تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

عمرو يوسف: وسامتي خارج حساباتي...

اختار عمرو يوسف منذ أن قرر ترك العمل الإعلامي ودخول الوسط الفني، أن يخطو خطوات جادة وسريعة نحو نجومية الصف الأول، فتخلى عن الأدوار التي تتطلب مقومات وسامته لاقتناعه بأن الوسامة وحدها لا تكفي. وجاءت اختياراته لأدوار أبرز فيها موهبته الفعلية، فجعلت الجمهور يعتمد شهادة ميلاده كنجم أصبح موجوداً وينافس بقوة.
عمرو يوسف يتحدث هنا عن حكايته مع الوسط الفني، وحقيقة خلافه مع أمير كرارة ومحمود عبد المغني، ومنافسته الدراما التركية، ويبدي رأيه في النجوم الذين جلسوا على كرسي المذيع، ويكشف مواصفات الزوجة التي يبحث عنها.


- بدايةً هل كنت ترى في تركك عملك كمقدم برامج ودخولك الوسط الفني مغامرة؟
نعم كانت مغامرة، ودون المغامرة يصعب تحقيق خطوات أفضل. عندما قررت أن أترك عملي كمذيع وأتجه إلى التمثيل كنت أعيش حالة من التوتر، لأنني كنت أتوقع عدم النجاح والاستمرار، لكن إيماني وثقتي بأني أستطيع فعلاً وبأني سأنجح إذا سرت وراء حلمي، هما ما شجعني على حسم الأمر واتخاذ القرار، والحمد لله أنه كان قراراً موفقاً.

- تمكنت من الوصول إلى منطقة فنية مميزة في وقت قصير، فهل تعتبر نفسك محظوظاً أم أنك سرت وفق ترتيبات معينة حددتها من قبل؟
يضحك قائلاً: الاثنان، فكل شيء يخضع أولاً وأخيراً لتوفيق الله، ومن بعده تخطيط الشخص لنفسه، وكنت أرى نفسي أحتاج الى تقديم أداور تلمس الشباب في سني وتؤثر فيهم حتى أقترب منهم.
وجاءتني الفرصة لتحقيق ذلك في أكثر من عمل، خصوصاً في مسلسلي «المواطن إكس» و«طرف ثالث».

- هل كان لوسامتك دور في سرعة قبول الجمهور لك كفنان بعد أن تقبلك كمذيع؟
وسامتي خارج حساباتي الفنية تماماً، هي فعلاً نعمة من عند الله أحمده عليها، لكني لا أعتمد عليها ولا أفكر فيها.
وأعتقد أن الجمهور أذكى من أن يمنح ممثلاً النجاح لمجرد أنه وسيم، وإنما الجمهور يبحث عن من يقدم له قضاياه بشكل يحترم عقله ومشاعره ويجعله لسان حاله على الشاشة.

- وما هي طموحاتك؟
طموحي لا حدود له، لكني في المقام الأول أسعى لأن أكون عند حسن ظن الجمهور بي، وأقدم دائماً أعمالاً تضيف إلي، وأن أحسن اختياراتي.

- هل هناك نوعية معينة من الأدوار تهتم بتقديمها أكثر من غيرها؟
لا أعتقد أن تركيزي سيكون على نوعية معينة من الأدوار، لكن ما يحدث أن المنتج أو المخرج يعرض عليَّ الدور، وإذا أعجبني ولمست فيه جديداً أقبله، وإذا وجدته غير مناسب أرفضه.

- كيف ترى تجربة البطولات الجماعية التي خضتها مرتين على التوالي في مسلسلي «المواطن إكس» و«طرف ثالث»؟
أراها تجربة مميزة جداً أضافت إلي الكثير، وأجمل ما فيها روح الجماعة التي جعلتنا ننافس الكم الهائل من الأعمال التي عرضت في الوقت نفسه، ونحقق نجاحاً لم نكن نتوقعه أصلاً.

- لكنها تولّد نوعاً من التنافس بين أطراف العمل والغيرة في بعض الأوقات!
التنافس شيء إيجابي جداً ويؤثر على العمل تأثيراً إيجابياً، وبنجاح العمل الجماعي سيكون كل من ظهر فيه مستفيداً... بالعكس العمل الجماعي فرصة لجذب جمهور أكبر وتبادل المعجبين، فكل فنان له جمهوره الذي يذهب إليه ويتابعه، وفي العمل الجماعي سيشاهده ويتعرف على غيره، وهذا مناخ صحي جداً في رأيي.
أما في شأن الغيرة فدعيني أتحدث عن تجربتي الشخصية، فعندما عملت مع محمود عبد المغني وأمير كرارة في مسلسلي «المواطن إكس» و»طرف ثالث» لم تكن بيننا أي غيرة، بالعكس أصبحنا أصدقاء واقتربنا من بعض أكثر بحكم طول مدة التصوير والعمل مع بعضنا عامين متتاليين، ولمست أنهما فنانان على درجة عالية من الموهبة والذكاء على المستوى المهني.

