نسرين إمام: ليس من حق أحد...
فجأة أعلنت أنها تزوجت منذ عام، لكنها مثلما احتفظت بهذا الحدث بعيداً عن العيون والكاميرات. تصر على الحفاظ على خصوصية زوجها وعدم الكشف عن هويته، وتعتبر أن الأمر لا يهم الجمهور في شيء.
الفنانة الشابة نسرين إمام تتحدث عن زواجها، ولماذا لم تكشف عنه وقت حدوثه، والنجمة الكبيرة التي تراها مثالاً يحتذى في الحفاظ على خصوصية الحياة الزوجية.
كما تتكلم عن موقف زوجها من عملها في الفن، والمشاهد الجريئة التي جعلتها تعتذر عن بطولة مسلسل، ورأيها في منى زكي وياسمين عبد العزيز وخالد النبوي، وفيلم أحمد السقا وهند صبري الذي لم تتحمل مشاهدته.
- ما حقيقة الأخبار التي تؤكد زواجك؟
هذه الأخبار حقيقية مئة في المئة. تزوجت منذ فترة وأعيش حالياً في منزل زوجي وحياتي مستقرة، وأعتبر أن كل شيء يأتي في موعده يكون خيراً من عند الله، وأشعر بسعادة كبيرة مع زوجي والحمد لله
- ولماذا تعمدت إخفاء خبر زواجك؟
لم أخفِ خبر الزواج ولم أجعله سراً من الأسرار، فهو شرع الله وعائلتي تعرف كل شيء عن هذا الزواج الذي حصل تحت إشراف عائلتي وبموافقتها، وأهلي هم أهم شيء في حياتي وأحترمهم كثيراً، وهم الذين وافقوا على زواجي، هذا الى جانب أسرة العريس وعائلته وأصدقائي المقربين وأصدقائه، فمن يهمني أن يعرفوا خبر الزواج عرفوه.
- لكن البعض يردد أن زوجك رفض إعلانك خبر زواجكما بعكس رغبتك في إعلان الزواج!
هذا غير صحيح، فكل القرارات التي نأخذها تكون مشتركة، وقراري عدم الحديث عن زوجي نابع من اتفاق بيننا بناءً على اقتناع مشترك. وأنا أعيش في قمة السعادة ولست في حاجة إلى أي تحليلات، لأن هذا الأمر كله يخصني وحدي.
- ألا ترين أن الجمهور من حقه أن يعرف ممن تزوجت؟
أحب جمهوري كثيراً وأعتز به، وله مكانة كبيرة جداً في قلبي، وأحاول أن أجتهد لأرضيه، لكن هذا في الفن وفي الأدوار التي أؤديها والأعمال التي أختارها، وليس على حساب حياتي الشخصية. فالجمهور يهتم بأعمالي وأدواري لا بأخباري الشخصية التي أعتبرها ملكاً لي وحدي ولا تعني أحداً غيري.
لهذا لا أعتقد أن الجمهور يهتم بأن يعرف ممن تزوجت، لكن لحرصي على كل الذين أحبهم ويتابعون أخباري أقول لهم «افرحوا لي أنا تزوجت»، وهذا هو الشيء المهم، أن أخبرهم بأنني اتخذت هذه الخطوة واخترت شريك حياتي وتزوجت.
- وما الذي يضرك إذا عرف الجمهور اسم زوجك؟
بالطبع لن يكون هناك ضرر ولن تكون هناك مشكلة، لكن لماذا تصرون على معرفة اسم زوجي، ما الذي تستفيدون منه إذا عرفتم؟ وما الذي تخسرونه عندما لا أعلن اسم زوجي؟ أرى أن هذا لا يضر أحداً ولا يفيد أحداً، وأضع أمامي دائما الفنانة الجميلة يسرا، فهي متزوجة من رجل معروف لكن لم أسمعها يوما تتحدث عنه وعن حياتها الزوجية معه، وفي الوقت نفسه زواجها منه استمر سنوات طويلة، وأتمنى أن تدوم سعادتها هي وزوجها. هذا النموذج يعجبني جداً، وأحترم يسرا كثيرا لحمايتها خصوصيتها.
