إليسا: لن أمثّل إلا في هوليوود!
استقبلتنا بشعرٍ معقوصٍ إلى الخلف ووجهٍ نضر خالٍ من أي مواد تجميلية. طبيعية، عفوية، صادقة. تراها فتظنّها في العشرينات من عمرها. ابتسامتها لا تفارق وجهها، ربما لأنها أكثر ما يعنيها في هذه الحياة. مستقلّة، حرّة، تحبّ المدى، تماماً كالفراشات التي تملأ منزلها. إجاباتها واضحة وصريحة وفي الوقت نفسه مدروسة ونابعة من مخزون ثقافي ورثت بعضه من والدها الشاعر واكتسبت البعض الآخر من تجاربها في الحياة. تعبت كثيراً لتصل إلى ما هي عليه اليوم. وما أجمل التعب حين يكلّل بنجاحٍ تلو الآخر، دون أن يكون هناك من يمنّن وينسب النجاح إلى نفسه. أخيراً كسرت أغنيتها «أسعد وحده» رقماً قياسياً من حيث عدد المشاهدة على يوتيوب، والتحقت ببرنامج الهواة x Factor لتكون في لجنة تحكيمه. هي إليسا التي اعتادت خوض التجارب ساعة يحلو لها، وليس حين يُطلب منها. تعرف تماماً الوقت المناسب لأي خطوة تريد القيام بها. فماذا قالت عن x Factor، وعن فيديو أغنيتها الأخير واللغط الذي دار حوله؟ وعن باريس وشوارعها؟ عن منزلها، وعن الحب والأزياء؟
- ما هي علاقتك بباريس؟
باريس جميلة، وزيارتها من وقتٍ إلى آخر أمرٌ صحّي. في العادة أزورها وألتقي أصدقائي هناك. أزورها لأكثر من سبب، وأبرز هذه الأسباب القيام بالتسوّق وحضور أسبوع الموضة. وهذه المرة كانت فرصة أن ترافقني عدسة المصوّر المعروف عمار عبد ربّه في جولة باريسية شملت معهد العالم العربي حيث تأملت العمل الفني الرائع Trio of Elephants للفنان اللبناني نديم كرم وبعض الجسور، كان الأمر عفوياً مريحاً يعكس شخصيّتي.
- تغريداتك على «تويتر» في تلك الفترة كانت تعكس سعادة وفرحاً...
أحرص على أن تحمل كل تغريداتي السعادة. كنت سعيدة فعلاً في باريس، أحبّ هذه المدينة، كما أحبّ غيرها من المدن التي تعني لي. في باريس كنت سعيدة مع أصدقائي. بالنسبة إلي الرفقة هي الأهم، هي التي تضفي على المكان مكانته في قلبي، وفي هذا تحديداً تتميّز باريس عن غيرها، لأني أجتمع بأصدقاء أحبّهم هناك.
- ذكرت أن أسبوع الموضة من أسباب زيارتك باريس...
تستطرد مقاطعة: لا أذهب كرمى لكل عروض الأزياء، ولكن أذهب كرمى لإيلي صعب.
- أخبرينا عن علاقتك بإيلي صعب.
إيلي صديق. أحبّه وأحبّ أن أدعمه لأنه فخر للبنان أولاً وللعالم العربي ككلّ. بالإضافة إلى أن علاقتي الشخصية به وطيدة، وأحبّ تصاميمه، وأرتديها. حتى بتّ أعتبر زيارة أسبوع الموضة سنوياً لمشاهدة عرض أزيائه تقليداً سنوياً أحرص على القيام به. في الماضي كنت أشاهد عروضاً أخرى، لكني الآن لم أعد ألبّي الدعوات. ولا تقتصر متابعتي للموضة على حضور العروض، بل أتابعها أيضاً من خلال المواقع الالكترونية لدور الأزياء والتلفزيون والمجلات. لكني أقصد فرنسا في هذا الوقت خصّيصاً لأتابع عرض إيلي. له وضع خاص.
