تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

سعيد قريش: بعد القصبي والسدحان...

النجم سعيد قريش هو من الفنانين الذين جعلوا للدراما السعودية والخليجية مكانة ونكهة في الوطن العربي، بفضل ما قدمه من إضافة لكل عمل يؤدي فيه دور البطولة، نظراً إلى ما يمتلكه من قدرات ثقافية وفنية ووعي، وعمق في دراسة الشخصيات التي يجسدها.
في حديثه تناول العديد من الجوانب التي تتعلق بمستقبل الدراما الخليجية والعربية بشكل عام، وتحدث عن المشهد الدرامي السعودي بشفافية، ولمّح إلى ما سيقدمه هذا العام... «لها» إلتقته فكان هذا الحوار.


- ما سر غياب الدراما الخليجية عن دائرة المنافسة؟
قد يكون المشاهد غير متابع لجميع الأعمال المطروحة في بحر من القنوات الفضائية، لذلك لم يستطع تقويم الأعمال وتمييزها عن بعضها.
وربما أن الغزو الذي تشنه الدراما التركية له الدور الأكبر في السيطرة على ذائقة المتلقي الخليجي، كونها أصبحت في كل بيت، إضافة إلى تقديمها الشيء المختلف عما يقدم في الدراما العربية بشكل عام.
وأريد أن أسأل: لماذا تكرار القضايا في الأعمال الخليجية، على رغم أن المجتمع الخليجي أرض خصبة للكثير من القضايا والمتغيرات نتيجة التطور والنهضة في كل المجالات؟ هذا ما جعل مسلسل «هوامير الصحراء»، مختلفاً ومتميزاً وتفرد عن غيره من الأعمال الخليجية، فهو خرج عن المألوف الذي يتكرر في كل عام في الدراما الخليجية.

- كيف تقرأ المشهد الدرامي العربي وكيف يتم تناول القضايا العربية خلال هذه الفترة؟
أعتقد أن الدراما المصرية أول من بادر إلى تناول هذه القضايا فيما زالت أحداث الصراعات العربية دائرة، وأرى أن علينا أن نبتعد عن إنتاج أعمال تثير همومنا وتضاعف أحزاننا، لذا أوجه نداء للزملاء المنتجين والكتاب أن يقدموا أعمالاً تخلو من الكآبة.
نريد أعمالاً تعالج قضايانا اليومية بأسلوب جديد مختلف عن ما سبق تقديمه. الجيل الجديد يحتاج إلى أعمال تبث الفرح في وجدانه.
لماذا لا نقدم أعمالاً مثل «إلى أمي وأبي مع التحية»، «إلى جدي مع التحية»، «خرج ولم يعد»، «درب الزلق»، «الأقدار»؟ النشء يحتاج إلى تقديم ما يثري ثقافته الأدبية.
ما قدم من أعمال منذ عشر سنوات لا يخلو من الخداع، والخيانات، والاغتصاب، والسرقة، والتصرفات التي لا تمت إلى الخلق بصلة، ولا بد أن نعيد حساباتنا من أجل أبنائنا.
ونحن كفنانين ومنتجين وكتاب نتمنى أن تكون أعمالنا خالدة مثل الأعمال التي ذكرتها.

- لماذا تقتصر الأعمال الخليجية على أسماء معينة؟
النجم في الدراما العربية له وزنه وأجره المادي، فليس من المعقول أن تقدم عملاً يخلو من الأسماء اللامعة وتريد مساواته بعمل يضم كوكبة من النجوم الذين حفروا الصخر من أجل أن يحصلوا على النجومية.
القنوات الفضائية تفضل عرض مسلسل يتضمن مجموعة من النجوم وذلك للكسب المادي، والتسويق الجيد، والحصول على أكبر نسبة من المشاهدة، ومن جهة أخرى المعلن يبحث عن وجود النجوم في العمل ليعمل على إنقاذ تدني مستوى الصورة أو رداءة الإنتاج أو ضعف النص.
ولذلك لا يستطيع المنتج تسويق العمل دون وجود النجوم وفي الوقت نفسه لا يمنع ذلك من تطعيم العمل بوجوه جديدة.

