يوسف عرفات: أتمنى أن يظهر في Arab Idol 2...
فنان رومانسي حالم، تميّز بأخلاقه العالية وهدوئه، وسحر العالم العربي بصوته وحضوره. لم تكن مشاركته في برنامج «أراب أيدول» الأول له في عالم البرامج الغنائيّة، بل كانت الأخيرة.
لفت الأنظار والآذان وحلّ في المرتبة الثالثة في الموسم الأول، ليُصدر عدداً من الأعمال الخاصة به وينال على أثرها لقب «أفضل فنان أردني» لعام 2012. قصد بيروت لتصوير أغنيته اللبنانية اللهجة «ولا ليلة»، لتكون أولى خطواته الجديّة في عالم الفيديو كليب.
الفنان «العاشق» يوسف عرفات في حديث شفّاف إليكم تفاصيله.
- أخبرنا عن يوسف الإبن وعن اكتشافك لموهبتك الغنائيّة.
أنا الإبن الأوسط لأهلي، وهم الداعم الأكبر لي فنيّاً. ولدت في الكويت وبدأت بالغناء منذ كنت في السابعة من عمري، وفي سن العاشرة، أدركت أن صوتي جميل. تعمّقت في الموسيقى وطوّرت نفسي وخضعت لدروس خصوصيّة في الموسيقى مع أساتذة وملحنين، كما شاهدت على موقع «يوتيوب» بعض الفيديوهات التي تعلّم أصول الغناء.
عندما بلغت السادسة عشرة شاركت في عدد من البرامج الغنائيّة، وكان آخرها «أراب أيدول» الذي حللت به في المرتبة الثالثة.
- كيف تصف لنا تجربتك في «أراب أيدول»؟
شاركت في «أراب أيدول» لأفوز. الثقة كانت موجودة ونيل اللقب كان هدفي، لذا كان وصولي إلى تلك المرحلة متوقّعاً، لكنّي لم أتوقّع أن أنال كل هذا الدعم والمحبة من الناس.
كنت على ثقة بأنه سيكون لي بصمتي في البرنامج بغضّ النظر عما إذا كان هناك أصوات أهم من صوتي فيه. أوصلني البرنامج إلى كل أنحاء العالم العربي، ولولاه لما حققت الشهرة والإنتشار.
- هل شعرت بأنّك ستخرج من البرنامج في ذلك الوقت؟
اختيار الأغنيات بدا وكأنّه «يوم الوداع». تعبت كثيراً وبكيت على المسرح من شدّة تأثّري... كما أنّي اتصلت بأمي وقلت لها سأخرج اليوم، فقالت: «إنت منوّر» لا تقلق!
- ما هي الخطوات التي قمت بها بعد خروجك؟
وقعّت عقداً مع شركة «بلاتينوم ريكوردز» مباشرةً بعد خروجي من البرنامج، كما فعل المشاركون الـ 10 في «أراب أيدول». وبما أنّ الفن مكاني، اخترته مهنة وأردت أن أبرز بعد النجاح الذي حقّقته في البرنامج، لا أن أرتاح وأستمتع بالشهرة، لذا أصدرت ثلاث أغنيات من إنتاجي الشخصي، وفي رصيدي اليوم أربع أغنيات منفردة وثلاثة فيديوكليبات، وكُرّمت في مصر كأفضل مطرب عربي عن عمل ديني لمسلسل رمضاني.
كما كُرّمت أخيراً كأفضل مطرب أردني في مهرجان Jordan Awards تايكي/جوردن أواردز، وعلى قدر ما أسعدتني هذه الجائزة، حمّلتني مسؤوليات كبيرة لأنّي ما زلت في أول الطريق.
ومن أبرز ما قمت به فنيّاً كان اختتامي مهرجان جرش، وإحيائي حفلتين في فلسطين. أعتقد أنّي فنان مجتهد وقمت بخطوات ناجحة جداً في غضون أقل من عام واحد.
- لكنّ إعلانك كأفصل فنان أردني أثار الجدل!
رغم الانتقادات والمعارضة التي حصلت، بالقول «كيف يُكرّم ورصيده الفنّي لا يتخطّى الأربعة أعمال!» أقول لهم لم يكن خياري ولا خيار الجمهور، بل خيار لجنة أكاديميّة وموسيقية أجمعت على أنّي أستحقّ هذا التكريم، حسب الأغنية والصوت والكلام واللحن.
ومن شكّك في صواب خيارهم هم معجبون بفنان آخر!
- لاحظنا قيام محبّي نجم ستار أكاديمي محمد قويدر بنسخ الخبر الذي تحدّث عن ترشيحك لنيل اللقب، وإدراج إسمه مكان اسمك!
لا أطنّ أنّه من كتب ذلك بل معجبوه. لا أتواصل مع أي من الفنانين، وبكل صراحة لا أرغب في ذلك! لأن لقائي بعدد منهم، كشف لي الوجه الآخر لشخصيّاتهم، وجعلني أقول «يا ريت ما عرفتكم!». أما محمد قويدر فاجتمعت به ليلة التكريم وكان لقاؤنا جيّداً.
