أميرة فتحي: إليسا من أذكى المطربات...
رغم علاقة الصداقة التي تجمعها بالفنان هاني رمزي منذ سنوات طويلة، فوجئت بانتشار العديد من الأخبار التي تزعم حصول خلافات بينهما أثناء تصوير مسلسل «ابن النظام»، بسبب تدخله المستمر في اختيار ملابسها.
الفنانة أميرة فتحي كشفت لنا سبب خروج تلك الشائعات، والعديد من الكواليس والتفاصيل الخاصة بالمسلسل، وسبب بكائها في اليوم الأخير للتصوير.
كما تحدثت عن مشاريعها الغنائية المقبلة، وما تردد عن حجابها، وحقيقة تفكيرها في الهجرة بعد وصول التيارات الدينية إلى الحكم.
- كيف كانت ردود الفعل على دورك في مسلسل «ابن النظام»؟
فاقت كل توقعاتي، فرغم المنافسة الشرسة التي شهدها موسم الدراما الرمضاني، بسبب كثرة المسلسلات وعدم عرض المسلسل في عدد كبير من القنوات الفضائية، والاكتفاء بعرضه على التلفزيون المصري وقناتين أخريين، استطاع أن يحظى بنسبة مشاهدة عالية.
كما أنني تلقيت العديد من الاتصالات الهاتفية من المقربين مني بعد عرض الحلقات الأولى، عبروا لي فيها عن إعجابهم بالفكرة التي تدور حولها أحداث العمل، ومناقشته لقضايا الفساد في ظل النظام السابق في إطار كوميدي.
- ما حقيقة ترددك قبل الموافقة على هذا الدور بسبب الأحداث السياسية الكثيرة التي يتضمنها العمل؟
هذا الكلام غير صحيح. ما حدث أنني قابلت هاني رمزي في إحدى المناسبات، وتحدث معي عن فكرة المسلسل قبل أن أعرف أنني مرشحة للمشاركة في بطولته، إلا أنني نصحته بالابتعاد عن السياسة، لأن المشاهد المصري يعيش هذه الفترة حالة من الاكتئاب بسبب السياسة والأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر، ولكن عندما أكد لي أن العمل كوميدي ويتناول تلك الأحداث بشكل ساخر، أعجبتني الفكرة وفوجئت باتصاله بي بعد أيام لكي يعرض عليَّ المشاركة في بطولة هذا العمل، ووافقت على الفور بلا تردد.
- هل صحيح أنك وافقت على هذا الدور مجاملة لهاني رمزي؟
لا أجامل أحداً في شغلي حتى وإن كان صديقي مثل هاني رمزي، فأنا وافقت على هذا العمل لإعجابي بالدور، خاصة أنها المرة الأولى التي أجسد فيها دور محامية تحارب الفساد وتتمسك بمبادئها، بالإضافة إلى رغبتي في العمل مع المخرج أشرف سالم.
- هل كانت هناك استعدادات خاصة لهذا الدور؟
بكل تأكيد، فكل دور يقدمه الفنان مهما كان يحتاج إلى استعدادات خاصة. هناك اعتقاد خاطئ سائد لدى البعض، وهو أن الفنان لا يبذل جهداً في عمله ولا يتعب، وهذا غير صحيح.
وقد عقدت العديد من جلسات العمل مع أشرف سالم وهاني رمزي، للاتفاق على الخطوط العريضة الخاصة بالشخصية التي قدمتها، وتمكنت من الإلمام بكل تفاصيلها، سواء الشكل الخارجي أو صفاتها ومعرفة جوانبها النفسية والاجتماعية أيضاً وهو ما أفادني كثيراً.
- ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير؟
المشهد في مطار القاهرة الدولي كان من أصعب المشاهد، فالجمهور كان يلتف حولنا، وأعدنا تصوير هذا المشهد أكثر من مرة.
كما أن المشاهد في أبو ظبي كانت صعبة للغاية بسبب حرارة الجو المرتفعة وارتدائنا ملابس شتوية، لأن الزمن الذي تدور فيه بعض الأحداث تطلب ذلك.
لكن الحمد لله كل هذه المشاهد مرت بسلام، وأن كواليس العمل كانت ممتعة للغاية، حتى أنني بكيت في اليوم الأخير للتصوير، بسبب ارتباطي الشديد بفريق العمل المتميز الذي أتمنى تكرار العمل معه.
