تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

النجم سعد رمضان: أغنّي عبدالحليم حافظ في إعلان عالمي قريباً

أمور كثيرة  قد تغيّرنا، لكننا نبدأ وننتهي بعائلة. ولكي ننجح يجب أن يكون هناك شيء نرتبط به، شيء يحمسنا، شيء يلهمنا، فهل من ملهم أقرب لنا من أمهاتنا؟

هو نجم رومانسي أنيق، لا يهتم بسرعة العمل وإنما جودته، لأن الناس لا يسألونه عن الوقت الذي استغرقه إتمام عمله بل ينظرون إلى إتقانه وجودة صنعه.

ولأن الأم فعل لا اسم، اختار أن يغنّي لها في مناسبة عيدها، فشاركته الغناء وأضفت على العمل المثالية والصدق. هو النجم سعد رمضان الذي اختار «الدني إم» ليكون أول دويتو يجمع بين فنان ووالدته في العالم العربي، عمل جمع بين سعد ووالدته السيدة سوزان غطّاس، إهداءً منهما لبعضهما، ولكل أمهات العالم في عيدهنّ.


كيف بدأت فكرة هذا الدويتو؟
راودتني فكرة تقديم دويتو مع والدتي منذ دخلت المجال الفنّي، فقد غنّينا معاً في أكثر من حفلة، ولاقى الأمر ترحيباً من الجمهور، مما شجّعنا على القيام بهذه الخطوة، خصوصاً أن والدتي تجيد الغناء وتملك خبرة فنيّة طويلة. قصدت استوديو سليم عساف للاستماع إلى أغنية جديدة لي، وأطلعته عن نيّتي الغناء مع والدتي، فلفت نظري إلى أن عيد الأم بعد أيام، وكان في غاية الحماسة، خصوصاً أنّه فقد والدته قبل أشهر قليلة، والمعروف عن سليم أنّه يكتب من قلبه في الحالات العادية، فكيف إذا تعلّق الأمر بشخصه! طلب منّي منحه أسبوعاً لتنفيذ العمل، وهكذا فعلت.

فاجأت والدتك بهذا العمل ولم تخبرها عن الموضوع إلى حين وصلت إلى الاستوديو، أخبرنا كيف كانت ردّة فعلها؟
أخفيت الأمر عنها، إلى أن اتصل بي سليم وأسمعني الأغنية فوافقت عليها بعد سماعي أول جملة منها، كانت أغنية مؤثرة وقد هتف لها قلبي. فطلبت من والدتي تجهيز نفسها حتى ترافقني إلى بيروت لتلبية دعوة أحد الأصدقاء، وفي طريقنا إلى بيروت قلت لها سوف نزور سليم عساف لبضع دقائق ليسمعني أغنية. فعرّفته على والدتي وأخبرته أنها تغنّي دون التلميح إلى شي. بدأ سليم بالغناء على أساس أنها أغنية لي، وبعد غنائه أول مقطع، دمعت عيناها وقالت لي «الأغنية عن الأم؟»، فأخبرناها أنّها دويتو سيجمع بيني وبينها فكانت المفاجأة، وحلمنا بتقديم هذا العمل الذي صبح واقعاً. لم تتوقّف عن سماع الـ demo منذ أن سمعته للمرة الأولى إلى حين تسجيلها في الاستوديو، ولم تفارق يديها الورقة والقلم حتى تكتب كلماتها وتحفظها.

كيف كانت الأجواء يوم تسجيل الأغنية؟
كان نهاراً ممتعاً منذ بدايته، وأجمل ما فيه أنه جمعني بكل الأحباء. ورغم أني اعتدت على دخول الاستوديوهات، كانت تجربة مختلفة، فرحت بوالدتي التي عاشت هذه التجربة من جديد بعد تركها الفن منذ 15 عاماً، فكانت في غاية السعادة خصوصاً أنها أحبت الأغنية كثيراً والأهم بالنسبة إليها أنه عمل يجمعني بها. كتب كلمات العمل ولحّنه سليم عساف ووزّعه مارك عبد النور وهو من إنتاج Mawla Production.
نتمنى أن يشعر الناس بما شعرنا به، فقد غنّينا الأغنية بكل صدق، وإذا نجحت يكون الفضل لوالدتي، فغناء الأم مع ابنها له طعم مختلف تماماً، لا يشبه الغناء للحب أو الوطن.