أعتقد أنّه علينا تشجيع بعضنا كأردنيين، وأن يقف معي الجميع بنجاحي.
- ماذا عن مشاركتك الفنان راشد الماجد في ألبومه «راشد وأحبابه 2»؟
سأشارك بأغنية «ولا ليلة»، إلى جانب كل من كارمن سليمان ودنيا بطمة ومحمد طاهر وحسن خرباش، وفناني «بلاتينوم». أقدّر هذه الخطوة التي أراد من خلالها الفنان راشد الماجد تشجيعنا، وأتمنى أن تحقق النجاح الباهر.
- هل تشعر بأن شركة «بلاتينوم» تنصفك؟
على الفنان أن يتحلّى بالصبر، وهذا ما طلبته منّي الشركة في بداية تعاقدنا. اكتشفت أنّ هذا الأمر لمصلحتي، رغم حماستي ولهفتي لإصدار أعمال خاصة بي بسرعة. ها هي اليوم جلبت لي أغنية أحببتها كثيراً. كل شي له وقته، واليوم هو وقتي.
- من المتوقّع أن تنضمّ إلى الشركة بعص المواهب التي شاركت في برنامج the Voice، هل تخشى منافستها؟
أنا أؤيّد هذه الخطوة، وأرى أن انضمام فنانين جدد إضافة إلى الفن... أنا شرقي الهوى وأسعى جاهداً لإعادة الفن الجميل الراقي، وأطالب أصحاب المواهب المهمّة بإنقاذ هذا المجال.
- كيف تعيد هذا الفن؟
لا أتبع موضة الألحان المنتشرة التي طغت عليها الروح الغربيّة، بل أختار الألوان التي تناسبني وترضي أذواق الجمهور. فقد أحدثت تغييراً في مفهوم الأغنية الوطنية بـ «يا بلدي» التي كانت أول أغنية وطنية أردنية باللهجة البيضاء، ورومانسيّة الموسيقى.
- أي لون غنائي هو الأقرب إليك؟
اللون الرومانسي. والكلمة الجميلة تؤثّر فيّ وتعبّر عن مشاعري. كما أنّي أحب أداء الأغنيات التي تحمل رسالة وتطرح قضيّة نعيشها.
- هل يمكن أن تعيد تجربة التلحين؟
بالتأكيد. نيلي جائزة أفضل فنان على أثر أغنية «دين والسلام» التي لحّنتها في رمضان الماضي، جعلني ألتفت أكثر إلى قدراتي التلحينيّة.
- بمن تأثّرت من الفنانين الكبار؟
تأثّرت بالموسيقار محمد عبد الوهاب ووردة وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ.
- ماذا عن الجيل الجديد؟ هل من فنان يعجبك من بينهم؟
أعيش معهم ويصعب عليّ ذكر أي اسم!
- أحلام وراغب علامة وحسن الشافعي في كلمات...
لكلّ منهم أثره وطريقته في التعامل وجمعتنا علاقة محبّة واحترام.
أحلام كانت من المؤيدين لموهبتي وكانت حنونة جداً معي. فهي إنسانة طيّبة جداً وصريحة وحقيقيّة إلى أبعد الحدود، لا تجامل ولا تنتحل شخصية أخرى أمام الكاميرا، تظهر على طبيعتها وهذه هي ميزتها.
راغب كان معجباً بيوسف وما يقدّمه، وقدم لي المديح في أكثر من مرّة، ولا أنسى يوم شبّه صوتي بـ «حجر الصوّان».
حسن الشافعي أكاديمي ويتكلّم في مجاله، ومن يمتلك الخبرة الفنيّة يدرك أن تعليقاته دائماً صائبة وفي مكانها. اهتممت كثيراً بآرائه خصوصاً عند انتقاده لي.
- هل تمنيّت لو أن نانسي عجرم كانت ضمن اللجنة التحكيميّة في الموسم الماضي؟
التقيت نانسي وأحببت شخصيّتها كثيراً، فهي لطيفة وقريبة من القلب، وبالتأكيد كنت أتمنّى لو أنها كانت في اللجنة منذ الموسم الأول. لكنّي سوف ألتقيها عندما أشارك في Arab Idol 2 كضيف.
- كيف وجدت برنامج the Voice؟
برنامج ضخم جداً يجمع أهم النجوم العرب، ويضمّ نجماً أعشقه هو الفنان كاظم الساهر. الفكرة جميلة جداً، لأن البرنامج يعتمد على الصوت بالدرجة الأولى، ولا يرتكز على الشكل ولا السن، مع أننا في جيل يلتفت إلى الصورة قبل الصوت.
- من لفتك من المتسابقين؟
غالبية الأصوات مهمّة جداً، «الكتاب يبان من عنوانه»، هم نجوم وقد لمعوا منذ ظهورهم الأول. لفتني المتسابق اللبناني إياد صفير الذي انضمّ إلى فريق صابر الرباعي، وأكثر ما أسعدني كان أنّه حظي بفرصة المشاركة في هذه السن وأثبت نفسه.
