المذيعة سالي شاهين: أبطال المسلسلات التركية نجوم بالصدفة!
واجهت العديد من الانتقادات بعد أن قررت تقديم برنامج «الحياة بالتركي» الذي تستضيف فيه أبرز نجوم المسلسلات التركية.
قال البعض إنها تصنع دعاية للدراما التركية على حساب الدراما المصرية، فدافعت المذيعة سالي شاهين عن نفسها وتحدثت عن لقاءاتها النجوم الأتراك، والمفاجآت التي عاشتها أثناء تصوير الحلقات، وكشفت لنا أسرار النجوم الذين التقتهم، والصعوبات التي واجهتها أثناء التصوير.
- تصوّرين حالياً برنامج «الحياة بالتركي» فما السبب وراء تقديمك تلك الفكرة؟
فكرة البرنامج لا تخصني، بل تنسب إلى شركة الإنتاج، وقد أبلغني بترشيحي لتقديم البرنامج المسؤولون في قناة «الحياة»، ووافقت على الفور دون أي تردد، لأنني أعجبت كثيراً بفكرة العمل التي لم يتناولها أحد من قبل.
فرغم نجاح المسلسلات التركية واهتمام الجمهور المصري خاصة والعربي عامة بمتابعتها يومياً، وعرض مجموعة كبيرة من الدراما التركية على القنوات الفضائية المصرية والعربية، لم تفكر أي قناة في تقديم برنامج حواري واستضافة نجوم تركيا لمناقشتهم في حياتهم الفنية والشخصية، خصوصاً أن الجمهور أصبح مرتبطاً بشدة بهؤلاء الفنانين، ويرغب في معرفة أسرارهم التي نحاول كشفها بحلقات البرنامج الذي انتهينا من تصوير معظم حلقاته، حيث بدأنا التصوير في شهر رمضان وبعدها عدنا إلى القاهرة ثم سافرنا مرة أخرى لاستكمال مقابلة بقية النجوم الأتراك، وما زلنا حتى الآن نقوم باستكمال تصوير حلقات البرنامج التي سيصل عددها إلى 20 حلقة فقط، ومن المفترض عرض البرنامج خلال أيام.
- تعرضت للعديد من الانتقادات بمجرد الإعلان عن بدء تصوير البرنامج، اذ اتهمك البعض بأنك تقومين بالدعاية للأعمال الدرامية التركية على حساب الدراما المصرية، فما ردك؟
المسلسلات التركية غزت العالم العربي وتنافس بشكل شرس الدراما المصرية، وهذا الأمر حدث حتى قبل تقديم أي برامج تلفزيونية عنها، بل إن تقديم برنامج مثل «الحياة بالتركي» جاء نتيجة لتحقيقهم النجاح ورغبة الجمهور العربي في متابعة كل ما يعرض عنهم، ولذلك لا أقتنع برأي من وجهوا لي النقد لأنني لا أقدم البرنامج بغرض الدعاية للمسلسلات التركية، وإنما من أجل تحقيق رغبة الجمهور المصري والعربي في مشاهدة نجوم الدراما التركية في حياتهم الطبيعية، بعيداً عن تجسيدهم للشخصيات التي اشتهروا من خلالها.
- ما أكثر ما لفت انتباهك أثناء وجودك في تركيا لتصوير البرنامج؟
كنا نصوّر الحلقات في الأماكن العامة بتركيا، وكنت أظن بالبداية أن ذلك سيجعلنا نتعطل كثيراً بسبب تجمع الجمهور على النجوم، لكنني فوجئت بعدم حدوث ذلك وبأن تعاملهم مع الفنانين طبيعي جداً، وكأنهم شخصيات عادية. ومن كثرة دهشتي سألت الفنانة نهال عن ذلك فقالت لي إن هذه طبيعة الشعب التركي، فهو عاشق للفن والفنانين لكنه لا يتجمهر حولهم إذا ظهروا في الشارع حتى لا يضايقهم.
