تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

إيمان البحر درويش: ما زلت في منصبي ولن أترك حقي

منذ اختياره نقيباً للموسيقيين وهو يواجه شائعات ويدخل في صراعات وحروب، حتى أن بعض أعضاء النقابة قرروا منعه من ممارسة مسؤولياته وتعيين آخر ليقوم بمهمات النقيب.
لكن الفنان إيمان البحر درويش يعلن أنه ما زال النقيب الشرعي للموسيقيين في مصر، ويكشف أسباب تعرضه لكل هذه الحروب وكيف يواجهها، ويتكلم عن خلافه مع المطرب مصطفى كامل والموسيقار رضا رجب، وحقيقة هجومه على سميرة سعيد وهاني شاكر.
ويؤكد أنه يحب صوت شيرين لكنه لا يزال بانتظار اعتذارها، ويبدي رأيه في برنامج «the Voice» والأصوات التي أعجبته، ويبعث برسالة إلى تامر حسني.
ويتكلم أيضاً عن فترة ابتعاده، والشائعات التي تعرض لها خلالها، وحياته الخاصة التي لا يعلم عنها كثيرون شيئاً.


- لماذا أنت مقل في ظهورك إعلامياً؟
لا أحب الظهور إلا عندما يكون عندي جديد أقدمه للناس، وهذا ليس على مستوى الصحافة والتلفزيون فقط، لكن حتى فنياً لا أحب الوجود لمجرد أن أقول إنني ما زلت موجوداً.

- نجاحك في انتخابات نقابة الموسيقيين هل صدم البعض؟
بالفعل البعض صُدم لأنني لم أبذل مجهوداً في انتخابات النقابة، وفوجئت بأن أعضاء النقابة انتخبوني لمعرفتهم بأمانتي ومن هو إيمان البحر درويش، حتى أنني يوم الانتخابات وصلت إلى النقابة الساعة الرابعة عصراً، ولم أقم بالدعاية لنفسي كما يفعل البعض وكما هي العادة في الانتخابات.

- هل كنت تتوقع نجاحك؟
لا أبداً، فكما قلت لم أبذل مجهوداً يذكر، فقد حصلت على أكثر من ألف ومئة صوت، وكان يليني في الأصوات محمد الحلو، وكانت هناك أسماء كبيرة مثل منير الوسيمي ومحمد علي سليمان، لكن الناخبين كانوا يريدونني، فإرادة الله كانت معي
. حتى بعد الإعادة مع محمد الحلو أخذت أكثر من ضعفي الأصوات، حتى أني اتّهمت بأني من جماعة الإخوان المسلمين وأحظى بمساندتهم، وأشاعوا أنني متهم في قضايا سرقة كهرباء وتهرب ضريبي وشيكات لمجرد أن يشككوا فيَّ وفي شرعيتي.

- لماذا الهجوم عليك منذ توليك منصب النقيب؟
لا أعرف، لكن طُعن بانتخابي مرتين قبل أن أتولى المنصب، وانتشرت أقاويل كثيرة وطعون تفيد بأنني مهندس ولا يجوز أن أكون مقيداً في نقابتين عاملتين، لكن هذا الكلام غير صحيح، أنا مهندس لكن لا أعمل في الهندسة وتوقفت عن مزاولة المهنة منذ مدة طويلة.

- ما ردك على من قالوا إنك ذهبت أخيراً إلى النقابة ومعك بلطجية لتجلس على كرسي النقيب بعد أن منعك البعض من ممارسة مسؤولياتك؟
هذا ليس أسلوبي، فأنا أحترم النظام والقانون، وكنت ذاهباً إلى النقابة لأنفذ أمراً قضائياً بممارسة مهماتي كنقيب.
فقد حدث أن ذهبت مرة أولى ومنعني البعض من الدخول ومن تنفيذ الحكم، وحررت محضر إثبات حالة.
وفي المرة الثانية أبلغني أعضاء النقابة المؤيدون لي أنهم سيعتصمون حتى تنفيذ الحكم ومزاولة عملي كنقيب، فاتصلت بالشرطة التي أبلغتني أنه إذا حدث اعتصام فيجب أن أبلغ به النيابة.

