تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

مشروبات "الكيتونات"... هل تساعد فعلاً في خسارة الوزن والحدّ من آثارها الجانبية؟

مشروبات

ينتشر في الآونة الأخيرة على "تيك توك" مفهوم جديد يركز على "مشروبات الكيتونات"، وهي من أحدث المكمّلات الغذائية التي تحظى باهتمام كبير بين الشبان والشابات، وتأتي في زجاجات صغيرة ذات مذاق حاد، وأسعار مرتفعة، ويزعم أنها تساعد على إنقاص الوزن وتعزيز القوة واللياقة البدنية.

وتشكّل هذه المكمّلات البروتينية ملاذاً للراغبين في الاستفادة من ميزة إنقاص الوزن في حمية الكيتو، من دون أن يضطروا للتقيد بنظام غذائي صارم، وكذلك للرياضيين الذين يتناولونها لتخفيف ألم العضلات بعد التدريبات المكثّفة.

وفي هذا السياق، تحدّث الباحث في كلية الرياضة بجامعة برمنغهام البريطانية تيم بودلوغار في مقال له على موقع "ذا كونفرزيشن" عن الدعوات المتزايدة لحظر مكمّلات الكيتونات والآثار الجانبية لهذا المشروب، ويقول: "سواء كنا في حالة نشاط بدني أو تمرين أو راحة، فإن أجسامنا تحصل على الطاقة المطلوبة من تكسير الكربوهيدرات والدهون، ورغم أن معظم أنسجتنا تعتمد على الدهون كوقود، فلا بد لأي نظام غذائي صحي من أن يوفر ما بين 45 و60% من إجمالي الطاقة من الكربوهيدرات، لأن أدمغتنا لا يمكنها استخدام الدهون مباشرة كوقود، فهي تعتمد على الإمداد المستمر للغلوكوز (نوع من الكربوهيدرات) من مجرى الدم".

ويوضح أن الشخص البالغ ذا الوزن الطبيعي يحتاج إلى 200 غرام من الغلوكوز يومياً، يستحوذ الدماغ على ثلثيها لتغطية احتياجاته من الطاقة. ويستعين بودلوغار بدراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة "ماكماستر" في كندا وبيّنت نتائجها "أن مُكمّل الكيتون أضعف الجسم وخفّف الأداء لمدة 20 دقيقة بنسبة 2.4% مقارنةً مع أدوية البروتينات الوهمية".

وفسّر بودلوغار هذا الانخفاض في أداء التمرين بأن "مكمّلات الكيتون تجعل الدم أكثر حموضةً، وهو أمر معروف منذ زمن بعيد أنه يُضعف الأداء"، مشيراً إلى أن استهلاك مشروبات الكيتونات قبل أو أثناء التمرين لا يقدّم أي فوائد لكفاءة الأداء، بل يمكن أن يضعفها".

أما الآثار الجانبية المحتمَلة لهذه المشروبات، فتؤكد إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن مكمّلات الكيتونات المنتشرة في الأسواق يمكن أن تسبب ردود فعل حادة منها:

- اضطراب المعدة: قد تسبّب مكمّلات الكيتونات ارتفاعاً في مستويات الكيتونات في الدم، مما يؤدي إلى اضطراب المعدة وتنشيط حركات الأمعاء، ومن ثم فقدان الشهية أو الغثيان أو القيء.

- نقص السكر في الدم: تساعد الكيتونات في انخفاض مستويات السكر في الدم، مما قد يسبّب الشعور بالإرهاق والخمول، وربما يشكّل ذلك خطورة على مرضى السكري.

- ارتفاع ضغط الدم: تحتوي الكيتونات على الصوديوم والأملاح، وهو ما قد يكون خطيراً على مَن يعانون ارتفاعاً في ضغط الدم.

- الجفاف: يمكن أن تؤدي المستويات العالية من الكيتونات في الجسم إلى شعور البعض بالعطش أكثر من المعتاد، وزيادة احتمالية الإصابة بالجفاف.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080