لماذا لم تصوّرا الأغنية؟
بما أن فكرة العمل ولدت صدفة، لم يكن لدينا الوقت الكافي كي نصوّرها ونطلقها في الوقت المحدّد، فاكتفينا بالمشاركة في حلقة خاصة بعيد الأم على قناة mtv غنّينا خلالها الدويتو، كما حللت ضيفاً على أكثر من برنامج تلفزيوني للتحدث عن هذا العمل.

كنت السبّاق وقدّمت دويتو فريداً من نوعه، هل الاختلاف ضمان للنجاح؟
أعتقد ذلك، لم يسبق لأي فنان أن غنّى مع والدته في العالم العربي، الفكرة جديدة وقد لاقت صدى جيّداً عند الناس ورحّبت بها الصحافة.

لماذا اخترت والدتك لتشاركك أول دويتو غنائي لك؟
أحبّ الغناء مع العديد من الفنانين لكن الأولوية كانت لوالدتي، وذلك لما تحمل فكرة العمل من صدق.

احتفلت بعيد ميلاد الفنان صابر الرباعي الذي صادف وجوده في الاستوديو خلال تسجيل الأغنية. هل كان سبب زيارته الإشراف على عملك؟
قصد صابر استوديو طوني حداد لتفقّد أغنيات ألبومه الجديد والإشراف على تسجيل أغنيتي في الوقت نفسه، وبما أن عيد ميلاده صادف الأسبوع ذاته، احتفلنا به بكل عفوية.

طرحنا سؤالاً على القرّاء عن هوية الشخص الذي سيغنّي معه سعد، فتكهّن البعض بأن الدويتو سيجمعك بصابر، هل يمكن أن تغنّيا معاً؟
احتمال كبير أن أغنّي مع صابر. تربطني به علاقة متينة جداً ولا أستبعد أن يكون أول من يخطر على بال الناس، خصوصاً أننا شاركنا في أكثر من برنامج تلفزيوني وغنّينا معاً.

هل يقدّم لك بعض النصائح؟
يساعدني كثيراً واستفدت منه ومن نصائحه إلى حدٍّ كبير، آخذ منه أشياء دون أن يتكلّم حتى، ومثلما تعلّم صابر من عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، أتعلّم منه، وآخذ من كل فنان ناجح أشياءً لأرسم شخصيتي الفنيّة.

 

ماذا يعني لك الفنان عبد الحليم حافظ؟
أعشقه، تربيت على أغنياته وتعلّمت منه الحنان. أمضيت طفولتي أستمع إليه، كنت أجلس في غرفتي أستمع إلى أغنياته وأغنّيها، ويظنّ أهلي أنّي أدرس.

هل يمكن أن تجدّد له أغنية؟
لقد سجّلت إحدى أغنيات عبد الحليم بصوتي على أن تصدر في دعاية لمنتج عالمي مهم. العمل ضخم ومميّز جداً وسوف يصدر قريباً.

ما الذي تغيّر فيك منذ إصدارك أول عمل؟
ارتكبت بعض الأخطاء في كليبي الأول، تفاديتها في الثاني، أما الثالث فكانت أخطاؤه أقل. تعلّمت من كل أغنية شيئاً، تقدّمت من حيث اختيار الكلام واللحن، بأدائي الغنائي والتمثيلي، كبرت في هذه السنوات، أنظر اليوم إلى نفسي في كليب «خلص الوقت» وألاحظ كم كنت صغيراً...

هل تعتبر أن آخر أعمالك هو القمة؟
ليس بالضرورة أن يكون القمّة، بل الأقل أخطاءً، يحتمل أن أقدّم عملاً لا يأخذ حقّه ويبقى العمل الذي سبقه أفضل، فالتوفيق من الله.

