أمل بوشوشة بعد بروزها في الدراما السورية
تنظر إلى الحياة على أنها مغامرة لتحصل على أجمل ما فيها، فالشجاعة الحقيقية أن تجرّب عندما يكون هناك احتمال الفشل. لم تتسلق سلّم النجاح ويداها في جيبيها، بل حصدت نتيجة التحضير والعمل الجاد والتعلم من الأخطاء.
تعلّمت أن تثق بنفسها وجمعت بين جمال اللسان وكمال العقل، فالجمال من دون تعبير مملّ... بخطى واثقة تدخل الفنانة أمل بوشوشة الدراما المصرية من بابها العريض، وتقول: «طموحي لا نهاية له»...
- احتفلتِ بحلول العام الجديد في تركيا وعدتِ منها قبل أيام. ما سر العلاقة التي تربطك بهذه البلاد؟
أردت أن أمضي الإجازة في تركيا برفقة أصدقائي البعيدين كلّ البعد عن الوسط الفني، بعدما زرتها مرةً أولى في إطار عملي للترويج لأغنيتي التي فوجئت بالأصداء التي حققتها ولاتزال تحقّقها حتى اليوم.
- هل كوّنتِ صداقات مع نجوم أتراك، فقد سبق أن شاهدنا صورك مع مطربة تركيا الأولى أجدا بيكان؟
لقائي والنجمة أجدا بيكان كان ممتعاً، وأسعدني التعرّف إليها وإلى بعض النجوم الأتراك عن قرب.
- كم تطلّب الغناء باللغة التركية من مجهود؟
الغناء بالتركية كان صعباً جداً عليّ، فقد بقيت سمّاعتا جهاز الـ ipad في أذنيّ ليومين، إلى أن حفظت المقطع الذي أديّته. غنّيت جملة وحيدة وجلست جانباً. كانت الحلقة مباشرة وأردت مع فريق عمل البرنامج أن نفاجئ نجم البرنامج بايازBeyaz صاحب الأغنية، وقد أُعجب جداً بهذه اللفتة الغنائية.
- هل ستعيدين التجربة؟
كل الإحتمالات واردة... لن أتاّخّر في تنفيذ كل ما يفيدني فنياً.
الدراما
- نلت المرتبة الأولى كأفضل ممثلة عن فئة «البيئة الشامية» (مسلسل «زمن البرغوت») في استفتاء «لها» السنوي للأعمال الرمضانية، كيف تلقّيتِ هذه النتيجة؟
سعيدة جداً بهذه النتيجة خصوصاً أن مجلة «لها» ذات مصداقية عالية كرّمتني. فخر واعتزاز لي أن أصعد السلّم بخطوات واثقة في كل عمل أقدّمه، والدليل ردّ فعل الجمهور خصوصاً من خلال اختياره لي كأفضل ممثلة عن فئة «البيئة الشامية»، وتحديداً في ظلّ الجدل الكبير الذي حدث حول مشاركتي فيه كفنانة جزائرية. لكن «المكتوب أبيض على أسود»، كان إمتحاناً لي وقد تفوّقت فيه على نفسي... كسبت الرهان ببساطة.
- البعض اعتبر أنّك لستِ الأحق بنيل هذه المرتبة!
لكلّ شخص وجهة نظره ويرى الأشياء بحسب منظاره، والحكم الأول والأخير هو الجمهور. وأعتقد أن الاستفتاء كان متاحاً أمام الجميع، ومن نال أعلى نسبة من الأصوات كسب جماهيرياً. هناك أشخاص غير راضين عن كل ما أقدّم، لديهم أسبابهم الشخصية التي أحترمها، ومن الطبيعي أن أسمع نقداً وجدلاً حول مستحقاتي. اعتدت على هذا الأمر منذ دخلت الدراما وأعتبر أن سبب هذا الاهتمام منهم هو أني لافتة للانتباه.
