جيني إسبر: قررت الإنجاب بعد خمس سنوات من الزواج
كان لقاؤنا في غرفة الإجتماعات في وقت متأخر من بعد الظهر. دخلت جيني إسبر قبل أن أضيء النور. قلت لها: «هل تخافين العتمة»؟ أجابت بصوت مؤثر جداً : «لم نعد نخشى شيئاً». حوار مع النجمة السورية التي تألقت في كل أجزاء مسلسل «صبايا»، المراهقة والزوجة والممثلة والجميلة جيني إسبر.
- (بدت مرهقة فسألتها) هل أنت حامل؟
نعم! أنا سعيدة بحملي. اتخذت قرار الإنجاب بعد خمس سنوات من الزواج، وأعدها فترة طويلة. شعرت وزوجي بأن لا بد من إدخال عنصر جديد على حياتنا.
لقد هيمن عملي على كل تفكيري ووقتي، شعرت بأن العمر يمر بسرعة. شعرت بالخوف فجأة والتفكير لاحقاً بانني لم أتخذ هذا القرار باللحظة المناسبة.
إنجاب طفل فكرة جميلة لكنها مخيفة أيضاً. أخاف من المسؤولية الكبيرة التي تتطلبها تربية الولد اليوم مقارنة بالسابق حين كان يكبر الطفل دون متطلبات معينة.
المراهقة التي عادت إلى سورية بعد «البيريسترويكا»
- في أي أسرة كبرت جيني إسبر؟
كنت طفلة محظوظة لأنني مدلّلة العائلة. تربيت في كنف عائلة مترابطة في أوكرانيا. كنت الوحيدة طوال تسع سنوات قبل ولادة شقيقي، كان اهتمام جدي وجدتي حكراً علي.
كنت مركز الإنتباه في أوكرانيا وكانت طفولتي مليئة كثيراً بالنشاطات، الحضانة والباليه والجمباز. أحلى لحظات حياتي عشتها في طفولتي.
- كم سنة عشت في أوكرانيا؟
16 عاماً. ولا يزال شقيقي يدرس المعلوماتية في أوكرانيا.
- أما أنتِ فاخترت العودة إلى سورية؟
لا، بل عادت العائلة بسبب ما ترتّب على «البيريسترويكا» Perestroika. تأثرت ظروف عمل والدي فاختار الانتقال إلى سورية. كنت في عمر المراهقة، وكانت البيئة السورية جديدة بالنسبة إليّ.
- بماذا شعرت تحديداً في تلك المرحلة الحسّاسة في حياتك؟
شعرت بغربة في وطني، بعد أن عشت طوال السنوات السابقة في مجتمع مختلف تماماً. لم تكن سورية تمت بصلة إلى الأجواء التي نشأت فيها أو حتى تشبهها لناحية التفكير لأبسط التفاصيل.
- هل يمكن الحديث عن موقف معين؟
قد تكون نظرة المجتمع في سورية وفي أوكرانيا المختلفتين الى الفتاة التي ترتدي الشورت. تفاصيل المظهر وأسلوب حياة الفتاة المتحرّرة الذي يحمل مفهوما مختلفا في كل من البلدين.
قد تفهم العفوية بشكل خاطئ في المجتمع الشرقي... تعرّضت لكثير من المطبات في البدايات، لكنني تأقلمت مع الواقع لاحقاً حين تكيّفت مع المجتمع ونشأت معه علاقة قرابة وصداقة.
أشعر اليوم بأنني سورية بامتياز، ولا يمكن أن أنفي أصولي الأوكرانية لكن لا أستطيع أن أقيم هناك. أعيش في سورية منذ 15 عاماً وبت أشبه البيئة الشرقية أكثر.
- على أية مبادئ ستنشئين طفلك؟ هل تفضلين أن يكون مولودك الأول أنثى أو ذكراً؟
لا فرق عندي، لكن المهم أن تكون جميلة إذا كانت مولودة أثنى لئلا نخضعها لعمليات التجميل «حرام».
