تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

محمد رمضان: لا أقلّد أحمد زكي...

رغم اتهامه بتقليد الفنان الراحل أحمد زكي، رشحه الفنان العالمي عمر الشريف لخلافته، ووصفه بأنه أفضل ممثل شاب في مصر حالياً، خاصة مع اختياراته الفنية التي تثير الجدل أحياناً، كما حدث في فيلم «الخروج من القاهرة»، المتهم بالإساءة إلى مصر والممنوع من العرض.
الفنان الشاب محمد رمضان، الذي تدرج من الأدوار الثانوية إلى البطولة المطلقة بشكل سريع جداً، يتحدث عن فيلميه الجديدين «ساعة ونص» و»عبده موتة»، ويرد على اتهامه بتقليد أحمد زكي، ولماذا تمنى الوقوف أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وايمان، وحلمه الذي تحقق بالتمثيل مع يسرا ومنى زكي وحنان ترك.
كما يتحدث عن المنافسة مع نجوم جيله, واتهامه بالإساءة إلى مصر, والتناقض الذي شعر به البعض في اختياراته الفنية بعد عمله مع المطرب الشعبي سعد الصغير.


- كيف تُقوِّم مشاركتك في فيلم «ساعة ونص»؟
فخور بتجربة «ساعة ونص» لأن السيناريو الذي كتبه أحمد عبد الله ذكرني بالأفلام المأخوذة من نسيج الحارة المصرية لأديب نوبل الراحل نجيب محفوظ.
وقدمت في الفيلم شخصية شاب صعيدي قرر الهجرة إلى ليبيا بشكل غير شرعي ليحقق طموحاته، ولأنه كان حلماً وهمياً تم ترحيله إلى مصر بعد أن عرفت الحكومة الليبية أن وجوده بشكل غير شرعي، ليخسر بذلك كل أحلامه. ويبدو هذا واضحاً من خلال حواره مع صديق الرحلة الذي يجسد دوره كريم محمود عبد العزيز.
وبالمناسبة «ساعة ونص» كان أول تعاون لي مع المنتج أحمد السبكي، ووافقت عليه قبل أن أشارك في فيلمي «الألماني» و»حصل خير» اللذين عرضا تجارياً في المواسم السابقة.

- هل كانت مجازفة أن تشارك إلى جانب هذا العدد من النجوم؟
لم تكن مجازفة، بالعكس اعتبرت أن وجودي إلى جانب هؤلاء النجوم مهم جداً، لأني سأستفيد من جمهورهم.
وكانت المنافسة بين أبطال العمل شريفة جداً مع نجوم كبار يقدم كل منهم بطولات مطلقة، والمنافسة لم تصل بي للحظة إلى درجة الخوف، وإنما كانت دائماً تزيدني ثقة، لأن مساحة الدور التي أقدمها توازي ما يقدمه كبار الممثلين المشاركين في الفيلم.
وبما أنهم وافقوا على تقديم أفضل ما لديهم في هذه المشاهد القليلة، كان واجباً عليَّ ألا أضيع مجهودهم وأركز في دوري حتى لا أكون سبباً في أن تخرج الصورة الكاملة للفيلم بشكل غير مناسب.
وبعيداً عن ذلك أنا مقتنع بأن الممثل يجب أن يفعل مثل حصان السباق، يغمض عينيه حتى لا ينشغل بالآخرين ويركز فقط على أن يصل، وأثناء تجسيدي للشخصية لم يكن في تفكيري إلا أن أقدمها بأفضل شكل ممكن.

- بعد هذا التطور الذي حققته بتجسيدك دور البطولة في «الألماني» و»عبده موتة» ونجاحك في «ساعة ونص»، إلى أي مدى تغير تفكيرك؟
لا أبحث عن النجومية، لكني أسعى وراء الجمهور، فأنا لا أحلم بشيء إلا أن أنجح في التعبير عن الناس بكل فئاتهم، ولا فرق في أن يتحقق ذلك من خلال بطولة جماعية أو بطولة مطلقة.

- ما الذي استفدته من وجودك في «ساعة ونص»؟
شاركت في فيلم سيذكره تاريخ السينما المصرية، وأرى أننا لن نشعر بقيمته الآن عند عرضه في السينما، لأن هناك كثيرين لا يذهبون إلى دور العرض، لكن نجاح هذا الفيلم يمكن أن يقاس بشكل أدق عندما يعرض على شاشة التلفزيون.

