هدى الخطيب: لست على هوى مدراء المحطات الفضائية!
تعيش الفنانة الإماراتية هدى الخطيب حالة من الرضا والتصالح مع النفس، بعيدا عن ضجيج الوسط الفني ومشاكله. فمن يتتبع خطواتها الفنية في الفترة الأخيرة يجدها مقلة جدا في مشاركاتها لأن اللعبة لم تعد تستهويها.
لذا قررت أن تكون إطلالتها مرتبطة بالدور المميز. هدى الخطيب صاحبة بصمات واضحة في الدراما الخليجية، قدمت العديد من الأدوار الممهورة بشخصيتها، لم تقلد أحداً يوما بل فرضت نفسها بأدائها المختلف واللافت للنظر.
هي في الكويت حالياً لتصوير مسلسل «وتستمر الأيام» وتحضّر لجمهورها مفاجأة جديدة مع الدراما المصرية. «لها» التقتها وتحدثت معها في الكثير من الأمور والقضايا الفنية.
- ماذا تحضّرين في الفترة الحالية؟
أصور دوري في المسلسل الدرامي الاجتماعي «وتستمر الأيام» إنتاج مجموعة السلام الإعلامية، قصة الدكتور النفسي بشير صالح الرشيدي سيناريو وحوار هديل المرجان، منتج فني عبد العزيز المسلم وإخراج البيلي أحمد.
يشاركني البطولة عدد كبير من النجوم أمثال عبد العزيز الحداد، حسين المنصور، عبد الإمام عبدالله، مرام، عبير أحمد، شيماء علي، مشاري البلام، هدى صلاح، ضيف شرف أحمد الصالح، بالإضافة إلى الوجوه الجديدة من الشباب.
- ماذا عن دورك؟
أجسد شخصية زوجة البطل عبد العزيز الحداد الذي تنفصل عنه بعد الكثير من المشاكل والصراعات.
وأقدم مثالا للمرأة النرجسية الأنانية التي لا تهتم إلا بشؤونها الخاصة، امرأة متمردة مستقلة، تعيش حياتها بالشكل الذي تريده. لديها ولد وحيد تربيه على الدلع والاستهتار بالمسؤوليات.
- ما سبب ارتباطك دوما بتجسيد المرأة النرجسية؟
لصعوبتها، فالمخرجون والمنتجون يسندون إلي هذه الشخصيات لأني الأقدر على تقديمها، لكنها بعيدة تماما عن شخصيتي الحقيقة فأنا في الحقيقة أضعف ما يكون خصوصا في الأمور التي تتعلق بالعقيدة الدينية والأسرة. لكني قوية في تحمل المسؤولية واتخاذ قراراتي.
- لماذا أنت مقلة في أعمالك؟
لأني سئمت من تجسيد كل الأدوار، فللأسف نحن في حاجة إلى صناعة كتابية لأن الأدوار الحالية ما هي إلا نسخ لأعمال سابقة تشبعت منها.
أيضا تغيرت الوجهة الفنية في مجملها، ففي الماضي كان هناك صقل للفنان والآن اختفى هذا الشيء على مستوى الوطن العربي وليس الخليج فحسب، وباتت الفنانة تقاس بشكلها، لذا أصبح المنتجون يحصرون النجمات الكبيرات في تجسيد الأدوار الثانوية التي لا ارضى بها.
- هل تفكرين في الاعتزال بعد كل هذه الهموم؟
نعم أفكر جديا في هذا الموضوع، ويمكن حصوله في أي لحظة لأن اللعبة لم تعد تستهويني.
- ما السبب وما هو العلاج؟
السبب التجارة التي دخلت على الفن، فبعض المؤسسات الإنتاجية أصبحت تخضع لمزاجية مدراء المحطات والمنتج المميز بات عملة نادرة وهذه كارثة، لأننا لسنا على هوى مدراء المحطة لكون البعض سيئين في مزاجياتهم.
لذا لا بد من الانسحاب حتى يظل جمهوري يتذكرني في صورتي الحلوة. أما بالنسبة إلى العلاج فهو طرد من لا يحترم الفن ويفضل مصلحته الشخصية خارج اللعبة الفنية.
- هل المنتج المنفذ هو سبب هذه الظاهرة؟
إذا كان هناك ضوابط لا، بالعكس نحن في حاجة إلى منتجين، فالمنتج المنفذ يجب أن يكون فناناً يفهم العملية الفنية. ولا يرضي المحطة على حساب ذلك.