أفضل أن أكون معتدلة في كل الأمور هذا ما سأنشئ عليه طفلي. بالنهاية، لن أكون أماً متسلطة أقمع ابني. سأوجّهه لكن طريقه في الحياة يختارها بنفسه.
- قلت إنك شعرت بالغربة عند قدومك إلى سورية. بمَ تشعرين اليوم؟
أشعر بالتشتّت، شتتني أهل بلدي. ما من واقع أبشع من أن تنقسم سورية إلى فريقين حتى على صعيد الأسرة الواحدة. السوريون متشتتون ومشردون في هذه الظروف التي نعيشها بعد أن كانت سورية البلد الحاضن لكل الجنسيات. السوري بات اللاجئ في كل مكان.
والأصعب من ذلك بعيداً عن التسميات والعناوين العريضة الدم الذي يذهب هدراً.
يسألوني : «أنت مع أي فريق»؟ وفي حقيقة الأمر أن الواقع أكبر من هذا السؤال. لست مع مبدأ المقارنة بل أقف عند الدم الذي يسفك.
لطالما عشنا أخوة وتعالينا عن تفاصيل الطائفة لكن أعيش مفاجأة. لم أتوقع من الشعب السوري أن ينقسم مهما كانت الأهداف أو الأسباب.
- كنجمة سورية، هل من تحرك قمت به إلى جانب زملائك ومواطنيك السوريين؟
المسألة أكبر من صوت فنان. أشعر بالعجز الذي تشعر به دول كبيرة أيضاً. الفنان مواطن لا حول له ولا قوة بالنهاية. وإن تكلمت وأعلنت أنني أنتمي إلى هذا الفريق هل سيتوقف القتل؟ هل سيتوقف هدر الدم في الشارع؟ يعجز الفنان السوري عن تغيير الصورة في هذا الظرف. قد يستقبل مواطناً تهدّم منزله لا أكثر. القصة أكبر من المساعدة الفردية أو حتى الجماعية.
- أين تقيمين؟ وكيف تمضين نهاراً سورياً؟
بين اللاذقية والشام. أتابع الأخبار في معظم الأوقات. كل اللحظات صعبة وأعيش حالة عجز وترقّب.
- كيف قدمت إلى لبنان؟
بالسيارة.
- ألاّ تخافين؟
لا أخاف بل أبقى حذرة من أن يصيني مكروه و»روح فرق عملة»، كما يحصل مع غالبية الذين يموتون دون ذنب ولا علاقة لهم بأي موقف سياسي. الحذر واجب اليوم.
بعد ثلاثة آلاف مشهد من مسلسل «صبايا»...
- من يشاهد جيني إسبر في دور «ميديا « يشعر فعلاً بأنها أنتِ في الواقع. من أنتِ؟
أحمد الله على نجاحي في هذا الدور، لكنني لست «ميديا» في الحياة. قد أكون أقرب إلى شخصية «صبا» التي أديت دورها في «بنات العيلة».
ولا أقصد واقع المرأة المطلقة بل شخصيتها. أنا إنسانة أكثر هدوءاً من «ميديا» لكن على الدوام أشعر بان المشترك بيننا هو الطموح الفني.
- والموضة أيضاً؟
ليس في كل الأوقات رغم أنني عرفت الأضواء من خلال عرض الأزياء والاستعراض. أنا محبة للموضة في أوقات معينة ومواقع انسجاماً مع صورتي الفنية، أما في حياتي العادية فأبتعد عن التكلّف.
وبالعودة إلى شخصية «ميديا»، فأجد الأمر طبيعياً أن يسقط المشاهد هذا الدور على شخصيتي الحقيقية خصوصاً بعد أربعة أجزاء من مسلسل «صبايا» وثلاثة آلاف مشهد.
