حسن البلام: الملحن عبدالله القعود أنهى الخلاف...
لا يختلف اثنان على موهبة الفنان حسن البلام وخفة ظله وحضوره على الشاشة. فنان عفوي، صريح، عشق الفن منذ طفولته ولأجله تخلى عن حلمه بأن يكون ضابط شرطة.
قدّم العديد من الأعمال المنوّعة والكوميدية التي اشتهر بها مع داود حسين وشكّل معه ثنائيا استثنائيا، وكذلك فعل مع عبد الناصر درويش ولكنه تنوّع وتلوّن هذا العام، فاتجه الى الأعمال الدرامية التراجيدية، وأطلّ عبر مجموعة مميزة من الأعمال الدرامية.
إلتقينا البلام ليحدثنا عن أسباب عودته الى الدراما هذا العام وتألقه في عمله الكوميدي «واي فاي» الذي قدمه بمشاركة داود حسين على mbc في رمضان الفائت وحصد أصداء طيبة وخصوصا في السعودية...
- قدمت هذا العام جملة من الأعمال الدرامية. هل أنت راضٍ عنها جميعها؟
بالطبع راضٍ عن أعمالي، فأنا أتأنى وأدرس العمل قبل تقديمه لهذا لا اندم على أي عمل شاركت فيه.
حتى لو أخفقت أحيانا، فالمشاركة مبادرة وتبقى مهمة لأني سأتعلم من الإخفاق شيئا جديداً، والحمد لله أنا سعيد بكل مشاركاتي لهذا العام سواء التي عرضت في محطات الكويت أو خارجها، لأني اجتهدت وحاولت أن تكون إطلالتي وأدواري مختلفة في كل المسلسلات التي قدمتها.
- وماذا عن وقفتك أمام الفنان سعد الفرج؟
سعد الفرج مع حفظ الألقاب أستاذ كبير ومدرسة قائمة بذاتها، واعتبر الوقوف أمام هذا الفنان القدير من خلال مسلسل «مجموعة إنسان» نقلة نوعية في مشواري الفني، تعلمت منه الكثير طوال فترة جلوسنا في الكواليس أهمها الالتزام وحب وإتقان المشهد.
- من كان وراء نجاح برنامج «واي فاي» أنت أم داود حسين؟
نجاح البرنامج تحقق لأكثر من سبب أولها عودتنا أنا وأخي داود حسين بعد توقف، فالجمهور كان متعطشا لهذه العودة، بالإضافة إلى أن فكرة البرنامج نفسه كانت غريبة ومميزة.
والعمل فريد من نوعه ويمثل عودة mbc للبرامج المنوعة بعد توقف اكثر من 10 سنوات منذ أخر عمل لهم وهو «غنائيات».
- ماذا عن ردود فعل الفنانين الذين قلدتهم في البرنامج وخصوصا المطربة شمس؟
الحمد لله جميعهم أشادوا بتقليدي لهم ولم تحدث مشاكل أو زعل ولا توجد أي خلافات، وللعلم تلقيت اتصالاً من المطربة شمس تشيد بأدائي لها.
كذلك تلقى الشيخ وليد الإبراهيم اتصالاً من الفنان اللبناني راغب علامة يثني على العمل.
فالحمد لله لا توجد أدنى خلافات بيني وبين أي نجم قلدته لأنه في النهاية هذا نوع من المحاكاة وهو من الفنون المرغوبة والمتابعة من الناس، وتقليدي لهم لم يقلل من شخصهم.
- هل سنشهد في الفترة المقبلة أعمالا تجمعك وزميلك الفنان داود حسين؟
بالطبع ولي الشرف، داود أخي وصديقي ورفيق دربي. اختلفنا في وجهات النظر وانفصلنا عن بعضنا فنيا، لكن الحمد لله تصالحنا وطاح الحطب والفضل يرجع إلى الملحن عبدالله القعود الذي أصر على أتمام الصلح قبل تصوير برنامج «واي فاي»، فقد جمعنا في جلسة عتاب داخل مكتبي وتصافت القلوب، ولن نسمح للخلافات بأن تدخل بيننا مجددا.
- اعتدناك في البرامج المنوّعة. لماذا غيرت خطتك هذا العام من خلال المشاركة في ثلاثة أعمال درامية؟
لأني مللت المنوّعات وأحببت التغيير والتلوين. لكن هذا لا يعني أنني قررت التخلي عنها أو تركها. وللأسف احتكار تلفزيون «الوطن» لي لمدة أربعة أعوام أبعدني كثيراً عن الدراما التراجيدية التي أعشقها وأجيدها ببراعة، والآن انتهى العقد وأصبحت حراً اختار ما أشاء.
- كيف جاءت تعاوناتك الدرامية؟
فور انتهاء عقد الاحتكار اتصلت بالمنتج باسم عبد الأمير وبالمخرج منير الزعبي وسألتهما عن جديدهما وأخبراني عن مسلسل «مجموعة إنسان». وقرأت الدور وأعجبني فطلبا من المؤلفة إيمان سلطان أن ترسم الشخصية بالطريقة التي تناسبني.