- هل تشترطين على المنتج ترتيب اسمك على التترات باعتبارك نجمة مشهورة؟
أولا أنا لا أؤمن بالألقاب، فالكل نجم في مجاله، وطيلة عمري كرهت الهالة المبالغ فيها حول الفنان. أما ترتيب اسمي فيرجع إلى الأقدمية بين الزملاء الفنانين المشاركين معي في العمل، فإذا كان أحدهم يسبقني وله تاريخ فني طويل يحترم فلا أعترض على هذا الشيء، أما إذا كان مبتدئاً فبالطبع اعتبر وجود اسمه قبل اسمي إهانة لمشواري الفني.
- هل أنت راضية عن الدراما؟
لا لست راضية عن أعمالي بنسبة مئة في المئة، لذلك توصلت إلى ضرورة أن احترم ما أقدمه بالاختيار الصحيح، الأمر الذي بات صعبا كثيرا بالنسبة إلي حتى أصون نجوميتي. فمن السهل على الفنان أن يكون مشهورا إنما الصعوبة تكمن في الحفاظ على هذه الشهرة.
- وما الدور الذي تحلمين به؟
أحلم بتجسيد الشخصيات الإسلامية والتاريخية لأني أتحدث اللغة العربية بفصاحة، فلماذا المسلسلات الخليجية بعيدة عن هذه النوعية من الدراما، ولماذا لا يستعان بنا كفنانات خليجيات في الأعمال التاريخية؟!
- كانت لك تجربة في الدراما المصرية فهل فكرت في تكرارها؟
الدراما المصرية كانت محطة افتخر بها في تاريخي الفني، فمن يقول إن مصر ليست مهمة لأي فنان ليس صادقا لأن الوجود في الدراما المصرية حلم لأي فنان.
والحمد لله قدمت في مصر تجربة رائعة، وكان المفترض تكرارها عبر عمل صعيدي يجمعني والممثل خالد صالح لكن الظروف السياسية حالت دون ذلك، إنما احضر لعمل اجتماعي جديد سيبدأ تصويره أوائل كانون الثاني/يناير، ولا يمكنني الإفصاح عن تفاصيله حالياً.
- هل فكرت في طرق أبواب سينمائية؟ وكيف استفدت من إقامة المهرجانات السينمائية في الخليج؟
إذا عرض عليّ دور يحترم عقل المشاهد فلا أمانع. أما المهرجانات فوجودها في أي دولة يضع الأخيرة على خريطة العالم. نعم ليس لدينا صناعة سينما إنما أصبح الآن لدينا شيء بفضل هذه المهرجانات، فمهرجان دبي أصبح الآن يدعم أي تجربة سينمائية خليجية بـ60 في المئة من صناعة أي فيلم وهذا شيء جيد جدا وبفضله بات لدينا العديد من التجارب المميزة.
وأنا اعتقد أن المستقبل للسينما في الخليج لأن الناس ملت من الدراما، بالإضافة إلى أن توجه الشباب أصبح إلى السينما أكثر فالزمن تغير بعد القلق السياسي الذي استحوذ على الفضائيات. فنحن بهذه المهرجانات أوجدنا الأرض التي سنزرع فيها تجاربنا.
- ما رأيك في مستوى الدراما الذي قدم في رمضان الماضي؟
للأسف لم تتقدم الدراما الخليجية ولو لخطوة، فثمة قلة من الأعمال جذبت المشاهد، منها مسلسل «ساهر الليل» فالناس تعاطفت مع القضية لا مع العمل لما فيه من أخطاء كبيرة وعن نفسي أعطيه 60 في المئة بالرغم من نجاحه جماهيريا، أما العمل الذي أحببته فهو «خوات دنيا» لسعاد عبدالله لأنه أرجعنا إلى زمن الفن الجميل والمعاني الحلوة.
- لماذا نجدك بعيده عن مشاركة سعاد عبدالله وحياة الفهد؟ وهل هناك من له مصلحة في هذا الشيء؟
لست بعيدة عنهما لكنهما لم تعرضا عليّ المشاركة. سبق أن قدمت معهما مجموعة من الأعمال المميزة في بدياتي إنما الآن بلا شك أعاني من الأيادي الخفية، لكني أتلقى هذه الصدمات بصدر رحب لأني أخشى الله وهو ملجئي الوحيد فلا أتأثر بكل هذه الأمور حتى لا أدمر حياتي ونفسيتي.
- ثمة أعمال مميزة جمعتك والكاتبة القطرية وداد الكواري، ما رأيك في تعاونها هذا العام وهدى حسين؟
الحقيقة لم أتابع هذا العمل لضيق الوقت، لكن عموما الكواري لم تكتب لهدى حسين خصيصاً، بل هي كانت كاتبة النص وهدى اشترت، لأني أنا الفنانة الوحيدة التي تكتب لها وداد الكواري وسبق أن صرحت هي بهذا الشيء. وان شاء الله سيكون هناك عمل يجمعنا إنما هذه المرة من إنتاجي الخاص.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024