أظنها دلالة على أنني أقنعت المشاهد بأدائي. من جانب آخر، يقال بأنني بعيدة عن شخصية جيني في أدوار أخرى، مسلسل مثل «رومانتيكا» أو دور امرأة مطلقة وهذا مختلف تماماً.
- أديت دور المرأة المطلقة في «تخت شرقي» أيضاً. هل تبدلت الصورة تجاهها في مجتمعنا الشرقي؟
قد تتبدل النظرة إلى المرأة المطلقة في البلد نفسه، حسب الفئة الإجتماعية التي تنتمي إليها هذه المرأة. قد يكون طلاق المرأة معيباً حتى التبرّؤ منها، أو واقعاً محتملاً وقراراً يعود إليها كمسؤولة عن حياتها.
- أين تجدين نفسك أكثر في الكوميديا أم دراما الأدوار الإنسانية التي تسلط الضوء على مأساة امرأة؟
أحب الكوميديا أكثر. أنا محظوظة بالمسلسلات الكوميدية التي أديت فيها أدواراً من «أبو جانتي» إلى «صبايا» و»رومانتيكا» و»بقعة ضوء». لدي مخزون جيد في الكوميديا.
وبالنسبة إليّ، أداء الأدوار الكوميدية أسهل من المشاهد البكائية أو التي تتطلب شخصية مركّبة.
- ما رأيك في الممثل السوري سامر اسماعيل في دور الفاروق عمر بن الخطاب (مسلسل «عمر»)؟
هو محظوظ جداً بهذا الإنتاج الضخم. يملك كاريزما تيم حسن التي تجذب المشاهد. كما أن المخرج حاتم علي يجعل الحجر ناطقاً.
- هل يجذبك التعاون مع المخرج حاتم علي بعد نجدت أنزور؟
حين بدأت أتلقى العروض كانت غالبية أعماله خارج سورية.
- هل ما زلت عاتبة على المخرجين السوريين الذين يلجأون إلى الوجوه غير السورية؟
إذا كان لدينا الممثل الذي يملك المقومات اللازمة للدور فلماذا نلجأ إلى الممثل غير السوري.
- أليس الممثل المصري أو غير السوري عامة أكثر جذباً للمشاهد أحياناً؟
حسب النص. ففي مسلسل «بنات العيلة» يؤدي دور زوج وفاء سلطان الممثل المصري أحمد زاهر. وهذا منطقيً لأنه سيكون أكثر إقناعاً في أداء دور الزوج المصري.
أما منح دور يمكن للممثل السوري أن يؤديه إلى ممثل غير سوري فهذا ما لا أفهمه. هي رؤية المخرج في النهاية وتحصل في الأدوار النسائية أكثر.
- كم هي نسبة الكوميديا في حياتك؟
أنا إنسانة متفائلة بشكل عام، وإن كنت مكتئبة أحاول إدخال الطرافة إلى حياتي. احاول قد الإمكان أحاول معالجة التفاصيل السلبية التي تزعجني بأسلوب ساخر وطريف.
- تماماً ك«ميديا»؟
تعاني «ميديا» بشكل كوميدي. لا أفعل. (تضحك).
- من اختار لك اسم «ميديا»؟
رنا الحريري التي كتبت الجزء الأول من مسلسل «صبايا». هي كاتبة موهوبة ووضعت الشخصيات الأساسية في المسلسل.
لقد ولدت الفكرة حين كنا نصور برنامجاً رياضياً من إعدادي وتقديمي وأربع فتيات. وكانت رنا إحداهن.
فأحبت الفكرة وقررت كتابة مسلسل عن الصبايا. كانت تدرك جيداً المطبات التي خبرتها في بداية مشواري الفن.
- أي أنكِ أنتِ ملهمة هذه الشخصية؟
نعم، الجزء الأول. تعرف رنا تفاصيل كثيرة عني وبنت على حقيقة بدايتي الفنية حالة مع بعض المغالاة الكوميدية. ارتأت أن يكون اسم الشخصية «ميديا» لأنني أحب الفن والإستعراض.