كما صرحت لي أنها تستقل الباص يومياً كوسيلة مواصلات للذهاب إلى الجامعة. أيضا لاحظت أن معظم الفنانات لا يهتممن بوضع ماكياج أثناء تصوير الحلقات، ويرتدين ملابس عادية جداً، مثل بنطلونات الجينز، وينتعلن الأحذية الرياضية.
- هل واجهت صعوبات أثناء التصوير؟
أولى الحلقات كانت في غاية الصعوبة، لأننا نصوّر البرنامج بأكمله بتركيا وفي أماكن مختلفة وليس داخل استوديو مغلق، والنجوم هم الذين يختارون الأماكن التي يريدون إجراء المقابلة فيها.
وكانت أغلب أوقات التصوير في النهار، والتصوير كان يستمر لفترة طويلة تتجاوز الست ساعات يومياً، بخلاف الوقت المهدر في ضبط الإضاءة وترتيب المكان للتصوير.
لكنني اعتدت بعد ذلك على هذا النظام، خاصة أنني كنت مستمتعة بمقابلتي لهؤلاء النجوم الذين شاهدتهم وجهاً لوجه للمرة الأولى في حياتي.
- وهل تعرضت لصعوبات كبيرة في الوصول إلى هؤلاء الفنانين وإقناعهم بالتصوير؟
الوصول إلى الممثلين الأتراك في غاية الصعوبة، لأن أوقات فراغهم تكاد تكون معدومة.
فعندما سافرنا للمرة الأولى إلى تركيا، وبدأ فريق إعداد البرنامج رحلة البحث عن النجوم، فوجئنا بأن أغلبهم مشغول بتصوير أعماله المقبلة، وحتى الفنانون غير المرتبطين بأي أعمال يستغلون فترات الإجازة للسفر والسياحة. حتى أننا فكرنا في إحدى المرات في السفر إلى ألمانيا لمقابلة الفنانة طوبا، الشهيرة بلميس بطلة مسلسل «سنوات الضياع».
لكن تعذر حدوث ذلك بسبب مواجهتنا لبعض العراقيل أثناء القيام بإجراءات السفر والانتقال إلى ألمانيا.
- هل تعلّمت بعض مفردات اللغة التركية حتى تستطيعي التواصل مع الضيوف؟
حاولت أن أتعلم اللغة التركية أكثر من مرة حتى قبل التفكير في تنفيذ البرنامج، لكنني فشلت في إتقانها، ولهذا لم أحاول مرة أخرى عندما عرض عليَّ البرنامج.
كنت أتحدث مع الضيوف قبل بدء التصوير باللغة الإنكليزية، وأثناء التصوير كنت أتحدث بالعربية، وكان هناك ترجمة فورية للضيف عن طريق «سماعة الأذن»، وأيضاً هناك ترجمة لحديثه باللغة العربية للجمهور.
وهذه كانت أفضل وسيلة للتواصل، فأنا أجيد الإنكليزية، لكن كان هناك بعض الضيوف من الفنانين لا يتحدثون سوى التركية، وكنا نستعين بالمترجم لنتواصل.
- ماذا كان رد فعل النجوم الأتراك على مسألة استضافتهم في برنامج يعرض على قناة فضائية مصرية؟
النجوم الأتراك جميعهم يعلمون أنهم حققوا شعبية كبيرة في مصر والعالم العربي، خصوصاً خلال العامين الماضيين، وأصبحوا على دراية كاملة بأن لديهم قاعدة عريضة من الجمهور العربي ينتظر مسلسلاتهم ويتابع أخبارهم، وهم تحمسوا للفكرة وتعاونوا معنا، إلى درجة أن بعض الفنانين كانوا يتابعون فريق الإعداد لتنسيق المواعيد، وفي الوقت نفسه كان هناك فنانون آخرون يرفضون المقابلة لانشغالهم بالتصوير، وبعد إلحاح ذهبنا للتصوير معهم في بلاتوه تصوير مسلسلاتهم، مثل السلطان أحمد بطل مسلسل «أرض العثمانيين»، والذي سيظهر في حلقته ديكور المسلسل، لأننا صورنا معه أثناء فترات الراحة بين المشاهد.