- لكن تردد أن هناك خلافات بينكم وعلى أساسها قررتم عدم العمل معاً في موسم رمضان المقبل؟
هذا كلام عارٍ تماماً عن الصحة، فعلاقتي بمحمود عبد المغني وأمير كرارة على خير ما يرام، وكل ما في الأمر أننا اتفقنا على أن نريح الناس منا، حتى لا يمل الجمهور من ظهورنا المتكرر والمتوالي، فالجمهور يجب التغيير والمفاجآت، أماالسير على نمط واحد فسيشعره بالملل.

- تقول ذلك رغم النجاح الكبير الذي حققتموه بظهوركم المتوالي؟
نعم، قررنا ذلك إيماناً منا بضرورة الحفاظ على هذا النجاح، وسنعاود العمل معاً من جديد، لكن بعد فاصل اخترنا أن يكون عاماً أو عامين على الأقل.

- هل انقطعت علاقتك بتامر حسني بعد فيلم «نور عيني»؟
علاقتي بتامر حسني قائمة ونحن صديقان، وأسعدني أننا قدمنا معاً تجربة فيلم «نور عيني»، ورأيت فيه إنساناً محترفاً ويحب عمله ويخلص له ويكرس معظم تفكيره لسبل تطوير نفسه والحفاظ على مستوى ما يقدمه لجمهوره، ولو كانت هناك فرصة لتكرار تجربة عملنا معاً سأقبلها بالطبع.

- مسلسل «المنتقم»، الذي تقوم ببطولته ويعرض حالياً على قناة mbc يعد من أولى التجارب المصرية التي تواجه زحف الدراما التركية على مصر، هل ترى أن المنافسة ستحقق أهدافها؟
ضاحكا: نحن لدينا فعلاً من الإمكانات ما يجعلنا نستطيع منافسة أي فن يعرض أمامنا، لكن كان هدفي عندما قبلت العمل في هذا المسلسل ليس مواجهة الزحف التركي أو الزحف الهندي، ولا أي زحف آخر، فمصر أم الدنيا وطيلة عمرها تحتضن الفن على اختلاف جنسياته، وكل ما فكرت فيه أنه عمل يحمل طابعاً فنياً جديداً يحبه الجمهور ويسعد به، فإرضاء الجمهور هو هدفي بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى.

- كيف كانت ظروف تصوير هذا العمل؟
كانت ظروفاً صعبة ومرهقة إلى أبعد حد يمكن تخيله، فنحن نصوره منذ عام تقريباً، وسافرنا إلى أكثر من دولة، وهناك مشاهد أكشن كانت صعبة إلى حد كبير وتحتاج إلى وقت ومجهود واستعداد من نوع خاص.

- ما هي ردود الفعل التي تلقيتها بعد عرض المسلسل؟
الحمد لله ردود الفعل جاءت طيبة جداً، وأبهرني اهتمام الجمهور بالمتابعة، وهذه التفاصيل جعلتني أنسى تعب العمل في هذا المسلسل وأشعر بثمرة مجهودي فيه.

- كيف ترى العمل مع المخرج السوري حاتم علي وهو يمثل مدرسة فنية تختلف عن مدارس المخرجين في مصر؟
المخرج حاتم علي بسيط، والتعامل معه سهل ومريح وفيه إضافة واضحة لمن يعملون معه، والصورة التي تظهر على الشاشة حالياً خير دليل على ما أقوله، وواضح فيها حجم مجهوده الذي بذله مشكوراً ليجعل «المنتقم» مسلسلاً مميزاً.

- وما هي الإضافة التي تراها من خلال عرضه على قناة mbc مصر؟
أرى إضافة جمهور من نوع مختلف وعلى نطاق أوسع، لأن شبكة mbc لها جمهور عريض جداً في الوطن العربي، وسعادتي لا توصف، لأن «المنتقم» باكورة العرض الدرامي لهذه القناة، وبالتالي أرى نفسي أمام فرصة كبيرة لانتشار أفضل.

- في رأيك هل النجومية الفعلية تتحقق من خلال السينما أم من خلال التلفزيون؟
النجومية الفعلية تتحقق من خلال الدور المناسب الذي يختاره الفنان ليكون محور تحول في مشواره، أما الاختيار السيء فهو كفيل بأي ينهي نجومية أي فنان، مهما كان حجمه ومهما كانت درجة نجوميته.