- تعثرت بالكثير من المطبّات في الفن؟
بالتأكيد. قد يقول البعض أنه بدأ حياته المهنية من الصفر، أنا بدأتها من تحت الصفر كوني قادمة من مجتمع مختلف. كما أنني لست خريجة معهد تمثيل بل كلية تربية بدنية.
- هل الأدوار التي أسندت إليك كانت للفتاة الجميلة القادمة من أوكرانيا في البداية؟
في البداية نعم، وجه جميل وفتاة صغيرة. كانت الفرصة الأولى مع الأستاذ ياسر العظمة في مسلسل «مرايا» ولهذا السبب للكوميديا الحصة الكبرى في أعمالي لأنها كانت الخطوة الأولى.
- ماذا تذكرين من هذه التجربة؟
كان «طاير عقلي» خصوصاً أنني سأقف أمام الممثل ياسر العظمة في مسلسل «مرايا» الذي كان يعرض على كل المحطات.
كانت بمثابة حلم يتحقق. بدأت بعروض الأزياء التي كانت بوابة الى عالم التمثيل وكان لقائي بأستاذ ياسر. أبديت له إعجابي فأعطاني دوراً صغيراً لفتاة مجنونة.
- كم هو عمرك الفني اليوم؟
البداية كانت عام 2002، لكنها لم تكن فعلية لأنني سافرت إلى فنلندا لنيل شهادة ماجستير في التغذية. لقد بدأت مسيرتي الفنية عام 2005 مع مسلسلي «حاجز الصمت» و»أسياد المال» وكرت السبحة...
- أين هو موقعك اليوم كممثلة؟
موقع مميّز بين «الصبايا» الموهوبات وكل منهن تتميّز بأسلوبها ومظهرها. لا أعاني عقدة الممثلة الأولى أو الأخيرة.
- كيف تصفين تجربة البطولة الجماعية؟
أحبها كثيراً خصوصاً حين تشكل باقة الممثلات نقطة قوة العمل ونجاحه. أشعر بأن الممثلة تتجنب فيها أنانية الأداء. البطولة الجماعية فكرة مميزة لجمع أكثر من بطلة محبوبة.
- كيف تعبّرين عن حلمك الفني اليوم؟
حلمي الفني الأدوار المركبة وأرغب في أن أقدم للمشاهد دوراً مختلفاً عن «ميديا». فأنا أملك طاقات تمثيلية كبيرة.
ويسعدني تطور أدوار الحركة والتشويق في الدراما المصرية. أرغب في أداء دور المراة الجاسوسة أو القوية... فأنا متعددة اللغات، الروسية والعربية والفنلندية والإنكليزية والأوكرانية.
وأشعر بأن لدي القدرة على ذلك قبل أن أتقدم في السن (تضحك). لا أحب الأدوار المبكية، لقد أتعبني كثيراً دور «صبا».
لا يصعب عليّ أداء شخصية فيها الكثير من المعطيات كالشريرة والقاتلة والعنيفة لكن ثمة رتابة تحكم شخصية أحادية الطباع أو دائمة الإنتظار.
- ما هي حكمتك الفنية اليوم؟
من البداية كانت «طريق الألف ميل يبدأ بخطوة». أشعر بأن مشواري الفني بدأ منذ زمن، لم يساورني اليأس وإن شعرت بأن هدفي بعيد. الخطوة الأولى هي الأهم.
- طالبت المنتجين بأن يعجلوا في عروضهم قبل أن تتقدمي بالسن. هل تخافين العمر؟
ما من امرأة لا تخاف أن تتقدم في السن خصوصاً في مجتمعنا ونظرته إلى سنها بعد ال39. لا نزال نحتفظ بعقدة العنوسة التي قد تكون خياراً كأي قرار في هذه الحياة.
