يمكن وصف جمال خاماتها، هي جميلة جداً ووجدنا صعوبة كبيرة في الاختيار واستبعاد بعضها. ستستمعون إلى أصوات فعلاً جميلة.
- ونانسي؟ أثرت إيجاباً؟
بالطبع. نانسي نورت هذا الموسم وأثرت إيجاباً، بالإضافة إلى أننا أصبحنا، كأعضاء لجنة التحكيم، أكثر خبرة ودراية، وهذا الأمر ينعكس إيجاباً على مسار حلقات البرنامج.
- كيف تصف علاقتك بأحلام؟
جيدة جداً هذه السنة.
- بعد دفاعها عنك في وجه كل ما ساقه ملحم بركات من هجوم وانتقادات في حقك، تحسنت العلاقة بينكما؟
علاقتي بأحلام لا دخل لها بما حصل مع ملحم بركات حتماً. وكلام حق أقوله وأعترف به أمام الجميع، أنا لا أعير ما قاله ملحم أي اعتبار.
- كيف تفسر ما قيل إذاً؟
جل ما في الأمر في نظري أن بركات كان يبحث عن موضوع يثيره أو كلام يقوله في الإعلام ولم يجد، فأدلى بدلوه علي وعلى الآخرين.
شخصياً، أراه عالقاً في زمنٍ مضى، أو كما يقول المثل الشعبي «بعدو بالدقة القديمة». كلامه بالنسبة إلي يعادل كلام شخصٍ يطلب مني ارتداء شروال (بنطال من التراث اللبناني). هذا هو المنطق الذي يطالب بتطبيقه على الأغنيات.
كأني به يقول «يا لبنانيين لماذا ترتدون الجينز، عليكم بارتداء الشروال الذي يعتبر جزءاً من تراثكم الأصيل». وأؤكد أن لا علاقة لما جرى مع ملحم بركات، لا من قريب ولا من بعيد، بعلاقتي مع أحلام.
- كيف تصف علاقتك بها؟
علاقتي بها أحسن من السنة الماضية بالتأكيد. وقد سعدت جداً بأدائها في برنامج Arab Idol في موسمه الثاني. لكن طبعاً، لا يستطيع المرء أن يفصل بين تصرفات أحلام وشخصيتها. فهي تملك شخصية لا يصح في وصفها إلا كلمة «مميزة».
- شخصيتها مختلفة عن شخصيتك؟
أكيد. أحلام لا تزعجني بشكل شخصي، بما تحمل كلمة إزعاج من معنى. لكنها بالتأكيد تزعجني في بعض المواقف أحياناً. وأحياناً أخرى أنظر إلى شخصيتها فأضحك، خصوصاً عندما «تعصب» وتتوتر أعصابها، أنظر إليها وأكتفي بالضحك.
- «عصبت» عليك كثيراً هذا الموسم...
أحب أن أراها متوترة وعصبية. (ويضحك)
- لكن هذا التعصيب بدا واضحاً، حتى أنها في حلقة من حلقات آيدول هذا الموسم ضربت يدها على الطاولة وصرخت في وجهك...
هذه هي أحلام. وهي تثير ضحكي عندما تقوم بأفعال لا آخذها على محمل الاستهداف الشخصي.
- كيف لا تأخذها على محمل الاستهداف الشخصي، ورأينا ما حصل السنة الماضية بينكما والخلاف الذي ضجت به صفحات المجلات العربية؟
لا أنكر أن الخلاف كبر أكثر من اللزوم في السنة التي مضت، وأدى إلى تلاسن كلامي بيننا وتحول إلى قيل وقال على صفحات المجلات.
هذا ما جرى السنة الماضية إذ «زودَتها أحلام»، لكن هذه السنة الأمور على ما يرام، «بعدها منيحة».
- هل يمكن أن يزول الخلاف بهذه السهولة؟
لا أريد تسمية ما حصل خلافاً. جل ما في الأمر أن أحلام قالت أشياء عني في الإعلام وأنا ببساطة رددت عليها وحصلت قطيعة بيننا في ما بعد، إلى أن اجتمعنا للتحضير لبرنامج Arab Idol في موسمه الثاني.