- ما حقيقة خلافك مع المطرب مصطفى كامل؟
لا خلاف شخصياً معه ولا أعرف لماذا كل هذا الهجوم، لكن أعتقد أنه يبحث لنفسه عن مكان، لأنه كان شاعراً معروفاً اتجه إلى الغناء ولم ينجح فيه، فأصبح لا شاعراً معروفاً ولا مطرباً ناجحاً، فاتجه إلى السياسة وترشح لعضوية الحزب الوطني، ومن ثمَّ قدم أوراقه للنقابة. لكن تم الطعن به ورفع اسمه من أسماء العاملين وتم الإبلاغ عنه في قضايا تزوير.

- هل صحيح أنه حاول قتلك وإطلاق الرصاص عليك؟
هو لم يطلق النار ولم يواجهني، لكن عندما ذهبت مع أعضاء الجمعية العمومية لتنفيذ الحكم بعودتي إلى النقابة كان موجوداً هناك، كنت أنا في الطابق الثالث وهو في الطابق العاشر، وبعد أن غادرت جاءني اتصال من أولادي للاطمئنان إليَّ بعد أن قرأوا خبراً على الإنترنت أنه كان معه مسدس.

- ما ردك على الاتهامات التي وجهها لك بأنك تستغل منصبك وتستولي على أموال النقابة؟
بسبب هذا الاتهام سيمثل مصطفى كامل قريباً أمام محكمة الجنايات بتهمة السب والقذف، لأنني وبالمستندات مستعد للمواجهة.
وكل ما حدث أنه في عيد الأضحى الماضي جاء أصحاب المعاشات إلى النقابة فوزعت عيديات من جيبي الخاص، وعندما وزعت كل ما معي أخذت من الخزينة خمسة آلاف جنيه ثم عشرة آلاف وأعدتها إلى الخزينة لاحقاً، وكله مثبت بالمستندات، وأنا لا أتقاضى أي أجر على عملي في النقابة فهو تطوّعي كلياً.

- ما تقويمك للوضع في نقابة الموسيقيين؟
اكتشفت فساداً وسرقات كثيرة فيها، وعقدت مؤتمراً صحافياً لكشف هذا الفساد. بعدها بدأت محاربتي فراح بعض الأعضاء يتهمونني بالباطل حتى أنشغل بالرد عليهم.
لكني أخذت هذه الاتهامات إلى نيابة الأموال العامة وطلبت التحقيق فيها والنيابة أصدرت قراراً ببراءتي، فأنا لا أخشى شيئاً.
هم تصوروا أن هذه الاتهامات ستردعني عن مواجهتهم، لكن ما لا يعرفونه عني أنني شخص عنيد وسأظل أدافع عن حقي وعن النقابة طالما أنا مسؤول عنها.

- كيف ستواجه كل هذا الفساد؟
سأضع حداً لكل هذا، فالذي يساعدهم الآن هو ظروف البلد غير المستقرة، ولكن عندي مفاجآت كثيرة لاحقاً.

- هل وجدت مساندة من أعضاء النقابة أم أنك تقف أمام الفساد بمفردك؟
في النقابة أعضاء شرفاء يعرفون من هو إيمان البحر درويش ويدركون مواقفي جيداً ويساندونني فيها.

- هل صحيح أنك على خلاف مع الموسيقار الدكتور رضا رجب؟
الدكتور رضا رجب يقول إنه قائم بأعمال النقيب في وجود نقيب، ويقول عني إنني عضو منتسب إلى النقابة، وأقول له: ادرس القانون جيداً لتعلم ما تقول، أنا عضو عامل في النقابة منذ 30 سنة، فكيف أكون منتسباً؟

- هل عملك كنقيب جعل الناس يتقربون منك؟
أي مسؤول يتولى منصباً يحدث معه هذا، وشيء طبيعي جداً أن يكتشف أعداء كان يحسبهم أصدقاء وأصدقاء كان يحسبهم أعداء.

- وهل أصبح لك أعداء؟
كثيرون جداً، كل من كان له مصلحة ولم يحصل عليها، لأنني لا أقبل الطرق الملتوية، أنا مسؤول عن أموال معاشات وحقوق ناس، ولا أتقاضى أجراً عن هذا العمل، لأني مقتنع بأن العمل في أي نقابة تطوعي. لا يوجد قانون يقول ألا آخذ أجراً، لكن هذا ما أنا مقتنع به.