قد لا ترغب المرأة في الإرتباط وتفضل أن تعيش عزباء هرباً من مشاكل الزواج. لدي صديقات تزوجن فقط تجنباً لأن يقال عنهن عانسات.
هذه مشكلة المجتمع الشرقي، رغم ان المرأة في كل مراحل حياتها يمكن أن يكون لها دور مختلف.
وقد تنجح في مرحلة متقدمة أكثر بعد أن تنضج فكرياً وحياتياً ومهنياً. على المرأة ألاّ تخاف اليوم من العمر و»الله يخليلنا الدكاترة».
- كيف ينظر زوجك عماد ضحية إلى وجودك الفني؟
أشكر عماد لأنه آمن بموهبتي كممثلة حين كنت بحاجة إلى من يدعمني. كان مدركاً أنني أملك طاقات يجب إبرازها بشكل صحيح.
أحمدالله على أنني لم أخيّب ظنّه. لقد حققت مكانة جيدة في الدراما.
على الدوام أفكر بأنه لو لم يساندني لكانت نظرة الآخر إلي دفعتني إلى ترك عالم التمثيل وعدم الإستمرار أو الدفاع عن موقع لي في هذا الوسط.
لا أملك أكسسوار «شوفة الحال»
- أين تتوقعين حضورك الفني في عشر سنوات؟
لا يمكن أن اتوقع ما قد يحصل لي غداً!
- أنت فنانة ديبلوماسية أم صريحة؟
أنا صريحة بشكل عام لكن ألجأ إلى الديبلوماسية أحياناً لكي لا أُفهم بشكل خاطئ. أبتعد عن التجريح والمضايقات وأبدي رأيي بأسلوب مقبول.
- ما هي الجوانب التي لا يعرفها المشاهد في شخصيتك؟
قد يظن المشاهد أنني امرأة مغرورة ومتغطرسة ومتصنعة. أنا بعيدة كل البعد عن هذه الصفات. لا أملك أكسسوار «شوفة الحال» أبداً، يطالبني زوجي بأن أصنع لنفسي شيئاً من «البريستيج».
لكنني أفضل أن أكون طبيعية وألاّ أؤدي دور الممثلة في موقع التصوير والحياة.
- ما أكثر نقد طاولك وأزعجك أخيراً؟
أنني أهتم بمظهري وبماكياجي وأزيائي أكثر من الفن. وهذا غير صحيح. وإذا كان مقياس النقد هو مسلسل «صبايا» فشخصية الدور تحتم عليّ ذلك وتعتمد على هذا الشكل.
بينما في مسلسل «شتاء ساخن» لم أضع أي لمسة ماكياج على وجهي. أديت دور امرأة محجبة ترتدي أزياء غير أنيقة.
كما أنني بدوت مشوهة رغم الماكياج في مسلسل «رومانتيكا». لا أملك أبداً عقدة الماكياج او أن أبدو جميلة في المسلسل، بل أنسجم تماماً مع متطلبات الدور.
- ما هي قصة اسم الفنانة هيفاء وهبي الذي يرد في كل لقاء معك؟
بات معروفاً أنني من معجبات هيفاء وهبي. تملك هذه الفنانة طاقة إيجابية تفرضها بحضورها. أحب مظهرها.
وأظن أنني من هذه الناحية غربية الطباع وأبدي إعجابي دون تردّد، كما أحب الأعمال التي قدّمتها أخيراً. أستمع إلى ألبومها الأخير وقد وضعت أغنية «ملكة جمال الكون» كرنّة على جوالي.
- لكن هل يزعجك أن تتهمي بتقليد هيفاء وهبي خصوصاً بعد أن طبعت وشمها؟
لم يكن وشماً بل رسم حناء. كنا نمضي الوقت ونتسلى مع بعض الصديقات. فاقترحت علي إحداهن أن ترسم لي وشم العين الخاص بهيفاء.
