تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

نادين ويلسون نجيم: 'ربنا بيعطي من ميل ويأخذ من ميل'

كوني جميلة واصمتي مثلٌ لا ينطبق عليها، هي التي أصرّت على تجاهل جمالها إلى أن خدعتها أمها وعمّتها وكان ما كان... بطريقتها الخاصّة خضعت لاختبار عرش الجمال الذي لم يكن يوماً ضمن حساباتها. ورغم أنها امتهنت ما سبقتها إليه ملكات أخريات، من تمثيل وتقديم برامج، فهي ترفض تنميطها وتصرّ على أنها «امرأة مفكّرة» في المقام الأول وظّفت كل الإعلام و«سلطتها» كملكة جمال لخدمة أهدافها وردّ الجميل إلى مجتمعها.

هي ملكة دائماً ما يعرّف عنها باسمها الثلاثي لتفادي تشابه الأسماء واللغط الذي ينتجه، فرافقها اسم والدها وصار مكمّلاً لاسمها، حتى صاروا ينادونها «نادين ويلسون» أو «نادين الطويلة».

عن تربيتها العسكرية، حلم والدتها، تجربة ملكة جمال لبنان، خوضها التمثيل ومن ثمّ التقديم، وتعاونها مع mbc في برنامج the Voice، تتحدّث نادين ويلسون نجيم فتقول...


- أخبرينا عن طفولتك، عائلتك، دراستك، ومشاركتك في مسابقة ملكة جمال لبنان. لماذا شاركتِ في المسابقة؟
أنا الابنة الوحيدة لأهلي ولديّ شقيقان أصغر منّي. والدي ضابط في الجيش ووالدتي مساعدة رئيس إحدى المدارس اللبنانية، لذا نشأت بين الحكم المدرسي والحكم العسكري. تربينا في بيئة تدعو إلى أن نبني شخصيّتنا بأنفسنا، ولم يكن هناك شيء اسمه «بنّوتة الدادي»، والشاب الذي «يمدّ ساقيه» ويعيش برفاهية! استحققنا كل ما حصلنا عليه، وتعبنا على أنفسنا، ولم نعتمد على أهلنا.

تربّيت على نمط حياة وطريقة تصرّف وعيش بعيدة جداً عن عالم الجمال والموضة والأزياء والتسلية، وصُقلت شخصيتي أكثر فأكثر بمشاركتي في النشاطات الاجتماعيّة من الكشافة إلى الصليب الأحمر.

- ما الذي أتى بك إلى عالم الجمال؟
حلمت والدتي بأن ترزق ابنة جميلة «باربي»، تحبّ لعب البنات وتمضي وقتها بالاهتمام بنفسها ووضع الماسكارا وأحمر الشفاه والالتفاف حول المرايا، لكن لسوء حظّها «طلع لها» فتاة تحبّ لعب كرة القدم، وغرامها الصليب الأحمر و«تنطّ وتطلع وتنزل». لذا تواطأت أمي وعمّتي عليّ، ودعتاني لتناول الغداء معهما في مطعم في وسط بيروت. لبّيت الدعوة

  بـ«شورت كرة السلة» Basketball، ولم يخطر في بالي على الإطلاق أن «كاستينغ» ملكة جمال لبنان يجري في المكان الذي نأكل فيه. هناك، في المطعم قالتا لي إنهما حضّرتا الأمر كلّه حتى أخضع لتجربة القبول في ملكة جمال لبنان، فغضبت وصرخت لأن الأمر ليس من اهتماماتي لا من قريب ولا من بعيد.

بعد أن تجاوزت مرحلة العصبية والصراخ، قلت لنفسي لمِ لا! خضت الاختبار بما أنّي موجودة في المكان، واتصلوا بي بعدها ليخبروني أنّي تأهّلت، وقلت لنفسي يمكن أن أقدّم شيئاً إذا فزت باللقب. محبّتي لهذه الأنشطة التي أمارسها أكان في الكشافة أو في الصليب الأحمر، جعلتني أفكّر في اللقب كوسيلة للعطاء في المجتمع. وهو الهدف الذي أرمي إلى تحقيقه في بقية الأنشطة.

