داليا مبارك: سأحقّق طموحي في الفن...
مازالت المرأة في مجال الفن تتوقف أمام عقبة المحظورات في السعودية، فبعد أول مطربة سعودية عتاب التي قدمها للفن الراحل طلال مداح وهي في سن الـ13، وقدم لها أغنيات سجلت في السعودية ولبنان، وانتقلت إلى القاهرة بعد أن واجهت الرفض القوي لموهبتها في السعودية، رأينا أن القائمة بدأت تطول وبدأت الفنانات السعوديات الظهور علماً أن أغلبهن انطلقن من خارج الوطن لكون العادات والاعراف تقف عائقا أمام استمرارهن... هذه المرة نقترب من داليا مبارك التي خالفت القاعدة وانطلقت من الوطن وبدعم كامل من والدها ووالدتها لعشق والدها اللامحدود للفن، وهو كان أحد أهم أسباب تعلّقها بالفن وحبها للطرب الأصيل وتحفيزها لامتهان الغناء.
بدأت مشوارها الفني في الرابعة عشرة وشاركت في عدد من الاوبريتات بتشجيع من والديها. تقول: «التقيت العديد من الملحنين من أصدقاء والدي (رحمه الله) بعدما اشادوا بصوتي وبموهبتي، مما شجعني على غناء اوبريت «سند الخير» قبل ثلاثة أعوام برعاية صاحبة السمو الملكي الاميرة عادلة بنت عبدالله آل سعود. وبعدها بفترة تشرفت بغناء اوبريت افتتاح جامعة اليمامة في الرياض.
أعلم أن المشوار ما زال أمامي طويلا، وأن الفن طريق ليس له نهاية، وأتمنى أن ألتقي كبار المطربين والفنانين في الخليج. وسأحقق النجاح من أجل ذكرى والدي».
لطالما كان الغناء في السعودية من الأمور الخارجة عن العادات والتقاليد، لكنها وبدعم من أسرتها استطاعت أن تتجاوز هذه العقبات. أجادت الغناء باللغتين العربية والانكليزية.
وكانت بداية حبها للفن منذ طفولتها في المدرسة حيث كانت جريئة وتحب المشاركة في الحفلات المدرسية. وفي مرحلة لاحقة تقدمت لبرنامج Arabs Got Talent في موسمه الأول، وبعد ترشيحي حالت ظروف وفاة والدي دون ذهابي إلى بيروت.
وبعد وفاته، لم أجد من يدعمني في مجال الفن كثيراً مما ادخل اليأس الى نفسي، ولكن ظللت على إيماني بأن الفن رسالة نبيلة يستطيع الفنان استغلالها في عمل الخير وإحياء الانشطة الاجتماعية أيضا، فأحييت حفلة السفارة الفرنسية في الرياض، وكنت في قمة سعادتي لأن أدائي نال إعجاب السفير وزوجته علماً أني اخترت ألواناً طربية بحتة، وقدمت لفنان العرب محمد عبده أكثر من اغنية.
وابتهجت عندما رأيت السفير الفرنسي يتمايل طرباً على اغنية محمد عبده «من بادي الوقت» رغم عدم اجادته العربية، ذلك ان الكلمة واللحن الجميلين يفرضان نفسهما دائماً ويصلان الى الاعماق».
وعن الساحة الفنية حالياً قالت داليا: «إنها مليئة بأصوات جيدة، وفي المقابل أصوات ساعدها الإعلام في الوصول، أي أنها لا تمتلك من مقومات الفن شيئاً، ولكن الجيد يفرض نفسه ويبقى راسخاً في الاذهان رغم مرور الوقت».
وتعتبر المبارك فنان العرب محمد عبده قدوتها، كما أنها تستمع الى العديد من المطربين امثال ذكرى، وعبادي الجوهر، وصابر الرباعي، ومن الفنانين الاجانب سيلين ديون، وماريا كاري وبيونسيه، وفرقة بلو.
وختمت المبارك كلامها قائلة: «يعجبني دائما الفن الراقي، أياً كانت هويته أو لغته، فأنا متابعة للساحة الفنية وانتاج الفنانين في الوطن العربي».
تقول والدة المبارك عن عمل ابنتها: «أحبت ابنتي الفن منذ طفولتها، وكانت ترافق والدها المولع بالفن وبالكلمة الجميلة، وكان أغلب أصدقائه من الوسط الفني. وكان يلقّنها أبجديات الطرب، ويحلم بأن يراها مطربة خليجية تشق طريقها بكل قوة، ولكنه توفي قبل أن يتحقق حلمه.
فكرت كثيراً أن أمنعها، ولكن لم أستطع أن أوقف عشقها للفن ولا للغناء، وأعلم كم هي عنيدة، ولديها من الاصرار ما يجعلها تحقق كل رغباتها واحلامها بإذن الله. وأتمنى أن تنجح في كل جوانب حياتها، وتحصل على شهادتها الجامعية وتستطيع الموازنة بين هوايتها ومستقبلها».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024