- هل معنى هذا أنك سوف تخفين زوجك عن الإعلام؟
بالطبع لا، ما أحرص عليه هو الحفاظ على خصوصيتي وحياتي الشخصية التي لا تخص أي شخص غيري، لكن أيضاً النجمة الكبيرة يسرا لا تظهر مع زوجها في كل المناسبات والاحتفالات، ولا أجد من يسألها عن سبب ذلك أو يتعجب من هذا، وذلك يحدث لأنها منذ البداية أرست مبدأ الخصوصية في حياتها، وهذا ما أريد أن أفعله، لأن ما يهم الناس هو أدواري لا شيء آخر.
- هل تأقلمت مع الحياة الزوجية أم ما زلت تشعرين بقلق؟
الحمد لله حياتي أصبحت مستقرة، وحبي لزوجي جعلني مستمتعة بكل شيء معه، ولم أعد أشعر بقلق أو خوف، وأعيش أجمل أيام حياتي مع زوجي.
- وكيف وجدت الحياة بعد الزواج؟
الحياة الزوجية ليست سهلة كما يظن البعض، بالعكس هي صعبة، وأصبحت بين نارين: عملي الذي أحبه وبيتي الذي أعشقه. وأشعر بأنني مع الانشغال أصبح من الوارد أن أقصر في جانب من الاثنين، لكن بعد تجربة وتفكير نجحت في الموازنة بين الاثنين، ووجدت أن عليّ أن أجتهد أكثر لأنجح في هذه المعادلة الصعبة.
ومنذ أن تزوجت العام الماضي، لم تكن عندي ارتباطات فنية، ولذلك لم أمض أي وقت في التصوير خارج المنزل، ولهذا لم أجد أزمة كبيرة في حياتي الزوجية، لكن لا أعرف ماذا سأفعل عندما أعاود العمل قريباً.
- هل يشجعك زوجك على الاستمرار في التمثيل؟
أثق بزوجي كثيراً، فهو رجل متفهم جداً ويحبني، ويقدر عملي ويفهمه جيداً، لهذا أشعر بأنه سوف يدعمني بكل الأشكال.
- أشعر بأن زوجك من داخل الوسط الفني...
تضحك: لن أجيب، لكن هو قريب جداً من المجال الفني.
- هل تقومين بالأعمال المنزلية بنفسك؟
أنا سيدة منزل بالدرجة الأولى، وتعلمت من والدتي كل أصول العمل المنزلي، وأجيد البيت والقيام بكل الأعمال التي تقوم بها الزوجة المصرية.
- وماذا عن علاقتك بالمطبخ؟
جيدة، حتى أن زوجي يحب أن يأكل من طبخي ويرفض أن يتناول الطعام من أي يد أخرى، والحمد لله هو يحب أكلي جداً، ودائماً يعبر لي عن إعجابه بطريقتي في عمل الطعام، ويشهد لي بأنني طباخة ماهرة.
ودائماً يطلب مني الملوخية والأرز بالشعيرية والدجاج المحمر، فرغم عملي كفنانة أجيد كل أعمال المنزل وأقدّس دوري كزوجة.
- وكيف تسير علاقتك بعائلة زوجك؟
زوجي من عائلة كبيرة وراقية جداً، وأجمل شيء أن كل واحد يعرف حدوده، وكل جانب يركز في حياته، فهم يتركوننا على راحتنا جداً ولا يتدخلون في حياتنا، وهم مثل الأجانب في هذه النقطة بالتحديد.
وأعتبر نفسي محظوظة جداً لأن أسرتي وأسرة زوجي في قمة الاحترام، وأعرف جيداً أن الأهل عندما يتدخلون في حياة الزوجين تحدث المشاكل وتتفاقم بشكل كبير، لكن حتى الآن لم تحدث بيننا أي مشاكل ولم يتدخل الأهل في أي قرار يخصنا، وأنا وزوجي نحافظ على هذه الميزة التي تضمن استقرار الحياة الزوجية.
- ما هي النصائح التي أسدتها إليك والدتك قبل زواجك؟
هناك نصائح كثيرة قدمتها لي والدتي التي أحبها كثيراً، مثلاً قالت لي: «حافظي على بيتك وزوجك وتذكري أنهما أهم شيء في الحياة، ودعك من التمثيل إذا تعارض مع بيتك ورغبة زوجك وراحته». إلى جانب كثير من النصائح التي حرصت على أن تغرسها في عقلي منذ طفولتي.
- هل من الممكن أن تعتزلي التمثيل من أجل زوجك؟
إذا طلب مني زوجي ترك الفن سوف أستجيب لطلبه وأعتزل التمثيل على الفور، وإذا طلب مني أولادي في المستقبل التفرغ لهم لن أتردد في ذلك على الإطلاق، فأنا أرى أن زوجي وبيتي هما أهم شيء في حياتي، ولن أجد مشكلة في التفرغ لهما.