فوافقت على الفور كون الحناء غير دائمة، وقد بدت شبه متلاشية خلال إطلالتي في برنامج «ديو المشاهير». أنا لا أقلّد هيفاء وهبي ولي كياني الخاص.
- تبرعت بالمبلغ الذي نلته في «ديو المشاهير» مناصفة بين جمعيتي «بسمة» لرعاية الأطفال المصابين بالسرطان و»قوس قزح» للطفولة. كيف تصفين علاقتك الفنية الإجتماعية بهاتين الجمعيتين؟
علاقة جميلة. أزور هؤلاء الأطفال على الدوام وأشارك في نشاطاتهم. لمست تعلّقهم بمسلسل «صبايا». أن يشارك الفنان باسمه هو أقل ما يمكن تقديمه للأطفال وإسعادهم.
- أين أنت من مصر؟
شاركت في مسلسل «عابد كرمان» بدور جاكلين. أديت دور فتاة فرنسية تتكلم اللهجة المصرية.
- لم تذكري الفرنسية حين عدّدت اللغات التي تجيدينها؟
هنا القصة. كذبت على المخرج نادر جلال حين قلت له إنني أجيد اللهجة المصرية وأتكلم الفرنسية. كان لا بد أن أحصل على الدور لو تطلّب مني الأمر حفظ النص طوال الليل والنهار.
وحين وصلت إلى فرنسا لم أفارق أول «كومبارس» التقيتها لأتقن اللهجة واللفظ مئة في المئة.
- ألم تتلقي عروضاً أخرى؟
تلقيت عرضين هذا العام، أحدهما مسلسل»الزوجة الرابعة» للمخرج مجدي الهواري. لم أرفضه بل كنت أصور مسلسل «رومانتيكا» وهو عبارة عن «سيت كوم» Sitcom.
لم يكن بالإمكان الإنصراف إلى تصوير مشاهد مسلسل آخر. فاعتذرت.
- لمَ لمْ تعتذري عن مسلسل «رومانتيكا»؟
كنت قد بدأت التصوير. أما السبب الثاني فهو أن «رومانتيكا» من إنتاج شركة زوجي «بانة». أي النخلة الصغيرة، نسقيها لكنها لا تكبر (تضحك). أمزح طبعاً فاسم الشركة فرض نفسه.
أما العرض الثاني، فكان مسلسل «خرم الإبرة». ولسوء حظي تلقيت عرض التمثيل فيه وأنا منهمكة في تصوير مشاهد «صبايا» في دبي. كان الإنتقال من دبي إلى رومانيا صعباً.
كان الدور مناسباً لي لأن الشخصية تتكلم الروسية والسورية أو اللبنانية (أدت الدور الممثلة اللبنانية نادين الراسي).
- لم يفشل النجوم في الظهور في أكثر من عمل خلافاً لم كان يحصل سابقاً؟
قد يكون السبب أن التصوير الدرامي يحصل في موسم واحد لعرض الأعمال في شهر رمضان. بطولتي في صبايا 600 مشهد مثلاً ولا مجال لأشارك في عمل آخر.
كما أحرص على أن تكون خطوتي الثانية في مصر مدروسة ولائقة تخدم صورتي وتميّزها.
- من هي النجمة السورية التي لفتتك في مصر؟
تألقت سلافة معمار مع النجم يحيى الفخراني في مسلسل «الخواجة عبد القادر».
- ما العمل الذي لفتك في رمضان 2012؟
مسلسلا «الخواجة عبد القادر» و»مع سبق الإصرار» لغادة عبد الرازق.
- كنت لتشاركي في مسلسل «ما ملكت أيمانكم»، بطولة سلافة معمار أيضاً...
كنت مضطرة للسفر، ومن المعروف عن المخرج نجدت أنزور أنه «دينامو» لا ينتظر أحداً.
- هل القمة اليوم مسطحة لأكثر من نجمة أم ثمة نجمة سورية أولى؟
ثمة الكثير من الممثلات الموهوبات وتبقى النجومية مسألة حظ موسمية كإبراز نجمة في دور مميز فيما يسلط الضوء على أخرى لاحقاً. لقب النجمة الأولى موسمي وغير دائم.