- ما هو تخصّصك الجامعي؟
درست التجارة الدولية كما تخصّصت في الشؤون الدوليّة في الجامعة اللبنانية الأميركية.

- نلت لقب ملكة جمال لبنان علماً أنّك لم تخطّطي لخوض التجربة، لجأتِ بعدها إلى التمثيل. ألا تفعلين ما سبقتكِ إليه الملكات السابقات بدخول مجال التقديم والتمثيل، وتكرّسين ما يُقال في هذا المجال، خصوصاً أنّ التمثيل ليس اختصاصك!
حسب علمي أن الممثلة هند صبري محامية! التمثيل ليس حكراً على أحد، وإلاّ لهاجمنا هند ووقفنا أمام خطواتها وطالبناها بمزاولة مهنتها الأساسية المحاماة.

- بما أنّك رغبت في دخول عالم التمثيل والتقديم، كانت الفرصة متاحة أمامك للتخصّص بهذه المجالات، لمّ لم تفعلي؟
لم أخطّط لدخول عالم التمثيل على الإطلاق، بل فُتحت أمامي أبواب كثيرة على أثر نيلي اللقب، على أي أساس سأغلقها؟ شاركت في أول عمل وقدّمت كل ما لديّ فيه. أحببته كثيراً ومنه اتجهت نحو أعمال تمثيليّة أخرى، إلى أن أتت فرصة التقديم من مجموعة mbc، علماً أنّي لم أحدّد يوماً حلمي... هل حلمي أن أكون ممثلة؟، مقدّمة؟ أم ماذا؟! عشرات الممثلين والمقدمين برعوا ولمعوا في المجال دون دراسة أكاديميّة وهم موجودون في الساحة، وترتكز دراساتهم على التجارة والهندسة والمحاماة...

- كيف تقوّمين تجربتك في التمثيل؟ هل تصنّفين نفسك في مصاف الممثلات البارعات؟
في أول مسلسل مثّلت فيه كنت ممثّلة مختلفة تماماً عن الممثّلة التي أنا عليها الآن. وهذا أمر طبيعي، يجب على أي ممثّل أن يقتنع بأنه يجب أن يصقل نفسه وأن يصعد السلّم خطوة خطوة، وهذا ما فعلته. تقبّلت أخطائي وتعثّري في بداية مشواري التمثيلي، درست أخطائي، جلست مع مختصّين في التمثيل لينصحوني ويدرّبوني ويرشدوني إلى أخطائي، وهذا الأمر ساعدني كثيراً ولمسته من خلال النقّاد الفنيّين الذين لاحظوا الفارق في تمثيلي بين أعمالي الأولى وعملي الأخير.

- بدخولك عالم التمثيل تضاعفت المقارنة بينك وبين نادين نسيب نجيم، بالقول إن دورك في عمل ما قد عرض عليها ورفضته ليصل إليك، وإنّك تفوّقتِ عليها في بعض الأدوار، وغيرها من الأقاويل، كيف وجدتِ هذه المقارنة؟
أقول «يا ناس هذا الموضوع ولا أسخف» مقارنة شخصين لمجرّد أنهما يحملان الإسم نفسه.

- هما أيضاً ملكتان، ممثلتان وربما مقدمتان!
لمَ لم تتمّ المقارنة بين جويل بحلق أو أنابيلا هلال أو كريستينا صوايا أو دينا عازار مع نادين نسيب نجيم؟! كل ملكة منهنّ خاضت تجربتها في التقديم أم التمثيل.

نعيش أحداثاً وطنية ودولية أهمّ بكثير من مسألة مقارنة نادين نجيم بي...

- هل يستفزّك التحدّث عن هذا الموضوع؟
لا يزعجني الحديث عن الموضوع، لكن يستفزّني تركيز الناس على ما يثير الخلاف بيننا، بدل التحدّث عن منجزات نادين نسيب ومنجزات نادين ويلسون. هم ينسون التعب والجهد اللذين بذلناهما أنا وهي لتقديم الأفضل لهذا الجمهور.

