تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

عادل إمام: لا يمكن أن أترك بلدي...

لم يستطع فنان أن يحافظ على نجوميته على مدار مشواره الطويل ورصيده الفني الضخم، مثلما نجح في ذلك «الزعيم» عادل إمام. ورغم كل الصعوبات التي واجهها والعقبات التي وقفت في طريقه، فإن موهبته وإخلاصه لعمله وحب الناس له جعلته على القمة دائماً.
عادل
إمام قليل الكلام لا يحب أن يتحدث كثيراً، لكنه استجاب لرغبة «لها» في أن نتحاور معه ليجيب على الكثير من الأسئلة. تكلم عن تكريمه الأخير في العراق، والبراءة التي حصل عليها، وعلاقته بابنيه رامي ومحمد، واستغلال البعض سفره خارج مصر ليطلقوا شائعة لا يمكن أن تحدث.
كما
كشف رأيه في أحمد مكي ومحمد سعد وهنيدي، واعترف لنا بأنه لا يحب مشاهدة أعماله. وتحدث أيضاً عن الشائعة التي تحولت إلى نكتة، وحزنه على صديقه الراحل، وانتحال شخصيته على الـ«فيسبوك».
وعندما
سألناه عن أوقات فراغه ضحك وقال: «أحفادي لهم الأولوية فيها».


- تكريمك أخيراً عن مجمل أعمالك، وبالأخص مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» في أربيل كردستان بالعراق، هل كان له شعور مختلف عن التكريمات السابقة؟
بالتأكيد فرحتي بهذا التكريم مختلفة، خصوصاً أنني أول فنان مصري يكرَّم هناك، بالإضافة إلى الاستقبال الحافل الذي وجدته من الشعب الكردي، ومحبتهم التي لمستها في عيونهم، وطريقة معاملتهم الرائعة لي، فهم شعب أصيل وطيب ويعرف قيمة الفنانين ويحبون المصريين بشكل كبير.
وللأسف لم أفهم اللغة الكردية التي كانوا يتحدثون بها، لكنني شعرت بالسعادة والبهجة عندما سمعت اسمي ينطق من خلال هذه اللغة، ومن كثرة سعادتي بالتكريم طلبت من المسؤولين عنه عصا لأشارك بها بعض الشباب الذين رقصوا أثناء فترة الاحتفال، لكنني للأسف لم أستطع فعل ذلك في اللحظات الأخيرة، لأنني تذكرت وقتها ما يحدث في مصر وما يمر بها من أحداث سياسية.

- أعلنت خلال التكريم أنك خائف على مصر وطلبت من الحضور أن يدعوا لها، فهل ترى أن مصر تدخل في نفق مظلم من الصعب الخروج منه؟
مصر في مأزق، وهذا قلل من فرحتي بالتكريم لأنني أفكر في بلدي ومستقبله، فهناك غمة موجودة على صدور الشعب المصري تجعله لا يستطيع التنفس أو التمتع بأي شيء بسببها، لكنني دائماً أردد عبارة واحدة وأتمنى أن تتحقق قريباً: «يا رب أحفظ مصر».
وهذا ما أطلبه من الله طوال الفترة الحالية، لأن بلدي الغالي يحتاج إلى معجزة من الخالق ليعود إلى ريادته ومجده اللذين حققهما منذ أكثر من سبعة آلاف سنة، فمصر قادرة على تجاوز المحن لأنها بلد قوي وتاريخها المشرّف أثبت ذلك.

- علمنا أنك تحضّر لمسلسل جديد بعنوان «العرَّاب» بعد النجاح الذي حققه مسلسلك الأخير «فرقة ناجي عطا الله»، فمتى سيبدأ تصويره؟
أفضل عدم الخوض في تفاصيله، خصوصاً أنني لم أبدأ تصويره، وأنتظر الانتهاء من فترة التحضيرات وجلسات العمل وبعدها سأعلن عنه.
وعموماً أنا لا أتحدث عن أعمالي الجديدة حتى يشاهدها الجمهور ويعلن رأيه فيها، وكل ما يمكن أن أقوله أنني أحرص في أي عمل فني جديد على تقديم القضايا التي تمس المواطن المصري وتشغل باله، وهذا يجعله يتفاعل مع أحداث العمل ويعتبره جزءاً من حياته.
ودائماً ما أبحث عن تقديم الموضوعات الجادة في إطار كوميدي يحترم عقل المشاهد وذكاءه، ومن دون هذه التوليفة لا ينجح العمل، لأنني لا أؤمن بأن هناك مسلسلاً أو فيلماً ينجح عن طريق الصدفة، فهذا غير وارد على الإطلاق، لأن النجاح يأتي نتيجة جهد مبذول من كل فريق العمل، بالإضافة إلى قدرة الفنان على تنمية الموهبة بداخله وتوجيهها بالشكل الذي يقدم من خلاله أعمالاً فنية جيدة تظل عالقة في أذهان الناس لسنوات طويلة، وتحفر في ذاكرة الفن المصري.