أي أغنية من أغنياتك هي الأقرب إلى قلبك؟
أحبّ أغنية «خلص الوقت» كثيراً، كانت خطوتي الأولى ونقطة انطلاقتي، وكان نجاحها السبب الذي دفعتني للمتابعة في المجال الفنّي. أغنية «بيّاع بحبّك» كانت مرحة وأخذت حقّها، أما أغنية «مسبّع الكارات» فقد أحدثت ضجّة كبيرة إلى درجة أن لقب «مسبّع الكارات» رافقني أينما ذهبت. نضجت وتعلّمت بين الكليب والآخر وظهرت في كليبي «عين وصابت» و»شو صعبي» بستايل مختلف عمّا سبق، وكنت فيهما أقرب إلى طبيعتي وشخصيتي الكلاسيكية الهادئة.

تعاونت في كليباتك الثلاثة الأخيرة مع سيلفانا المولى التي بدأت مسيرتها في عالم الإخراج معك، ألم تشعر بأنك ملزم بالتعاون معها كونها ابنة المنتج علي المولى؟
لا أنكر أني خشيت هذا الأمر في البداية، وذلك لأني لم أرَ أعمالها بعد، لكنّي عندما رأيتها تركض وتبذل مجهوداً فائقاً كي تثبت نفسها وتظهرني بصورة جميلة وتبيّض وجه عائلتها، ارتحت ووثقت بها ورضيت عن هذا التعاون أكثر عندما رأيت النتيجة.

ماذا أضاف لك التعاون مع سيلفانا؟
سيلفانا مخرجة مجتهدة، تعاوني معها أضاف إليّ الكثير ولفت الأنظار، فقد أظهرتني بستايل مختلف وقدّمت لي أفكاراً جميلة. ومع احترامي للمخرجين الذين تعاملت معهم في السابق، تعاوني معها كان نقطة التحول لي في عالم الفيديو كليب. فبين العمل والآخر فهمتني أكثر وأدركت ما يناسبني، واختارت لي الستايل العصري الكلاسيكي الأقرب إلى شخصيتي في آخر عملين.

ما هي آخر إصداراتك الغنائية؟
أغنية من كلمات بيار حايك وألحان ياسر جلال وتوزيع روجيه خوري ستصدر في الصيف المقبل، أغنية شعبيّة تتحدّث عن لبنان.

هل أغنيتك المفضّلة هي الكلاسيكية؟
أحاول التنويع في نمط الأغنيات، وأغنّي كل الأنواع شرط أن تعجبني الأغنية.

هل ستتابع باستراتيجية الأغنيات المنفردة، أم أن هناك نيّة لإصدار ألبوم كامل؟
عصرنا ليس عصر الألبومات الغنائية، فالأغنية المنفردة مضمونة أكثر، علماً أن الأرشيف الغنائي ضروري ولا بد من إصدار ألبوم.

هل تشعر بأنك غير جاهز لتقديم ألبوم؟
أعتقد أنه الوقت المناسب لإصدار ألبوم، في جعبتي 9 أغنيات حتى اليوم وهناك احتمال أن نجمعها بهدف الأرشفة.

أنت من الفنانين القلائل الذين يعتبرون أن الوسط الفني نظيف!
ربما لأني أعيش ضمن جو نظيف، أتعامل مع أهم إدارة أعمال، إدارة نظيفة تلتفت إلى النوعية وليس الكميّة، تهمّها الصورة أكثر من الماديّات. كما أن عائلتي وأصدقائي محترمون، ولا أصادق من الفنانين إلاّ المحترمين منهم، فكيف لي أن أراه  وسخاً! أنا انسان واثق من خطواتي وأعارض من يقول أنّ «اللي بيوسّخ بيوصل»، فكل شخص يأخذ نصيبه ورزقه.