- لكن تصريحاتك هذه قد تصيب الجمهور بصدمة، خاصة أن فنانات كثيرات يحاربن من أجل النجومية!
زوجي يعرف جيداً أنني ممثلة ويحترم عملي ويقدره، ولذلك أعرف أنه لن يطلب مني هذا. لكن عندي اقتناع كافٍ بأن زوجي وبيتي أهم بكثير من الفن والتمثيل، لأن الفنان مهما علا شأنه ونجح سوف يأتي يوم ويبتعد عن التمثيل وتبتعد عنه الأضواء.
هناك أشياء كثيرة أهم من الفن، فبالنسبة لي الاستقرار الأسري والحب أهم شيء في حياتي، كما أنني لا أعرف ماذا سيحمل الغد لي، وقد يعتبرني البعض موضة قديمة لكني تربيت على الأصول وأحترمها وأقدس الحياة الزوجية.
- عرفت أنك مرشحة لبطولة مسلسل مع الفنان عادل إمام، فما حقيقة ذلك؟
الشركة المنتجة لهذا العمل أرسلت لي السيناريو، وطلبت مني أن أشارك في بطولة المسلسل مع النجم الكبير عادل إمام. لم أوافق على المشاركة في بطولة المسلسل إلا بعد الانتهاء من القراءة لأكوِّن رأياً كاملاً عن العمل، وهذا ما اعتدت عليه.
- لكن البعض قد يندهش من ترددك في الوقوف أمام الزعيم!
التعاون مع النجم الكبير عادل إمام شرف كبير لي، فهو فنان قدير واسم كبير له جمهور ضخم، وأتمنى من كل قلبي أن يتم المشروع على خير وأكون ضمن أبطاله.
لمشاركة عادل إمام بطولة مسلسلة «فرقة ناجي عطا الله» الذي عرض رمضان الماضي، وكانت الفكرة مطروحة لكن الشركة المنتجة التي وقعت معها عقد احتكار، وجدت أن الدور لن يكون إضافة لي، فاختيرت فنانة أخرى.
- هل أعجبك مسلسل «فرقة ناجي عطا الله»؟
طبعا المسلسل حقق نجاحاً كبيراً، والفنان عادل إمام كان متميزاً كعادته، ولهذا حقق ردود فعل كثيرة جميلة، وكان من بين الأعمال التي نالت إعجابي في رمضان الماضي.
- ألم تشعري بالندم لعدم مشاركتك في مسلسل «الإخوة أعداء» الذي اعتذرت عنه بسبب مشهد تشرب فيه البطلة الخمور؟
الحقيقة لم يكن مشهداً واحداً تشرب فيه البطلة الخمر مرة واحدة، بل كانت عدة مشاهد تشرب فيها خموراً وتدخن السجائر، وهذه المشاهد مرفوضة عندي تماماً ولن أقبل تقديمها على الشاشة مهما كان المقابل.
- ما رأيك في أداء الفنانة لقاء الخميسي للدور بدلاً منك؟
لقاء الخميسي قدمت الدور بشكل أكثر من رائع، وقد اتصلت بها وهنأتها على الدور. لقاء صديقتي وغالية جداً على قلبي وأحبها كثيراً، وربما هي لا تعرف حتى الآن أنني كنت مرشحة لهذا الدور.
- وهل تمنيت الوقوف أمام الفنان صلاح السعدني؟
الحقيقة أن هذا المسلسل بالتحديد تمنيت من قلبي المشاركة فيه، من أجل الفنان صلاح السعدني الذي أعتبره فناناً من طراز خاص، وأيضاً لرغبتي في التعاون مع الفنان فتحي عبد الوهاب الذي أحب العمل معه، والفنان أحمد رزق لأنني أعتز به، خاصة أنه كان من أول الذين هنأوني على مسلسل «قلب ميت»، إلى جانب المخرج محمد النقلي الذي رشحني للدور وكان متحمساً جداً... العمل كله كان مميزاً لكن للأسف الدور كان ضد القواعد التي أحرص عليها منذ بدايتي في التمثيل.