- عوّدتنا على تقديم عدد من الوجوه الشابة، فهل ستكرر ذلك في مسلسلك المقبل؟
واجبنا تجاه الوجوه الشابة أن نقدم لهم المساعدة ونعطيهم من خبراتنا، وهذا ما أحاول القيام به مع كل عمل فني جديد، بالإضافة إلى أنني أحاول دائماً تقديمهم بشكل مختلف وأدوار فنية بعيدة تماماً عما قدموه من قبل، حتى يكون شكل ظهورهم معي مفاجأة للجمهور.
وأكون في غاية السعادة عندما أجد أن الشباب أصبحوا نجوم شباك وقدموا بطولات أفلام.

- وهل تهتم بمتابعة الأعمال الفنية الأخرى لهؤلاء الشباب؟
أشاهد معظم الأعمال الفنية التي تقدم، سواء سينما أو تلفزيون، لأنني أحب الفن وأحب الفنان الجيد وأتابع أعماله، وأكتشف منذ اللحظة الأولى الممثل الذي بداخله فنان متميز، وقد حدث معي ذلك أكثر من مرة.
وكل فنان شاب شعرت بموهبته حرصت على أن يقدم معي عملاً فنياً، فمثلاً عندما كنت أتابع مسلسل «تامر وشوقية» شاهدت أحمد مكي وأعجبني جداً، ووقتها تحدثت معه وطلبت منه أن يأتي إلى مكتبي، لكن عندما حضر لم أعرفه بسبب عدم وضعه الباروكة، فطلبت منه أن يضعها ويشاركني في فيلم «مرجان أحمد مرجان»، وبالفعل قدم الدور وأصبح الآن نجماً له جماهيريته. وهذا هو دور الفنان أن يقدم عناصر جيدة وجديدة وموهوبة لخدمة الفن.

- أي من نجوم الكوميديا الشباب تتابع أعمالهم؟
جميعهم يملكون الموهبة الفنية وأصبح لديهم جماهيرية عريضة، وهذا دليل على النجاح. فعلى سبيل المثال محمد هنيدي استطاع بنجاحه بفيلم «صعيدي بالجامعة الأمريكية» أن يرفع أجور النجوم حتى أصبحت بالملايين، ولم نكن نسمع من قبل عن فنان يتقاضى الملايين في فيلم سينمائي إلا بعد ظهور هنيدي.
وأنا عندما أجد فناناً حقق نجومية كبيرة أفرح له، ومنهم هنيدي وعلاء ولي الدين رحمه الله ومحمد سعد، رغم ما يتعرض له من هجوم، فأنا أرى أنه فنان ناجح والجمهور يحبه، ويكفي تحقيقه لإيرادات وصلت إلى 30 مليون جنيه في أحد أفلامه، وهي إيرادات غير مسبوقة، وعندما أشاهد أعماله أصاب بهستيريا ضحك لا تنتهي، ومن ضمن هذه الأفلام «اللمبي» و«اللي بالي بالك» و«بوحة».

- لكن الأفلام الجديدة لهؤلاء الفنانين لم تعد تحقق نجاح أعمالهم السابقة.
لا يوجد فنان في العالم كله يستطيع أن يحقق النجاح في كل أعماله الفنية بالمستوى نفسه، بل من الطبيعي أن تكون هناك بعض الأدوار التي يقدمها ولا تكون على مستوى نجوميته، فأنا شخصياً حدث معي ذلك وقدمت أدواراً كنت أعتقد أنها جيدة، لكنني وجدت النقاد يهاجمونها، لأنهم يطلبون من كل فنان أن يقدم أعمالاً جيدة دائماً، لكنهم لا يعلمون الظروف المحيطة بالعمل أو متطلباته.
ولذلك أرى أن المقياس الحقيقي لنجاح أي عمل هو رأي الجمهور، خاصة أن نسبة النجاح أو الفشل ليس لها توقعات دقيقة، بل تأتي بعد عرض العمل.

