سعد خضر: الدراما السعودية تحتاج إلى إعادة نظر
قدم الفنان والمنتج السعودي سعد خضر مجموعة من الأعمال التي تعد نواة الدراما السعودية، ورغم غيابه الطويل عن مضمار المنافسة ما زال يحظى بقبول المشاهد الذي عرفه وأحبه.
في هذا الحوار يتحدث سعد خضر بكل صراحة وشفافية عن مستوى الدراما والإنتاج المحليين، وعن جديده في مجال الدراما التلفزيونية، وشؤون فنية أخرى.
- بعد التجارب العديدة التي خضتها في الدراما التلفزيونية والإنتاج، ما هي حصيلة المقارنة بين الماضي والحاضر؟
في الماضي كنا نعاني من شح الإنتاج وعدم وجود الفرص الحقيقية التي تؤكد هوية الفنان والمنتج السعوديين، إلا أننا استطعنا رغم قلة الإمكانات تقديم صورة مشرقة للدراما والإذاعة والمسرح لدينا، فيما كانت العديد من الدول الخليجية والعربية قد سبقتنا بمراحل.
لذا اضطررنا لأن نشارك في المسلسلات العربية والخليجية بحثاً عن جرعات تعويضية تثري ثقافتنا وتساعدنا في بناء قاعدة صلبة تضع العمل السعودي في دائرة المنافسة.
- ماذا عن تجاربك في الأعمال العربية؟
الاحتكاك بمدارس مختلفة يعمل على صقل الموهبة، خصوصاً في ظل قصور العمل الدرامي السعودي في تلك الحقبة وفي الوقت الذي كان من الصعب مقارعة نجوم الدراما العربية.
وبوافر الجهد وكسب المعلومة، حققنا حضوراً وأصبحنا مطلب المنتجين العرب.
- حدثنا عن تجربتك السينمائية وهل تفكر في تكرارها؟
الإنتاج السينمائي يحتاج إلى صناعة ودعم معنوي ومالي لتقديم نتاج جيد وتحقيق رؤية مختلفة تمثل شخصية السينما السعودية. ولكن تعاقبت العقود ولم نحقق شيئاً يذكر.
- ما سبب عدم تحقيق صناعة سينما سعودية؟
قلة وجود البناء الثقافي الخاص بتفعيل صناعة العمل السينمائي، وذلك يرجع إلى اعتبارات عدة ووجهات نظر متضاربة ما بين مؤيد ومعارض لوجود السينما في السعودية، إلا أن المجهود الواضح لشركة روتانا خليجية لتفعيل الفيلم السعودي من خلال برنامج مسابقات يبرز نشاط المخرجين السينمائيين السعوديين، كان له تأثيره الإيجابي في هذا المجال.
- ما سبب انقطاعك عن الدراما السعودية عشرة أعوام؟
تنصّل بعض المنتجين والتجاهل الواضح الذي تعرضت له، رغم أن معظمهم عمل في أعمال من إنتاجي، وكان كثير التواصل معي، وعندما أصبح لديه فرصة الإنتاج لم ينظر إلى سعد خضر صاحب التاريخ الطويل في مسيرة الدراما والمسرح والإذاعة السعودية، وكأنهم لا يعرفونني.
ومن جهتي لم أسمح لنفسي بأن أقرع أبواب المنتجين للحصول على دور في مسلسل.
- وكيف أتت عودتك إلى الدراما التلفزيونية؟
زميلي وأخي الفنان والمنتج عبد الله العامر عرض علي تجسيد شخصية «طريفق» عبر مسلسله المميز «هوامير الصحراء» الذي استمر أربعة أعوام مسجلاً تفوقاً كبيراً على مجموعة الأعمال الخليجية.
وقبل أن أوافق، قرأت أبعاد الشخصية وجوانبها وخطها الدرامي في النص، وحرصت على أن تكون عودتي من خلال هذا المسلسل الذي توقعت له النجاح والتفوق.
- كيف تتوقع الجزء الخامس من مسلسل «الهوامير»؟
لم أطلع على النص بعد، وحسب المعلومات التي وصلتني، النص لا يزال في ورشة العمل. الجزء الرابع كان يحمل عنوان «التحدي»، ومن المفترض أن يكون الجزء الخامس أكثر صعوداً وتأثراً من حيث الأحداث والحبكة الدرامية، وأتمنى أن يكون في مستوى تطلعات المشاهد العربي.
- تحدث رئيس جمعية المنتجين السعوديين عن منحك كرسياً داخل الجمعية؟
والله لا ادري متى كان هذا الحديث وأين! فالحديث جميل ولكن أين تفعيل مضمونه؟ منحي كرسياً داخل أروقة جمعية المنتجين السعوديين ما الذي سيضيفه إلى الدراما السعودية وما الذي سأجنيه منه؟
- تحدثت عن عودتك إلى الإنتاج الدرامي برؤية وفكر جديدين.
نعم لدي نص يحتاج إلى زخم إنتاجي ليس بالسهل. فهو يتحدث عن تجارة اللؤلؤ قبل مئة عام، أتناول فيه طيبة الناس وثقافة المجتمع القروي ووسائل النقل القديمة، وازدهار تجارة اللؤلؤ في جزر فرسان وتصديره إلى سلطنة عمان والبحرين والهند.
- ما رأيك في ما يقدم من أعمال سعودية في الوقت الحالي؟
هناك مجموعة من الأعمال ما بين الكوميديا والتراجيديا حققت نجاحاً لم يتجاوز المحيط المحلي كونها تتناول قضايا خاصة بالمجتمع السعودي والخليجي، وأعمال أخرى تجاوزت المحلية والإقليمية، والسبب في تفوقها النص الجيد الذي كتب بفكر عصري وحظي بإنتاج غنيّ.
- كنت أول ممثل يقدم فيلماً سينمائياً سعودياً عام 1980 هو «موعد مع المجهول»، أين هذا النوع من الطرح ولماذا قيل إن «كيف الحال» هو أول فيلم سينمائي سعودي؟
«موعد مع المجهول» من الأفلام السينمائية التي حققت نسبة كبيرة من المتابعة، وهو من تأليفي قصة وسيناريو وحواراً ولعبت فيه دور البطولة ومن إخراج الراحل نيازي مصطفى. وهو من الأفلام السينمائية الطويلة من إنتاج وزارة الداخلية.
شارك في الفيلم مجموعة من الفنانين الشباب مثل مطرب فواز، حسن أبو حسنة، صالح الزير، وعبد العزيز العيد. قصة الفيلم تدور أحداثها حول ضابط شرطة وجه إليه اتهام بقتل أحد زملائه فاضطر للهرب لإثبات براءته والقبض على المجرم الحقيقي.
فيتعرض طوال فترة تعقّب الجاني لمواقف غاية في الصعوبة ولكنه ينجح أخيراً في القبض على من يعتقد أنه القاتل، وفي النهاية يكتشف صاحبنا بأن الحكاية كلها تمثيل في تمثيل حيث لم يكن هناك قضية قتل ولا من يحزنون بل كانت عبارة عن خطة محبوكة لمعرفة مدى قدراته البوليسية واستحقاقه للترقية.
أما القول إن «كيف الحال» هو أول فيلم سينمائي سعودي فربما يعود إلى جهل في التاريخ الخاص بالفنان سعد خضر.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024