- ارتديت من تصميمه؟
أجل.
- كان التصميم قريباً جداً من التصميم الذي ارتدته نانسي عجرم.
ارتدت نانسي طقماً وأنا ارتديت فستاناً، لكن الزييّن من الموسم ويحملان الروح نفسها. تشابهت أذواقنا مع أني لم أكن أعرف ماذا سترتدي نانسي.
- صدمت عندما التقيت نانسي؟
أبداً حتى أني لم أنتبه إلى التشابه إلا بعد أن رأيت الصور، بسبب الازدحام و«العجقة» في الكواليس. في النهاية المصمّم هو نفسه والروح واحدة والأذواق تتشابه.
- كيف تصفين علاقتك بنانسي؟
جيّدة.
- هي صديقة؟
هناك معرفة جميلة جداً بيننا، لا أستطيع أن أصف ما يجمعنا بالصداقة لما لهذه الكلمة من معانٍ، لكني أقول إن العلاقة بيننا جميلة وطيّبة.
- وتنعكس على جمهوركما، بخاصةٍ عندما تغرّدان أمام الملأ بمعايدات وتهنئة وتبريك.
الجمهور يتعاطف مع النجم حتى في مشاعره، وعندما يراه يحبّ فناناً يحبّه بدوره. الحب والكره ينعكسان على الجمهور فتراه يحب ويكره تماثلاً بمشاعر نجمه المفضّل. هذا أمر طبيعي وأدركه جيداً، وحتى لو لم أعبّر أنا عن مشاعري، يقرأ الناس الصحافة ويعرفون خفايا العلاقات الفنيّة ويتمترسون في مشاعرهم خلف نجمهم المحبوب.
- مبروك الفيديو كليب الجديد، راضية عنه؟
لا أطلق عملاً دون أن أكون راضية عنه تماماً.
- لا شكّ أنه حقّق نجاحاً باهراً، وحطّم رقماً قياسياً على يوتيوب من حيث نسبة المشاهدة التي فاقت مليون مشاهد في أربعة أيام بغض النظر عن اللغط الذي طال إخراجه، ماذا تقولين عن هذا اللغط؟
صراحة لا أتأثر بما قيل لا من قريب ولا من بعيد. الفيديو ناجح، وليس خطأً أن يأخذ المخرج مرجعاً له وينفّذ الفكرة في عمل خاص به. لن أدافع عن أغنيتي، مع العلم أن سليم الترك ليس أول مخرج يستعين بمرجع. هذا سائد في العالم وأكثر المخرجين موهبةً يقومون بهذا الأمر.
أنا جد راضية. ويبدو أني أنجح في تعاوني مع سليم الذي يعرف كيف يظهر إحساسي ومظهري بأحسن ما يمكن.
فرحت بتعاوني معه مجدداً، مع أن العلاقة لم تنقطع بيننا كما قال البعض وعنون مقالته بـ«بعد القطيعة». وللمعلومات فقط، في كل ألبوم أطلقته كان سليم حاضراً، يريني Story Board ولا نتّفق عليها، على عكس ما تحقق في هذا الكليب.
- كنت حرّة في الفيديو كليب، ترقصين تغنّين تقفزين بعكس إليسا التي نعرفها في الفيديو كليبات السابقة، فما الذي تغيّر؟
الفكرة مهضومة. في السابق كنت متحفّظة أكثر، كلاسيكية أكثر. لكني قلت في نفسي أخيراً «لن ينقص مني شيء لو ركضت وقفزت ورقصت». هكذا كسرت الصورة النمطية التي اعتاد الجمهور عليها وهذا ما زاد نجاح الكليب. لو لم يكن جميلاً لما وصل عدد مشاهديه إلى مليون مشاهد على يوتيوب في أربعة أيام فقط، بالرغم من أن فكرته ليست جديدة.
- ما أجمل ما في هذا الكليب؟
أجمل ما فيه الطاقة الإيجابية الذي يبثّها، يشبه الأغنية حتى بطاقته.