وعندما رأيتها ألقينا التحايا، ثم تحدثنا عن ما حصل بيننا وعبرنا عن كل ما يجول في خاطرينا وتصافينا. (يبتسم)
- القلوب صافية مئة في المئة الآن؟
القلوب بيضاء وصافية.
- هل تشعر بأنها وحسن متحالفان ضدك؟
في الحلقة الأولى من idol وجهت إلى حسن ملاحظاتي عندما قال «إحنا منقول لاء» فوقفت وقلت له: «ما فيش حاجة اسمها إحنا، يوجد إنت وهي وهي وأنا». رغم ذلك لا أستطيع القول أنهما متكتلان في حلفٍ واحد. لكن لا شك أنهما متشابهان.
- هل تظن أنها تغيظك بحسن؟
يضحك ويقول بمزاح: تغيظني أنا؟ فلتغظ زوجها به...
أكتفي بالقول إن أحلام وحسن قريبان على الصعيد الشخصي.
- لكن شخصية حسن هادئة وأحلام شعلة نار، كيف يتفقان برأيك؟
قربهما واضح. في الآراء يتشابهان. «يوشوشان لبعضهما» كما نقول في اللهجة اللبنانية.
- وأنت ونانسي؟ متشابهان؟
أجل، نانسي وأنا متشابهان. نفسية نانسي تشبه نفسيتي، فهي تحب المساعدة وتعطي من قلبها. في المحصلة، لجنة Arab Idol متجانسة ولو اختلفنا في نظرتنا إلى الأمور. فنانسي وأنا نرى الجزء المليء من الكوب، فيما أحلام وحسن يريان الجزء الفارغ.
نحن ننظر إلى الإيجابيات في الصوت فيما هما يبحثان عن السلبيات. نحن نرى أن التوتر عند المشارك لا بد أن يؤثر على موهبته وينتج سلبيات في أدائه، وهما يؤمنان بأن الأمور يجب أن تكون مرسومة جيداً ومحددة، وهذا أمر لا يمكن أن يتحقق في الفن. فأنا أحسبها على نفسي، لو كنت مكان المتقدمين وأردت الغناء من دون موسيقى، من الطبيعي أن «يلعب» صوتي ويرجف من فرط التوتر. نانسي وأنا نلمس هذا الجانب الإنساني عند المواهب، فيما حسن وأحلام يبحثان دوماً عن العيوب.
وهنا أسمح لنفسي بأن أتكلم بالنيابة عن نانسي مع أنه لا يحق لي، لكني أظن أننا متشابهان في هذه النقطة.
- بهذه الطريقة تقوم الأصوات؟
أجل، أنا أستمع إلى الصوت، وعندما ألمس فيه إمكانات وخامة جميلة أوافق عليه حتى لو أخطأ بفعل التوتر و»لعب» صوته.
لأن هذا الصوت سيؤدي بشكلٍ أفضل بالتأكيد مع مرافقة الموسيقى له، وسيكون المشارك مرتاحاً أكثر بعد اعتياده على فكرة الكاميرا والجمهور الذي سيكون له، منفرداً، في ما بعد قرار إنجاح هذه الموهبة وانطلاقها في طريق الفن.
تماماً كالتلامذة في المدرسة. لا يمكن اعتبار من لا يحصل على 20 علامة من 20 راسباً! أنا أعتبر التلميذ الذي ينال 12 علامة من 20 ناجحاً، وعليه بعد ذلك الخضوع للكثير من التمارين ليتدرج ويتطور وينال علامات أعلى، وأنا شخصياً سأحرص على مساعدته.
- أحلام وحسن لا يفكران بهذه الطريقة؟
كلا. أحلام وحسن يريدان أن يحصل التلميذ على 20 علامة من 20. بهذه الطريقة لا تسير الأمور بنظري. المواهب تختلف وتقويمها يختلف من شخصٍ إلى آخر. في الأمور المتعلقة بالتقويم، نتشابه نانسي وأنا.
أنا رئيس لجنة التحكيم وسأبقى...
- هل شعرت بأنك مستهدف لأنهم سحبوا منك لقب رئيس لجنة Arab Idol في موسمه الثاني؟
سحبوا مني اللقب؟ من سحبه؟
- في المؤتمر الصحافي الذي أعلن إطلاق البرنامج، أُعلن أن منصب رئيس اللجنة لم يعد موجوداً بل هو أول من ضمن متساويين؟
أنا رئيس لجنة البرنامج وسأبقى. وما قيل في المؤتمر الصحافي هدفه التوضيح أن رئيس اللجنة ليس رئيساً ديكتاتورياً، وصلاحياته تتشابه مع صلاحيات رئيس وزراء في الدول الديمقراطية، فهو لا يستطيع أخذ القرار بمفرده، بل يحتاج إلى موافقة وزرائه.