- سبق أن صرحت أن السينما وسيلة للتسلية والمتعة، فماذا كنت تقصد بهذا التصريح؟
أرى السينما كذلك، لأن الجمهور عندما يقرر الذهاب إليها وخصوصاً لمشاهدة فيلم كوميدي، يقرر الخروج من الضغوط وأعباء الحياة التي نعيشها الآن في ظل ظروف الحرب والقتل والدمار التي تمر بها المنطقة العربية، فلن يكون مطلوباً مني في هذه الحالة أن أقدم للجمهور عملاً يزيد ضغوطه، لذلك أعتبر رسالة الضحك من خلال عمل له مضمون أسمى قيم الفن الهادف.

- لماذا ترفض مشاهدة أفلامك السينمائية في دور العرض رغم أنك تحرص على متابعة إيراداتها باستمرار؟
عندما أشاهد فيلماً من أفلامي أشعر بأنني أرغب في إعادة تقديمها من جديد بشكل مختلف عما يظهر على الشاشة، فحتى أثناء تصويري للعمل أرفض أن أشاهد المشاهد التي صوّرناها حتى لا أحس بهذا الشعور، إلا في حالات الضرورة القصوى.
أما بالنسبة إلى متابعة إيرادات أفلامي فهذا شيء طبيعي حتى أطمئن إلى نجاح العمل، بل والأكثر من ذلك أنني أتابع إيرادات الأفلام الأخرى في السوق حتى أستطيع أن أعرف مكاني بالضبط في سباق الإيرادات.

- هل تساعد ابنيك في اختياراتهما الفنية؟
لا أفكر في التدخل بعملهما بل أتركهما يتحملان مسؤولية اختياراتهما، بل والأكثر من ذلك والذي لا يعرفه الكثيرون، أنهما لا يحبذان العمل معي حتى لا يقول عنهما أحد أنهما يعملان في الفن لأن والدهما هو عادل إمام.
فعلى سبيل المثال، محمد كان يرفض في بداية مشواره الفني العمل معي بسبب خوفه من اتهامه بأنه يعمل بالفن باسم الزعيم، لكنني أقنعته بعد ذلك بصعوبة شديدة.
وأنا كنت أريده أن يعمل معي ليس لأنه ابني، بل لأنني مقتنع به وأراه صالحاً للأدوار التي رشحتها له، وإذا لم أكن مقتنعاً بذلك فلن أرشحه لأي عمل فني معي، لأنني أنظر دائماً بعين الفنان وليس الأب، فأنا أراه مناسباً جداً لكل الشخصيات التي قدّمها، ولديه موهبة فنية كبيرة أتمنى أن يستغلها في أعماله المقبلة.

- كثرٌ يتهمون ابنك محمد بأنه يقلّدك، بالإضافة إلى الشبه الكبير بينك وبينه، فما تعليقك؟
مع بداية ظهور محمد وجدته يخبرني بهذا الكلام، وقلت له لو وضعت في ذهنك أنك تقلدني أو أنك ترغب في تقليدي فلا داعي أن تكمل مشوارك الفني لأنك لا تشبهني.
ونصحته بأن يخلص للدور ويجتهد فيه ويؤديه بإحساسه، وطلبت منه ألا ينساق وراء تلك الأقاويل وأن يهتم بعمله ويركز عليه دون أن ينظر إلى ما يقال عنه، سواء بالسلب أو بالإيجاب، لأن ذلك سيؤثر في عمله بالتأكيد.

- رامي إمام أخرج مسلسلك «فرقة ناجي عطا الله» وقوبل ذلك بإشادة كبيرة من معظم النقاد من حيث شكل الصورة وطريقة الإخراج المختلفة، فكيف ترى ذلك؟
أعتبر أن شهادتي في رامي ستكون مجروحة، لكنني أرى أنه نجح في إقناعي بموهبته إلى حد كبير في كل المجالات التي خاضها، سواء في الإخراج التلفزيوني أو السينمائي أو المسرحي، فعندما أعمل مع رامي أنسى تماماً أنه ابني، بل أتعامل معه كونه مخرجاً وأتبع كل تعليماته داخل بلاتوه التصوير كأي مخرج آخر.
ومن خلال إرشاداته أشعر بأنه مخرج جيد وأطمئن إلى العمل الفني معه، ولهذا فهو يستحق ما قاله عنه النقاد، خصوصاً أنه بذل مجهوداً كبيراً في هذا المسلسل حتى يخرج كما شاهده الجمهور. أيضاً جميع من شاركوا في المسلسل أصيبوا بإرهاق شديد نظراً إلى طول فترة التصوير، بالإضافة إلى أن العمل كان يصوَّر في أكثر من بلد عربي، مما كان يتطلب سفرنا بشكل دائم.
لكنني رغم التعب سعيد جداً بردود فعل الجمهور والمواطن البسيط، سواء داخل مصر أو في مختلف الدول العربية، وأتمنى دائماً أن أقدم أعمالاً فنية تنال إعجاب الجمهور وتزيد محبته لي.