لمع من نجوم «ستار أكاديمي» أقل من عشرة أسماء، كنت من أبرزهم، ما هي السياسة التي اعتمدوها فنياً حتى وصلت على ما أنت عليه اليوم؟
البرامج الغنائية سلاح ذو حدّين، تمنح المشارك شهرة كبيرة لكنها في الوقت نفسه تضع عليه مسؤولية كبيرة. بدوري تعبت واعتمدت على مجهودي الشخصي لإثبات نفسي، أبقيت قدميّ على الأرض، وبنيت علاقات اجتماعية كبّرتني، إلى جانب الحظ الذي حظيت به. فأطلقت أغنية «خلص الوقت» وكانت خطوتي الأولى التي ارتكزت عليها للاستمرار في الفن.

ما هو المستقبل الذي رسمته لنفسك؟
أنا انسان حالم، لا أكفّ عن التفكير في المستقبل، ولكني مؤمن بأن لكل شيء وقته. رغبت في الغناء مع والدتي وتحقّق الأمر، أحبّ التمثيل ولكني لا أفكّر في خوض التجربة حالياً.

بما أن التمثيل يستهويك، هل تلقيّت أي عرض؟
عُرضت عليّ بطولة مسلسل لبناني، لكن تركيزي في الوقت الحالي على المغنى. أريد إثبات نفسي كمغنٍّ، ولكل شيء وقته.

ما هي الألبومات التي نجدها في سيارتك؟
ألبومات صابر الرباعي وشيرين عبد الوهاب ومعين شريف وحسين الجسمي.

هل لديك تجارب تلحينية؟
بالتأكيد.

أين نجدها؟
على البيانو في المنزل.

هل يمكن أن تغنّي من ألحانك؟
أحتفظ ببعض الألحان وسوف أطلقها في وقتها. تأثّرت منذ مدّة بالظروف الصعبة التي مرّ بها لبنان، وكتبت أغنية ولحّنتها على البيانو مع أنّي لا أجيد الكتابة.

لماذا لم تصدرها؟
كنت منشغلاً بإصدار عمل آخر، كما أنّي لم أكن جاهزاً لهذه الخطوة.

هل تشعر بأن الفن يسرقك من الحب والزواج؟
الانسان والفنان تحديداً في حاجة دائماً لأن يعيش الحب، لا يجوز أن يكون قلبه ميتاً، ففي كثير من الأوقات أعجب بفتيات وأشعر بحاجة لأن تكون هذه الفتاة إلى جانبي، لكن أنانيّتي تغلبني، وتبقى أولويتي لفنّي وذلك لأني مازلت في بداية مسيرتي الفنيّة وتركيزي كلّه على فنّي. بعد مدّة سوف يصبح هناك تعادل بين العائلة والعمل.

كيف تمضي يومياتك؟
أعيش على طبيعتي، أمارس الرياضة يومياً، أغني وأعزف البيانو وأخيراً بدأت تعلّم العزف على العود. أهتم بمظهري، وذلك لأننا نعيش في عصر الصورة إلى جانب الصوت.

ما رأيك في تقليد الناس لبعض الحركات التي يتبعها الفنان؟
حضرت أكثر من حفلة زفاف وفوجئت بالعروسين ينفّذان الحركة التي نفّذتها في كليب «ناويلا» بوضع المحبس بالخيط. كما رسم العديد من الأشخاص وشماً على أصابعهم كما فعلت في كليب «عين وصابت». هذا نجاح كبير لي، وهو دليل أنّي وصلت إلى الناس.

تجمعك بصابر هواية مشتركة وهي لعب Play Station، أخبرنا عن ممارستك لها.
أعشق هذه اللعبة لأني بطبعي انسان «بيتوتي»، أكره السهر وصخبه، وأعيش أسعد أوقاتي عندما ألعب play station وأمارس الرياضة.

هل تعمّدت اختيار الأصدقاء الهادئين مثلك؟
أغلبية أصدقائي هادئون، أتعب من الانسان «العجق». بالنهاية الفنان صورة من واجبه أن يحافظ عليها من كل النواحي، فإن رافق الأشخاص النظيفين انعكس ذلك إيجاباً على صورته.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077