- هل هو أجمل كليب عندك؟
الأجمل لأنه الأخير، لكني ما زلت أحب كليب «أجمل إحساس» و«عايشالك» و«إرجع للشوق» و«بتمون». بعد فترة يصبح هذا الكليب من الأشرطة المحبّبة إلى قلبي الى حين صدور الكليب الجديد.
- كسرت الصورة النمطية في الرقص والحركة، لكنك لم تكسري حرصك على الاستعانة بعارضين أجانب، لماذا الأجانب؟
الأمر ببساطة أني أرى هؤلاء الشباب فريدين وغير مستهلكين، وأحب أن يفرح الجمهور برؤية أشياء جديدة إن كانت في العارضين أو في أي مكوّن من مكوّنات الكليب. منذ بداياتي حرصت على أن أنتقي وجوهاً جديدة من الخارج، لأني أحبّ عنصر المفاجأة. جميع الشباب هنا سبق لهم أن صوّروا مع أخريات. أحبّ أن أستعين بشاب يتمتّع بجمال خارجي حتى يحبّه الصبايا ويتمثّل به الشباب وأفرح أنا بالتمثيل معه،هذا إذا تطلّب الـ Story Board وجود شاب طبعاً.
- وهل تبحثين عن جنسية معيّنة، إيطالي مثلاً؟
كلا، لا أبحث عن جنسيات معيّنة والدليل أن الشاب الذي ظهر معي في «أسعد وحده» كندي الجنسية.
- لماذا لم تستعيني بممثّلين أجانب محترفين؟
لأن أجرهم أعلى بكثير، هذا الأمر مرتبط بميزانية الكليب بشكل مباشر.
- ماذا عن الممثّلين الأتراك؟
لديّ معارف أتراك، لن أذكر اسماءهم، أحبّوا أن يشاركوني في كليب سابق من باب الصداقة، لكني رفضت الفكرة لأنه سبق لإحداهنّ أن أستعانت بممثّل تركي في ذلك الحين. إذا فعلتها سيكون أمراً مستهلكاً.
- صديقك الممثّل التركي، مشهور؟
كثيراً، ولا تسألوني أكثر لأني لن أذكر اسمه.
- علاقتك بمصر والمصريين مميّزة، ما سرّها؟
سبب من أسباب قبولي خوض تجربة XFactor هو أنه سيعرض أساساً على قناة cbc المصرية. أحبّ مصر والشعب المصري، لهم مكانة خاصّة في قلبي. أحبّ الغناء في جميع أقطار العالم العربي لكني أحسّ بنفسي في لبنان عندما أكون في مصر. المصريّون قريبون منا، بخفّة ظلّهم وطريقة عيشهم، تماماً كالتونسيين. أتمنى أن تعود الأمور إلى سابق عهدها هناك ويعمّ السلام ويسود الاستقرار.
- وباسم يوسف؟
باسم يوسف هو «جون ستيوارت» John Stewart العرب، بنظري هو بهذه الأهمية وحتى أهم منه لأنه يحكي لغتي، ساخر بطريقة ذكية جداً، لا يقول شيئاً بلا معنى وفي الوقت نفسه يثير الضحك. شخصيته مرحة وحضوره محبب ولم ينجح بفضل ذكائه وحسن إعداده للحلقات فحسب، بل لأنه أيضاً إنسان قريب من الناس. ومع أنّي لست مصرية، أفهم كل ما يقوله، لا أعني لغوياً بل بنقله صورة الوضع من خلال النكات والصور والتعليقات. يشعرني بأنه ابن بلدي الذي يحكي لغتي «عالقد».
