تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

أمل العوضي: مليون رسالة وصلت إلى برنامجي...

بدأت مشوارها الاحترافي كمذيعة مميزة تتمتع بطلة حلوة من خلال برنامج «عينك عـالوطن» عبر شاشة تلفزيون الكويت. قبلها كانت طفلة صغيرة تشارك كمذيعة في برنامج «تلفزيون الأطفال» على الشاشة ذاتها، ثم ما لبثت أن انطلقت في فضاء النجومية لتصبح رقما لافتاً في الإعلام الكويتي والخليجي .
لكنها لم تكتف بذلك بل ذهبت إلى مساحات أخرى في مجال الفن فاحترفت التمثيل لتكشف المزيد من مواهبها الدفينة، ولا يزال في جعبتها المزيد.
ابتعدت فترة عن العمل بسبب ظروف الزواج والإنجاب، لكن هذا الغياب عن الوسطين الإعلامي والفني لم يبعدها عن الأضواء، وظلت على مدار عامين محل اهتمام ومتابعة وحديث وسائل الإعلام، بل إن الأضواء المتلاحقة أزعجتها وأثرت سلبا على حياتها الشخصية.
المذيعة والفنانة أمل العوضي عادت إلى عملها الإعلامي والفني، ونلتقيها في هذا الحوار...


- لماذا كانت عودتك الإعلامية بعد الغياب من خلال برنامج «أمولة» خاصة أنه كان يبث عبر شاشة فقيرة من الناحية التقنية مثل قناة «فنون»؟
قدمت هذا البرنامج دون غيره، لأن العرض الأول الذي قدم لي كان من خلال قناة «فنون»، ثم قدم لي عرض آخر لتقديم برنامج المسابقات «ويانا» لصالح تلفزيون الكويت، في الوقت الذي كنت قد اتفقت بالفعل مع «فنون»، ولذلك لم يكن أمامي إلا إن التزم كلمتي.

- ألم يزعجك أن تأتي إطلالتك من خلال شاشة فقيرة من ناحية الإمكانات والتقنيات؟
أرى أن البرنامج حقق نجاحاَ كبيراً على قدر ما توافر له من إمكانات، كما ان «فنون» تتمتع بشعبية كبيرة سواء على مستوى الكويت او الخليج خاصة في المملكة العربية السعودية، وكذلك على مستوى الوطن العربي.
والدليل على ذلك أن برنامجي كان له جمهور ومتابعون في السعودية ومصر والعراق والأردن. وأنا أسعى الآن إلى الانتشار العربي بعد ان حققت الانتشار الخليجي خلال الفترة الماضية من مشواري، كما أن مخرج البرنامج ياسر الحيدري رجل متمكن ويملك رؤية إخراجية جيدة حرص من خلالها على تقديم صورة وكادرات جميلة للبرنامج رغم قلة الإمكانات المتوافرة.

- لماذا غاب عادل التلمساني عن برنامجك وهو مصور جيد كان من الممكن ان يساعد فريق العمل في تقديم صورة مثالية للبرنامج؟
عادل التلمساني صديق عزيز، وكنت أتمنى ان يكون له وجود معنا، وقد تحدثت مع بعض المسؤولين في قناة «فنون» بهذا الشأن ولكن لم يكن هناك نصيب. وأرى أن الذين تعاونوا معي في برنامجي «كفّوا ووفّوا».
والقناة بشكل عام تعتمد على تقديم خلطة إعلامية فنية حلوة، وتعتمد على الكوميديا والبرامج الخفيفة المسلية، كما ان برنامجي كان مميزاً من ناحية الديكور، وقدمنا فيه جهداً كبيراً، وأرى أن ذلك كله كان من عوامل نجاح القناة والبرنامج.

