ياسمين رئيس: روبي لا تشغلني وتشبيهي...
عرفت طريقها الفني مع النجوم الشباب أمثال أحمد حلمي والسقا وأحمد عز وهاني سلامة، واستطاعت في وقت قصير أن تنال أول بطولة سينمائية. ياسمين رئيس تحدثت إلينا عن فيلمها الجديد «فتاة المصنع»، وحقيقة الخلافات بينها وبين بطل العمل، وسبب قبولها الدور بعد رفض روبي له، ورأيها في الهجوم الذي شُن على عادل إمام وإلهام شاهين ويسرا، وموقفها من تشبيهها بمنى زكي، وعلاقتها بزوجها المخرج هادي الباجوري، ومطالبة البعض لها بوضع الحجاب، كما تحدثت عن رأيها في عمرو دياب وأنغام.
- صوّرت فيلم «فتاة المصنع» في أول بطولة سينمائية مطلقة لك، هل ترين أنك قادرة على هذه الخطوة؟
قدمت مجموعة من الأفلام، ومنها فيلم «واحد صحيح» مع هاني سلامة، وكان دوري مميزاً جداً، وبعدها شاركت في فيلم «المصلحة» مع أحمد عز وأحمد السقا.
ثم جاءتني فرصة البطولة في فيلم «فتاة المصنع»، وأرى أنني قادرة على هذه الخطوة خصوصاً مع وجود مخرج كبير بحجم محمد خان الذي أعتبر عملي معه نقلة مهمة لي.
فأنا أحببت التمثيل من خلال أفلامه حتى قبل دخولي الساحة الفنية، لأنه مخرج ينتمي إلى جيل العمالقة، ولهذا أنا متأكدة من نجاح الفيلم ولا أرى أنني تسرعت في تقديمي دور البطولة.
- كيف جاء ترشيحك لبطولة الفيلم؟
رشحني المخرج محمد خان عندما شاهد لي فيلم «واحد صحيح» عند عرضه في مهرجان دبي، وشاهد أيضا دوري في مسلسل «طرف ثالث» وأعجبه تمثيلي للدورين، كما أنني انجذبت كثيراً الى العمل عندما قرأت سيناريو المؤلفة وسام سليمان، لأنها تناولت قضية مهمة، وهي مشكلة الفتيات المظلومات اجتماعياً، وعدم استطاعتهن تحقيق طموحاتهن وأحلامهن، سواء بالعمل أو تحقيق كيان مستقل.
ويظهر ذلك من خلال شخصية «هيام» التي أجسّدها. وفي العمل خطوط عديدة، مثل العلاقة العاطفية بيني وبين البطل (هاني عادل)، وخط آخر يناقش الصراع الطبقي بين طبقات المجتمع المختلفة.
- وما حقيقة وجود خلافات بينك وبين هاني عادل على ترتيب اسميكما في مقدمة الفيلم؟
هذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة، ولا توجد أي خلافات بين فريق العمل، لأننا جميعنا نبحث عن صنع فيلم جيد يستطيع المشاركة في المهرجانات الدولية وينال إعجاب الجمهور.
كما أنني لم أتحدث عن تلك المسألة منذ ترشيحي للفيلم، ولا أعرف ترتيب الأسماء حتى الآن، لأن هذا الموضوع يخص مخرج العمل في المقام الأول.
- ألم يقلقك اعتذار روبي عن الدور قبل ترشيحك له؟
أرفض التعليق على هذه المسألة، وكل ما أستطيع أن أقوله إنني أول مرة أسمع هذا الكلام، ولم يكن لديَّ أي معلومات حوله، ولم أهتم بمعرفة المرشحين قبلي لأي عمل فني أقدم عليه، لأن الدور وجودة العمل يشغلانني عن التفكير بتلك الأمور.
- هل ستشترطين القيام بأدوار البطولة فقط بعد تقديمك «فتاة المصنع»؟
ليس ذلك بالضبط، لكنني سأشعر بالمسؤولية في اختياراتي وسأحسب خطواتي الفنية ولن أوافق على فيلم أو مسلسل إلا إذا شعرت بأنه إضافة.
ولا يشترط على الإطلاق أن يكون دور بطولة، بل يمكن أن يكون مشهداً واحداً فقط في عمل جيد، فأنا أعشق مهنة التمثيل ولا أعمل فيها من أجل الشهرة أو المال، بل أبحث عن تكوين رصيد فني متميز.
- البعض يرى أنك أُصبت بالغرور الفني خاصة بعد تغيّبك عن العديد من المناسبات الفنية، فما ردك؟
لا أستطيع الحكم على نفسي بكوني مغرورة أم لا، بل ذلك يترك للجمهور والمقربين مني، لأن هؤلاء هم الذين يستطيعون قياس تغيري.
أنا في داخلي أشعر بأنني لست مغرورة على الإطلاق. أما بالنسبة إلى عدم حضوري المناسبات الفنية، فالسسب أنني أكون مشغولة بتصوير أعمال فنية أو مرتبطة بأمور تخص أسرتي.