- ما شعورك عندما يجتمع معك ابناك محمد ورامي في عمل فني واحد؟
أكون في غاية السعادة والفرحة، وسعدت أكثر بنجاحهما المستقل في أعمالهما الفنية الأخرى، وأرى أنهما استطاعا أن يثبتا أقدامهما في الفن، ويعرضا موهبتهما للجمهور بعيداً عن اسم عادل إمام وشهرته.

- هل تتمنى أن يحققا ما وصلت إليه من شهرة ونجومية؟
أتمنى أن يحققا أكثر بكثير مما وصلتُ إليه لكن المستقبل بيد الله، ففي البداية كنت أخشى عليهما من هذا الطريق حتى وجدتهما يعشقان الفن بالفطرة منذ طفولتهما، وأعتقد أن تلك المسألة لها علاقة بالجينات الوراثية، والدليل على ذلك أننا نجد ابن رجل الأعمال يعمل في البيزنس وابن المهندس يصبح مهندساً وهكذا في معظم المهن، مع العلم أنها ليست قاعدة، فيمكن ألا يميل الابن إلى مهنة أبيه أو لا يمتلك الموهبة التي تؤهله لأن يصبح ناجحاً في مجال والده، وفي تلك الحالة حتى لو حاول الأب أن يقحمه في مجاله سيفشل بالتأكيد.

- ماذا يمثل لك لقب «الزعيم»؟
يجعلني أشعر بالفخر، لأن الجمهور هو الذي وصفني به، وما أحلى أن تشعر بمحبة الجمهور لك... حب الجمهور يشعرني وكأنني أمتلك الدنيا كلها.

- هل تشعر بالضيق عندما يحاول البعض التقليل من تاريخك الفني مثلما حدث معك أخيراً مع اتهامك بازدراء الأديان؟
اعتدت على ذلك، فكل أفلامي كانت تثير أزمات مع جهاز أمن الدولة، بل والأكثر من ذلك أنني الفنان الوحيد الذي حكم عليه من قبل بالسجن لمدة ثلاثة شهور أثناء عرض مسرحية «شاهد ما شفش حاجة»، فقد قدمتني الرقابة للمحاكمة بتهمة الإشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيغن في المسرحية، وقالوا إن ذلك يعوق مسيرة السلام.
ورفضت وقتها أن أوكل محامياً للدفاع عني وطلبت منهم أن أسجن، لكنني في كل مرة أنتصر لأنني أبحث دائماً عن تقديم فن هادف يرتقي بفكر المشاهد، وأثق دائماً بنزاهة القضاء المصري، ولهذا توقعت الحصول على البراءة في القضية الأخيرة، كما سعدت عندما رد القضاء اعتبار إلهام شاهين في قضيتها.

- ما إحساسك عندما تشاهد أعمالك الفنية تعرض على شاشات الفضائيات؟
أتذكر تاريخاً طويلاً، لكنني أحياناً أفاجأ بحذف بعض المشاهد من الأفلام على بعض القنوات الفضائية، وهذا لا يجوز بل هو تعدٍ واضح بدون وجه حق، لأن تلك الأفلام عرضت على الرقابة قبل أن تعرض على الشاشات وصرحت بكل مشاهدها، وليس من حق أحد بعد ذلك أن يحذف منها حتى لو كان صاحب القناة.

- استطعت أن تتربع على عرش النجومية وتصبح نجم الكوميديا الأول في العالم العربي على مدار أكثر من 35 عاماً بلا منازع، فما السر وراء ذلك؟
حبي لعملي وإخلاصي له إلى درجة العشق السبب وراء ذلك، فأحياناً كثيرة أصاب بإرهاق شديد، لكنني بمجرد أن أذهب إلى التصوير وأرتدي ملابس الشخصية التي أجسّدها يختفي كل التعب وأشعر بمنتهى النشاط والحيوية.
فعملي يمثل لي حياتي بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، ولن أتوقف عن العمل إلا إذا توقف قلبي عن النبض، ودائماً ما أردد عبارة «أنا والفن وجهان لعملة واحدة».