- ما حقيقة نشوب خلافات بينك وبين هاني رمزي أثناء التصوير بسبب تدخله في اختيار ملابسك؟
هذا كلام مثير للسخرية، وأعتقد أن هاني إذا استمع إليه سيصاب بحالة ضحك هستيرية، فهذا هو العمل الرابع الذي يجمعني به، ولا يمكن أن أصف لك شكل الصداقة التي تجمعني بهاني.
لكن هناك بعض الأشخاص الذين لا يحبون الخير لأحد وعندما وجدوا أن كواليس العمل ممتعة ولا توجد مشاكل قرروا نشر هذه الشائعات الغريبة.
- هل هناك تشابه بينك وبين الشخصية التي قدمتها في هذا العمل؟
شخصية زينة تتشابه معي في العديد من الصفات، منها التلقائية فهي تتصرف على طبيعتها طوال الوقت، كما أنها تكره الكذب وكل شيء يدور في عقلها تصرح به، فهي لا تخفي شيئاً. كما أنها شخصية طيبة للغاية لا تحب جرح مشاعر الآخرين.
- ما حقيقة اعتراض الرقابة على بعض المشاهد في العمل؟
هذا الكلام غير صحيح، فمسلسل «ابن النظام» ناقش قضايا الفساد التي تعانيها مصر، ولم يهاجم أشخاصاً بعينهم في النظام السابق كما قيل، فهذا الأمر ضد مبادئي ولا يمكنني تقديم عمل من أجل الهجوم على شخص مهما كانت أخطاؤه، لأن هذا الأمر لا يخصني.
وأريد أن أكشف أني اعتذرت عن عمل درامي، لن أفصح عن اسمه، بسبب مهاجمته شخصيات معينة في النظام السابق، ووجود لقب الرئيس المخلوع في السيناريو.
ووقتها أكدت للمخرج عدم إعجابي بالسيناريو ورفضي لوجود لقب مخلوع، فالأفضل أن يقال الرئيس السابق لأنه تنحى عن منصبه، ولذلك رفضت العمل.
- ألم تقلقك المنافسة خاصة مع وجود نجمات كبيرات على الشاشة؟
هذا الأمر لم يقلقني على الإطلاق، لأن الجمهور ليس طفلاً صغيراً، بل يتمتع بذكاء شديد ويمكنه التفريق بين العمل القوي والعمل الضعيف.
كما أن مسلسل «ابن النظام» لم يدخل في تلك المنافسة، لأنه ينتمي إلى نوعية الأعمال الكوميدية، فكل المسلسلات هذا العام كانت تركز على القضايا الاجتماعية وتبتعد عن الكوميديا، ما عدا مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» للنجم عادل إمام، ورغم انتمائه إلى الأعمال الكوميدية إلا أن قضيته تختلف تماماً عن القضايا التي ناقشها مسلسل «ابن النظام»، لذلك لم يكن هناك تنافس بين العملين.
- ما هي الأعمال الدرامية التي حرصت على مشاهدتها؟
أتابع المسلسلات في العرض الثاني لها بعد انتهاء شهر رمضان، وشاهدت خلال الأيام الماضية حلقات من مسلسلي «فرقة ناجي عطا الله» و»باب الخلق»، ومن الواضح أنهما عملان متميزان للغاية.
- مع من تتمنين العمل من النجوم؟
أتمنى العمل مع جميع النجوم الذين حققوا نجاحاً، لكن الأهم من النجم الذي أحلم بالعمل معه الدور الذي أقدمه، فهو المعيار الأساسي للموافقة على المشاركة في أي عمل فني، لذلك أتمنى تقديم أعمال فنية هادفة تناقش قضايا جدّية.
- ما سر ابتعادك عن السينما طوال الفترة الماضية؟
لم أتلق عروضاً متميزة خلال العامين الماضيين. إنما هناك عمل أستعد للمشاركة في بطولته، وسيكون مفاجأة ضخمة ولا أريد الإفصاح عن تفاصيله في الوقت الحالي. وكل ما يمكنني قوله إنه سيكون من إنتاج محمد السبكي.
- كيف ترين مكانتك بين فنانات جيلك؟
أشعر بالرضا عما حققته، إلا أن هناك العديد من الأحلام أتمنى تحقيقها، كما أنني سعيدة بأن هناك جمهوراً يحبني ويحرص على مشاهدة أعمالي، وهذا يكفيني.