- هل تجمعك علاقة صداقة مع نادين؟
هناك معرفة، لكنّنا لسنا صديقتين.

- سمعناك مرّة في مداخلة هاتفية ضمن برنامج سياسي، وأثرت إعجاب المقدّم والضيوف بآرائك، فأين نادين من السياسة؟
أنا لا أفكّر في السياسة ودهاليزها وزواريبها الضيّقة التي حاكها لبنان بكلتا يديه. أنا بعيدة كل البعد عن ذلك. وهذا يعود إلى شخصيّتي، فانظروا إلى تسلسل الأحداث في حياتي، في البدء كنت في الكشّافة، ثم خضت تجربة ملكة جمال لبنان والآن أقدّم برنامج the Voice، وكلّ ذلك لغاية في نفسي. فأنا أفكّر دائماً في الفائدة المجتمعية التي سينتجها عملي، وهذا ما حصل مع الكشافة حيث قدّمت كثيراً من المساعدة، وهذا أيضاً ما فعلته من خلال ملكة جمال لبنان، عندما وظّفت كل الإعلام و»سلطتي» كملكة جمال كي أخدم الصليب الأحمر اللبناني، فجمّعت مبلغ أربعين ألف دولار وفتحت مراكز وجهّزت أخرى. هذا كان هدفي بالأساس ونجحت في تحقيقه. رددت الجميل إلى مجتمعي.

وعندما أفكّر في البرنامج الذي أريد تقديمه، أفكّر فوراً في الهدف الذي يكمن وراءه. أريد برنامجاً يحاكي مشاكل الناس ويناقش قضاياهم ويجد حلولاً لمشاكلهم. هذه هي السياسة بالنسبة إلي. أنا إمرأة مفكّرة، لديّ رأي خاص بي، أحاول دائماً أن أطبّق كلامي بأفعالٍ حسّية حتى لا يُقال إني منافقة.

- ما الذي دفعك إلى قبول برنامج فني مثل the Voice إذاً، ولماذا اختاروك الـ mbc؟
عندما تقدّم لك الـ mbc فرصة لتقديم برنامج بهذا الحجم، يعتبر الأول عالمياً، من الطبيعي أن أتلقّف هذه الفرصة لاتساع العلاقات التي ستبنيها لي هذه المحطة في مجال التقديم. فأنا لا أزال في الـسنة 24 من عمري ولا أزال في طور بناء حياتي وتحقيق الأشياء التي أريدها لنفسي على كل الأصعدة، الإجتماعية والإقتصادية والعملية. ليس خطأً أن أقبل برنامجاً ترفيهياً، بالعكس، عمري 24 سنة والترفيه ضمن اهتماماتي أيضاً. الموسيقى جزء كبير من حياتي، وكنت دائماً أقول «ربنا بيعطي من ميل ويأخذ من ميل»، أعطاني الطول وأخذ مني الصوت. ولو كان صوتي جميلاً لكنتم شاهدتموني الآن مشاركة في برنامج the Voice أخوض المنافسة للحصول على اللقب.

- أخبرينا عن التعاون مع mbc
ببساطة اتصلوا بي من mbc واتبعنا الأمور الإدارية اللازمة. أظنّ أنهم اختاروني بحكم خبرتي في مجال الإتصالات والتفاعل الافتراضي والتسويق الإعلامي الذي هو في صلب عملي في البرنامج وخارجه. أنا أملك شركة تهتمّ بكل هذه التفاصيل وعملي كـ V Reporter يحتّم عليّ معرفة هذه التفاصيل، فكانت كما نقول باللبناني الدارج «طنجرة ولقيت غطاها».

- سنك 24 سنة وتملكين شركة؟
في الواقع أملك شركتين. الشركة الأولى أسستها في سن الثامنة عشرة، والشركة الثانية أسستها قبل سنة، أي في سن 23 سنة.