- هل فعلاً تمّ استبعادك في الجزء الثاني من مسلسل «زمن البرغوت»؟
لم أُستَبعد من المسلسل، ولا أنكر اعتزازي بالمشاركة في الجزء الأول منه وأتمنى لهم التوفيق، لكن هناك نخبة كبيرة من النجوم انسحبت من جزئه الثاني ومنهم أنا. فقد رشّحني لهذا العمل أستاذي الممثل الكبير سلوم حداد الذي رغب في أن أشاركهم التمثيل فيه مع المخرج أحمد ابراهيم أحمد. حقّقت ما طمحت إليه من خلال هذه المشاركة، فقد أردت أن أضع بصمتي في هذه النوع من الأعمال ونجحت في ذلك، وقد منعتني ارتباطاتي ومشاريعي الجديدة من المشاركة، كما أن الأحداث في سورية لم تتح لي خوض غمار هذه التجرية من جديد.
- قيل إنّك استُبعدتِ لعدم إتقانك اللهجة الشاميّة القديمة، واعتبارك دخيلة على هذا النّوع من الأعمال.
الموضوع نسبي، ففي كل عمل أقدّمه تتعدّد الأقاويل والترجيحات والتكهّنات. هذا أمر ممتاز ويصبّ في مصلحتي، فأنا حديثة في هذا الحقل، وإذا احتسبنا السنوات التي مرّت على دخولي المجال التمثيلي منذ عام 2010 نرى أنّي خطَوت خطوات كبيرة جداً.
- كيف تقوّمين رصيدك التمثيلي حتى اليوم؟
بنسبة الطلب والعروض التي أتلقاها. أنا مطلوبة وموجودة في أهمّ الأعمال رغم الظروف الصعبة التي يمرّ بها العالم العربي.
- ما الذي تغيّر في أدائك منذ أول دور جسّدته حتى الأخير؟
في كل دور أجسّده أكتشف الجديد وأتعلّم. أشارك نجوماً كباراً في الساحة الفنية الأمر الذي يُحسب لي ويضيف إلى مسيرتي وتاريخي الفني. في يوم من الأيام سأفتخر وأعتزّ بوجودي في أعمال مع أهم الممثلين والمخرجين العرب.
- هل سبق أن تابعت دروساً تمثيليّة؟
خضعت لتدريبات أثناء التحضير لمسلسل «ذاكرة الجسد»، وتبنّيت بعدها الشخصيات وجسّدتها بالفطرة، وارتكزت على عاطفتي وإحساسي.
- هل من «رويدة» لم تجسّديها بعد؟
ما من «رويدة» بعد اليوم بل «جاكلين»، وهو دوري في مسلسل «الولادة من الخاصرة» الجزء الثالث الذي يحمل عنوان «منبر الموتى». فقد وقّعت على المشاركة في جزئه الثالث قبل أن أشارك في الجزء الثاني!
- انزعج البعض من تصدّر صورك الأفيشات والإعلانات الخاصة بالجزء الثاني من المسلسل مع أن دورك لم يكن أساسياً!
هذا ليس بالأمر الغريب... لكلّ محطّة سياستها الترويجيّة للعمل، أمّا أنا فكنت سعيدة بوجودي في كل الإعلانات علماً أنّي لم أظهر إلا في 18 مشهداً بدور يمهّد للجزء الثالث.
- كيف تعاملت مع شائعة عملك كراقصة إغراء في بداياتك الفنيّة؟
بنوبة من الضحك... نزلت دموعي من الضحك. لم أنتظر سخافة كهذه من أشخاص فارغين، لو أنّهم بحثوا عن سيرتي الذاتية لعلموا أنّي ولدت في مدينة اسمها وهران. هناك نفوس ضعيفة أتأسّف عليها. في النهاية، هذه التصرّفات تزيدني شهرة.
- هل أقمتِ دعوى على من روّج الشائعة؟
لم أفعل كي لا أكبّره.
- هل هو شخص داخل الوسط الفني؟
كنت ببساطة «ساكنة تفكيره وأتعب نفسه من أجلي». لا يهمّني من يكون وأقول له «لقد فشلت في إيذائي ولم تلحق بي الضرر بل زدت شهرتي».