- هل خرجت بصداقات من «ساعة ونص» أم أنك لم تلتق إلا كريم محمود عبد العزيز الذي صورت معه مشاهدك؟
كل أبطال «ساعة ونص» أصدقائي. ورغم أن جميع الممثلين موجودون في قطار واحد، إلا أن المشاهد كانت منفصلة عن بعضها، لأن كل قصة كانت مستقلّة وغير مرتبطة بالأخرى، فمثلاً كان يجلس معي في عربة القطار نفسها ماجد الكدواني وأحمد الفيشاوي، ولم نتحدث خلال أحداث الفيلم إطلاقاً.
لكن هذا لا ينفي أن كل فريق العمل كان موجوداً يومياً في مكان التصوير، وهذا صنع حالة مهمة جداً استغلها بشكل جيد مخرج الفيلم وائل إحسان.

- بين محمد إمام وكريم محمود عبد العزيز وأحمد فلوكس وأحمد السعدني وإياد نصار، من شعرت بأنه ينافسك؟
لم أنافس أحداً في الفيلم، سواء من الممثلين الشباب أو الكبار، لأني قدمت مع كريم محمود عبد العزيز قصة منفصلة تماماً عما قدمه الآخرون.
حتى كريم محمود عبد العزيز لم أكن أنافسه لأننا كنا مكملين لبعضنا. وبشكل عام أنا مؤمن بأنني لا يجوز أن أخسر 1% من تركيزي بعيداً عن التمثيل، ولا أفكر في المنافسة والغيرة.

- كان أول اتهام للفيلم أنه يضم أبناء الممثلين جميعاً، كيف رأيت ذلك؟
لم أشعر بأن الفيلم يضم أبناء النجوم إلا بعد عرضه، لأنني كما قلت لا أركز أثناء التصوير إلا على العمل، لكني بشكل عام غير مقتنع بأن هناك بين أبطال الفيلم من شارك لأن والده نجم، فالفن لا يعترف بالواسطة مثل كرة القدم، لأن الواقع يقول إن الممثل هو من يظهر أمام الكاميرا وليس والده، هو من يذاكر لنفسه، هو من يمثل بنفسه، هو صانع الشخصية التي تظهر على الشاشة أمام الجمهور.
وأنا أرى أن أبناء النجوم الذين شاركوا في الفيلم موهوبون جداً، وإلا لما استمروا في الفن حتى الآن، فمحمد إمام ظهر بشكل جيد رمضان الماضي وقدم من قبل بطولة مطلقة في السينما، وكذلك أحمد السعدني، أما كريم محمود عبد العزيز فأرى أنه من أهم الممثلين لأنه يتمتع بخفة ظل شديدة وموهوب.

- لكن ألا ترى أن أبناء النجوم يمكن أن يحصلوا على فرص أكثر منك؟
لن يحدث ذلك، بدليل أنني أشارك في أعمال كثيرة، وقدمت بطولات مطلقة وأنا ما زلت في بداية مشواري.

- هل تقديمك فيلم «الألماني» الذي لعبت فيه دور بلطجي كان استثماراً لحالة البلطجة والانفلات الأمني التي حدثت بعد الثورة؟
أردنا إلقاء الضوء على ظاهرة تفشت في المجتمع المصري، لأن السينما يجب أن تعبر عن الشارع، وأكثر ظاهرة انتشرت بعد الثورة هي «البلطجة»، فكان مهماً جداً أن نعرف المجتمع على هذه الفئة من الناس.

- إلى أي مدى شعرت بأنك دخلت في منافسة مع آسر ياسين خاصة أنه قدم مسلسل «البلطجي» في الوقت نفسه تقريباً؟
لا اعتقد أن هناك مقارنة بين العملين، لأن ما قدمه آسر ياسين مسلسل، وما قدمته كان فيلماً.

- ما هو مصير فيلمك الممنوع «الخروج من القاهرة»؟
الفيلم حصل على جائزة أحسن فيلم في مهرجان مالمو في السويد، ولا يشغلني كثيراً عرضه تجارياً في مصر، لأنني لا أعرف هل الأفضل بالنسبة إلي أن يعرض أو أن يشارك في المهرجانات فقط.