- هل تعلن عبر صفحات مجلتنا أنك لا تزال رئيس لجنة Arab Idol؟
أكيد. أنا رئيس اللجنة وصلاحياتي تشبه صلاحيات رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي.
- هل تعتبر أن تغيير القوانين ظلم المواهب ورفع السقف؟
على العكس تماماً. أعتبر أن قانون الموسم الماضي كان ظالماً، لأنه كان يسمح بتكتل عضوين من اللجنة في وجه عضو واحد. الآن اختلف الأمر. لا مجال للتكتلات.
- تقصد أن أحلام وحسن لن يتمكنا بعد الآن من الاتفاق عليك؟
لم أقل هذا الكلام (ويبتسم). يبقى الأهم في هذا الموسم أن الحكام لا يستطيعون الاتفاق ضد مشارك، لا يمكن لاثنين الاتفاق ضد موهبة، وهذا ما كنت أعاني منه في الموسم الماضي، ولو بقي القانون على حاله لم أكن لأكمل في البرنامج. القانون الجديد منصف أكثر بحق المشاركين ويلغي أي نوع من أنواع الكيدية بين أعضاء لجنة التحكيم.
- من تقصد بالكيدية؟
لا أقصد أحداً معيناً لأن هذا الأمر كان من الممكن أن ينطبق علي، فأفتعل موقفاً كيدياً ضد الآخرين، وهنا أهمية انضمام نانسي وتغيير القانون. شخصيات لجنة التحكيم الأربع متجانسة وتعطي البرنامج توازناً جميلاً في انقسامها بين صوتين سلبيين وصوتين إيجابيين.
- هذا يعني أنك راضٍ عن الاختيارات في هذا الموسم؟
راضٍ عنها تماماً.
راغب بخيل؟
- يتهمونك بالبخل...
الكرم والبخل مقياس. لا أريد أن أتحدث عن الأمور التي أقوم بها. لكني أريد أن يعرف الجميع، أن أي شخص على وجه الكرة الأرضية لن يطال مني فلساً إذا ابتزني.
تعرضت للابتزاز كثيراً، وتعلمت من مشواري في الحياة كثيراً، والثابت الذي وصلت إليه أني لا أسير بالابتزاز.
- من ابتزك؟
أغلب من ابتزني من المجال الصحافي. وحاولوا ابتزازي بالمال، فقلت لهم «من يريد مني مالاً كي يكتب عني، أنا أستغني عن كتاباته، وأي إذاعة تريد مالاً كي تبث أغنياتي لا أريدها» وهكذا راحوا يروجون أني بخيل.
هكذا يقيسون الكرم والبخل؟ أنا على اقتناع تام أن الأغنية التي تذاع مقابل بدل مادي لا طعم لها، تماماً كالمقال الذي ينشر مقابل المال.
جزءٌ كبير من حياتي التي أعيشها مخصص لفعل الخير. وأصرف ألفاً على غيري كي أصرف مئة على نفسي. وأقول الحمد لله تكراراً ومراراً، لأني على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقي، وأؤمن حياة رغيدة لعائلتي وأولادي وأهلي وجميع المحيطين بي.
لو يطلبون عيني ينالونهما. لكن من يريد ابتزازي أعيد وأكرر لن ينال مني فلساً، هذا موقف مبدأي في حياتي.
(وصمت قليلاً كأنه يفكر بأمرٍ يشغله فسألناه)
- لماذا هذا الصمت؟
أفكر في حالنا. في لبنان من يسرق مئة دولار حرامي، ومن يسرق مئة مليون زعيم، ومن يوزع مليوناً على الخير بخيل والذي يصرف مئة على طاولة القمار كريم. على كل الكل يعرف كيف أعيش وأين وكيف يعيش أولادي وأي مدارس يرتادونها...