- لنعد إلى XFactor، لماذا وقع الاختيار عليه دون بقية البرامج؟
عندما عرضوا عليّ البرنامج لم أكن بوارد القبول، بخاصةٍ أني رفضت كثيراً من العروض في السابق. فكرة خوض تجربة التحكيم في برامج الهواة كانت مرفوضة تماماً، وصرّحت بذلك أكثر من مرة. مع XFactor كنت تعودت والجمهور على مشاركة الفنانين كحكام، هذا بالإضافة إلى أن العرض كان مناسباً جداً. وعندما انخرطت أكثر في البرنامج أحببت التجربة. أعجبتني، لأن البرنامج ضخم ومنفّذ بطريقة محترفة تشبه تماماً النسخة الأجنبية، ولجنة تحكيمه مؤلّفة من نجوم كبار أراحني العمل معهم، بالإضافة الى وجود فريق عمل مميّز.
- مشاركة النجوم في البرامج الفنية أصبحت رائجة اليوم بعد أن كانت قليلة جداً، فما هو السبب؟
الظروف السياسية التي يعيشها العالم العربي غيّرت ترتيب الأولويات في برامج الفنانين. كنت أزور مصر أسبوعياً تقريباً لأقيم حفلات، اليوم لا أزورها أبداً. حلّت هذه البرامج مؤقتاً بديلاً عن الحفلات، وهذه البرامج دخلت حياتنا، من وجهة نظر شخصية، أحببت مشاركتي في البرنامج وتعلّقت بالناس فيه.
- هل ستختارين من تصاميم إيلي صعب خلال حلقات برنامج XFactor؟
سأختار من تصاميم إيلي صعب وغيره من المصممين ما يناسبني ويتناسب مع حلقات البرنامج.
- كيف تصفين علاقتك بكل من كارول سماحة ووائل كفوري وحسين الجسمي؟
جيّدة. وائل صديقي، الجسمي أحببته أكثر بعد أن عملت معه، وكارول أحبها.
- هل هناك تنافس بينكم؟
في البرنامج طبعاً، لأن لكلٍّ منا فريقه ونتنافس من خلاله مع الآخرين.
- هل انتقيت أصواتاً تشبه صوتك؟ أبداً، انتقيت أصواتاً لديها موهبة، لديها هويّتها الخاصة.
- استرجعت ذكرياتك في ستوديو الفن خلال التصوير؟
أجل، خاصةً في مرحلة الاختبارات. تذكّرت البدايات لكنها تبقى ذكريات لم تصل إلى مستوى الحنين.
- هل هناك مواهب تتوقّعين لها النجاح الباهر؟
لا أعرف، لا أحد يعرف. وأقيس هذا الأمر على نفسي. فعندما تخرّجت من استوديو الفن، لم يتوقّع أحد أن أحظى بشهرة كالتي وصلت إليها اليوم. هناك مواهب جيدة جداً لكني لا أعرف من سينجح منها.
- من كان أول شخص آمن بإليسا؟
أول شخص آمن بي هو الملحّن سمير قبطي رحمه الله. هو من عرّفني إلى جان صليبا الذي كان منتجاً فنياً، وآمن بي ونجحنا معاً. قليلون جداً من وقفوا معي لكني رسمت هدفاً وسعيت الى تحقيقه.
- كنت تعرفين في قرارة نفسك أنك ستصلين إلى ما وصلت إليه اليوم؟
لا، لست من الأشخاص الذين يرسمون بعيداً. أفكّر ماذا أريد في هذه اللحظة تحديداً. أريد أن أغني؟ أبحث عن مكان لأغنّي فيه. أريد أن تكون لي أغنية خاصة؟ أبحث عن ملحّن وكاتب من دون أن أفكّر أني من خلال هذه الأغنية أريد أن أكون مشهورة. الأمر عندي مرهونٌ باللحظة، التي أركز عليها بكل طاقتي. وهذا ما أدى إلى نجاحي. تخرّجت من استوديو الفنّ، وقبلها كنت مع وسيم طبّارة في الشانسونييه في مسرح الساعة العاشرة، كان همّي أن أظهر موهبتي وأغنّي لأني أحبّ الغناء، لم أكن أخطّط لأكثر من ذلك. عندما نجحت في الخطوة الأولى أردت نجاحاً أكبر. لأن الإنسان يستلذّ بالنجاح ويطلب المزيد والمزيد. النجاح هو الدافع وهو الذي يعزز العزيمة. الهدف يجب أن يكون موجوداً لكن هاجس الشهرة يقلّل من فرص النجاح لأنه يسحب الكثيرمن طاقة الشخص تجاه العمل ويشتّت تفكيره. الشهرة نتاج مكوّنات كثيرة منها النجاح والحظّ وتقبّل الناس للشخص.