- قصدت موقع اختبارات «أراب أيدول 2» التي أجريت في الأردن، أخبرنا كيف وجدت المواهب؟
برنامج «أراب أيدول» علامة في حياتي وأتمنى له النجاح كل موسم أكثر من الذي سبقه. لذا حرصت على حضور الاختبارات. شجّعت المتسابقين وكنت نموذجاً لهم كوني مررت في التجربة من قبلهم. احتجّ البعض على الانتظار فأخبرتهم بأننا تعبنا كثيراً وانتظرنا وقلقنا حتّى اجتزنا كل هذه المراحل في البرنامج.
أردت أن أكون شاهداً على ولادة نجوم من الأردن، لأننا نعاني من ضعف في عدد الفنانين وشركات الإنتاج. لذا أتمنى أن يظهر متسابقون أهم مني ويصلوا إلى مراحل أفضل ويمثّلوا الأردن أفضل تمثيل.
- لقبك هو «العاشق»، هل تعيش حالة حب اليوم؟
لست مغرماً بإنسانة، لكن يحتمل أن يكون قد أُطلق عليّ لقب «العاشق» كوني أميل إلى الرومانسيّة والحب، ولأن حديثي يدلّ على أنّي أعيش حالة حب.
- إن لم تكن مغرماً، من أين تأخذ الإلهام؟
من حبّ الناس ودعم الأهل.
- كيف تصف لنا طباعك؟
إنسان منطقي، شديد الإنفعال، مرح، حنون، رومانسيّ، هادئ، سريع البديهة، طليق اللسان. لكنّي في الوقت نفسه عصبّي وعنيد جداً.
- ما هو طموحك؟
أن يكون لي إسم وشأن في الفن. دخلت الفن بصوتي كي أشرّف بلدي والوطن العربي، معتمداً على موهبتي وليس على مظهري.. كما أطمح إلى الإنتشار، والوصول إلى مراتب أهم، وأن أسمع الناس يغنّون أغنياتي.
- أين أنت من التمثيل؟
أحب التمثيل وسبق أن عُرض عليّ عمل لكنّي رفضته لعدم اقتناعي بالدور، علماً أنّه كان دور بطولة. أفضّل أن أؤدّي الأدوار الأقرب إلى شخصيّتي وتركيزي اليوم على الغناء ونشاطاتي كلّها غنائيّة.
- ما هي مشاريعك الفنيّة مع بداية العام؟
أحضّر لأغنية منفردة سأصدرها بعد «ولا ليلة» وستكون من إنتاجي الخاص. والسبب هو أنّي لست الوحيد في الشركة، وأنا بطبعي أحبّ الحضور ولا أحب أن أغيب عن الساحة، لذا أنتج بنفسي حتّى يبقى إسمي موجوداً.
- ألا تخشى أن يكون مستوى ما تنتجه أنت أقل مستوى من إنتاجات الشركة؟
أنا إنسان عنيد جداً وحريص في اختياراتي. واثق من خياراتي ووجهة نظري.
«ولا ليلة» بعدسة رندلى قديح
اختارت المخرجة رندلى قديح أن تقدّم يوسف بصورة تشبه شخصيّته وطباعه. فأوجدت له الجو الرومانسي، كي يحبّ ويعشق، من النظرة الأولى. في إطار بريء نشأت قصة حب بينه وبين زميلته في الجامعة، يخبرنا تفاصيلها بنفسه...
- أخبرنا عن أغنية «ولا ليلة» التي صوّرتها أخيراً في بيروت؟
هي أغنية شبابيّة لبنانيّة اللهجة، كتبها الشاعر الأردني إيهاب غيث ولحّنها زاهر البابا، أما التوزيع الموسيقي فهو لعمر صبّاغة، وهي من إنتاج شركة «بلاتينوم ريكوردز».
إخراجياً تعاونت مع المخرجة رندلى قديح، وكانت تجربتي الإحترافيّة الأولى في عالم الفيديو كليب.
- كيف وجدت التعاون مع رندلى؟
استمتعت كثيراً بهذا التعاون، فهي مخرجة محترفة وبارعة ومريحة في العمل. أنا انسان خجول، وخشيت أن تكون رندلى جديّة الطباع، لكنّي وجدتها مرحة وشخصيّتها محبوبة واختارت لي قصّة تشبهني وتليق بي، مما انعكس إيجاباً على أجواء العمل الذي استغرق تصويره يوماً واحداً في مدرسة عينطورة وفي مدينة الملاهي «دريم بارك» في زوق مكايل، وتدور قصّته حول الحب من أول نظرة.
صدفة تجمعني بزميلتي في الجامعة، فأشعر بأنها نصفي الثاني، وأنّي على استعداد لأن أعيش معها كل حياتي. تتوالى الصدف التي تجمعنا، دون أن يجمع الكلام بيننا. إلى أن نصارح بعضنا ونعبّر عن مشاعرنا.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024