- تملك مدرسة، تساعد من خلالها؟
إذا كنت سعيداً بأمرٍ ما في حياتي، فهو رؤيتي لآلاف الطلاب الذين يتخرجون سنوياً من مدرستي من دون أن أكون زعيماً طائفياً يعلم مقابل حسابات السياسة.
أنا أساعد فقط لأني أؤمن بالعلم وأؤمن بهذا الجيل الصاعد، وأتمنى لهم مستقبلاً باهراً يليق به.
- تدغدغ طموحك الزعامة؟
مطلقاً. أنا لست طائفياً. نحن نعيش في بلد طائفي فاسد، يتعامل مع أهله على أساس أديانهم بل طوائفهم.
أنا مؤمن بمقولة أن الدين لله والوطن للجميع، والفرد يُقاس بأخلاقه وسلوكه، بعكس السائد حالياً، لذا لا يمكن أن أفكر في الترشح للانتخابات أو القيام بأي عمل سياسي في ظل هكذا انقسام طائفي... يستحيل أن أترشح في لبنان.
- دائماً تقول في لبنان «لا»! أين ستترشح إذاً؟
لو كنت في كندا مثلاً، سأفعل.
- لكنك مقرب من الزعماء، كالرئيس الراحل الحريري مثالاً لا حصراً، أليس هذا تناقضاً؟
كنت مقرباً من الرئيس الحريري لكني لم أكن من حزبه!
- وتربطك علاقة صداقة بالوزير السابق زياد بارود.
زياد بارود صديقي وأنا أؤيده سياسياً. هو يشبهني كما يشبه جميع الناس الذين همشتهم الطائفية والمحسوبيات ولفظهم وطنهم.
عندما تسلم منصب وزير عمل لكل الناس ولخير الوطن، فحرك طموحنا، نحن الذين نشبهه، بأن يكون لنا مكانٌ في هذا الوطن.
لكن الانقسام الطائفي كان أقوى ودمر آمالنا ودفع بارود إلى أن «يطفش» (يستغني عن السلطة). فالسياسة لم تمنحه سلطة وزير! تخيلوا ألا يمون مدير مكتب على سكرتيره بسبب المحسوبية والطائفية!
أجل... أنا من أنصار الناس الذين يشبهون زياد بارود في السياسة، وأعتقد أنه إذا تسلمت هذه الناس مناصب في الدولة، وشكلت حكومات تشبهها، سيصبح لبنان بألف خير.
لبنان ليس بخير حالياً، والسبب الأول يعود إلى السياسة والتفرقة المذهبية التي نعيشها. في النهاية كلنا نعبد الله، السني مسلم والشيعي مسلم، المسلم يعبد الله والمسيحي يعبده. الأديان كلها تتشابه، وتدعو إلى الخير. فجميعنا خلقنا الله وإليه نعود.
راغب الأب
- هل تغير راغب بعد أن أصبح أباً؟
أكيد. الأبوة عالمٌ بحد ذاته. وأنا مقربٌ جداً من ابني وأحرص على التحدث معهما يومياً. خالد يبلغ من العمر 15 عاماً ولؤي 12.
- هكذا تمارس أبوتك؟
أبوتي مقدسة وعقلانية جداً. أربي ولدي بالشكل الذي حلمت بأن يربيني أهلي به.
ولدت في زمن مختلف وانشغل أهلي عني بأمور أخرى كانت أكثر أهمية بالنسبة إليهم، كما أن وضعنا الاجتماعي كان صعباً.
لم يختبروا ما نختبره في يومياتنا، لم يسافروا، لم يتعولموا إذا صح التوصيف، وكانت جملة «جيبوا الأولاد والله يدبر» مبداً يعتمده جميع أهالي ذلك الزمان، أما اليوم فالوضع مختلف.
- ما الذي تفعله مع ولديك وكنت تتمنى لو فعله أهلك معك؟
أتابع تفاصيل حياتهما اليومية، أعلمهما كيف يتعاملان مع البشر، وأصر على ضرورة احترام الآخر والمحافظة على خصوصيته، كما أعلمهما كيف يأخذان حقيهما بيديهما، وأهمية الاعتماد على نفسيهما.
أحرص على تعليمهما كنه الأشياء، وكيف أن المال لا يدوم. بدأت معهما من الصفر، من كيفية إنفاق مصروفيهما، وحضضتهما على الادخار.