- بعد وضعك الحجاب في مسلسل «طرف ثالث»، جاءتك العديد من الرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي تطالبك بوضع الحجاب والتمثيل به في كل أعمالك الفنية، فما تعليقك؟
بالفعل حدث ذلك، بل قام عدد كبير من أصدقائي المقربين وبعض الفتيات من جمهوري بإبلاغي بأن شكلي بالحجاب أحلى بكثير، وطلبوا مني وضعه بشكل رسمي.
وبصراحة أنا شخصياً كنت معجبة بالحجاب أثناء تصويري للمسلسل، ودائماً كنت أعود به إلى منزلي بعد انتهاء التصوير، لكنني لا أفكر في وضع الحجاب على الأقل خلال الفترة الحالية.
- وما رأيك في قرار اعتزال حنان ترك كي تستطيع أن تحافظ على حجابها؟
هذا قرار شخصي جداً ولا يستطيع أحد، حتى المقربون جداً منها، التدخل فيه أو إبداء رأيهم في ما حدث.
- قدمت أفلاماً مع أحمد عز والسقا وهاني سلامة وأحمد حلمي، فهل تجمعك صداقة بهم على المستوى الشخصي؟
أكنُّ لهم جميعاً كل الاحترام والتقدير، ونحن زملاء على المستوى الشخصي، لكن بحكم العمل لم تجمعنا الصداقة المتعارف عليها، لأننا لم نتقابل إلا نادراً لانشغالهم الدائم بتصوير أعمالهم الجديدة، وأنا كذلك.
لكنني أتذكر لهم دائماً أنهم وقفوا بجانبي في بداياتي الفنية وقدموني للجمهور، بل كان لهم الفضل في تعريف الجمهور بي من خلال بأفلامهم السينمائية.
- بعض النقاد يرون أنك اعتمدت على جمالك لدخول الوسط الفني مثلما فعلت بعض النجمات أمثال غادة عادل، فما تعليقك؟
قد يكون ذلك صحيحاً، خصوصاً أن أول شيء يشاهده الجمهور على الشاشة هو شكلي، وبعد ذلك يبدأ التركيز على طريقة تمثيلي.
فالجمال الشكلي من السمات الأساسية للممثلة من وجهة نظري، وهذا ما يسميه البعض القبول، ولذلك لا أرى أي مشكلة أن يقال إنني دخلت الوسط الفني بجمالي، ولا أعتبر ذلك انتقاداً يوجه لي أو لأي فنانة أخرى.
لكن الموهبة أيضا من الأشياء المهمة جداً، ومن دونها لا تستطيع أي ممثلة الاستمرار بالمهنة حتى لو كانت ملكة جمال العالم.
- يشبهك البعض بمنى زكي في ملامحها ونظراتها، فهل ترين وجه تشابه بينك وبينها؟
لم أشعر بذلك في أي وقت من الأوقات، لكن مثل هذه التعليقات تشعرني بالسعادة والدهشة معاً، لأنها المرة الأولى التي يشبهني فيها جمهوري بفنانة مصرية، فدائماً أستقبل تعليقات من المعجبين بي على مواقع التواصل الاجتماعي يشبهونني فيها بممثلات أجنبيات، مثل سكارليت جوهانسون، ودائماً ما أقول لهم المثل المصري الشهير «يخلق من الشبه أربعين».
منى زكي فنانة محبوبة وأكنُّ لها كل الحب والاحترام كفنانة، علماً أنه لا تربطنا علاقة صداقة على المستوى الشخصي.
- هل ترين أن فنانات جيلك يمكن أن يسحبن البساط من تحت أقدام النجمات الحاليات أمثال منى زكي وياسمين عبد العزيز ومنة شلبي وغادة عبد الرازق؟
لا توجد معركة بيننا حتى نسحب البساط من تحت أقدامهن, فأنا أرى أننا نكمل بعضنا البعض، بمعنى أن الفن يتسع للجميع ويستقبل دائما الوجوه الجديدة، ويعطي الفرصة للموهوبين لتحقيق الشهرة والنجومية، دون الاستغناء عن أي فنان آخر.
فنحن لسنا داخل حلبة مصارعة أو في حرب شرسة كي ينتصر فريق على الآخر، بالعكس جميعنا نعمل من أجل تقديم عمل فني متميز ينال إعجاب الجمهور ويذكره التاريخ بعد ذلك.
- من النجمة الأولى الآن؟
لا أستطيع أن أحدد من هي نجمة مصر في التمثيل، لأن كثيرات من الموجودات في الساحة الفنية قريبات من هذا اللقب، وإعطاؤه لفنانة واحدة سيظلم الأخريات. هناك فنانات أحب مشاهدة أعمالهن بشكل دائم، مثل إلهام شاهين ونيللي كريم، وقد أعجبتني كثيراً تجربتهما معاً في فيلم «واحد صفر».