- تردد كلام عن تفكيرك في الهجرة بعد وصول التيارات الإسلامية إلى الحكم...
هذا الكلام ليس له أساس من الصحة، ولا يمكن أن يحدث في أي وقت من الأوقات، فلا يمكن أن أترك بلدي حتى لو كان ذلك على جثتي.
سأبقى في مصر ولن أتركها أبداً، لأنها تذكرني بطفولتي ومشوار حياتي كله، والغياب عنها يمثل بالنسبة إلي الموت... وأتمنى أن تنتهي تلك الشائعات لأنني لا أفكر مهما حدث في الابتعاد عن وطني الذي يعيش بداخلي، لكن البعض استغل سفري إلى فرنسا في الفترة الماضية مع زوجتي لإجاء فحوص لها في باريس لترويج الشائعة.

- هل أنت متابع جيد لكل ما ينشر عنك؟
لست متابعاً جيداً للأخبار التي تنشر عني، ولا أمتلك أي حساب خاص على الفيسبوك أو تويتر، بل اكتشفت أن هناك شخصاً ما ينتحل شخصيتي على الفيسبوك، ويكتب كلاماً غريباً على لساني، لكنني بمجرد معرفة ذلك نفيت الخبر على الفور ليعلم جمهوري أنني لا أتحدث عن طريق الإنترنت.

- حضرت عزاء الموسيقار عمار الشريعي وكانت تظهر عليك معالم الحزن الشديد.
قاطعني قائلاً: شعرت بأسى شديد بمجرد سماع الخبر، وكنت وقتها في العراق وأصررت على حضور العزاء، لأن عمار الشريعي لم يكن صديقي فحسب، بل أكثر من أخ، فهو رمز من رموز الفن وسيظل بيننا بأعماله التي تركها كتراث ثري تتوارثه الأجيال، كما أنه استطاع أن يرفع اسم مصر عالياً بكثير من المواقف وبأعماله الخالدة.

- تتكرر كثيراً شائعة وفاتك، كيف تتلقاها؟ ومَن وراءها؟
لا أعلم السبب وراء تكرارها، لكنها تخرج كل عام وتقريباً في الفترة نفسها كل مرة، حتى أنني أصبحت أنتظرها كل عام. بل وأعتقد أن جمهوري أيضاً اعتاد عليها، وأسرتي كذلك، لكن الغريب في الأمر أنها تتكرر بشكل دوري دون أن يمل مصدرها الذي لا أعلمه.

- وهل تشعر بالحزن أو الغضب من تلك الشائعة؟
إطلاقاً، بل أصبحت مثل النكتة بالنسبة إلي، ربما لأنني اعتدت عليها. ففي أول مرة خرجت بها تلك الشائعة كنت حزيناً للغاية، وانهالت عليَّ المكالمات الهاتفية للاطمئنان الى صحتي، ليس أنا فقط بل كانت الاتصالات تأتي على هواتف أبنائي أيضاً.
لكنني استفدت من تلك الشائعة من حيث أنني علمت وبالدليل القاطع مدى حب الجمهور لي، وأيضاً أصدقائي... حب الجمهور لي أهم ما اكتسبته في حياتي، وهذا يظهر في المواقف المختلفة، وخصوصاً عندما أزور أي دولة في العالم وأجد الجمهور يلتف حولي أكون في غاية السعادة، لأن هذا هو رصيد الفنان ونتاج مشوار حياته.

- وما هي أمنياتك؟
كل أمنياتي تنحصر في مستقبل مصر التي أدعو الناس للحفاظ عليها، وأتمنى أن تستقر الأوضاع داخلها ويحقق شعبها مطالبه التي نادى بها في ثورة «25 يناير»، وهي «عيش وحرية وعدالة اجتماعية» لأن الشعب المصري يستحق ذلك، ولا بد أن يتكاتف الجميع لمصلحة الوطن، خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر لنعبر بها إلى بر الأمان، فمصر بلد جميع المصريين بكل طوائفهم، وتحتاج منا جميعاً إلى المساهمة في بنائها.

- ما هي هوايتك المفضلة التي تمضي معها أوقات فراغك؟
أنا مثل أي إنسان عادي، لا أعيش حياة النجومية مثلما يظن البعض، بل أعيش حياة عادية جداً، ففي أوقات فراغي أجلس مع أسرتي وألعب مع أحفادي وأشعر بسعادة بالغة معهم، وفي أوقات أخرى أجلس للقراءة أو لممارسة الرياضة الخفيفة بمنزلي.
وأيضاً أهتم بمتابعة كل ما يدور من أحداث سياسية داخل بلدي، وأعتقد أن ذلك ما يقوم به أي شخص، فليس لي اهتمامات مختلفة عن الناس.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079