وأهم ما علمتهم إياه أن الحصول على ما نريد ليس سهلاً، من واجبنا التضحية بأمورٍ لنحصل على أخرى.
- مم تخاف عليهما؟
أخاف عليهما من عيش مرحلة ضياع لو أتحت لهما كل شيء. خصوصاً أنهما بلغا سناً حساسة. وقد بدأت أخيراً بتحديد صلاحياتهما بعدما شعرا بأن كل الأمور سهلة ومتاحة أمامهما. أنا أتدخل في أدق تفاصيل حياتهما، من يلتقيان وماذا يشتريان وإلى أين يذهبان، حتى أني أتدخل في حياتهما الغرامية.
يستشيراني في علاقتيهما مع صديقتيهما وأعطيهما رأيي، بما أنهما بدآ خوض علاقات غرامية منذ مدة (ويبتسم فخوراً). نسأل بمزاح
- فرخ البط عوام، يشبهان والدهما (لمين بدن يطلعوا)!
تقصدين «أوادم».(نجيب أكيد فيضحك بحب أبٍ لولديه).
- إلى أي مدى أنت منفتح وتتقبل أن يخوض ولداك علاقات غرامية في سن صغيرة؟
من الطبيعي أن يعجبا بالفتيات، هذا عمرهما، ولا أمانع بتاتاً خطوتهما بل أشجعها. ما المانع من أن يحب المرء، ويشتاق، ويعبر عن مشاعره ويقول كلمة «أحبك» ويسمعها من حبيبته؟...
- ألم تتمنى أن ترزق فتاة؟
أنعم الله علي بولدين، ولم يشأ أن يرزقني فتاة.
- هل هو قرار شخصي؟
مشيئة الله.
- هل البنت «حرقة» في قلبك؟
على العكس، نعيش في مجتمع ذكوري وأفضل الفتيان على الفتيات.
- لأنها تتعب أهلها؟
بل لأنها تُظلم.
- هل يمكن أن تتحول المرأة من مظلومة إلى ظالمة؟
مظلومة في بعض المجتمعات، وظالمة في بعضها الآخر.
أصادف رجلاً فقير الحال «على قد حاله» ويتغرب كي يعمل ويؤمن لعائلته قوتها، وفي المقابل أرى زوجته تهدر الأموال على نفسها وتشتري حقيبة يدها بآلاف الدولارات، هنا يصح وصفها بالظالمة.
وأصادف امرأة أخرى تضحي بأغلى ما تملك معنوياً ومادياً لمصلحة عائلتها، فيصعب عليها شراء قطعة ملابس.
- تفضل الأولاد على البنات؟
يفتخر الأهل بالصبي ويخافون على ابنتهم من أن يذيع صيتها سلباً. ولو رزقت ابنة لما سردت لكما قصصها الغرامية. كنت خجلت وأخفيت الموضوع.
- هل كنت ستسمح لها بأن تحب؟
لم يرزقني الله فتاة حتى أختبر هذا الشعور.
- هل يتمتع ولداك بموهبة فنية ما؟
نعم. الاثنان موهوبان، لكنهما لا يحبان الشهرة.
- هل ورثا صوتك؟
صوتاهما رائعان «بياخدوا العقل».
- هل يدرسان الموسيقى؟
يعزفان على آلة البيانو بشكل جميل جداً. يتمتعان بسرعة بديهة ولديهما أذن موسيقية. يتلقيان أربعة دروس بيانو في حصة واحدة.
- كيف لهما أن يخفيا صوتيهما الجميلين؟
يخجلان ويهربان عندما يطلب أحد منهم الغناء أو العزف. لا يعنيهما أن يظهرا موهبتيهما. هذه شخصيتاهما وطبعاهما، وبدوري لا أضغط عليهما.
- هل تفضل أن يبتعدا عن المجال الفني؟
أفضل أن يجدا طريقيهما، لا أفرض عليهما أي أمر. إلا إذا سلكا طريقاً لا مستقبل له.
- وهل للفن مستقبل؟
بات مخيفاً اليوم. تراجعت نسبة العائدات التي كانت تحققها مبيعات الألبومات، والظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية ضيقت الأمور أمام الفنانين ولهذا السبب لم نعد نرى نجوماً، فالمغنون كثر لكن النجوم قلة.