- في رمضان 2012، من هي النجمة الأولى في مصر وسورية؟
الممثلتان المصرية غادة عبد الرازق والسورية نظلي الروّاس التي أدت دوراً مميزاً في مسلسل «بنات العيلة».
- ألا تطمحين إلى دخول مصر سينمائياً؟
تلقيت عرضاً لكنني اعتذرت عنه. هو فيلم «غرفة 6».
- عرض لاحقاً على الممثلة وملكة جمال لبنان السابقة نادين نجيم...
نعم. اعتذرت عن الفيلم لأنه يتضمن مشاهد جريئة لا تناسبني كالقبلة والمايوه. قد ارتدي المايوه في فيلم أو موقع يتقبله المشاهد العربي.
هي مسألة حساسة لا يمكن أن أجازف فيها كممثلة. حاولنا تعديل الدور الذي كان بمثابة الصدمة بالنسبة إليّ.
- هل وافقت نادين نجيم على أداء هذه المشاهد؟
هي حرّة في النهاية وأداء هذه المشاهد لا ينتقص من قيمتها. كل إنسان له ظروفه ومجتمعه، وهي ممثلة ناجحة.
- لو قبلت هذا الدور لما كانت نادين نجيم بطلة «غرفة 6»؟
طبعاً، الدور بداية كان لي. عرض أيضاً على الفنانة قمر قبل نادين نجيم.
- ما رأيك في قمر؟
هي نجمة جميلة. أرجو أن تسخّر موهبتها في مجال مفيد، يرفعها لا «ينزلها». أغنيتها «أو لا لا» جميلة.
- هل تشعرين بأن أدائك دور زوجة خالد بن الوليد «ليلى بنت المنهال» في مسلسل «رايات الحق» جعل انتقاءك للأدوار مسألة دقيقة؟
شعرت بالمسؤولية خلال أدائي هذا الدور التاريخي، فليلى بنت المنهال شخصية لا يمكن أن أرتجل أداءها بل كان عليّ أن أستعين بمراجع دينية وأطرح الأسئلة حولها، حياتها وتفكيرها.
كانت هذه التجربة بمثابة البحث لأنها شخصية طبعت في الذاكرة وفق صورة محدّدة. وهذا علاوة على تفاصيل المظهر، ففي المسلسلات التاريخية ثمة مصمّم أزياء خاص وماكيير خاص...
- بماذا تنصحين الممثل السوري سامر اسماعيل الذي يستعد لخطوته الثانية في عالم التمثيل؟
قد يكون نجماً مبتدئاً لكنه مبدع. عليه أن يتقن اختيار أدواره المقبلة لكي لا يصبح شُهاباً لمع مرة واحدة. لديه مقومات أداء كبيرة، الفترة المقبلة ستكون المرحلة الأصعب في حياته الفنية.
- كيف تصفين «الصبايا» (الجزء الرابع) باختصار؟
أحببت توليفة الجزء الرابع، ديمة الجندي هي صديقي وكندة حنا بدأ مشواري معها منذ أربع سنوات. أما النجمة اللبنانية بريجيت ياغي فهي فتاة طموحة ولذيذة وقريبة من القلب، والممثلة الإماراتية رؤى الصبان فتاة هادئة وناعمة وثقتها بنفسها قوية ولا تحركها الغيرة. كانت مضيافة في دبي.
- كيف تقومين حضور الصبيتين السابقتين في «صبايا» الممثلتين السوريتين قمر خلف ونسرين طافش في رمضان 2012؟
نسرين نجمة ذكية تتقن اختيار أدوارها، تشاركنا الخطوة الأولى في مسلسل «صبايا» (الجزء الأول).
- أنت الممثلة الصامدة في «صبايا»...
