تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

نسرين فاعور: فيلم 'أمريكا' أوصلني إلى العالمية

إختارت أن تكون على المسرح فسعت إلى ذلك وهي في المرحلة التعليمية الأولى، وكبر طموحها حتى عملت على التخصص في هذا المجال.
ولكن طموحها لم يتوقف عند هذا الحد فوصلت إلى العالمية من خلال دورها في فيلم «أمريكا» الذي نقل إحدى صور حياة المرأة الفلسطينية.
حصلت على عدد من الجوائز العربية والعالمية وسجلت بذلك بصمة امرأة فلسطينية مميزة استطاعت أن ترسم وجهاً آخر للمعاناة والحلم والفرح في فلسطين والعالم.
«
لها» حاورت الفنانة الفلسطينية نسرين فاعور.


التقينا نسرين فاعور(40 عاماً) وهي أم لولدين ومن مواليد قرية ترشيحا في مناطق العام 1948، في مسرح وسينماتك القصبة في رام الله، وتحدثت عن بدايتها قائلة: «عندما كان عمري 14 بدأت في عالم الفن كهاوية وكنت أغني وأرقص وأمثل وأكتب.
ومن ثم أدركت أن الفن هو طريقي، مع أنني كنت سأدرس الطب، حسب رغبة أهلي ورغبتي في تقديم المساعدة.
ولكن المسرح هو ما أعطاني القوة، وشعرت بأنني أستطيع من خلاله أن أؤدي كل الأدوار.
وفي مرحلة متقدمة التقيت مدير قسم الإخراج في جامعة آسن في ألمانيا من خلال الأكاديمية في رام الله، ومن خلال التعاون معه عرض مشروع مونودراما «أحاسيس مختلطة» في أكبر مهرجانات العالم في رومانيا».

أشارت نسرين إلى أنها واجهت الكثير من العقبات حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن: «والدي بدوي وعائلتي محافظة، ولكنني دائماً أقول إن ما يصادفنا في الحياة يقوينا.
والآن أهلي هم جمهوري الأول... رغم من أنني واجهت الكثير من المشاكل، استطعت أن أواصل مسيرتي بكل قوة».

وأضافت: «بعدما أنهيت دراستي في أميركا عدت إلى الوطن، وبعدما عاينت كل الإمكانات الموجودة شعرت بأن مساري الصحيح هو الفن.
ودرست كمعلمة دراما كي أقنع عائلتي بأن يقبلوا عملي ممثلة. وبعد فترة بدأت العمل مع كل الفرق الفلسطينية، ولم اكتف بذلك بل درست الماجستير في فن الإخراج في حيفا، وتعلمت فن الإضاءة وتصميم الملابس وغيرها لكي أطور نفسي».
وتابعت: «وجودي في المسرح جعل أبواب السينما تفتح لي ولكن بقي المجال ضيقاً لأن الاحتلال الإسرائيلي يحاصرنا. وكان أول أعمالي من إخراج علي نصار وهو فيلم «في الشهر التاسع»، وعملت في فيلم آخر عنوانه «جمر الحكاية» مع المخرج نفسه».


الجواز الإسرائيلي

وتحدثت عن المشكلة التي تعاني منها بسبب حملها جواز السفر الإسرائيلي، فقالت: «دائما أتعرض لمشاكل بسبب حملي جواز السفر الإسرائيلي مع أنني فلسطينية ومعروفة كفنانة فلسطينية.
وأتذكر أنه عندما علم القائمون على مهرجان القاهرة أن جواز سفري إسرائيلي سحبوا الدعوة مني».

وتابعت: «حصلت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان دبي إلا أنه لم تفتح لي أبواب التعامل مع الفنانين في الأردن والعالم العربي بسبب حملي الجواز الاسرائيلي، ولكن ما حصل أن الأبواب فتحت لي في أوروبا».

وأضافت: «أشعر بأن كل الأماكن التي مررت بها في حياتي محطات مهمة بما في ذلك الأشياء التي أشعر بأنني لم أنجح فيها كلياً.
وهناك صديقة من تونس أعمل معها على مشروع نساء في التاريخ مثل رابعة العدوية وكليوباترا وهو مشروع قيد البحث ونبحث عن محور نقف فيه على المسرح، وهناك تفكير في أني أسعى إلى أبعد من ذلك».

وحول رأيها في الأدوار الفلسطينية التي تجسدها الفنانات العربيات قالت: «أولاً أقول دائماً شكراً لهن ولكن بالتأكيد هناك ظلم إذا لم يتم العمل بشكل كاف على الأدوار. وحتى ألان لم يشبعني أي عمل عربي دخل في أعماق القضية.
فالشعب الفلسطيني لديه حالات أخرى يعيشها غير موضوع الاحتلال الإسرائيلي. وأطمح إلى أن أصل إلى الإنسانية في الإنسان الفلسطيني.
أنا لا ألغي الحقائق ولا أعمل على تغيير الآخر ولكنني أعمل على نفسي لكي أوصل الى الآخرين الشيء الحقيقي».


«أمريكا»

وحول تجربتها السينمائية في فيلم «أمريكا» قالت: «لم يكن لدي الخبرة في التعامل مع صناعة سينما حقيقية، وهناك لمست كيف يتعاملون مع الفيلم بشكل مختلف عمّا تعودت عليه وهم يركزون كثيراً على الجانب الإعلامي، وحصل الفيلم على تعاطف بين دول العالم».

وأشارت إلى أعمالها المقبلة: «أعد لفيلم لمخرجة فلسطينية لا أستطيع أن أقول عنه كثيراً لكنه يتحدث عن النساء، وأتوقع أن يلاقي نجاحاً.
ودوري فيه مختلف كلياً».
وعن حبها للعمل ضمن فريق قالت: «أفضل العمل ضمن فريق، المسرح هو روح جماعية، وأحب المسرح بكل أشكاله. وأحب كثيراً الكلاسيكي مع أنه لا يتوافر لدينا الامكانات الخاصة بذلك، وأشعر بأنني يجب أن أنطلق من مكان آخر كممثلة وأن أعمل على ردم الهوّة بين الفنانين والجمهور».

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079