فاطمة الصفي: بكيت بسبب شجون الهاجري...
هي تشبه المعدن النفيس، فكلما مرّت عليها سنوات الخبرة زادتها موهبة وحضوراً وتألقاً، وزادت قيمتها الفنية.
فمع مرور السنوات استطاعت فاطمة الصفي البروز من خلال أدوار معينة علقت بذهن الجمهور الكويتي والخليجي والعربي على حد سواء، كما في مسلسلات «فضة قلبها أبيض» و«أم البنات» مع الفنانة الكبيرة سعاد عبد الله، و«الحب الكبير» مع الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا و «أميمة في دار الأيتام» مع الفنانة هدى حسين واخيراً «بو كريم برقبته سبع حريم» و«مجموعة إنسان» مع الفنان الكبير سعد الفرج و«كنة الشام وكناين الشامية» مع الفنانة الكبيرة مريم الصالح.
ولذلك فالمتتبع لمشوار فاطمة الصفي يجد أن السر في بروزها وتطويرها هو انتقائها لأدوارها والعمل في مسلسلات الفنانين الكبار، والأهم هو صدق أدائها وتجسيدها كل الشخصيات المسندة إليها.
ويكفي أن نقول إنها متخصّصة أكاديمياً في دراسة الفنون من خلال دراستها في المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرّجها فيه العام 2005... خلال هذه السطور نتحاور مع فاطمة الصفي لنقترب منها أكثر.
- ما هو رد فعل جمهورك على دورك في مسلسل «كنة الشام وكناين الشامية» خاصة أن بعض النقاد رأوا ان طلتك في العمل كانت مخالفة لما قدمتِه من قبل ؟
جسدت شخصية جديدة بالنسبة إليّ في هذا العمل من خلال دور «نادية»، وحرصت على أن اقدم أفضل ما لديّ للجمهور، وأنا كنت معجبة بهذا الدور وأظنني نجحت فيه.
من جانب أهلي حصدت إشادة من والدي ووالدتي اللذين أكدا لي ان الطلة والماكياج وقصة الشعر والسلوك وتصرفات الشخصيات الفنية في العمل كانت كما تعكس حقبة السبعينات بالفعل، حتى الاكسسوارات والأزياء كانت تعكس هذه الفترة.
والأهم من ذلك ان هناك الكثير من الأسرار والمعلومات عن هذه الفترة حصلت عليها من والدتي قبل تصوير المسلسل وأثناءه.
- في معظم أدوارك السابقة كنت تطلين على الجمهور بـ شعر قصير، اما قصتك في هذا المسلسل فتذكرنا بـ «قصة الفنانة نجلاء فتحي» في فترة السبعينات والثمانينات، أليس كذلك؟!
بالعكس معظم أدواري جسدتها بالشعر الطويل، وهو دور واحد فقط جسدته بالشعر القصير، وكان ذلك في مسلسل «أميمة في دار الأيتام».
وبالفعل كما قلت حول قصة نجلاء فتحي، ففي تلك الفترة كانت هذه هي طريقة إرتدائهم للملابس والتصرفات، وكانت السلوكيات والمشاعر وقتها أقرب إلى المشاعر الرومانسية الحالمة الهادئة، وكان هناك إهتمام اكبر بالأزياء والماكياج والطلة الحلوة على عكس أيامنا الحالية حيث الأسلوب العملي والسرعة. وأنا سعيدة بعملي في هذا المسلسل.
عفوية وتلقائية
- شاهدناك في شهر رمضان الماضي ضيفة مع صديقتك الفنانة شجون الهاجري في برنامجها «هلا بشوج ويانا» عبر محطة m.b.c وانت خجولة، وتكادين لا تتحدثين في البرنامج إلى درجة أن شجون كانت تدفعك للكلام وتحاول أن تخلصك من خجلك. ولكن على الجانب الآخر نجدك تجسدين «كاركترات» مشاغبة ومتمردة في كثير من الأحيان... فهل انت فعلا شخصية خجولة في الواقع؟
دعني أقول لك سراً، وهو أنني في محيط عائلتي وأصدقائي أكون عفوية وتلقائية، ومثل هذا الأمر معروف عني لدى المقربين مني.
»أنا بس أعرف أمثل وما اعرف اتكلم»، ولذلك ففي حياتي الشخصية وفي اللقاءات الإعلامية سواء كانت تلفزيونية أو إذاعية أو صحافية اشعر بالخجل ولا أجيد الكلام...
- وكان من الواضح أن شجون تحفزك على الحديث اثناء استضافتك في البرنامج، أليس كذلك؟
نعم هذا ما حدث عندما ظهرت معها في البرنامج، كنت أشعر بالرهبة لأنني هنا أتحدث بشخصيتي الحقيقية أمام الجمهور على الشاشة. وفعلا كنت أقف على باب الاستديو مترددة في دخول استديو بث البرنامج ... «كنت قاعدة أرجف وأقرأ المعوذتين «خاصة أن البرنامج مباشر على الهواء.