- ما الجديد لديك؟
أجهز لبطولة فيلم مع المخرج الكبير داود عبد السيد بعنوان «رسائل الحب»، وتلعب البطولة النسائية فيه منة شلبي, وأنا سعيد بالطبع بالعمل معها.

- ماذا عن دورك؟
أتحفظ في الكلام عن دوري، ويكفيني شرف العمل مع مخرج بحجم داود عبد السيد، حتى وإن في مشهد واحد فقط، ومع ذلك دوري هو الرئيسي في الفيلم، وسأكون مختلفاً تماماً ومفاجئاً للجمهور. وحماستي لهذا الفيلم كبيرة جداً وأعتقد أنه سيكون نقطة تحول كبيرة لي.

- وماذا عن دراما رمضان؟
لا شيء واضحاً يمكن التحدث عنه الآن، فأنا في مرحلة تلقي عروض لأدرسها وأختار من بينها.

- كنت مذيعاً وتحولت إلى ممثل، فما رأيك في الممثل الذي يتحول إلى مذيع؟
هي خطوة قد تنجح وقد تفشل، وعلى من ينجح أن يستمر ومن يفشل عليه أن يتراجع. ومن حق أي شخص أن يجرب ويحاول، لكن عليه أن يراجع حساباته إذا فشل حتى لا ينفد رصيده لدى الجمهور.

- هاني رمزي ومحمد كريم وحسن الرداد وغيرهم من النجوم خاضوا تجارب تقديم البرامج... من فيهم تراه الأنجح؟
ظروف تصويري في مسلسل «المنتقم» منعتني من المتابعة، لكنني سمعت أن ما يقدمونه حقق صدى لا بأس به، وتفاعل الجمهور معه إلى حد كبير.

- ومن تابعته من الفنانين الذين قدموا برامج من قبل؟
تابعت أشرف عبد الباقي، وأعجبني جداً ما قدمه ورأيت فيه البساطة وقدرته على جذب انتباه الجمهور، فلديه حضور كبير ومميز.

- دعنا نقترب من حياتك الشخصية ونسألك إلى متى ستظل تعيش حياة العزوبية؟
لا أعرف ولا أخطط لشيء، والزواج قسمة ونصيب كما يقولون، وعندما يأتي وقته أكيد سأتزوج صاحبة النصيب.

- وما هي مواصفات الزوجة التي تحلم بها؟
لا أضع شروطاً معينة، وفقط أحتاج أن أحبها وتحبني وأرتاح إلى وجودها معي، وأن تكون ذكية وتقدر ظروف عملي التي تأخذ كل وقتي في أحيان كثيرة وتضطرني للسفر كثيراً، فهذه التفاصيل ليس من السهل تحملها والتعايش معها، وتحتاج فعلاً إلى إنسانة على مقدار عالٍ من المسؤولية والتفهم.

- بعيداً عن العمل كيف تمضي أوقاتك؟
 لم أتمكن منذ فترة طويلة من تمضية إجازة استجمام بسبب ظروف عملي المتواصلة، لكني عادة أعشق السفر.

- وما هي أفضل الأماكن التي تحب السفر إليها؟
لا أخطط لشيء، لأن إجازاتي تأتي دون موعد وأتخذ قراري بشكل مفاجئ بدون ترتيب مسبق، وأول مكان يرد في خاطري أشد الرحال إليه فوراً.

- ومع من تفضل السفر؟
مع أصدقائي المقربين، سواء من داخل أو خارج الوسط الفني، لكني في الغالب يكون معي أصدقاء من خارج الوسط الفني.

- ما رأيك في فترة الاضطراب السياسي التي تعيشها مصر حالياً؟
ما يحدث في مصر حالياً عبث عبث، ولا أدري إلى أين نحن ذاهبون؟ وأرى أن كل القوى السياسية تريد فرض سيطرتها حتى ولو بشكل خاطئ ودون تغليب المصلحة العليا للبلاد.

- كثير من الفنانين تعرضوا لمضايقات بعد نزولهم ميدان التحرير للتعبير عن رأيهم في مجريات الأمور السياسية هل تفضل أن يقول الفنان رأيه في الوسائل الإعلامية بدلاً من النزول إلى الميدان؟
الميدان ملك لكل المصريين، ومن حق الجميع النزول للتعبير عن رأيهم فيه، وأرى أن ما يحدث من مضايقات وتحرشات أمور لا علاقة للثوار بها، لأنه منذ بداية الثورة كان العالم كله ينظر إلى الميدان ومستوى أخلاق وتحضر الموجودين فيه نظرة احترام وتقدير مبهرة، وكل هذه محاولات لتشويه الصورة الجميلة التي أخذت عن الميدان.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079