- ما رأيك في برنامج المسابقات «the Voice» الذي عرض أخيراً؟
برنامج مشرّف جداً وأسعدني أن يكون عندنا هذه المواهب في الوطن العربي، حتى الذين خرجوا من المسابقة على قدر كبير من الموهبة، فمنهم أصوات أجمل من أصوات بعض الموجودين في الساحة الغنائية حالياً، ومستوى إنتاج mbc للبرنامج مشرّف جداً.

- ما هي الأصوات التي أعجبتك؟
يسرا محنوش ونور عرقسوسي أعجبتاني إلى درجة أنني أفكر في تقديم دويتو مع نور عرقسوسي، وجميع المتسابقين كانوا يغنون بالغربي والشرقي بطريقة رائعة.

- هل ما زلت على خلاف مع شيرين عبد الوهاب؟
أنا أحبها كصوت مميز، وهي وعدت أكثر من مرة أنها ستعتذر عما بدر منها في حقي، وحتى الآن لم تفعل لأنها تعتقد أنني لم أعد نقيباً للموسيقيين، كما قالت في حديث سابق.
لكن أقول لها إنني مازلت نقيباً وأنتظر اعتذارك، لأن كل ما بدر منها أثناء الخلاف لم يكن حقيقياً، مثل أنني هاجمت ألبومها الجديد وهذا غير صحيح، أو أنني أعاقبها لأنها لم تشارك في حفلة خيرية للنقابة، وهذا أيضاً غير صحيح.
فهي عندما رفضت الغناء سألني أحد الصحافيين: هل ستعاقب شيرين على عدم غنائها؟ قلت: لا لأنني لا أستطيع أن أعاقب أحداً لا يريد الغناء في حفلة سيوجه دخلها لعمل الخير، فهذا شيء بينها وبين الله.

- ما رأيك في برنامج «صوت الحياة»؟
البعض نشر عني أنني قلت إن هاني شاكر وسميرة سعيد وحلمي بكر شيّعوا تاريخهم بهذا البرنامج، وأنا لم يصدر مني هذا الكلام، كل ما قلته إنه كان يجب على لجنة التحكيم أن ترفض وقوع المتسابقين في الحفرة، فلا يجوز أن يهان أحد حتى لو كان لا يملك موهبة.

- هل من الممكن أن نراك عضو لجنة تحكيم في مثل هذه البرامج؟
عرض عليَّ لكني قلت «إن لم يكن في مستوى إنتاج الـ»mbc» لن أشارك».

- ما الذي تقدمه من خلال مسلسل «أهل الهوى» الذي سيعرض في رمضان المقبل؟
«أهل الهوى» ليس سيرة ذاتية لبيرم التونسي كما يقال، بل هو تجسيد لمشاركة الفنانين في ثورة 1919، مثل بيرم التونسي وسيد درويش. ومعي عدد كبير من النجوم مثل فاروق الفيشاوي وعهدي صادق وسميرة عبد العزيز وسواهم.

- هل أنت خائف على مستقبل الفن المصري من التيارات الدينية المتشددة؟
لا، لأنني أستطيع الدفاع عن الغناء وأواجههم بالحجج التي تؤكد أن الفن ليس حراماً، لكني خائف على مصر، لأن ما يحدث من صراعات ينذر بحرب أهلية.
وللأسف هناك كذب كثير، والكذب ليس من شيم المسلم، وأقول لمن يلعبون بمصير الوطن «اتقوا الله في مصر».

- هل عملك كنقيب أبعدك عن نشاطك كمطرب؟
لا أرى أن عملي في النقابة حِمْل عليَّ أو يعطلني فنياً، بدليل أنني قاربت الانتهاء من ألبومي الجديد «مش ندمان»، وسوف يكون مفاجأة من حيث الكلمات والألحان.
أنا أغني دائماً في ميدان التحرير، لكني لا آخذ معي مصوراً إنما أذهب إلى الناس الذين يدافعون عن حقهم ويريدون الأفضل لمصر.

- متى صدر آخر ألبوم لك؟
قبل عشر سنوات.

- ولماذا هذا الغياب الطويل؟
لأنني لا أحب أن أقدم شيئاً إلا وأنا مقتنع تماماً به، ثم إنني أنتج ألبوماتي لنفسي، ولهذا آخذ الكثير من الوقت في تحضيره، فليس ورائي منتج ألتزم معه بموعد محدد.
وعندما قررت النزول بألبومي الجديد عام 2010 وقعت أحداث كنيسة القديسين، فاحتراماً لدم الشهداء أجَّلت موعد صدوره، ثم حدثت ثورة «25 يناير» وما تلاها من أحداث مؤسفة حتى يومنا هذا.