- لكن كل من شاهده قال إنه يسيء إلى مصر ولذلك هو ممنوع من العرض!
هذا ليس صحيحاً، لأنه إذا كان يسيء الى مصر لما كنت قدمته، فمن المستحيل أن أصور فيلماً يسيء الى بلدي.
ولا أفهم حتى الآن ما مشكلة الفيلم، فكل الحكاية إنه يحكي تجربة شاب مسلم تخرج في كلية الحقوق يقع في حب فتاة مسيحية، وكل مشكلة الفيلم في نظر الرقابة أن هذا الشاب يعرف حقوقه ويطالب بها.

- شخصية الرئيس الراحل أنور السادات التي قدمتها في مسلسل «كاريوكا» رمضان الماضي هل كانت تحدياً كبيراً لك، خاصة أنها الشخصية التي نجح في تجسيدها الراحل أحمد زكي وأنت متهم دائماً بتقليده؟
ليست هذه الشخصية الوحيدة التي تحديت فيها نفسي، لأنني دائماً أفعل ذلك حتي أستطيع أن أحول الشخصية المكتوبة في السيناريو إلى لحم ودم.
أما في ما يتعلق بالمقارنة مع الفنان الكبير الراحل أحمد زكي، فأنا لم أفكر في ذلك على الإطلاق، وكل ما فكرت فيه أنني أحب شخصية الزعيم الراحل أنور السادات جداً.
وعندما عرضت عليَّ الشخصية لم أتردد في الموافقة عليها، وأدعي أنني قدمتها بشكل مختلف عما قدمه الأستاذ الكبير أحمد زكي في فيلمه الشهير «أيام السادات»، وأعترف بأن ذلك كان كل همي عندما وافقت على الشخصية.

- هل تتضايق عندما يقال إنك تقلّد أحمد زكي؟
أحمد زكي علامة في السينما المصرية، لكنني أريد أن أقول إن أحمد زكي ليس سقفاً للممثلين، ويجب ألا يضع الممثل لنفسه سقفاً، والأيام فقط ستثبت إن كنت أقلّده أم إنني أملك موهبة حقيقية تميّزني.
وأريد أن أوضح أنني مستمر على الشاشة لأنني لا أشبه أحمد زكي، وإذا ركزت على هذا الكلام الذي يردده البعض لجلست في بيتي منذ فترة، وأحمد زكي عندما كان عمره 24 سنة مثلي لم يكن قدم سوى مسرحية «مدرسة المشاغبين».
أما أنا فقدمت بطولات مطلقة وشاركت في أفلام مهمة، مثل «احكي يا شهر زاد» مع يسري نصر الله، لذلك قررت ألا أشغل نفسي بما يقال، وأن أركز فقط في عملي، وأترك الأيام تثبت أنني لا أقلد أحداً.

- لماذا تركز على السينما أكثر من التلفزيون؟
لأن السينما هي التي تصنع التاريخ وتظهر الممثل الحقيقي وتكشف أيضاً الممثل الفاشل.

- حتى الآن محمد رمضان ليس في خريطة نجوم السينما التي تضم السقا وعز وكريم، هل يزعجك ذلك؟
أنا لا أتعجل النجومية، والحمد لله أنني حققت الكثير وأنا لم أتجاوز 24 سنة، وأريد أن أبدأ رحلة نجوميتي عندما يكون عمري 30 سنة. وخلال الست سنوات هذه سأحاول أن أثبت أنني أستحق أن أكون نجماً يعتمد عليه، وبالمناسبة كل نجوم السينما المصرية أول بطولاتهم المطلقة كانت بعد تجاوزهم 30 سنة، لذلك فأنا أحمد الله على النجاح الذي حققته حتى الآن.

- البعض تعجب من مشاركتك للمطرب الشعبي سعد الصغير في فيلم «حصل خير» بعد أن عملت مع مخرج مثل يسري نصر الله في «احكي يا شهر زاد»، أليس هذا تناقضاً في الاختيارات؟
البعض سألني بالفعل «كيف تشارك في فيلم «حصل خير» وهو فيلم استعراضي غنائي بعد أن عملت مع يسري نصر الله في فيلم «احكي يا شهر زاد»، و«الشوق» مع خالد الحجر؟ وكان ردي عليهم أنني شاركت في هذا العمل تحديداً حتى أستفيد من جمهور سعد الصغير الذي لا يمكن أن يشاهد فيلماً مثل «الشوق» و«احكي يا شهر زاد»، عملت في هذا الفيلم حتى يعرف جمهور سعد الصغير ممثلاً اسمه محمد رمضان، الحمد لله أنا أختار أدواراً صحيحة جداً، وكنت أرفض أدواراً وأنا لا أملك أجرة الميكروباص الذي أركبه، ولا يوجد في العالم شيء يجبرني على أن أقدم دوراً رغماً عني.