- هل أصبحت ترفضين الأدوار الصغيرة بعد نجاحك في الدراما التلفزيونية؟
أبحث عن الدور الذي يضيف إلي بالدرجة الأولى ويناسبني، ولا يكون لمجرد الوجود لأنني لا أبحث عن الانتشار، بل على الدور المهم مهما كان حجمه، فهناك أدوار ليست كبيرة لكنها مهمة، والدليل أن دوري في مسلسل «قلب ميت» مع الفنان شريف منير لم يكن كبيراً لكنه حقق نجاحاً ضخماً جداً، وجعل الجميع يتحدثون عن موهبتي.
- ألم تقلقي من اتهام البعض لك بالكسل الفني؟
أعمل في الفن لأنه هوايتي المفضلة وليس مجرد مهنة أحصل منها على المال، فلماذا أقبل دوراً يمر على الناس مرور الكرام؟ الدور الجيد هو الذي يذكره الجمهور، فالنجم عمر الشريف غاب وبقي في منزله فترة طويلة، ومع هذا لم ينسه الناس بل ظل حبهم واحترامهم له قائمَين، وكذلك من الجيل الجديد منى زكي غابت منذ سنوات لكن الجمهور يذكرها.
- لكن منى زكي تواجه نقداً كثيراً لغيابها ويتم اتهامها بالكسل وكذلك ياسمين عبد العزيز لكنها عادت الى النشاط بعض الشيء!
أعتقد أنه من الصعب توجيه اللوم الى منى زكي على غيابها، فهي لديها عذر لعدم وجود الأعمال الجيدة والسيناريوهات التي تؤهلها لتقديم عمل فني يمثل إضافة، لهذا تفضل الجلوس في المنزل ولو لفترة حتى تجد العمل الذي يليق.
وكذلك الفنانة ياسمين عبد العزيز التي حققت نجاحاً كبيراً والجمهور يحب أعمالها، من الطبيعي أن تتأنى في اختياراتها، وهذا ذكاء منها لحرصها على الأفضل، ولهذا الجمهور يحبها ولم ينسها بل ينتظرها.
- ما هي العقبة الحقيقية وراء ابتعاد النجمات عن البطولات؟
هناك أزمة كبيرة في الإبداع، فالكتَّاب اليوم يعيشون ظروفاً صعبة تجعل من الصعب عليهم التخيل والانتقال بالمشاهد إلى واقع أفضل، لهذا أصبحت الأعمال والسيناريوهات تتناول القتل والعنف والبلطجة، لأنها تعبر عن الواقع الصعب الذي نعيشه.
وهذه النوعية من الأعمال لا تجتذب الكثير من الفنانات، وأنا واحدة منهن، ولا أحب الأفلام التي تحمل الدم والعنف. وأتذكر فيلم «إبراهيم الأبيض» الذي قدمه أحمد السقا وهند صبري، فبمجرد أن شاهدت بعض مشاهده تعرضت لشبه انهيار من منظر الدم والعنف فلم أتحمله، لأن أعصابي تعبت جداً من الدم الذي يملأ أحداثه.
ولهذا أصبحت مقلة في مشاهدة الأفلام العربية، لأنها أصبحت تفتقر الى الرومانسية والطابع الاجتماعي، وهذا كان سبباً أساسياً لإقبال المشاهد المصري والعربي على الدراما التركية، لأنها رومانسية جداً، والدليل فاطمة ونور ومهند وغيرهم من النماذج الرومانسية التي تعجب الناس.
- ما هي الأفلام التي تشاهدينها؟
أحرص على شراء مجموعة أفلام من لندن، خاصة أنني أحرص على السفر إلى لندن كثيراً، وأبحث عن الأفلام العالمية التي تمتعني بما فيها من تقنيات عالية وميزانيات ضخمة.
- هل تتمنين الوصول الى العالمية على غرار الفنان عمر الشريف الذي وقفت أمامه؟
بالطبع هذا حلم جميل، لكنه يتطلب أن أشتغل على نفسي بشكل كبير جداً حتى أصل الى هذه المكانة. وكنت أتحدث عن الفنان الرائع خالد النبوي مع أصدقائي، وأرى أنه فنان رائع ومشرّف لمصر، كان لديه حلم كبير ووصل إليه باجتهاده وتعبه وأصبح مطلوباً في السينما العالمية، فهو فنان مهم جداً. لكن النجم العالمي عمر الشريف لا يمكن أن نقارن أحداً به، فهو لن يتكرر وفخر لكل المصريين والعرب، وهو فنان عالمي بكل المقاييس وأحرص على الحفاظ على صداقتي به وأسأل عنه دائماً.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024