تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

محمد رجب: زوجتي وراء نجاحي...

بعد غياب سنتين عن السينما، عاد النجم الشاب محمد رجب من خلال فيلم «الحفلة» الذي شارك أحمد عز بطولته.
إلا أن التجربة لم تمر دون شائعات، وكان أبرزها وجود خلافات حول ترتيب أسماء نجوم الفيلم، وهي الخلافات التي يكشف رجب حقيقتها لنا، ويتكلّم عن علاقته بأحمد عز، كما يتحدث عن التغيير الذي أجراه في ملامحه وإنقاص وزنه من أجل هذا الفيلم، ويكشف حقيقة عمله مرة أخرى مع نور اللبنانية، ونجاحه الذي حوله البعض إلى فشل.
ويبدي رأيه في تجربتي محمد هنيدي وهاني رمزي في تقديم البرامج، ويكشف دور زوجته في نجاحه والإحساس الأجمل الذي يعيشه مع ابنه.


- تعود بعد غياب استمر أكثر من سنتين بفيلم «الحفلة» مع أحمد عز، فما سبب ابتعادك كل تلك الفترة؟
غيابي لم يكن مقصوداً على الإطلاق، كنت أبحث عن العمل الجيد والدور المختلف والمميز الذي أظهر به من جديد على الشاشة، إلى جانب أن الظروف التي كانت تمر بهاً مصر أخّرت مشاركتي في أي أعمال فنية.
وعندما وجدت السيناريو الجيد في فيلم «الحفلة» قررت العودة، خصوصاً أن شخصيتي في العمل لم تظهرني بشكل جديد على المستوى الشكلي فقط، بل إن المضمون أيضاً بعيد تماماً عما قدمته في أعمال فنية سابقة.

- ألا ترى أن ابتعادك عن الساحة الفنية أثر سلباً على نجوميتك؟
بطبيعتي لا أقوّم خطواتي الفنية، فهذا يتوقف على رأي الجمهور، لكنني راضٍ عن الأعمال التي قدمتها والمكانة التي وصلت إليها حتى الآن، وأرغب في تقديم الأفضل.
كما أن غيابي لم يؤثر عليَّ سلباً، بل أعطاني الفرصة لاختيار الأنسب لي وجعلني أعرف مقدار حب الجمهور لفني، وهذا اكتشفته من خلال آراء الناس الذين أتقابل معهم عن طريق الصدفة في الأماكن العامة، وأجدهم مهتمين بمعرفة أسباب اختفائي، وسؤالهم عن أعمالي الجديدة، ورغبتهم في مشاهدتي على الشاشة.

- هل ظهورك بشكل مختلف وتعمدك تغيير ملامحك هدفهما مفاجأة الجمهور بعد فترة الغياب؟
تعمدت تغيير شكلي عن طريق ترك الشاربين وتغيير تسريحة شعري، لكن لم يكن ذلك لأفاجئ الجمهور بمظهر جديد مختلف عما اعتادوا عليه مني، وإنما لأن الشخصية التي أقدمها كانت تتطلب ذلك.
فشخصية «فاروق»، ضابط الشرطة الذي يحقق في جريمة قتل زوجة أحمد عز، والتي تجسد دورها روبي، أصبحت أكثر واقعية بعد أن غيرت شكلي، بل إن هذه الملامح من المعالم المكملة للشخصية، خصوصا أن الفيلم ينتمي إلى نوعية أفلام الإثارة والتشويق.

- وهل إنقاص وزنك بشكل ملحوظ كما ظهر في الفيلم كان أيضاً من ضمن متطلبات الشخصية؟
بالتأكيد، وهذا جعلني آخذ وقتاً طويلاً في الإعداد والتحضير، لكن لم يرهقني كثيراً على المستوى الشخصي، لأنني أحرص دائماً على تمضية أغلب وقتي في ممارسة الرياضة والذهاب إلى صالات «الجيم» بشكل دوري لاستخدام الأجهزة الرياضية كوسيلة مساعدة لإنقاص وزني.
وأنا مقتنع بأن الفنان يلعب دوراً كبيراً في تقبّل الجمهور له، والشكل الخارجي واللياقة البدنية يساعدان على تقديم مختلف الأدوار الفنية، بالإضافة إلى أن شخصية الضابط في فيلم «الحفلة» كانت تعتمد بشكل رئيسي على الرشاقة وخفة الحركة.