- تعبت في حياتك؟
تعبت كثيراً... في المجمل، عندما أسترجع تاريخ دخولي الفن لا أرى أشخاصاً كثراً ساندوني وآمنوا بي. سمير قبطي عرّفني على شركة وكان مؤمناً بموهبتي، لكني عملت وحدي مع الشركة، وفي كل خطوة تلتها تعبت كثيراً لأحقّقها. لم يقدّم لي أحد النجاح على طبق من ذهب. مع العلم أني فرحة بهذا التعب وبأني حقّقت ذاتي بذاتي، دون أن يكون هناك من يمنّني ويحمّلني جميلاً.
- الآن تشعرين بلذة هذا التعب؟
طبعاً. حلاوة النجاح تنسي الجميع مرارة التعب. وأنا أؤمن بأن الانسان لا يستطيع دائماً النجاح بمفرده. لا بد من توافر عدد من العناصر. ونجاحي هو مزيج من التعاون مع العديد من الأشخاص، تعاونّا وحقّقنا نتيجة ممتازة.
- والدويتو مع راغب ألم يساعدك؟
طبعاً، كل شيء قمت به ساعدني. انتبهي لا أتنكّر لأحد عندما أقول لا أحد ساعدني، أقصد أني لم أجد من يتبناني ويقدّم لي الأشياء من دون أن أجتهد كثيراً لنيلها. دويتو راغب علامة كان نقلة نوعية في حياتي الفنية، مع العلم أن أغنيتي المنفردة التي سبقت الدويتو «بدي دوب» حقّقت في ذلك الوقت نجاحاً بخاصّة أني كنت جديدة في الساحة وغير معروفة. كانت أغنية جريئة بالنسبة إلى الوطن العربي لكني ما زلت أراها جميلة وجديدة. وراغب فنان ذكي، فعندما اختارني. كان يعرف أن لدي مقوّمات النجاح. عندما نجح الدويتو مع راغب، أخذت قرار عدم خوض دويتو آخر في إصداري العمل التالي لأثبت أنه بمقدوري النجاح منفردة. وهكذا كانت «عايشالك» التي نجحت فيها، وهي تمثل نقطة تحوّل في مسيرتي الفنية.
- والآن؟ تفكّرين في دويتو آخر؟
الدويتو وليد ساعته. لا أرفض الفكرة، لكني لا أفكّر فيها حالياً.
- يمكن أن يكون بينك وبين وائل كفوري، أوبينك وبين نانسي عجرم كدويتو نسائي؟
كل شيء ممكن. أنا منفتحة على الفكرة لكني لا توجد معطيات حالية. الفكرة مطروحة وليست مرفوضة.
- تحدّثنا عن البدايات، بدأت بمسرح الشانسونييه الموجّه للنقد السياسي، ثم درست في الجامعة العلوم السياسية، ما هي علاقتك بالسياسة؟
بدأت بمسرح الشانسونييه عندما كنت في المدرسة وكان عمري 16 عاماً. لم أكن أعي شيئاً عن السياسة. كنت أريد أن أغنّي وأظهر ووسيم طبّارة أمّن لي هذه الفرصة. بالنسبة إلى الجامعة، اخترت اختصاص علوم سياسية لأني وجدته الأسهل ويتناسب مع وقتي. ليست العلوم السياسية هي التي جعلتني أحب السياسة أو مثقّفة، بل أعطتني معلومات عامة، اكتسبت ثقافتي من تجاربي في الحياة، من قراءات وأشياء فعلتها في حياتي. في السياسة، عندما أعطي رأيي، أعطيه كمواطنة تعيش هموم هذا البلد وأفراحه. نعيش في بلد فيه حريّة تعبير وأنا أعبّر عن نفسي حتى لو كان هذا الرأي بعيد عن آراء الأكثرية.