- ما أسباب عدم مشاركتك في المنظومة الفنية لفناني المنطقة الشرقية عند إنتاجهم عملاً؟
لا أخفي أني أشعر بالحزن العميق لعدم وجودي في أعمال من إنتاج أبناء الشرقية، في الوقت الذي أرى أنه ليس من حقي فرض نفسي على المنتج بأن أكون احد أبطال العمل. ولا أعتقد أن منتجي الشرقية لا يعرفون سعيد قريش كممثل وأحد فناني الشرقية.
وعند مشاهدتي لكثير من أعمال المنطقة الشرقية أجد نفسي في العديد من الشخصيات التي تم ترشيح فنانين غيري لأدائها.
ومن جهتي أفضل أن يطرح هذا السؤال على المنتجين في المنطقة الشرقية فقد نجد الإجابة الشافية لديهم. إنتاج عمل من المنطقة الشرقية يشرفني، وأصفق له من باب التشجيع والحب للزملاء، ونجاح أبناء المنطقة الشرقية وجميع فناني المملكة العربية السعودية هو نجاح لسعيد قريش.

- أنت مقل في المشاركة في الأعمال التراثية؟
لدي تجربة يتيمة في عمل تراثي من إنتاج شركة إماراتية، وكانت تجربة جميلة لأن العمل التراثي يحمل قيمة تاريخية وفنية ويعمل على توثيق الإرث.
وأحب إن أفصح عن عمل تراثي مقبل لا أستطيع الحديث عنه بشكل واسع إلى أن ينطلق التصوير، وسوف يتناول العديد من العادات القديمة ويضم نخبة من نجوم الدراما الخليجية.

- لماذا يلقى دائماً اللوم على النص في الدراما الخليجية في الوقت الذي يشاركه مخرج وممثل ومنتج؟
الكاتب مهمته وضع أساس قاعدة العمل الدرامي، وما تبقى مهمة المنتج ورؤية المخرج وأداء الممثل. ومن ناحية النص لكل نص صبغته ونكهته الخاصة التي تميزه عن غيره من الأعمال، لذا لا بد على المنتج أن يبحث عن المخرج الذي يضيف إلى النص رؤية مناسبة تكون بصمة مميزة لدى المشاهد.
لا يصح أن أقدم نصاً تراثياً يتناول ثقافة مجتمع خليجي قديم، وأرشح مخرجاً من خارج الخليج لتقديم رؤيته الإخراجية، هنا يصبح في العمل إخفاق لعدم شعور المخرج بالمجتمع وبالنص. فمن الأفضل ترشيح مخرج خليجي ليتفق مع الكاتب في النقاش للخروج بإضافة جيدة للعمل.
والحال نفسه في حال إنتاج عمل من التراث السعودي، لا بد من أن نرشح مخرجاً سعودياً وذلك لمصلحة العمل، لذا نضع اللوم على المنتجين لعدم أخذهم هذه النقطة في الاعتبار وبحثهم عن الكسب المادي على حساب مصلحة العمل، وبصراحة أنا ضد من يلقي باللوم على الكاتب.

- الكوميديا السعودية كيف تقوّمها من بين الكوميديا الخليجية؟
بكل صراحة أنا لا أشاهد الكوميديا السعودية، في الوقت الذي أسمع آراء متضاربة عن مستوى الأعمال الكوميدية في شهر رمضان من خلال حديث المجالس، خصوصا بعد توقف «طاش»، وحضور نجمي الكوميديا السعودية والخليجية ناصر القصبي وعبد الله السد حان بصبغة كوميدية عصرية على مائدة إفطار رمضان. أنتظر عودة الثنائي في عمل كوميدي بمستوى «طاش».