- ما هي المفاجآت والأسرار التي حاولت إخراجها من النجوم الأتراك؟
محور الحلقات يدور حول أجزاء عدة، أولها تعريف الجمهور بالنجم، لأن معظم الفنانين الأتراك يشتهرون بالعالم العربي بأسمائهم في المسلسلات لا بأسمائهم الحقيقية، ولهذا خصصنا الفقرة الأولى من البرنامج لتعريف النجم باسمه الحقيقي وعمره وحالته الاجتماعية وأقرب أعماله إلى قلبه.
بعد ذلك نتحدث عن الظروف التي جعلته يلتحق بالتمثيل. ومن المفاجآت التي اكتشفتها أثناء حواري معهم، أن أغلب الفنانين الأتراك الذين أبهروا العالم العربي بمسلسلاتهم لم يحترفوا التمثيل، بل اتجهوا إليه عن طريق الصدفة، ومنهم من النساء من كانت تعمل عارضة أزياء ثم التحقت بمجال التمثيل، مثل نهال.
- ما هي الصفات التي لفتت انتباهك في كل نجم قابلته؟
جميعهم لديهم صفة مشتركة، وهي التواضع وخفة الظل، لكن كل منهم لديه صفة خاصة به، فقد لاحظت على «الوزير إبراهيم» أنه شديد الخجل، مما يجعله قليل الحديث، وهذا جعلني أسترسل في بعض الأسئلة خلال حواري معه حتى يكتمل تصوير وقت الحلقة.
أما كريم أحد أبطال مسلسل «عاصي» فهو مثقف ولديه خبرات عديدة بحكم سفره وزيارته لمعظم دول العالم، وهو عاشق لركوب الخيل وجريء. ونهال في حقيقتها تشعر بأنها طفلة من شدة براءتها وتلقائيتها في الكلام.
- من هم أكثر النجوم الذين أعجبوك خلال التصوير؟
معظم الفنانين الذين قابلتهم حتى الآن شعرت معهم بالسعادة والاستمتاع، فقد اكتشفت أنهم جميعاً يملكون خفة الظل وروح المرح، ولهذا لم أشعر بالملل في أي وقت من الأوقات... هناك فنانون قريبون من قلبي، وكنت أتمنى مقابلتهم، مثل «الوزير إبراهيم» أحد أبطال مسلسل «حريم السلطان»، والممثلة سيريس إحدى بطلات المسلسل، والممثل أمير بطل مسلسل «عاصي»، وأيضا كريم الذي قدم دور زوج أخت عاصي في المسلسل، و«السلطان أحمد» بطل مسلسل «أرض العثمانيين»، والممثلة تركان شوراي التي جسدت شخصية أخت السلطان أحمد في مسلسل «أرض العثمانيين»، وفوجئت بأنها تملك شهرة واحتراماً كبيرين في تركيا، حيث يلقبونها بالسلطانة، وبذلنا مجهوداً كبيراً للوصول إليها ومقابلتها، لأنها تعتبر من أهم الفنانين هناك لاحترافها مجال التمثيل منذ فترة طويلة تتجاوز الخمسين عاماً، وكانت من جميلات السينما التركية في الستينات.
- هل هناك نجوم كنت تتمنين مقابلتهم ولم تستطيعي؟
بالتأكيد حاولنا مع عدد كبير من النجوم ولم يحالفنا الحظ لمقابلتهم، ومنهم الممثل «جودت» بطل مسلسل سيلا وأنا من أشد المعجبين به. وأيضاً كريم بطل مسلسل «فاطمة».