- كيف تصفين تجربتك بـ the Voice إلى الآن؟
أنا بطبعي أتأثر جداً بآراء المحيطين وأستمع إليها، وأود القول أن للبرنامج صدىً يفوق كل التوقّعات. مصفّف شعري يتحدّث عنه ومزّين وجهي والمحامي وأصدقائي وعائلتي وزملائي في العمل، مختلف الفئات الإجتماعية تتحدّث عن the Voice وعن نجاحه. من الناحيتين المهنية والتنفيذية، يحتلّ البرنامج أعلى المستويات، من جهة الاستوديو والإخراج والإنتاج وأصوات المشاركين وكل فريق العمل.

- أخبرينا عن علاقتك بالمدرّبين.
بحكم احتكاكي الدائم بهم توطّدت علاقتي بالمدرّبين، أضف إلى ذلك أني أحبّ أن أتعرّف إلى محيطي وأنشد دائماً الجو اللطيف في العلاقات الإجتماعية. بالإضافة إلى أني من المعجبين بالمدرّبين كنجوم غناء. من كاظم إلى عاصي، لا توجد أغنيات لهذين المطربين إلا أحفظها عن ظهر قلب.عاصي نجمي المفضّل، كاظم أسطورة بالنسبة إلي. وشيرين شخصية مرحة جداً، أتواصل معها بسهولة، أما صابر فشخصيّته «ولا ألذّ، ولا أهضم»، وهو إنسان إجتماعي جداً، هذا ما سهّل عليّ بناء صداقة معهم من دون مجهود.

- تشارك أروى جودة محمد كريم في تقديم الحلقات المباشرة، كيف تقبّلت هذا الأمر؟ شعرت بالمنافسة؟
لماذا لا أتقبّل هذا الأمر؟ بالعكس تماماً. أنا أرحّب بأروى. محمد وأروى يمثّلان الشعب المصري، ونحن اليوم، كـ mbc، ندخل إلى سوق كبير وهو السوق المصري من خلال mbc مصرية. بالإضافة إلى أن أروى لا تشكّل لي أي منافسة، فعملي يختلف عن عملها تماماً، أنا أهتم بقسم آخر من البرنامج غير الذي تقدّمه أروى، من حيث مكان التقديم والمضمون.

- بعد الانتهاء من تقديم برنامج the Voice، ما هو طموح نادين نجيم؟
طموحي كبير جداً. أجمل ما في الدنيا أن يمرّ الزمان ويتذكّر الناس الشخص بأفعاله، وهذا ما أجرّب فعله، أريد أن أترك بصمة يتذكّروني بها، وأدعو دائماً أن لا يداهمني الوقت، قبل التمكّن من تحقيق كل طموحاتي.

- عرفنا أنك لن تغنّي لأنّ صوتك ليس جميلاً ولن تدخلي السياسة، فما هي خطوة نادين القادمة بعد التمثيل وتقديم البرامج؟
سترونني أقدّم برنامجاً تلفزيونياً يقدّم للمجتمع كما تفرض وظيفة النائب أن يقدّم للمجتمع. هذا حلمي... إذا لم أحلم لا أحقّق، وإذا لم أحقّق فلماذا وجدت؟

- كيف تتحضّرين لحلقات the Voice من حيث المظهر؟
بحماسة شديدة وسعادة. أحببت لون شعري في هذه المرحلة وسأعتمده في كل حياتي. سيكون معي فريق عمل متكامل يهتمّ بشعري وتزيين وجهي، وملابسي اخترتها من مجموعات مختلفة. أنا متأكّدة أنكم سترونني بحلّة جميلة، راضية عنها تماماً وأتمنى أن تنال إعجاب المشاهدين.

- تتحدّثين عن فريق عمل متكامل، فمن يتكفّل بمصاريفه، أنت أم mbc؟
تقول ضاحكة: لا جواب.

- في نهاية الحديث نودّ أن نسألك عن أمك، هي سعيدة الآن؟ أصبح لديها ملكة جمال في البيت، ومقدّمة وممثّلة (كل المهن التي تتطلّب جمالاً)؟
أمي «معيّدة». وتضيف ضاحكة: مشكلة أمي أني فزت بلقب ملكة جمال لبنان لكني لم أتغيّر، ما زلت الفتاة التي ترتدي شورت وتنتعل حذاء الرياضة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079