وبالفعل تم التعاون وأنا سعيد جداً بهذه الشخصية المميزة. أما بالنسبة إلى «خادمة القوم» فالترشيح جاء من الفنانة هدى حسين، ومن بعدها اشتغلت لصالح التلفزيون السعودي في مسلسل «بني قرقاص».
- هل ندمت على احتكارك طوال الأربع سنوات الماضية؟
لا لم اندم على هذه التجربة لأنها حققت لي الكثير من المكاسب المادية وكذلك الفنية عبر سلسلة من الأعمال الناجحة بمشاركة زميلي عبد الناصر درويش، إنما أنا الآن أصبحت ضد الاحتكار لأنه يقيد الفنان ويحرمه من أمور عدة.
- ما سبب ابتعادك عن المسرح الكويتي في موسم عيد الفطر الماضي؟
لأني اتفقت مع الفنان القطري عبد العزيز جاسم على تقديم عمل مسرحي يجمعنا عنوانه «60%» وعرض في عيد الفطر الماضي في قطر.
والعمل كان دسماً وكبيراً تطرق إلى العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المجتمعات الخليجية.
- كيف ترى الحركة المسرحية الكويتية؟
هناك جهود واضحة من نخبة كبيرة من الفنانين لإنعاش الحركة المسرحية في الكويت، أمثال عبد العزيز المسلم وهدى حسين وطارق العلي الذي استطاع أن يبني مسرحاً حقيقياً في الكويت على الرغم من كم العراقيل المحيطة به.
فللأسف الكويت لن تكن مهيأة للمسرح في الفترة الأخيرة لأكثر من سبب، الأول هو تقلص حريات الرأي، والمسرح ما هو إلا مرآة لما يحدث في المجتمع لذا لن يكون له طعمٌ إذا كان مكبلا.
أيضا أين هي دور العرض التي تليق بمستوى الشعب الكويتي؟ حرام أن تحرم دولة غنية مثل الكويت من وجود مسارح راقية مثل المسرح القومي في مصر ومسرح الملك فهد في السعودية.
وللأسف القرار هنا ليس بيد شخص إنما هناك مجلس أمة وحكومة وديوان محاسبة... كل هذه الأمور ساهمت في ركود الحركة المسرحية الكويتية.
- وماذا عن قراءاتك الخاصة للدراما الكويتية في هذا الموسم؟
الدراما الكويتية بخير فهي السوق الوحيد الرائج في الكويت، وهي منافسة وقوية على الرغم من كثافة الإنتاج المصري هذا العام.
فنحن لا ينقصنا شيء على مستوى الدراما سوى مدينة إعلامية واستوديوهات لأننا كفنانين متنا وتعبنا من التصوير الخارجي في ظل ارتفاع درجات الحرارة، كما تنقصنا ثورة تقنيات حتى تخرج أعمالنا برؤى مختلفة.
- وماذا عن الرقابة؟
الرقابة ممتازة جداً ومتعاونة مع الدراما وأنا مع قوانين الرقابية الكويتية قلباً وقالباً لأنها أمر صحي، فثمة أعمال تعدت حدودها الأخلاقية في اللباس والكلام والألفاظ.
نحن لا نحتاج إلى رقابة على المصنفات الدرامية فقط، أنما أيضا أطالب بحتمية وجودها في الإذاعات المباشرة التي تسمح بقول بأي شيء وليس لديها خطوط حمراء.
- كنت قد أفصحت في السابق عن نيتك خوض الإنتاج الدرامي وحتى الآن لم تحقق ذلك.
نعم بالفعل فأنا امتلك أربعة نصوص جاهزة، لكن للأسف أصبحت المحطات الخاصة تعتمد في تعاونها على منتجين معينين بصرف النظر عن كفاءة غيرهم، وباتت العلاقات تلعب دوراً مهماً بين المحطات والمنتجين بعيداً عن الخبرة وجودة الأعمال.
وأنا لا أحب المحاباة أو المحايلة ولو اتصلت بمدير محطة مرة أو مرتين ولم يرد عليَ «خلاص يستريح» لأني لست تاجر شنطة أبيع بخوراً و»دي في دي». أنا فنان ورأسي لا ينحني إلا لمولاي. لذا يجب على المحطات أن تشعر بقيمة المنتج الكويتي.
- هل تخشى من انتقاد أعمالك؟
لا أخشى النقد ولا أضعه في رأسي ولا أبالي به إلا إذا كان أكاديميا. لكن للأسف أغلب انتقادات الصحافة تكون شخصية ليست مبنية على أسس نقدية أكاديمية سليمة.
- وماذا تحضر حاليا؟
أعيش في فترة هدنة واستراحة بعد تعب عام كامل مضى، حتى استعيد نشاطي. ولن أقرر المشاركة في أي عمل إلا بعد شهر من الآن حتى أكون استعدت كامل طاقتي الفنية.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024