- ما أكثر التعليقات وردود الفعل على «أمولة» التي أسعدتك؟
أولاً تم تقليدي في أحد البرامج التي تعتمد على التقليد من الفنان السعودي بدر صالح، وهذا يؤكد ان البرنامج كان يقدم في الكويت ولكنه حقق نجاحاً في السعودية. وكذلك جاءتني تعليقات وردود فعل جيدة من بعض الصحافيين.
كما تلقيت إشادة من الفنانة ميساء مغربي، وهي فنانة لها اسم كبير في مجال التمثيل على مستوى الخليج كله وقالت لي:»انا معجبة بك في البرنامج».
أحب هذه الفنانة كثيراً، وتربطني بها علاقة ممتازة، لأنها فنانة جميلة وواثقة من نفسها، كما اتذكر ، ان أحد التقارير الصحافية نشر تحت «مانشيت» عريض يقول: «أمولة الأقوى وبرنامج تلفزيون الكويت «ويانا» الأكثر زخماً»... أشعر بأن كل هذه الأصداء اسعدتني خاصة كلمة الأقوى، فهذه شهادة أعتز بها، والأهم من ذلك كله هي تعليقات الجمهور.
وكذلك لا أنسى نسبة المشاهدة العالية التي حصدها البرنامج الذي حقق رقماً خيالياً وقياسياً من الرسائل النصية «المسجات» وصل إلى حوالي «مليون مسج».
وقد أبلغني بعض المسؤولين في قناة «فنون» ان هذا الرقم لم يتحقق في أي عام سابق على شاشة القناة نفسها، ولذلك فكل هذه الأمور والأصداء تسعدني بلا شك.

- وماذا عن الجانب الآخر من النقد؟
نعم، كان هناك أمر ما قد تلقيته في بداية تقديمي للبرنامج، وقد تقبلته بصدر رحب خاصة أنني اتقبل النقد ومختلف وجهات النظر الأخرى، لا سيما إذا كان النقد بناء وعاقلاً وصادراً من إعلامي متخصص ودارس وليس من شخص جاهل.

- وما نوع النقد؟
علق بعض الجمهور في بداية حلقات البرنامج على ملابسي وأزيائي وقالوا إنها لا تتناسب مع اجواء شهر رمضان الفضيل، وقد التزمت «كلام الناس»، وبدأت أرتدي ملابس ملائمة أكثر من الحلقة الثالثة من البرنامج وصولاً إلى آخر الشهر.

- وهل غاب عنك ما يناسب أجواء رمضان من ازياء؟
بالعكس كنت أرتدي ملابس عادية ومناسبة، ولكن حرصاً مني على تقبل وجهات النظر الأخرى غيرت طلتي لتكون مناسبة أكثر لأن هدفي بالأساس هو إرضاء الجمهور.

- «أمولة» كان يقدم يومياً خلال رمضان وهو أمر متعب ومرهق، فإلى أى مدى أثر ذلك سلباً عليك؟
أثر علي من الناحية الاجتماعية وحرمني من الزيارات للأهل والصديقات لكنه لم يؤثر علي من ناحية العبادات التي بقيت ملتزمة بها، كما كنت ملتزمة بصلاة القيام في العشر الأواخر من شهر رمضان.
ولو تمعن بعض المشاهدين في»اللوك» الخاص بي خلال هذه الأيام العشرة الأخيرة لوجدوا أنني لم أضع طلاء الأظافر.

- كم قيمة العقد الذي وقعتِه مع قناة «فنون»؟
الرقم جيد جداً.

- كم بالضبط؟
كل ما أستطيع قوله ان قناة «فنون» لم تعط هذا المقابل لأحد ممن قدم برامجها من قبل.


بطلة رئيسية

- كيف وجدت مشاركتك الدرامية في شهر رمضان من خلال مسلسل «هوامير الصحراء 4»؟
هل تصدق أنني لم أتابع نفسي في هذا العمل بسبب إنشغالي؟! ولكن في كل الأحوال لا أستطيع أن أقول إنني كنت بطلة رئيسية في هذا المسلسل، لأنه يعتمد على البطولة الجماعية، كما أنه يضم فنانين كباراً مثل الفنان الكويتي أحمد الصالح.
مهما يكن من أمر، أستطيع القول انه كانت هناك أدوار رئيسية في العمل ككل لأحمد الصالح وريم عبد الله وأمل العوضي، ووصفتني بعض الصحف السعودية بأنني «نجمة الهوامير4 «، وكان وجودي ملموساً في العمل حتى لو كانت هناك حلقات تفتقد ظهوري فيها.
كما أن أسمي كان هو الثاني في «تتر» المسلسل ولكن حدث خلاف بعد ذلك وتم تغييره.