- تميزت في شخصية عثمان في «هوامير الصحراء»، كيف تنظر إلى ما سيطرح في الجزء الخامس؟
يكفي حصول مسلسل «هوامير الصحراء» على أكبر مشاهدة عربية، على رغم تناول بعض الأقلام للعمل بأسلوب سلبي، إلا أن ذلك لا يؤثر علينا كنجوم لثقتنا بأنفسنا وبما نقدم من خلال أبرز مسلسل خليجي عربي منذ أربعة أعوام.
وما تكتبه العديد من الأقلام يدل على تميز العمل وتأثيره بحيث حرك فكر ووجدان متابعي الدراما الخليجية والعربية. ميزة «هوامير الصحراء» أنه متجدد، وبطرح مختلف عما يتم طرحه في الدراما العربية.

- ما هو التطور الذي يطرأ على خط شخصية عثمان في الجزء الخامس؟
التطورات التي تشهدها شخصية عثمان التي أؤديها ستتخلى عن العكاز، ويشتد الصراع بينه وبين الشيخ أبو عبد اللطيف. هناك ألغاز ونقاط وخطوط مهمة لا أستطيع الحديث عنها وأترك الجزء الخامس مفاجأة للجمهور.

- ما حقيقة عدم استمرار الفنان القدير احمد الصالح في مسلسل «هوامير الصحراء»؟
هذه المعلومة تخلو من الصحة. الفنان أحمد الصالح من أهم ركائز مسلسل «هوامير الصحراء». هو فنان قدير وله مكانته وهرم من أهرام الدراما الخليجية والعربية.
ونحن تلاميذ في مدرسة الأستاذ أحمد الصالح، وما حدث من خطأ في مقدمة التتر للمسلسل لم يرق لنا جميعاً كمنتج وفنانين وفي إدارة قناة روتانا. تم تدارك الخطأ، وحل الاختلاف وليس الخلاف وأحمد الصالح من نجوم الهوامير في الجزء الخامس.

- ما مدى النجاح الذي حققه مسلسل «الحلال والحرام»؟
هو من الأعمال التي تجعلني فخوراً بتجربتي لصعوبة خط الشخصية وتعقيد تركيبة الشخصية الذي لعبته في أحداث مسلسل «الحلال والحرام»، إضافة إلى أنه يتضمن عدداً من النجوم الخليجيين مثل عبد العزيز الجاسم، وغازي حسين، وعبد العزيز الملا، وخالد أمين، ومشاري البلام، ومرام، ويلدا، وأمل العوضي، وإخراج محمد القفاص وقد عُرض على قناة «الشوتايم» حصراً، ومن ثم يعرض عبر قنوات أخرى.
العمل قدم فيه المخرج الرائع محمد القفاص رؤية جديدة ومغايرة للأعمال الخليجية من حيث الصورة التي أتت من خلال تقنية سينمائية.
أتمنى من المشاهد الخليجي أن يحظى بمتابعة أحداث مسلسل الحلال والحرام، كونه يحمل قيمة ورؤية متميزة تضاف الى الدراما الخليجية.

- ما حقيقة عودة الدويتو الذي يجمعك مع ميساء مغربي من خلال مسلسل «الأيام الملتهبة»؟
تلقيت ترشيحاً مبدئياً من شركة دنيا البرامج لتأدية دور البطولة بمشاركة الفنانة ميساء مغربي لعمل جديد بعنوان «الأيام الملتهبة»، وتسعدني مشاركتي للفنانة ميساء مغربي.

- وماذا عن جديدك الذي تفاجئ به الجمهور الخليجي كما عودته كل عام؟
خلال هذه الفترة أحضّر للمشاركة في عمل جديد بعنوان «أي دمعة حزن لا»، من إخراج محمد القفاص وبمشاركة نجوم الدراما الخليجية، أحمد الصالح، غازي حسين، وخالد أمين، ويلدا، وزهرة عرفات، وعبير أحمد، إضافة إلى نجوم عرب من سورية والأردن.
هو عبارة عن مجموعة روايات، كل رواية أبطالها مجموعة ثم تلتقي هذه الروايات. فكرة العمل بحد ذاتها جديدة على الساحة الفنية الخليجية.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079