- هل أثّر تعبيرك عن رأيك السياسي على جمهورك؟
لا. التعبير عن الرأي لا يؤثّر على الجمهور. عندما يعبّر الشخص عن رأيه النابع من اقتناع وحرية واستقلالية يحترمه الناس لأنه صادق. فنانون كثر لا يعبّرون عن آرائهم السياسية حتى لا يخسروا جمهورهم. أنا تقبّلني الجمهور المعارض للسياسة المقتنعة بها ولم أخسر أحداً من جمهوري. الناس يقدّرون الصدق. أنا أتقبّل كل الأراء السياسية وأصدقائي مقسومون. أتقبّل الناس كما هم، وأتوقع أن يتعاملوا معي بالمثل.
الطفولة
ولدت في دير الأحمر في البقاع، لكني عشت في بيروت وتلقّيت تعليمي في مدارس داخلية. بدأت العمل باكراً وكنت لا أزال في المدرسة، لذا لم تكن طفولتي تشبه غيرها. هذا لا يعني أني حرمت من الطفولة. على العكس، عشتها بطولها وعرضها واستمتعت بكل مراحل حياتي. أشعر بانتمائي الكبير إلى دير الأحمر. فخورة بأني ولدت هناك حيث جذوري ويكبر قلبي بهذا الأمر.
- الوالد كان شاعراً.
كان شاعراً وأديباً وكاتباً.
- تفكّرين في غناء أشعاره؟
فكّرت في هذا الأمر كثيراً، وتحمّست له. بحثت في أعماله فوجدت أشعاراً بالفصحى وأنا لا أغنّي الفصحى، ولا أريد أن أكسر القاعدة. وهناك عتابا وأشعار أخرى أحسست بأنها «ثقيلة ودسمة» وغير مناسبة لأغنّيها. ربما لاحقاً سأعيد التفتيش لأن أرشيف أبي كبير وغنّي وفيه الكثيرمن الخيارات.
- هل من الممكن أن نرى إليسا تغنّي عتابا يوماً ما؟
لا، أستذوق العتابا وأفهم تركيبتها الشعرية جيداً، لكنها ليست لي.
- بصوت من تحبّين العتابا؟
سأسمّي شخصاً توفّي، كان يغنّي العتابا بطريقة ناعمة وهو ألان مرعب رحمه الله.
- هل ورثت عن الوالد موهبة الكتابة؟
أنا أستذوق وأقدّر، لكن للاسف لا أملك ملكة الكتابة. كنت أتمنى لو ورثتها. أحبّ كثيراً لو كنت أستطيع أن أكتب أغنياتي بنفسي. أعرف أن أختار جيداً وهذا ورثته عن والدي، لكني لا أكتب الشعر. ورثت عنه كيفية الاختيار الجيّد، وحبّ القراءة. لأنه كان منذ الصغر يسمعني أشعاره، ويأخذ رأيي في كتاباته وهذا ما صقلني شعرياً. كان يريدني أن أكون واعية ويطلب رأيي ويستمع إليه.
- ما زلت مواظبة على قراءة الشعر؟
ليس فقط الشعر. أقرأ بالمجمل أي شيء يعجبني. أقرأ كتباً، نصوصاً أدبية وكتب السير الذاتية، أو أي شيء آخر. مع أني مقصّرة في الفترة الأخيرة من هذه الناحية، فلا أقرأ كثيراً.
- هل سبق أن أخبرت شاعراً قصّة حصلت معك وطلبت منه كتابتها؟
أبداً. لكن في المقابل أستطيع أن أعيش القصة التي يكتبها الشاعر. لا أحب أن أغّني تجربتي، وأحبّ أن أسمع الأغنية ملحّنة. هذا ما يفيدني في الاختيار أكثر.