فأنا أعتبر أن الفنان الذي يتحدث في البرامج المباشرة جريء لأنه قبل الحديث مباشرة امام الجمهور في الوقت الذي يدرك فيه تماماً أن كل كلمة وهفوة محسوبة عليه، حتى لو خرجت منه دونما قصد منه .
- أنت وشجون الهاجري وحمد أشكناني وأحمد البريكي والكاتبة هبة مشاري حمادة مجموعة منسجمة وغالباً ما تكونون معاً في معظم الأعمال الفنية وتجتمعون ربما في حياتكم الخاصة. هل عانيتم من مساوئ الوسط الفني من حيث الغيرة والحقد والنميمة؟
نحن في العمل أصدقاء مع الجميع، وقد نتزاور مع الكل أثناء العمل ولكن في حياتنا العادية نحن بطبيعتنا نفضل الجلوس في المنزل، ونمضي أوقاتنا مع الأهل، فنحن «بيتوتيون» أو نسافر خارج الكويت، ولذلك احتكاكنا قليل بالوسط الفني بعيداً عن العمل، وهو الأمر الذي يجعلنا بعيدين عن أية سلبيات قد تكون موجودة فيه.
وغالباً نجلس معاً ونتناقش في مختلف الشؤون، ولذلك نستطيع أن نقول إننا أهل وعائلة.
- من أقرب صديقة لك في الوسط الفني ؟
أجابت بلا تردد: شجون الهاجري وأعتبرها أختي الصغيرة .
- ما اكثر برنامج جذبك في دراما رمضان؟
محلياَ:«ساهر الليل 3» للمخرج محمد دحام الشمري
خليجياَ: «حبر العيون «للفنانة الكبيرة حياة الفهد
عربياَ: «مع سبق الاصرار والترصد « للفنانة غادة عبدالرازق... كنت معجبة كثيرا بشخصيتها في العمل، وكذلك أعجبت بأسلوب التصوير وبقصة المسلسل ككل.
- إلى أين تتجه الاعمال الدرامية الكويتية من حيث تقديمها صورة إيجابية أو سلبية عن الكويت؟
انا أؤيد طرح القضايا السلبية في المجتمع، ولكن على الجانب الآخر يجب أن نضع الحلول الدرامية لها، أو نضع مختلف وجهات النظر حول المشكلة ذاتها بحيث تبرز كل جوانبها، ولا نركز على الجانب المظلم فقط.
وعلى سبيل المثال قد نطرح قضية المخدرات والإدمان، وهي قضية موجودة في العالم كله، والأهم هنا أن نقدمها بمستوى متوازن.
وهنا ثمة مسؤولية رئيسية يتحمّلها الممثل وهي انتقاء أدواره والعمل ككل، فلا يكتفي بقراءة دوره بل عليه أن يقرأ نص العمل كله من أجل فهم أبعاده، وكذلك في تحديد أبعاد شخصيته ورسم خط مميز في مواجهة الشخصيات الأخرى في العمل.
- كيف تنظرين إلى الدراما الخليجية حالياً في مواجهة الدراما المصرية والسورية؟
أنا أحب مشاهدة الأعمال الفنية التاريخية السورية، أما في ما يتعلق بالدراما الخليجية فقد أصبحت متطورة الآن اكثر من السابق على مستويات النص والإخراج والتمثيل. واعتقد اننا خطوة خطوة سنتطور أكثر بما يسمى الخبرة التراكمية.
- إلى أى مدى تتواصلين مع جمهورك عبر مواقع التواصل الإجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر والواتساب؟
لا أملك حساباً لا على الفيسبوك ولا على التويتر .
- هناك حساب على الفيسبوك بأسم فاطمة الصفي!
ليس لي، فهناك كثيرون أنشأوا حسابات باسمي. لديّ حساب عبر موقع «الانستغرام» لتبادل الصور.
- ولماذا لا تتواصلين مع جمهورك عبر الفيسبوك والتويتر؟
هذه النوعية من مواقع التواصل تحتاج إلى وقت وتفرّغ ، وهو أمر لا يتوافر لي في ظل زحمة العمل.
طيبة وهادئة
- ما أبرر صفاتك التي تعتزين بها؟
قد تكون الطيبة والهدوء.
- وصفات تتمنين التخلّص منها؟
أنا راضية عن نفسي تماماً.
- هل فقدت من وزنك ؟
نعم.
- ريجيم أم عملية جراحية؟
ريجيم...
- هل انت عصبية؟
عندما أكون عصبية أقوم بتنظيف المنزل.
- ما أكثر شيء كنت تفعلينه في كواليس مسرحية «مصباح زين»؟
أنا متعتي العمل فوق خشبة المسرح، وكنت أبكي من سعادتي بنجاح العمل خاصة لدى دخول شجون خشبة المسرح واستقبال الجمهور لها، وكذلك كنت أبكي لدى دخول حمد أشكناني. وفي الكواليس كنت أرقص.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024