- صرحت أن فيلم «الحفلة» من بطولتك رغم أن مقدمة العمل تخصص الاسم الأول لأحمد عز، فماذا كنت تقصد من ذلك؟
فيلم «الحفلة» بطولة مشتركة بيني وبين أحمد عز، ولم أكن أقصد أن العمل بطولة مطلقة لي، وهذا الأمر اتضح بعد عرض العمل.
وكنت أقصد أنني لا أشارك في أي عمل فني إلا إذا قدمت دور البطولة أو دوراً شرفياً، وهذا ما أراه الأصلح لي خلال هذه الفترة، وما أستحقه بعد تقديمي عدداً كبيراً من الأفلام السينمائية، ومروري بخطوات عديدة في مجال التمثيل.
وأعتقد أن ذلك لا يغضب أحداً، لأن الفنان وحده هو الذي يحدد الأدوار التي يرغب في تقديمها والأعمال الفنية التي سيشارك فيها.

- معنى ذلك أن ترتيب الأسماء على مقدمة الفيلم كان محل جدل؟
ترتيب الأسماء مهم جداً بالنسبة إلي، وأعتقد أنه مهم لأي فنان، لأن مسألة الترتيب ليست شكلية بل تقوم على اعتبارات كثيرة، من ضمنها تحديد نجومية الفنان والحفاظ على نجاحاته السابقة. والتنازل عن ترتيب الاسم يعتبر تنازلاً عن تاريخ الفنان بشكل كامل.
لكن بالنسبة إلى فيلم «الحفلة» لم تشغلني كل تلك الأمور على الإطلاق، ولم يحدث أي خلاف أو مناقشات حول ترتيب الأسماء، لأنني أثق بكل فريق العمل، وعلى رأسه المنتج لؤي عبد الله الذي وضع كل ممثل في مكانه الصحيح دون مجاملة أو مغالاة.

- يرى البعض أن توقيت عرض الفيلم غير مناسب، خصوصاً في ظل الأحداث السياسية ومنافسة أفلام سينمائية أخرى له مثل فيلم «على جثتي» بطولة أحمد حلمي. فماذا تقول؟
قرار توقيت عرض الفيلم يرجع إلى جهة الإنتاج ولا يتدخل فيه أي فرد من الممثلين، لكنني أرى أن العمل يضم عدداً كبيراً من النجوم، أمثال أحمد عز وروبي وجومانا مراد، إلى جانب القصة الجيدة، وهذا كله يجذب الجمهور إلى مشاهدة الفيلم رغم الظروف الحالية.
أما بالنسبة إلى المنافسة مع فيلم أحمد حلمي فهي موجودة باستمرار، لأن المنافسة مطروحة طوال الوقت بين الأعمال الفنية، سواء في السينما أو التلفزيون.
وفي النهاية الجمهور هو الذي يختار العمل الذي يرغب في مشاهدته والنجم الأقرب إلى قلبه.

- فيلم «الحفلة» هو التعاون الثالث بينك وبين أحمد عز، فهل هناك صداقة تجمعكما على المستوى الشخصي؟
بدايتي في التمثيل كانت مع أحمد عز في فيلم «مذكرات مراهقة»، وبعدها قدمنا معاً فيلم «ملاكي إسكندرية»، لنجتمع مرة أخرى في فيلم «الحفلة».
أحمد عز ليس صديق عمري فحسب، بل هو رفيق رحلة كفاح استمرت سنوات، وقدمنا معاً أفلاماً سينمائية حققت نجاحات كبيرة، ولنا ذكريات عديدة معاً، سواء على المستوى الشخصي أو العام.
ويكفي أن عز أقدم صديق لي في الوسط الفني، فنحن نتقابل بشكل دوري ودائماً نتصل ببعضنا، وأنا سعيد جداً بعودة التعاون بيننا في عمل واحد، لأن روح الحب والصداقة التي تجمعنا تظهر بوضوح في كل عمل نقدمه.

- وهل أحمد عز هو من رشحك لمشاركته في «الحفلة»؟
أنا وعز تجمعنا شركة إنتاج واحدة، وهذا ما جعلنا نشارك معاً في الفيلم، فوجود نجمين في عمل واحد يتطلب ميزانية كبيرة من شركة الإنتاج، بالإضافة إلى جودة السيناريو الذي كتبه وائل عبد الله واستطاع من خلاله أن يقدم بطلين للفيلم، بمعنى أن الدورين بالقوة نفسها، ولا يوجد دور يزيد على حساب الآخر.

- هل تعتبر نفسك محظوظاً بتقديمك أفلاماً مع معظم نجوم السينما أمثال كريم عبد العزيز وغادة عادل وياسمين عبد العزيز وهند صبري؟
الحظ لعب دوراً كبيراً معي، لأنني الفنان الوحيد الذي استطاع أن يشارك في أعمال مع هذا العدد الكبير من الفنانين، وجميعهم تربطني علاقة صداقة قوية بهم، لأننا نعتبر من جيل واحد، لكننا لا نتقابل كثيراً بحكم ظروف العمل ومشاغل كل منا، سواء في تحضير أعماله الفنية الجديدة أو تصويرها أو الانشغال مع أسرته وبيته وأولاده.