- هل أنت مهتمة باسمك على تتر أعمالك؟
لا أبداً. لكنني تضايقت مما حدث من خلاف ومن تغيير «التتر»، ووضع اسم الفنانة السعودية الشابة ريم عبد الله قبل اسم الفنان الكبير أحمد الصالح، والواقع أن هذا الأمر ضايقنا جميعاً. أما على مستوى اسمي فلم أتضايق، فلا يهمني أين يكتب اسمي ولكن هذا لا يعني ان يكون في ذيل الأسماء أو يهضم حقي، فهناك أصول وقيم وقواعد في الساحة الفنية وعلينا احترامها، ومن أبسطها أن الفنان احمد الصالح نجم له اسم كبير وعريق في الساحة الفنية الكويتية والخليجية منذ أن وعينا على الدنيا.
وأذكر أن صحيفة «الحياة» أشادت بي، وكذلك منتج العمل الفنان السعودي عبدالله العامر أشاد بي وقال: «أمل ضبطت الدور أكثر من ريم، وأمل حققت شعبية». كما أنني كنت مثار اهتمام الكثير من الصحف.

- هل تضايقت لكون مسلسلك «مطلقات صغيرات» لم يعرض في شهر رمضان الماضي وأرجئ عرضه إلى ما بعد رمضان على شاشة قناة دبي؟
واجه العمل بعض العقبات الخاصة ببعض المشاهد المثيرة للجدل، وقد تم حذفها. وهو عمل فني جميل، وبالفعل تضايقت في البداية بسبب تأجيل عرضه خاصة قبل إسناد برنامج «أمولة» إلي، ووقتها لم يكن لي عمل سوى»هوامير الصحراء 4» فكنت أشعر بان حضوري في رمضان سيكون ضعيفاً.
ثم جاءتني فرصة تقديم برنامج»أمولة» فعوضت غيابي المحلي. وأنا متفائلة بمسلسل «مطلقات صغيرات».
وكذلك سيعرض لي خلال هذه الفترة المقبلة مسلسلان جديدان بعنوان»الحلال والحرام» و»ايام العمر»، وأرى أن تأجيل عرضهما جاء في مصلحتي، بسبب الزحمة في خريطة رمضان الفنية.

- ما دورك في مسلسل «مطلقات صغيرات»؟
دوري جميل فيه وسينال إعجاب الجمهور، لأنني أجسد فيه شخصية إمرأة طائشة تسيء إلى أهلها وتود الاستقلال بحياتها بعيدا عن سيطرتهم، والبحث عن موطئ قدم لها في المجتمع الذي تعيش فيه.
وتؤمن بأن طلاقها ليس معناه نهاية العالم. وفي خضم الأحداث تقرر الإبتعاد عن أهلها وتعيش بمفردها.
وقد يلاقي هذا المسلسل ردود الفعل الايجابية التي حصدتها في بداية مشواري الفني عن دوري في مسلسل»صاحبة الإمتياز».

- لكنني سمعت ان زوجك في العمل»مطلقات صغيرات» يضربك ويجسد دوره الممثل الشاب أحمد المقلد، فما مدى صحة ذلك؟
نعم زوجي في المسلسل يضربني ولكن ذلك يحدث في الحلقات الأولى فقط، ورغم ذلك هو ضرب فني فقط، فيده لا تلامس وجهي ولكن برؤية إخراجية معينة لأبدو كمن ضربت ضرباً مبرحاً.
ولذلك فعندما كنت أرى نفسي على «المونيتور» كنت اسأل الممثل المقلد:»انت متى ضربتني هذا الضرب كله؟!».

- ما رأيك بمن يضرب زوجته؟
أنا ضد كل ذلك تماماً، فليس من الرجولة أن يضرب الرجل زوجته! هناك طرق أخرى للتعامل الحضاري بين الزوجين!

- ولا حتى مع ضرب الزوجة بالسواك فقط؟
(تضحك) ولا حتى مع الضرب بالسواك!

- جسدت دور إمرأة مطلقة صغيرة ضمن أحداث العمل، وأنت مطلقة بالفعل. فهل تعانين كأمرأة مطلقة في المجتمع الذي تعيشين فيه؟
لا أود التحدث عن تجربة الطلاق التي مررت بها أو أي أمور خاصة بحياتي الشخصية .