- هل أنت راضٍ عما قدمته في السينما؟
أفلامي حققت نجاحاً كبيراً رغم أنها عرضت في وقت كانت السينما منهارة. مثلاً فيلمي «تزوير في أوراق رسمية» عرض في السينما لمدة 13 أسبوعاً حين كان أكبر فيلم يستمر عرضه أسبوعين فقط.
لكن كإيمان البحر درويش الممثل أحب نفسي أكثر في مسلسل «الإمام الشافعي»، لما فجره فيَّ من موهبة تمثيلية حقيقية، ومسلسلي الجديد «أهل الهوى» يقول المخرج عمر عبد العزيز إنه سوف يكون نقلة جديدة في حياتي الفنية.

- أين أنت من السينما الآن؟
لا يعرض علىَّ شيء لأني بعيد عن شللية المنتجين من أجل الحصول على دور، وأرفض موجة بعض الأفلام الحالية بما فيها من رقص وإفيهات خارجة وعري فقط لجذب الجمهور.

- ما رأيك في تامر حسني كمطرب اتجه إلى التمثيل؟
تامر حسني صوت جيد جداً، لكني لا أتفق معه في كلمات أغانيه، فهو عنده ميزة كبيرة وهي حب الناس، ورسالتي إليه أن يستثمر هذه الميزة جيداً حتى لا يندم في ما بعد.

- ما هي الشائعة التي أغضبتك؟
أنني اعتزلت الفن وقلت إنه حرام وأنني نادم على عملي به، وأصدروا عني تصريحات كثيرة لم أدل بها أبداً، ولأني أصبحت أؤذن للصلاة بصوتي في المسجد أصبحت سيئاً، وهذا شرف لا أدعيه لنفسي.

- بما أنك لم تعتزل أين كنت؟
توفي أحد أصدقائي المقربين فجأة، وبسبب هذه الصدمة ابتعدت قليلاً وتقربت إلى ربي أكثر وأصبحت أرى الدنيا بمنظور جديد، لكنني لم أعتزل ولم أحرّم الفن.

- وهل ابتعادك أثر عليك فنياً؟
أبداً، وكأنني لم أغب يوماً واحداً، أنا عدت عام 2001 بعد ابتعاد سبع سنوات، لكن الحمد لله حب الناس كان داعماً قوياً لي.

- ما هي أدواتك للحفاظ على نجاحك؟
أولاً مراعاة الله فيما أقدمه، ثم أضع جمهوري أمام عيني لأحافظ على تاريخي وما قدمته من أعمال.

- ماذا تقول عن هؤلاء؟
محمد الحلو: صوت جميل واختيارات سيئة.
سميرة سعيد: أحب لها أغاني كثيرة.
هاني شاكر: فنان كبير تألق على مدار سنوات عديدة، وأتمنى أن يستطيع المحافظة على نفسه بهذا الشكل.
علي الحجار: أشكره لأنه أحيا حفلاً وغنى جميع أغاني الموسيقار الجميل عمّار الشريعي وكانت من أجمل ألحانه.
عمار الشريعي: من أعظم موسيقيي العالم العربي على المستوى الإنساني، كان يبهرك ببصيرة يعجز عنها المبصرون، ولا يقدر قيمته إلا من عمل معه وتقرب منه. لقد ترك ثروة موسيقية كبيرة وألحاناً ستظل خالدة تمجّد اسمه.

- ما رأيك في هجوم بعض الدعاة في القنوات الفضائية على الفنانين؟
الداعية يجب أن يكون قدوة، وأن يدعو إلى الدين بالحكمة والموعظة الحسنة، وليس من حق أحد تكفير الناس أو الحجر على الإبداع.

- كثيرون لا يعلمون شيئاً عن حياتك الخاصة؟
أنا غير متزوج ولديَّ ابنة هي أمنية وولد هو إسلام.

- وماذا عن الحب في حياتك؟
الإنسان لا يستطيع الحياة بدون حب، وأنا دائماً في حالة حب، وليس شرطاً أن يكون لامرأة، ولكن الحب في كل صوره، حب أولادي وعملي وأهلي... غيرتي على بلدي وما يحدث فيها حب.

- هل لدى ولديك موهبة الغناء؟
أبعدتهما عن هذا المجال لمعرفتي بحروبه التي هما في غنى عنها.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078