- من هي أفضل فنانة في الساحة الفنية؟
هناك العديد من الفنانات اللواتي يملكن مواهب قوية، إلا أن هناك فنانة واحدة أعتبرها قدوة لي ومثلي الأعلى في التمثيل، وهي الفنانة الراحلة مديحة كامل التي قدمت العديد من الأعمال الفنية الناجحة، وأتمنى تقديم قصة حياتها من خلال عمل فني، لأن حياتها مليئة بالأحداث المثيرة وتاريخها الفني ضخم للغاية.
- ماذا عن الآراء التي تؤكد أن خطواتك الفنية بطيئة رغم امتلاكك الموهبة؟
أختلف مع هذه الآراء، فأنا قدمت العديد من الأدوار المتميزة، إلا أن الظروف التي تمر بها صناعة السينما هي التي جعلت خطواتي بطيئة.
مصر تمر بأصعب فترة في تاريخها، وأنا حزينة للغاية بسبب الوضع الذي وصلنا إليه ووقوع العديد من الأحداث المؤسفة في الفترة الأخيرة، فأنا مصابة بحالة من الاكتئاب الشديد بسبب بلدي، وأعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي الذي يمنعني من التفكير في خطواتي الفنية المقبلة.
- ما حقيقة رفضك العمل مع المخرج خالد يوسف؟
هذا الكلام غير صحيح، وكل ما نشر عن رفضي العمل مع خالد يوسف شائعات غريبة ولا أساس لها من الصحة. وأنا استمتعت للغاية بالعمل معه من خلال فيلم «حين ميسرة» الذي ظهرت فيه ضيفة شرف، وأنا فخورة بهذا الدور.
- هل تستشيرين زوجك في أدوارك؟
أحرص دائماً على أخذ رأي زوجي، لكن القرار النهائي لي، فإذا شعرت بأن الدور الذي أقدمه في العمل يقترب مني ويمسني أوافق عليه على الفور.
- هل صحيح أنك تنوين تقديم برنامج تلفزيوني؟
تلقيت أكثر من عرض خلال السنوات الماضية، إلا أن الأفكار كانت تقليدية للغاية، فأنا أبحث عن فكرة جديدة لم تقدم من قبل.
- وما رأيك في البرامج التي عرضت في شهر رمضان؟
هذا الموسم كان مليئاً بالبرامج الممتعة، لكن من أصعب البرامج التي شاهدتها برنامج «رامز ثعلب الصحراء»، وأعتقد أن الصدفة أنقذتني هذا العام من هذا المقلب الخطير باعتذاري عن عدم المشاركة في البرنامج بسبب سفري إلى لبنان.
وعندما شاهدت حلقة الفنان محمد فؤاد أصابتني حالة من الرعب، لأن محمد فؤاد لا يمكن أن يتحمل ما حدث معه خلال الحلقة، والحمد لله أنها مرت بسلام.
- هل لديك خطوط حمراء في أدوارك؟
كل فنان لديه خطوط حمراء بكل تأكيد، وفي الحقيقة أنا لا يمكنني المشاركة في أفلام هدفها الأساسي تقديم مشاهد مثيرة. للأسف بعض المخرجين أصبحوا يتعاملون مع العمل الفني كسلعة يضعون فيها كل شيء يجذب المشاهد، حتى وإن كانت تلك المشاهد لا تتناسب مع السياق الدرامي للأحداث ومجرد حشو.
وأنا على استعداد كامل لتقديم أدوار جريئة إذا كانت المشاهد تتناسب مع السياق الدرامي للأحداث. وفي الحقيقة هذا الأمر يتوقف على المخرج الذي أتعامل معه، فهناك مخرجون بإمكانهم إيصال الفكرة دون تقديم مشاهد مثيرة.
- هل هناك أعمال فنية ندمت عليها؟
هناك فيلم سينمائي واحد ندمت عليه، وأعتقد إذا عاد بي الزمن إلى الوراء لن أشارك في بطولته، وهو فيلم «ابقي قابلني»، واعتبره أسوأ فيلم قدمته السينما المصرية. وأنا تعلمت من هذه التجربة عدم التسرع والتفكير جيداً قبل اتخاذ أي قرار.
- ما سبب اتجاهك الى الغناء؟
أملك صوتاً قوياً يؤهلني لخوض مجال الغناء، إلا أن انشغالي بالتمثيل وعدم وجود شركة إنتاج قوية من الأسباب الرئيسية وراء تأجيل تلك الخطوة، إلى أن التقيت الملحن محمد رحيم وقدم لي لحن أغنية «عقبال كل البنات» وأعجبني بشدة، وتحدثت بعد ذلك مع الشاعر محمد جمعة للبحث عن كلمات، حتى توصلنا إلى فكرة الحلم الذي يراود كل فتاة وهو حلم الزواج. والحمد لله الأغنية حققت نجاحاً ضخماً للغاية وفاق كل توقعاتي.