- هل تفعل ذلك بمبدأ الانتشار الذي يرفضه كثيرون؟
هذا ليس انتشاراً، لأنني كنت مشاركاً في البطولة ولست كومبارساً، وأدعي أن الجمهور الذي شاهدني مع سعد الصغير هو الذي ساهم في نجاح فيلم «الألماني» الذي حقق مليوني جنيه إيرادات، رغم أنه ظلم في العرض وطرح في 20 نسخة فقط.
وإذا عدنا للسؤال السابق فأريد أن أوضح أنني ممثل أحب أن أجسد كل الأدوار، وكان من المستحيل أن أحصر نفسي في نوعية أفلام معينة، بدليل أنني قدمت «الألماني» بعد «حصل خير» وهما مختلفان تماماً.
وقدمت كذلك «ساعة ونص» وهو أيضاً مختلف عن الفيلمين السابقين، وفي فيلمي الجديد «عبده موتة» أخوض تجربة الأكشن للمرة الأولى، وبعد هذا الفيلم سأخوض تجربة أخرى مختلفة تماماً.
فأنا لا أحب أن يصنفني أحد كممثل كوميدي أو أكشن أو تراجيدي، وإنما أريد أن يراني الناس ممثلاً يستطيع تقديم جميع الشخصيات، وهو ما أسعى إليه من خلال تنوع اختياراتي.

- من هو الفنان الذي تتمنى أن تصل لنجوميته ومكانته عند الجمهور؟
أجاب بلا تردد: النجم العالمي عمر الشريف.

- لماذا؟
لأنه أشهر نجم مصري في العالم، بالإضافة إلى أنه صاحب فضل كبير عليَّ، ويكفي أنه اختارني لخلافته في نجوميته الضخمة، وقال صراحة إنني سأكون أحسن ممثل في مصر على الهواء مباشرة، في الوقت الذي لم يكن هناك أي نجم آخر يعرف أن في مصر ممثلاً اسمه محمد رمضان، فقد كنت ضيفاً على أحد البرامج بعد مشاركتي في مسلسل «حنان وحنين» وهو المسلسل الوحيد الذي قدمه عمر الشريف في تاريخه، وفوجئت بأنهم يقولون إن هناك مداخلة مع النجم العالمي عمر الشريف، وبكيت عندما قال عني: «هذا الممثل سيكون أفضل ممثل في مصر».

- من هي الممثلة التي تتمنى أن تقف أمامها؟
من الزمن الجميل «كان نفسي جداً أن أقف أمام الفنانة إيمان»، التي شاركت عبد الحليم حافظ بطولة أحد الأفلام، وأيضا سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.
أما الآن فقد تحققت رغبتي في العمل مع ثلاث ممثلات، وهن يسرا وعملت معها في مسلسل «إيد أمينة»، وحنان ترك التقيتها في مسلسلين هما «أولاد الشوارع» و«هانم بنت باشا»، ومنى زكي شاركتها في «السندريلا» و«احكي يا شهر زاد».

- من المخرج الذي تنتظر العمل معه؟
شريف عرفة لأنه مخرج متكامل ينشغل بالشارع وتقديم قضية مهمة، وفي الوقت نفسه يحقق إيرادات كبيرة، وكل ذلك لا ينفصل عن كونه عقلية فنية جبارة.

- وبالنسبة الى التأليف؟
كان بودي أعمل مع الكاتب الكبير وحيد حامد وهو ما حدث بالفعل في فيلم «احكي يا شهر زاد»، وأتمنى تكرار التجربة معه.

- ماذا عن فيلمك الجديد «عبده موتة»؟
عبده موتة شاب يستخدم طموحه بشكل خاطئ، فهو لا يضع سقفاً لطموحاته مقارنة بإمكانياته، فبدأ تحقيق أحلامه ليحقق ثروة كبيرة من خلال تجارة المخدرات وطرق أخرى غير مشروعة، ويشاركني بطولته الفنانة حورية فرغلي والفنانة الاستعراضية دينا، وهو من إخراج إسماعيل فاروق.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077