- غنّيتِ شارة مسلسل «مع سبق الإصرار»، وحللت في المرتبة الأولى في كل الاستفتاءات. هل ستعيدين التجربة؟
لا أعلم. نتخّذ قرارات بالمطلق ونتراجع عنها لاحقاً، ممكن أن أقول لن أعيدها وأسمع في المستقبل أغنية تعجبني وتؤثر فيّ وأغنيها، خصوصاً أن أغنيتي الأولى تميّزت وكانت الأفضل بين أغنيات المسلسلات، يمكن أن أفكر في اعادة التجربة.
- هل ممكن أن نراكِ ممثلة؟
طبعاً لا.
أشعر بأني لا أملك الموهبة. إلاّ إذا كان العمل هوليوودياً، عندها سأخوض التجربة بالتأكيد (وتضحك).
- هل ترغبين في أن تصبحي أماً؟
أحب الأولاد وأحب أن أكون أماً وأمارس أمومتي يوماً وإن شعرت بأني مغرمة بشخص ما أتزوجه فوراً. الزواج بالنسبة إلي قرار نابع من القلب والعقل. وأنا مع الزواج المدني، خاصة في لبنان الغني بتنوع مكوناته،
منزلي
- دخلنا فاستقبلتنا الفراشات على الحائط وعلى الوسادات، ما هي علاقتك بالفراشات؟
لا يوجد علاقة بيني وبين الفراشات، أحببت هذه اللوحة المؤلفة من الفراشات لأكمل ديكور منزلي. اشتريت وسادات عليها فراشات بالصدفة، وبالصدفة أيضاً، أطلقت الرسامة التي رسمت لي هذه اللوحة الكبيرة المليئة بالألوان «فراشة». مع العلم أني أحب المعنى الكامن وراء الفراشة وما تحمله من دلالة، هي رمز للحرية وتنوّع الألوان والاستقلالية واللاحدود.
- تشبهك؟
نعم، بالحرية والاستقلالية تشبهني.
- تحبين البحر؟
من منا لا يحبّ البحر؟ أنا بصراحة أحبّ أن يطلّ بيتي على منظرٍ طبيعي مريح، وفي الآونة الأخيرة حرصت على هذا الأمر في أي عقار نويت استئجاره أو شراءه. أحب أن أنظر إلى المدى، إلى اللاحدود، هذا يعطي روحي غنىً ويريحني نفسياً.
- في منزلك صور معلّقة لصوفيا لورين ومارلين مونرو وغيرهما، لماذا اخترتها؟
اخترت عدداً من اللوحات المحدودة الإصدار في العالم والتي تُظهر النجمات أودري هيبرن وغريس كيلي وبريجيت باردو وصوفيا لورين ومارلين مونرو، «فوجودهن» حولي يعكس إعجابي بهن، بعوالمهن الساحرة ويضفي قيمة وغنى على أجواء البيت. هؤلاء النجمات تركن أثراً في حياتي. وأنا لا أحبذ وضع صوري الشخصية خصوصاً في الصالون حيث يجلس الضيوف.
- هل ترغبين في ترك الأثر الذي تركته هؤلاء النجمات؟
لديّ عملي وأغنياتي، وما أطمح إليه هو ترك أثر في مجالي، فأنا لست رمزاً للإثارة كما كانت مارلين مونرو.لا يمكنني معرفة إن كنت سأترك أثراً أم لا، هذا سؤال لا أستطيع الاجابة عليه ولا الحكم عليه أيضاً.
- منزلك يتميّز بألوان هادئة مريحة، ماذا تعني لك الألوان؟ أصبحت أقرب إلى الألوان المريحة الـNeutral، اخترتها لمنزلي وتشعرني براحة كبيرة، وأسعد أكثر كلما سمعت من زائر بأن منزلي مريح.
- وماذا عن ألوان ملابسك؟
كذلك بالنسبة إلى الملابس تريحني الألوان الناعمة.
- أي ساعة تستيقظين من نومك عادةً؟
أنا Day girl، أحبّ النهار ولا يعني لي أن أخسره بالنوم.