- من هو النجم الأول؟
أرى أن الزعيم عادل إمام يتربع على عرش الكوميديا في مصر والعالم العربي، وأي فنان يتمنى العمل معه، وأنا من ضمن هؤلاء الذين ينتظرون مشاركته في عمل فني، لأنه ليس مجرد قيمة عظيمة، وإنما هو بمثابة مدرسة تعطي الدروس لكل من يقف أمامها.

- وما مصير فيلمك الجديد «مطبق من إمبارح» بعدما مر بتأجيلات عديدة؟
اضطررنا لوقف التصوير لأن الفيلم يحتوي على مشاهد كثيرة تصوَّر في شوارع القاهرة المختلفة، ولم نتمكن من التصوير في ظل الانفلات الأمني، وننتظر استقرار الأحوال الأمنية لنبدأ تصويره فوراً.
وقد اتفقنا على فريق العمل المشارك معي، بداية من المخرج أحمد سمير فرج، وباسم سمرة وميرفت أمين التي شعرت بالسعادة بمجرد معرفتي بموافقتها على المشاركة في الفيلم، لأنها إضافة كبيرة له ويشرفني العمل معها، وهي فنانة متواضعة رغم نجوميتها الكبيرة.

- ما حقيقة تحضيرك لفيلم جديد مأخوذ عن قصة حقيقية تشاركك بطولته نور اللبنانية؟
هذا الفيلم مجرد شائعة ليس لها أساس من الصحة، لأنني لم أقم بتحضير فيلم مع نور اللبنانية، رغم أنني أتمنى التعاون معها مرة ثانية بعدما التقينا في فيلم «ملاكي إسكندرية»، لأنها من الفنانات القليلات اللواتي استطعن إثبات قدراتهن الفنية وتحقيق النجومية والشهرة في فترة وجيزة، كما أنني أحب مشاهدة أعمالها الفنية ويعجبني تمثيلها.

- ما هي أكثر شائعة أغضبتك؟
من الشائعات التي أثارت غضبي ما قيل عن فشل فيلمي «محترم إلا ربع» وعدم تحقيقه أي إيرادات في السينما، وهذه كانت شائعة سخيفة، لأن الفيلم حقق إيرادات تعدت 14 مليون جنيه، رغم المنافسة الشرسة التي خاضها، لأنه طرح بالتزامن مع أفلام عادل إمام وأحمد حلمي وأحمد السقا.
وما قيل على الفيلم جعلني أصاب بحالة حزن لفترة كبيرة، والدليل على نجاح الفيلم أنني أحضّر حالياً لفيلم جديد مع الشركة التي أنتجت لي فيلم «محترم إلا ربع»، ولو فشلت لما كرروا الإنتاج لي.

- هل تفكر في تقديم عمل درامي جديد بعد أن اعتذرت عن عدد من المسلسلات في رمضان الماضي؟
اعتذرت عن عدم تقديم عدد من المسلسلات العام الماضي، منها «الصفعة» و»الإخوة أعداء»، لأنني كنت بصدد التحضير لعمل درامي آخر يحتاج إلى كامل جهدي وتركيزي، لكن تم تأجيله الى هذا العام، وأعتقد أنه سيكون مفاجأة للجمهور في رمضان لأنه ينتمي إلى الأعمال ذات الطابع الرومانسي الكوميدي، وهي نوعية لم تقدم كثيراً بالدراما، لكنني لا أريد الخوض في تفاصيلها قبل أن أبدأ التصوير.

- أعلنت أنك لن تقدم الأعمال الفنية التي تحتوي على مشاهد جريئة وإغراء، هل معنى ذلك أنك سترفض العمل مع المخرجة إيناس الدغيدي إذا عرضت عليك ذلك؟
لم أقصد ذلك بالضبط، لأنني قدمت أولى تجاربي السينمائية مع المخرجة إيناس الدغيدي في «مذكرات مراهقة»، ولم أقدم بعدها أي أفلام فيها مشاهد جريئة.
لكن إذا عرض عليَّ سيناريو مميز ودور مختلف سأقدمه على الفور، كما أنني لا أستطيع أن أتجرأ وأعلن أنني أرفض العمل مع إيناس الدغيدي، لأنها صاحبة الفضل في تقديمي للجمهور وفي شهرتي، وأتمنى العمل معها مرة أخرى لأنني أُكنُّ لها كل تقدير وحب واحترام، لكن للأسف لم تعرض عليَّ أعمالاً من إخراجها منذ آخر أعمالنا معاً.