- لهذا السبب وافقت على المشاركة في برنامج Arab Idol؟
أشكر الله أني لست من الفنانين الذين يتأثرون بمثل هذه الظروف. برنامج Arab Idol يأخذ من وقتي أكثر مما يقدم لي «والله عم ياخد من وقتي». ألغيت مجموعة من حفلاتي وجولاتي حول العالم لارتباطي بالبرنامج.
- صرحت لنا إليسا أنها وغيرها وافقوا على المشاركة في X-Factor لأنه لم يعد هناك شغل للفنانيين بسبب الظروف السياسية؟.
«شغل إليسا شي، وشغلي شي تاني».
- هل تابعت برنامج X-Factor؟
شاهدت حلقة واحدة منه.
- كيف تقوم لجنته التحكيمية المؤلفة من الفنانين حسين الجسمي ووائل كفوري ووإليسا وكارول سماحة؟
أحب الأربعة على المستوى الشخصي وأحترمهم، لكن كوني في Arab Idol، لا أحبذ أن أعطي رأيي فيهم سواء سلباً أو إيجاباً. لأن الأمر سيحسب علي.
- هل كونت فكرة عنه كبرنامج هواة؟
(يصمت دقيقة ثم يقول)، لا... لم أكون أي فكرة.
الطفولة والمهنة الأولى
- حدثتنا عن تربيتك لولديك، ماذا عن تربية والديك لك، كيف عشت طفولتك، كيف تربيت؟
كنت ولداً مسؤولاً إلى حد بعيد، وكنا ثمانية أولاد في المنزل. لم نعش في بحبوحة بل كانت حالنا متواضعة «على قدنا».
دخلت سوق العمل باكراً وامتهنت عدة مهن كي أساند أهلي وأساعدهم. لم أترك حملي على غيري وكنت أول من يقوم بالمبادرة من أجل دعم الوالدين منذ صغري.
- ما هي أول مهنة امتهنتها؟
مسحت طاولات في صالة ألعاب Flipper في سن الثانية عشرة. ثم سافرت إلى العراق وعملت في مجال التكييف مع ابن عم والدتي.
- كم بلغ أول أجر تقاضيته؟
تقاضيت ربع ليرة.
- متى اكتشفت صوتك؟
اكتشفته في سن الثامنة. وليس بالأمر الصعب أن يكتشف المرء صوته.
- أين غنيت للمرة الأولى؟
على مسرح المدرسة في سن الخامسة عشرة.
- هل تأثرت بمشاركي Arab Idol وتذكرت بداياتك الفنية معهم؟
شعرت بكل مشارك وقف أمامي في البرنامج، وتخيلت نفسي مكانه. ليس من مشارك واحد أُثر في بل مجموعة من الشباب أرجعوني إلى بداياتي وفرحت بمواهبهم.
- هل تعتبر أنك من الفنانين الذين تعذبوا في حياتهم حتى وصلوا إلى هذه النجومية؟
تعبت كثيراً. لا أتمنى أن أرى ابني يتعذبان كما تعذبت، يبحثان عن بقعة ضوء في هذه العتمة الكاحلة، ويتخبطان في مجاهل الحياة من دون سند.
قلب أهلنا كان قوياً، كانوا أشجع وأقوى ولسان حالهم يقول لولدهم: إذهب ودبر أمورك.
أمي كانت تقول لي «تقبرني انتبه عا حالك» وتتركني أتخبط مع الحياة وصعابها، وهذا عام في الزمن الذي مضى. اليوم أصبحنا هشين أكثر وصرنا نخاف على أولادنا أكثر، فلم يبقَ أمامنا سوى دخول الامتحان برفقة أولادنا من خوفنا عليهم...
إحساسي بالوحدة في بداياتي، دفعني إلى مداراة ولدي إلى هذا الحد.
- معروف عنك أنك ذكي في الفن والتجارة، خطواتك مدروسة.
ذكي في الرؤية، لكني بعيد عن الإدارة ولا أغوص فيها. كانت لدي رؤية أن أنشئ مدرسة فطرحت فكرتي وأنشأتها وسلمت الإدارة إلى من يفهم فيها. هدفي أن أساعد أكبر عدد من الطلاب لمتابعة دراستهم.