سعادة السفيرة المستقيلة
- كنت أسرع سفيرة للأمم المتحدة تستقيل من منصبها، أخبرينا عن هذه الاستقالة.
عندما عيّنت سفيرة لـ«أمسام» التابعة للأمم المتّحدة فرحت بنيل هذا المنصب الفخري، ورغبت في أن أكون فعّالة وبنيت آمالاً بأن أساهم في الخدمات الإنسانية، لكن لم يكن هناك أي مخطط لعملي. حتى أنهم طلبوا مني زيارة ليبيا في زمن الثورة ووافقت، لكنّهم تراجعوا ولم ينظّموا أي رحلة. لست في حاجة إلى الشهادة والجواز الدبلوماسي. استقلت كي أزيل الحمل عن ظهري، ليس هدفي أن أحمل لقباً إذا لم أكن فاعلة، وبإمكاني إبراز هويتي عن طريق فني وليس من خلال المنظمة. لا يعنيني لقب سفيرة إذا لم أستحّقه وأقدّم له خدماتي، بمعنى آخر لا أريد أن يوضع في حسابي رصيد لا أستحقّه. بينما لم أكترث لما قيل عن نيلي جائزة World Music Awards لأنني أؤمن بأنني أستحقها.
إليسا والحب
- الحب في كلمة؟
حياة.
- ما الذي يقوّي الحب وما الذي يقتله؟
تجارب طرفيّ العلاقة مع الوقت إمّا أن تقوّي الحب وإما أن تقتله، وبالطبع الطرف الآخر هو الذي يساهم في تقويته أو قتله.
- هل الحب قرار أم إحساس؟
الاثنان، لكنّه إحساس في البداية، لا يولد حبّ نتيجة قرار سابق أقلّه في البداية.
- هل الشكّ والغيرة حب؟
الغيرة من الحب لكنّ الشكّ كلمة كبيرة قد تدمّر العلاقة. لا تشكّين فجأة في شخص تحبّينه، لا بد من حدوث أمر غير اعتيادي في العلاقة أدى إلى زرع هذا الشكّ. بطبعي أخلق ثقة كي أرتاح في العلاقة.
- متى تتعب إليسا من الحبيب وتقول له «تعبت منك»؟
كلمة تقال. أحياناً نتعب من الحبيب ولا نقدر على تركه، حتى في أغنيتي، فسّرت كيف تعبَت لكنها في النهاية، بقيت إلى جانبه لأنها تحبّه.
أصل أحياناً في العلاقة إلى درجة أتمنى ترك الحبيب في أول فرصة تتاح أمامي، لكنّه قرار كبير لا يُتّخذ إلا عند الوصول إلى اقتناع تام بعدم جدوى الاستمرار.
أي بعد قيام الحبيب بتصرّفات تكرّهك به، فتكتشفين أن في شخصيته صفات معينة لا تناسبك. في الحب نعطي دائماً أملاً ونقول سيتغيّر الشريك، لكن الطبع يغلب التطبّع، والحب ليس صفحة تطوى.
- تتعبك قلّة اهتمامه بك؟
لا أكون مع شخص لا يهتمّ بي أصلاً.
- هل يتحوّل الحب إلى كره؟
أجل يتحوّل. حسب الشخص الآخر.
- هل كرهت حبيباً سابقاً؟
بالطبع حصلت معي. هي مشاعر طبيعيّة لا تزعجني، صحيح أنني أتمنى أن أحب ولا أتمنى أن أكره...
- هل تعيشين قصة حب؟
لست في حالة حب لكن كما يقال Love Is In The Air. (تضحك)
- ما هي مواصفات فارس أحلامك؟
أحياناً نعجب بشخص لا يملك أي صفة من الصفات التي نرسمها في الذهن.
أنجذب إلى الرجل صاحب الوجه الجميل المبتسم، تلفتني عيناه وأسنانه. أحبّه مرح الطباع ومع مرور الوقت اكتشف الصفات الأخرى، وهي الأهم.
المزيد من الصور في المجلة
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024