- لكن الفيديو كليب الخاص بتلك الأغنية تعرض لهجوم بسبب ملابسك المثيرة، فما تعليقك؟
الانتقادات التي لم تزعجني لأنها تحدثت عن جانب واحد وهو ملابسي، وهذا الأمر يخصني وحدي وأنا حرة في اختيار ملابسي.
- إلى أين وصلت التحضيرات في ألبومك الجديد؟
اخترت الكلمات والألحان، لكن لم أبدأ مرحلة التسجيل بعد. والألبوم سيتضمن العديد من المفاجآت وهو مليء بالألوان الغنائية، منها المقسوم والراب والرومانسي والدراما، ويتضمن ست أغانٍ فقط.
وهناك مفاجأة أخرى أُحضر لها، فأنا أستعد لتسجيل أغنية للأطفال ستُعرض على القنوات الفضائية خلال الأيام المقبلة.
- هل تجربتا نانسي عجرم وهيفاء وهبي الناجحتان في الغناء للأطفال هما اللتان دفعتاك الى القيام بتلك الخطوة؟
أنا معجبة بالأغاني التي قدمتها هيفاء ونانسي، لكن في الحقيقة أكثر شيء حمسني لخوض تلك التجربة هي الأغاني التي قدمتها الفنانة الراحلة سعاد حسني، فأنا عاشقة لكب أعمالها الغنائية، وأعتبرها قدوة لي في مجال الفن.
- ما حقيقة استعدادك لتقديم دويتو غنائي مع فريق «واما»؟
هذا صحيح، لكن حتى الآن لم نتفق على الفكرة التي سنقدمها.
- ما هي الألبومات الغنائية التي نالت إعجابك أخيراً؟
«أسعد واحدة» للفنانة إليسا من أفضل الألبومات الغنائية التي استمعت إليها، فهي فنانة ناجحة للغاية وتملك موهبة كبيرة، وأعتبرها من أذكى الفنانات لأنها تختار الأغاني بدقة شديدة وتحرص على التنوع وتقديم ألبوم متكامل.
- هل تتقبلين النقد؟
بكل تأكيد، وأنا حريصة على قراءة كل شيء يكتب عني وعن الأدوار التي أقدمها، بل وأتعلم من تلك الانتقادات واحاول تجنب الوقوع في الخطأ مرة أخرى.
إلا أن هناك نوعاً آخر من النقد لا يمكن أن أقبله، وهو الذي يتحدث عن حياتي الخاصة، لأن هذا الأمر لا يخص أحداً غير.
- هل تزعجك الشائعات؟
للأسف أنا من أكثر الفنانين الذين لاحقتهم الشائعات الغريبة والسخيفة، فقد فوجئت خلال الفترة الماضية بانتشار شائعة ارتدائي الحجاب وخلعه بعد أشهر من أجل الاستمرار في مجال الفن، وهذه الشائعة هدفها تشويه صورتي أمام جمهوري، فأنا إذا اتخذت قرار ارتداء الحجاب لن أتراجع عنه أو أخلعه مرة أخرى من أجل الفن، فهو سيكون قراراً نهائياً بالنسبة إلي.
- يقال إن هناك خلافات بينك وبين زوجك المنتج وائل حُب فهل هذا صحيح؟
هناك من يرددون كلاماً عن طلاقي، وهي شائعة أستمع إليها باستمرار! ولا أعلم ما الحل لوقف تلك الشائعات، فهل مطلوب مني تعليق قسيمة الزواج على رقبتي لكي يصدق مروجو تلك الشائعات أنني مازلت متزوجة وأن حياتي مستقرة مع زوجي وابنتي؟
- تردد أيضاً أنك تنوين الهجرة إلى أميركا بعد وصول التيار الديني الى الحكم في مصر!
مجرد التفكير في ترك مصر والهجرة إلى أميركا أمر من المستحيل حدوثه، فأنا عاشقة لتراب مصر ولا أشعر بالخوف على الفن من وصول التيارات الدينية، لأننا سنظل نحارب حتى آخر نفس في حياتنا.
ولن ينجح أحد في القضاء على الفن أو تقييد حرية الإبداع، وسيظل الفن في مصر يلعب دور الريادة في الوطن العربي مهما حدث.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات