تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

عاصي الحلاني...

- من أنت في كلمة واحدة؟
عاصي الحلاني.

- أي فصل يعكس شخصيّتك، ولماذا؟
إن قلت أي فصل ستقولون عنّي «ختيار».

- يعني فصل الخريف؟
صحيح. أحبّ المرحلة ما بين نصف شهر أيلول/سبتمبر وحتّى أوّل فصل الشتاء. ربما لأني ولدت في تشرين الثاني/نوفمبر. لا أحبّ الحرّ الشديد ولا البرد القارس. في الوقت نفسه أمارس هوايتي في ركوب الخيل في البقاع بتميّز و»بكون مبسوط».

- ما هي نقطة ضعفك؟
نقطة ضعفي الأولاد، والكبار في السنّ. أشعر بأنني أريد أن «أبوس أيديهم وأشمّ رائحتهم»، أتذكّر جدّي وجدّتي ووالدي ووالدتي.

- نقطة قوّتك؟
استقراري في منزلي.

- موهبة مخبّأة؟
لعبة الـ Box أمارسها بمفردي، ولا أحد يعرف بها.

- كلمة أو عبارة تزعجك؟
أزعج الكلمات عندي هي المذهبيّة والطائفيّة، وكلمة مِن مَن تغار! أعتبر أي عمل جميل يستفزني لتقديم الأفضل، لا أغار منه ولا أحسده لأنّي مع الغيرة الفنيّة التي تولّد الأفضل. الناس الجيّدين هم الحافز للتقدّم في أي مجال.

- موقف يحرجك؟
«لا تقول للمغنّي غنّي». (يضحك)
عندما أكون في مكان ويبدأ كل شخص يقول «يلاّ سمّعنا»... أشعر بالحرج عندما يُطلب منّي أن اغنّي في أمكنة غير ملائمة للغناء.

- إلى أين تذهب في غضبك؟
(يضحك كثيراً) يعلو صوتي كثيراً، أسبّ، لكن بلا تكسير...

- خوف يرافقك؟
أنا انسان جريء، أتّكل على الله ولا يخيفني في الحياة سوى ربّ العالمين، أخاف أن أغضبه في يوم من الأيام، وأدعو الله أن يسامحني إن أخطأت فهو غفور رحيم. في السابق كنت أخاف أما اليوم فأعتبر أنّه «قل لن يصيبكم إلاّ ما كتب الله لكم».

- ما الذي يضحكك من قلبك؟
أي شيء طريف.

- لمن تشكو همّك؟
لست من النوع الذي يشكو همّه لأحد. عندما أمرّ في أزمة أختلي بنفسي، أجلس في سريري وقد أبقى ست ساعات في سريري أفكّر وأشرب قهوتي و»راسي عم يشتغل»، حتى عندما أكون مريضاً لا أقول، أعالج نفسي ولا أحبّ «النقّ» ولا أن أعتّل همّي للآخرين.

- ما الذي يبكيك، ومتى كانت آخر مرّة بكيت؟
عندما أتذكّر أمي وأبي تدمع عيناي (قالها بعينين دامعتين ووجه أحمر)، آخر مرّة بكيت كانت عند رحيل والديّ. افتقدتهما، تأثّرت كثيراً لغيابهما، أكثر ما أبكاني كانت دموع أمّي في آخر أيامها تتعذّب، تمسك بيدي وتشدّ عليها وتبكي وهي تحت الأوكسيجين، وتنظر إليّ وكأنّها تقول لي «الله يرضى عليك». ولكن عندما أذكر أيام الماضي أذكر ضحكاتها ومزاحها، كانت خفيفة الدم وقريبة جداً منّي. «مد إيدك عا عُبّك خليّ أمّك تحبّك». وكانت عندما أعطيها الدولار تصرخ وتقول لي أعطني عملة لبنانية!

- عندما تخطئ كيف تعتذر؟
أعتذر ولديّ الجرأة والمقدرة على أن أرضي الآخر وأن أنهي أكبر مشكلة. لست من النوع العنيد وأبادر إلى مصارحة الآخر.

- صف لنا الحياة بكلمة، وهل تخاف من الموت؟
أشبّه حياة الانسان بالقنديل الذي يخفت ضوؤه شيئاً فشيئاً. يكون مشعّاً ويرحل عندما ينتهي زيته. والأهم أن يترك الانسان أثراً طيّباً بعد أن ينتهي زيته ويرحل. يقول نجيب جمال الدين: «وما قنديلي إذا ما شحّ زيتٌ، يظلّ مشعّشعاً فدماي زيتُ»...
أما بالنسبة إلى الموت فهو حقّ على الانسان. لا أخافه بل أخاف فراق الناس الذين أحبّهم. هناك أناس أعتبرهم مسؤولية في رقبتي، أخاف عليهم من غيابي، أخاف أن يكون غيابي سبباً لضياع مستقبلهم.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077