- وعطرك Note D'amour؟
نجوم عالميون أطلقوا عطورهم الخاصة، لماذا لا نفعل نحن! عرضت الفكرة علي وأعجبتني.
- هل تنوي توسيع هذه العلامة؟
أحضر لإطلاق النسخة النسائية من العطر، ومع أني أحب Note D'amour الرجالية كثيراً، أؤكد أن النسائية أروع بكثير.
- ودعمت زوجتك جيهان في مشروعها في عالم المجوهرات.
جيهان امرأة موهوبة وإعجابي بعملها وبفنها دفعني إلى دعمها. فإلى جانب نجاحها في مهنتها في عالم المجوهرات، نجحت في تكوين عائلة وهو الحدث الأهم في حياتها. تستطيع أن تقسم وقتها بين عملها ورعاية خالد ولؤي.
- متى ستعتزل الفن؟
عندما أشعر بأن المسرح لا يليق بي. لا يطاوعني صوتي.
- أحييت مع مايا دياب ليلة رأس السنة وقيل إنك «حاببها» هذه الأيام!
«حابب مايا لا يعني إني كرهان هيفاء!».
- تحرص على أن تشاركك في حفلاتك نجمة جميلة وجذابة، غنيت مع هيفاء ومن ثم مايا، أي حفلة كانت الأنجح؟
حفلتي مع مايا كانت ناجحة، والمقارنة في حبي للنجمتين يقيسونه من باب الجمال والجاذبية، وهذا لا يجوز. أنا أنظر إلى نجاح الحفلة وأقوم على هذا الأساس، وحفلتي مع مايا كانت «لذيذة» وسوف أكررها بالتأكيد.
صباحاتي
في العادة تغيب الفترة الصباحية عن حياة الفنانين الذين يعيشون في الليل وينامون في النهار، فتبدأ صباحاتهم بعد انتهائها عند بقية الناس.
مع راغب الوضع مختلف، يستيقظ باكراً ويمارس صباحاته على طريقته الخاصة، وعن هذه الصباحات قال:
«في العادة، أستيقظ باكراً جداً. اليوم مثلاً استيقظت عند الساعة الخامسة فجراً، وجهزت نفسي لممارسة التمارين الرياضية التي أحرص على القيام بها كل صباح. بثيابي الرياضية أخرج من المنزل وأرتاد الكورنيش، كي أركض وأتنشق هواء بحر بيروت العليل، ثم أشرب قهوتي الصباحية في المقهى. هذا روتين صباحاتي اليومية».
حسن Mr. No
- كيف انقسمت الآراء؟
غالباً أحلام ونانسي وأنا قررنا أغلبية الـ «نعم». فيما انفرد حسن بقول «لا»، حتى أني أطلقت عليه تسمية حسن Mr. No.
لا ألومه، لأنه لم يكن في يومٍ من الأيام مكاننا نحن الفنانين. وصارحته مرة بهذا الأمر، فقلت له: أنا لا ألومك، فأنت تجلس أكثر الأوقات أمام جهاز الكمبيوتر وتعاملك معه في الأغلب». لذا كانت معظم قرارات القبول بالتوافق بيني وبين نانسي وأحلام.
- وهل من مواهب حزنت لخروجها؟
«إيه والله»... حتى أننا زدنا 7 أشخاص على العدد المسموح لنا به، عندما كان ينبغي علينا إنقاص عدد المتسابقين من 40 إلى 20، لأننا شعرنا بأن مواهب كثيرة تستحق أن تحظى بفرصة، هكذا استقرينا على قبول 27 موهبة بدل 20.
حتى أني أذكر أن نانسي بكت لخروج مشارك لبناني لأن القرار كان صعباً والأصوات جميلة جداً الفارق بينها انحصر بربع علامة أو نصف علامة على الأكثر.
- كيف كان مستوى المشاركين اللبنانين؟
كان ممتازاً.
- يعني ذلك أننا سنرى في النهائيات مشاركين من لبنان بخلاف الموسم الماضي؟
وصل إلى النهائيات أربعة مشاركين لبنانيين وأصواتهم مهمة جداً، حتى الذين استبعدوا في المرحلة ما قبل الأخيرة تمتعوا بأصوات جميلة وحزنت كثيراً لخروجهم. لقد فرض علينا قانون اللعبة إقصاء الأقل كفاءة ولم يكن هناك محسوبيات.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024