- ما رأيك في الهجوم الذي شن على إلهام شاهين من بعض المتشددين دينياً ومن بعدها يسرا؟
لم أفاجأ بالهجوم على الفنانين، سواء ما حدث مع الزعيم عادل إمام أو إلهام شاهين أو يسرا، لأنني كنت أتوقع حدوث ذلك من المتشددين، بل أتوقع أسوأ من ذلك في الآتي من الأيام، لأنني أرى أن البداية كانت بعمالقة الفن وستستمر حتى تلحق بكل من له علاقة بالوسط الفني.
رغم ذلك لا أشعر بأي مخاوف على مستقبل الفن المصري، لأن هذا الهجوم لن يؤثر على المبدعين أبداً بل يزيدهم صلابة وقوة وتحدياً، وسيستطيعون الوقوف أمام هؤلاء المتشددين لأنهم ضعفاء، والدليل على ذلك أنهم لا يملكون سوى إلقاء التهم بالباطل.
- ومن هي الأصوات التي تحبين الاستماع إليها؟
من المطربين أحب سماع عمرو دياب، فهو من الفنانين القلائل الذين استطاعوا أن يحققوا تاريخاً وشعبية كبيرين على مستوى العالم كله، وليس الوطن العربي فقط.
أما المطربات فأعشق أنغام، التي أعتبرها المطربة الأولى، ودائماً ما أستمع إلى ألبوماتها سواء في منزلي أو سيارتي، لأن صوتها يجعلني أشعر بالراحة النفسية والهدوء.
- أول أعمالك مسلسل «عرض خاص» كان من إخراج زوجك هادي الباجوري وهو ما عرضك لاتهام بأنك مدعومة في الوسط الفني، فما ردك؟
عندما تعرفت على زوجي هادي الباجوري كان يظن أنني أعمل عارضة أزياء، لكن بعد فترة قصيرة اقتنع بموهبتي الفنية وعرض عليَّ العمل في مسلسل «عرض خاص» الذي تولى إخراجه.
وتوالت عليَّ الأدوار بعد عرض المسلسل، وفوجئت بالمخرج شريف عرفة يرشحني لفيلم «إكس لارج» مع أحمد حلمي، وبعدها رشحتني المخرجة ساندرا نشأت لفيلم «المصلحة» مع أحمد السقا وأحمد عز، ثم رشحني المؤلف تامر حبيب لفيلم «واحد صحيح» مع هاني سلامة.
ولا أنكر بالطبع أن زوجي هو صاحب الفضل في دخولي الوسط الفني، وأول شخص اقتنع بموهبتي الفنية عندما قدمني كوجه جديد بمسلسل «عرض خاص»، بالإضافة إلى أن اسمه المعروف وعلاقاته المتعددة جعلتني أتعرف على العديد من الشخصيات الفنية التي ربما لم أكن لأستطيع الوصول إليها من دونه.
- هل تعتقدين أن استمرارك حتى الآن هو نتيجة مساعدته لك؟
الاستمرار لا يأتي إلا من الفنان نفسه، فزوجي ساعدني في بداية مشواري، لكن الآن يجعلني أعتمد على نفسي كي أحقق ذاتي وأشعر بطعم النجاح الذي أحققه بمجهودي الشخصي.
وهو لم يتصل بزملائه المخرجين كي يعرضوا سيناريوهات عليَّ، لأنه يشجعني دائماً على أخذ خطواتي بمفردي.
بل إنني عندما أرغب في أحيان كثيرة في أخذ رأيه في الأعمال الفنية المعروضة عليَّ والاختيار بينها يرفض إعطائي رأيه، وعندما أصر يصفني بالعنيدة.
- هل طلب منك زوجك عدم المشاركة في عمل فني معين وأصررت على تقديمه؟
حتى الآن لم يحدث هذا الموقف بيننا، لكن إذا اختلفنا في وجهات النظر من المؤكد أننا سنتناقش حتى نصل إلى حل يرضينا معاً، وأحاول إقناعه بالأدلة والبراهين، وهو أيضاً.
وأنا محظوظة لأن زوجي ليس ديكتاتوراً ولا يحب أن يفرض رأيه إلا في بعض الأحيان التي يتأكد فيها أن قراره هو الصواب، أو في الأشياء المصيرية التي يجب أن تنفذ فوراً.
- ما هي حدود غيرته عليك من المعجبين؟
بالتأكيد هو متفهم لهذا الأمر، فنحن نكون دائماً معاً في الأماكن العامة، لكنني لم أتعرض لأي موقف محرج أو غير لطيف حتى اللحظة حتى أشعر بغيرة زوجي عليَّ، بل الأمور تسير بشكل طبيعي جداً ولا تحتاج إلى إثارة غيرته.
- هل اهتمامك بالفن خلال الفترة الحالية يجعلك تؤجلين فكرة الأمومة؟
فكرة تأجيل الإنجاب ليست واردة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024