استئذان للتقليد

- هل غضبت من تقليدك في برنامج»عيني عينك»على شاشة قناة «فنون»؟
لا، لم أتضايق، كما ان فريق العمل نفسه استأذنني قبل تقليدي خاصة أنه من إخراج ياسر الحيدري، وهو نفسه مخرج برنامجي.
وقد أعطيتهم الموافقة على ذلك وقلت لهم: «ما عندي مشكلة». ولكن لم يخبروني باسم الفنانة التي ستقلدني، وعرفت بعد ذلك أنها الفنانة البحرينية فاطمة عبد الرحيم، وأرى ان تقليدها لي نقطة تضاف إلى مشوارها الفني، وأضاف إليها جمهوراً وعمل لها «show» خلال شهر رمضان. (تضحك) يجب أن تشكرني!

- على المستوى الشخصي ما الذي تغير في أمل العوضي منذ أن دخلت المجال الإعلامي؟
لم يتغير شيء في شخصيتي. ما زلت أنا من خلال إلتزامي بعاداتي وتقاليدي، وفي السابق كانت أمي ترافقني ثم شقيقي ولكنني الآن انخرطت أكثر في المجال الفني.
ومنذ بداية مشواري والكثيرون يعرفون أنني لا أختلط كثيراً وقليلون يعرفون رقم»موبايلي»، كما أنني لا أتواصل إجتماعياً، وهذه الأمور معروفة عني.
أما الآن فقد أصبحت مندمجة قليلاً في الوسط الفني ضمن أطر ضيقة ومحدودة خاصة في هذا الوقت الذي أصبح الكثير من الناس فيه يشبهون «أكياس الفحم»، فبمجرد الإقتراب منهم تشتم الرائحة الكريهة.

- أكياس فحم؟! تشبيه غريب أول مرة أسمعه. من أين أتيتِ به؟
(تضحك) أليس تشبيهاً جميلاً؟!

- كل ما في الأمر أنني لا أعرف معناه. من أين أستقيت عبارة أكياس الفحم؟
من الحديث النبوي الشريف: «إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة».
وكما نعرف فإن حامل الكير هو الحداد الذي يعتمد عمله على الفحم والنار. كما أنني الآن لدي ثقة أكبر بنفسي ونضجت أكثر وأتعامل مع الناس اكثر من السابق، ولكن ضمن حدود معينة أضعها بيني وبين الآخرين.

- وهل تميزين الآن بين الشخص الطيب والسيئ من وجهه أو من نظراته مثلا؟
لا أعرف.

- اذاً، لا تزالين طيبة وبريئة...
نعم طيبة كثيراً. لم يتغير شيء في شخصيتي سوى النضج الفني وأصبحت أحب الفن أكثر من السابق.

- كيف تفسرين ملاحقة الأضواء لك حتى أثناء زواجك والاعتزال؟
هذا الامر لم يكن يسعدني على الاطلاق بل كان يسبب لي المشاكل... اختفيت سنتين لكن الناس لم تتركني في حالي. كنت خارج دائرة الفن والاعلام ولكن رغم ذلك كانوا يبحثون عني ولم يتركوني بل تتبعوا كل أخباري عن الزواج والحمل وإنجاب ابنتي.
هذا الأمر كان يقلقني ويجعلني دقيقة جداً في تصرفاتي لشعوري بأنني دائما تحت المجهر رغم ابتعادي عن الأضواء.

- لماذا تقولين إن تسليط الأضواء عليك كان يمثل أمرا سلبيا رغم انه من الناحية الإعلامية أمر إيجابي؟
كنت أراه سلبيا فقد كان يحز في الخاطر التدخل في شؤوني الشخصية واختلاق الشائعات حولي، فمرات كثيرة طلقوني وزوجوني. وحتى عندما كان البعض يقابلني كانوا يتحدثون معي عن أموري الشخصية ويذكرون أمامي معلومات غير صحيحة تكون في مجملها شائعات.
هذه الامور أثرت سلباً على حياتي ولكنها لم تكن هي سبب الانفصال وفشل زواجي.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080