- هل ستكونين بطلة «الأسود يليق بك»؟ فالأسود يليق بأمل بوشوشة، على حدّ تعبير الروائية أحلام مستغانمي.
حلم حياتي... تليق بالسيدة أحلام مستغانمي كل الألوان، تربطني بها علاقة مميّزة جداً وكنت مواكبة لها عندما كانت تنفرد بنفسها وتكتب هذه الرواية وكنت متشوّقة جداً لصدورها و«طار عقلي» عندما قرأتها، فهي تجسّد تاريخ منطقة من الجزائر، «الأوراس والبربر»، العرق الذي أتحدّر منه، وبطلتها فنانة جزائرية من الأوراس. كان والدها مطربا قُتل على أيدي الإرهابييّن الذين قتلوا أخاها أيضاً، كما هددوها لأنها مغّنية. غادرت الجزائر مع والدتها السوريّة إلى الشام، وعاشت حياتها كفنانة، لكنها ظلت ترتدي الأسود ولا ترضى بتبديله. الرواية شيء ممتع جداً وجديد. لذا أتمنّى أن أكون بطلتها في يوم من الأيام.
- سيكون عملك السينمائي الأول!
إن شاء الله. بذلك أكون قد حقّقت حلماً من أحلامي.
- أين أنت من السينما؟
تلقّيت عروضاً سينمائية في سورية العام الماضي، لكنّ التزاماتي منعتني من المشاركة. لا أحب أن أجري أسرع من الزمن، ولكلّ شي وقته.
- لماذا التركيز على التمثيل وترك الغناء جانباً؟
هناك ظروف تبعدك عن أشياء وأولويات في الحياة وتوقيت مناسب لكل خطوة. هي أسباب تقنية أكثر مما هي فنية، لن أشرحها كي لا تُفهم بشكل خاطئ.
- هل يمكن أن تتفرّغي للتمثيل وتعتزلين الغناء؟
يوم أقرّر اعتزال الغناء، سأقولها أمام الجميع.
- لكنك مقلّة جداً في حفلاتك الغنائية رغم إجادتك الغناء بلغات عدة!
صحيح، لكنّ كي أحيي الحفلات عليّ في المقابل أن أمتلك أرشيفاً غنائياً لتقديمه. أغنّي لغيري، كما يفعل الجميع لكن الإنتاج الخاص من الأغنيات هو الأهم. في الأيام المقبلة ستتغيّر أشياء كثيرة.
- حضرتِ في الدراما السورية بشكل بارز في الأونة الأخيرة، متى سيحين دور المصرية؟
في رمضان 2013.
- أخبرينا عن هذا العمل.
أنا بصدد تصوير مسلسل مصري جديد من إنتاج شركة «كان» للمنتجة دينا كرّيم. المسلسل عصري وسأشارك فيه بدور أساسي بمشاركة ممثلين محترفين من مصر، وهم أمير كرارة وياسر المصري ودينا الشربيني، وهو من كتابة هشام هلال وإخراج أحمد جبر.
- صفي لنا ملامح الشخصية التي ستجسّدينها في المسلسل، هل تشبهك أم هي شخصيّة مركّبة؟
الشخصيّة مركّبة جداً وفيها تقلّبات وحالات وتحتاج إلى تحضير. كان شَرطي لأدخل الدراما المصرية، فقد أردت أن أدخلها من بابها العريض بدور جديد لم يسبق لي أن جسّدته أو عشته. الدور إنساني أعيش من خلاله كل الحالات والظروف التي يمكن أي إنسان أن يصادفها في الحياة. وسوف نبدأ ورشات عمل لوضع الخطوط العريضة على المسلسل في الأيام القليلة المقبلة.
- هل من مشاريع درامية أخرى لهذا العام؟
بمشاركتي في مسلسلين سوري ومصري، تكون المعادلة صحيحة لرمضان 2013.