- ما رأيك في البرامج التي يقدمها فنانون مثل «لحظة شك» لمحمد هنيدي و'الليلة مع هاني' لهاني رمزي؟
أرى أنها تجارب جيدة وحققت نجاحاً مع الجمهور. شاهدت برنامج محمد هنيدي وأعجبني كثيراً، وأعتقد أن حجم مشاهدته ضخم جداً، لأن معظم أصدقائي وأقاربي ينتظرون عرض البرنامج كل أسبوع. أيضاً برنامج هاني رمزي استطاع أن يحقق نجاحاً كبيراً، خصوصاً أنه يناقش الأحداث السياسية بأسلوبه الساخر المحبوب ويأتي بضيوف كبار في جميع المجالات.
وتجربة المذيع الفنان حققت النجاح أكثر من مرة من قبل، مثل أحمد حلمي وأشرف عبد الباقي، ومن الفنانات غادة عادل وريهام عبد الغفور وغيرهما، لأن الجمهور يتابع البرنامج من حبه للفنان الذي يقدمه.

- هل يمكن أن تخوض هذه التجربة؟
عُرض عليّ تقديم أكثر من برنامج تلفزيوني، لكن لم تستهوني الفكرة، لأن أكثر ما يهمني هو أن تكون فكرة البرنامج جديدة وغير مستهلكة وتتناول مضموناً يخدم المشاهد.
حالياً هناك أكثر من بحث في فكرة برنامج جديد، لكن حتى الآن لم نستقر على الشكل النهائي لها، وإذا نجحت سأخوض تجربة الجلوس على كرسي المذيع للمرة الأولى.

- يصفك البعض بالمغرور والمتعالي على من حولك، فما ردك؟
لا أحد يمكن أن يشاهد عيوبه بنفسه، ولذلك لا أستطيع أن أحسم تلك المسألة، وربما من حولي، سواء من داخل الوسط الفني أو من خارجه، يستطيعون نفي ذلك عني... أنا عانيت كثيراً حتى أصل إلى ما أنا فيه من نجاحات، ولا أرى أن الغرور أو التعالي على من حولي يمكن أن يوصلني إلى النجاح في أي يوم من الأيام، كما أعتبر أن الغرور نوع من أنواع الضعف وعدم الثقة بالنفس.
ربما يصفني البعض بالمغرور لأنني لا أظهر في الحفلات والمؤتمرات الفنية بشكل مستمر، وذلك نتيجة تفكيري الدائم بعملي وحبي للمكوث في المنزل.

- هل تغيرت حياتك بعد ولادة طفلك يوسف؟
زواجي أثر إيجاباً في حياتي الفنية وزاد نجاحي، فأصبحت أكثر قدرة على التفرغ لعملي. وشعوري بالأبوة أجمل إحساس وأحلى ما في الحياة بالنسبة إلي، فبعد أن رزقني الله ابني يوسف الذي تجاوز عمره العام، عدت إلى أيام الطفولة فأجد نفسي ألعب معه بألعابه ولا أملّ من ذلك أبداً مهما طال الوقت.

- هل تتمنى لابنك أن يصبح فناناً عندما يكبر؟
أتمنى أن يمتهن مهنة أخرى بعيدة عن الفن، لكن إذا أصر على الالتحاق بالفن لن أمنعه، خصوصاً أنني سأترك له حرية الاختيار في شكل حياته وترتيب أولوياتها.

- كيف تساعدك زوجتك غدير في عملك كممثل؟
تساعدني عن طريق قراءتها معي السيناريوهات التي تعرض عليَّ، وتعطيني رأيها بشكل دقيق، وأحب سماع وجهة نظرها في الأعمال الفنية التي أقدمها، لأنها فنانة تشكيلية، وهذا جعلهاً تكتسب الحس والتذوق الفني.
والأهم أنها تعطيني رأيها بمنتهى الصدق والأمانة بلا مجاملة، لأنها تعلم جيداً أن رأيها يضيف إلي ويجعلني أتميز في اختياراتي الفنية. الحق أن وجود زوجتي بجواري يزيد نجاحي الفني.

- هل سفرك الدائم إلى المملكة العربية السعودية سببه إقامة زوجتك وابنك هناك؟
لا أسافر بسبب ذلك فقط، بل إنني دائم السفر إلى السعودية منذ فترة طويلة، وذلك لأداء فريضة العمرة كل ثلاثة أشهر تقريباً، وهذا ما ساعدني على إقامة منزل تعيش فيه زوجتي وابني يوسف هناك. ولكن اتفقت مع زوجتي على أن نستقر في مصر خلال الفترة المقبلة.-

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078