- لماذا لم تستضيفي بعض النجوم أصحاب الجماهيرية الكبيرة في مصر والعالم العربي أمثال «مهند» بطل مسلسل «نور» و«كريم» و«بيرين سات» بطلي مسلسل «فاطمة»؟
اتفقنا كفريق عمل البرنامج على ألا نركز على الشخصيات المكررة، بمعنى أن هؤلاء النجوم، وخصوصاً «مهند» و«كريم»، تم التصوير معهم أكثر من مرة في أكثر من مناسبة، لكننا كنا نقصد الاختلاف والتنوع، وفي الوقت نفسه نقدم نجوماً لهم جمهورهم في العالم العربي، وأعتقد أننا استطعنا تحقيق ذلك.
- اكتسب «مهند» و«كريم» شعبية ضخمة بين الفتيات في العالم العربي، فأيهما الأفضل؟
بصراحة لست من عشاق «مهند»، وأرى أن «كريم» يفوقه وسامة، رغم أن البعض يرى عكس ذلك. لكنني أؤكد ما أقوله بأنه مع بداية ظهور كريم في مسلسل «فاطمة» حقق شعبية ضخمة، وأرى أن تلك الشعبية أثرت بالسلب على مهند الذي اختفى تماماً، وأعتقد أن نجوميته لم تعد مثلما كانت في بداية ظهوره.
كما أن صناع الفن في تركيا يعتمدون بشكل أساسي على إظهار الوجوه الجديدة طوال الوقت وتحويلها إلى نجوم، ولهذا فالسباق لم يتوقف عند مهند وكريم، بل سيظهر نجوم آخرون لمنافستهما، وقد حدث ذلك عندما انجذب الجمهور إلى الوزير مصطفى في مسلسل «حريم السلطان»، أو جودت في مسلسل «سيلا»، أو «عاصي» في المسلسل الذي يحمل الاسم نفسه، ونحن ننتظر حتى يظهر النجم الأول في الدراما التركية.
- هل أنت متابعة جيدة للمسلسلات التركية؟
أنا عاشقة لمشاهدة الأعمال الدرامية التركية، وتابعت معظمها حتى قبل الاتفاق على تقديم البرنامج، ومن أبرز المسلسلات التركية التي نالت إعجابي «نور» و«العشق الممنوع» و«ليلى» و«سنوات الضياع» و«عاصي» و«فاطمة» و«الوردة البيضاء».
- قدمت برنامج «سوبر ستار» واستضفت فيه ألمع نجوم الغناء العرب، ألم تفكري في تكرار التجربة؟
بالتأكيد أتمنى ذلك، خاصة أنني أعشق الموسيقى وأحب سماع المطربين وإجراء حوارات معهم، فأنا من عشاق صوتَي شيرين عبد الوهاب وأنغام، وأعتبرهما أفضل مطربات مصر، أما بالنسبة الى العالم العربي فأرى أن إليسا أفضل مطربة عربية، وقد قابلتها في أكثر من حوار تلفزيوني، كان آخرها في برنامج «سوبر ستار».
فجميعهن صديقاتي وأتمنى أن أقابلهن مرة أخرى في برنامج حواري فني، لكنني لم أفكر الآن في برنامج غنائي حتى أنتهي من تصوير وعرض برنامجي الجديد «الحياة بالتركي».
- ما رأيك في اتجاه معظم المطربين إلى تقديم برامج لاكتشاف المواهب مثل شيرين عبد الوهاب وكاظم الساهر وصابر الرباعي وعاصي الحلاني في برنامج «the voice»؟
شاهدت كل تلك البرامج، واستمتعت بها كثيراً فهي مميزة وتحظى بنسبة مشاهدة عالية جداً على مستوى العالم العربي أجمع، وخصوصاً برنامج «the voice» الذي تُرصد له ميزانية ضخمة جداً لتجميع كل هؤلاء النجوم. وأرى أن أكثر ما يميز هذا البرنامج هو عدم التصنع في ردود فعل النجوم.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024