- بعيداً عن الدراما، هل تحضّرين لأعمال معيّنة؟
هناك أكثر من مشروع وأفكار وخطوط عريضة على الهامش، لكنّي لا أرغب في التحدّث عنها قبل أن تصبح أشياء ملموسة.
- هل ما زال عالم الإعلام وتقديم البرامج يستهويكِ؟ وهل من عرض جديد؟
عُرض عليّ تقديم برنامج تلفزيونيّ في العام الماضي، أما هذا العام فلا أفكّر في الموضوع لأن بانتظاري استحقاقاً صعباً جداً، فهناك مشروعان ضخمان في عالم الدراما سيأخذان وقتي وتركيزي تماماً.
- ما الذي ترتكزين عليه في أدائك التمثيلي؟
أرتكز على إحساسي وثقتي بنفسي. حتى في الفشل أتحلّى بالثقة، والحمدالله لم أتذوّق الفشل بعد. أنا مستعدّة لخوض التجارب مهما كانت رغم إدراكي لاحتمال الفشل، فإن لم أخضها سيقتلني فضولي حتى آخر يوم من عمري.
- إلى أي حدّ تعتبرين نفسك انسانة مغامرة؟
إلى أبعد الحدود... أعيش على «الأدرينالين». الروتين يستفزني لذا اخترت لحياتي أن تكون مليئة بالمغامرات. كما أن الأحكام المسبقة تحمّسني أكثر، وعلى قدر الهجوم الذي يشنّ ضدّي، تزداد حماستي وأستمتع بالمواجهة برقيّ.
- هل يمكن أن تتحوّل هذه السعادة إلى حزن داخل المنزل؟
أحاول جاهدة أن أكون إيجابية في الحياة، والسبب هو أني أمتصّ الطاقة السلبية بسرعة، لذا أنشر طاقة إيجابية في كل مكان أكون فيه، وأحلّ مشكلاتي بيني وبين نفسي. لا أحبّ أن يرى الناس ضُعفي، لذا أشاركهم فرحتي وأخفي حزني عنهم...
- كيف هي حال القلب؟
بخير، لكنّي لن أتزوج إلاّ بعد أن أزوّج جميع الفنانين والفنانات.
أمل والسياحة
- لنشاطاتك السياحيّة حكاية أخرى. تجولين العالم مع أصدقائك لتمارسي هواياتك المفضّلة، أخبرينا عن إحدى هذه الرحلات: من رافقك، أي المواقع زرتِ، وما هي النشاطات التي قمتِ بها هناك؟
أسافر مع صديقاتي اللواتي عشن معي في فرنسا، هنّ مجموعة من الصبايا بينهن شقيقتي. أجتمع بهنّ وأتصرّف بطبيعيّة وأستمتع بكل لحظة كما كنت أفعل قبل دخولي المجال الفنّي. لا أعيش عقدة النجومية وأنّي فنانة، وهذا أمر مريح جداً.
أحبّ أسبانيا كثيراً. زرتها أخيراً وقصدت جزيرة إيبيزا، وضعت حقيبة على ظهري ومشيت فيها واكتشفت مواقع وسواحل جديدة، ومارست رياضة السباحة التي بسببها أتمنى أن يكون فصل الصيف ممتداً على مدار السنة.
- هل تمارسين رياضة التزلّج؟
أحبّها لساعة واحدة، فقد لازمت فراشي لمدّة أسبوع بسبب التزلج، وإن قصدت الأماكن الثلجيّة يكون اكتساب السمرة دافعي.
Top 10
- العطر: لديّ تركيبة خاصة بي عبارة عن الباتشولي مع المسك والعود والعنبر
- السيارة: السيارات العالية الرباعيّة الدفع
- المصمّم: كلاسيكيّة إيلي صعب، جنون نيكولا جبران، وسحر زهير مراد
- الرياضة: السباحة
- الموسم: الصيف
- الطعام: الكُسكُسي (طبق شائع في دول المغرب العربي)
- اللون: الأسود
- الرقم: 8
- الكتاب: كل ما كتبت أحلام مستغانمي
- الفيلم: City of Angels للممثل Nicolas Cage
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024