نعم وكندة حنا. أما قمر خلف فأفضلها في الأدوار الجدية أكثر من الكوميديا.
- ألم تعجبك مشاركتها في «صبايا»، بدور الصبية الشقراء؟
يليق بصوتها وشخصيتها القوية الأدوار الجدّية أكثر. تميزت في مسلسلي»المفتاح» و»بنات العيلة» في رمضان.
- أنتِ من جميلات الدراما السورية و... كيف تملئين النقاط الثلاث؟
مجتهدة وموهوبة.
- ماذا عن الاستفتاءات والألقاب؟
بشكل عام لا أكترث لأمر الإستفتاءات العربية. وقد كتبت في هذا الإطار مقالاً في مجلة «شهرزاد» بعنوان «تفتيئات وليس استفتاءات».
قد يكون «صبايا» أسوأ مسلسل وفي موقع آخر أفضل عمل جماهيري وكوميدي، وفي موقع ثالث قد أكون أفضل ممثلة وفي موقع رابع قد أكون أسوأ ممثلة... لم تعد الاستفتاءات مصدراً موثوقاً لتقويم الأعمال فهي غير منطقية.
لقد كتب على أحد المواقع أنني كنت الأقل أناقة في سحورmbc وقد تم وصف الزي الذي ارتديته بالعباءة القبيحة المليئة بالألوان.
علماً أن هذه العباءة هي من مجموعة المصممة السورية هويدا البريدي. ثمة سطحية في النقد.
- متى «تغرّدين»؟
علاقتي ب»تويتر» غير وطيدة نتيجة الأزمة السورية وخدمة الإنترنت الرديئة. أغرد ما في قلبي، حالاتي وصوري وأشعاري.
- هل تنظمين الشعر؟
نعم، بالعربي والروسي. هي بمثابة خواطر.
عالمي الجميل
- علاقتك بالمجوهرات...
أحب أحجار الروبي والألماس. أحب التصاميم المعبّرة.
- علاقتك بالعطر...
لست وفية إلاّ لعطر والدتي الذي كنت أسرقه من غرفتها، Dolce Vita من ديور.
- علاقتك بالماكياج...
متفاوتة وتحدّدها المناسبة. لكن أحرص على الظهور ببشرة مثالية وحاجبين أنيقين والماسكارا ومرطب للشفاه. أحب قلم الكحل الأسود وخافي الهالات من Bobbi Brown وظلال العيون من Guerlain والماسكارا من Lancôme.
- علاقتك بالحقيبة...
لا يهمني الاسم التجاري بقدر ما يجذبني التصميم. وأفكر بمبدأ : «لم أسوق لهذا الإسم التجاري؟». أفضل أن يقال : «حقيبة جيني أنيقة» لا أن يقال : «جيني تحمل حقيبة من تصميم...».
لست مصابة بعقدة الاسم التجاري الشرقية غالباً. في الغرب يقتنون الماركة الرائدة لجودتها أولاً لا المظاهر.
لم أظهر في أغنية عاصي حلاني المصورة «بارودتي» كعارضة وأصالة حُرّة بآرائها السياسية لكنها متقلّبة
- الدراما الشامية...
باتت النمطية تحكم مخرجيها. يتكرر الأبطال نفسهم، لقد خرجت من سرب البيئة الشامية.
- مهنة غير الفن...
رائدة فضاء. كان حلم الطفولة أن أطلع على العالم خارج الكرة الأرضية، لطالما جذبتني النجوم والكواكب.
كنت أخطط لافتتاح مركز للتجميل والصحة يحمل اسمي، لكن المشروع توقف بسبب الأزمة السورية.
- أيقونة لطالما جذبتك...
مارلين مونرو، كانت تجذبني صورها كثيراً وأجمعها حين كنت تلميذة في صف الثاني أو الثالث. لا أحب أن أشاهد ممثلة بارعة فقط بل الجميلة كمونيكا بيلوتشي وأنجلينا جولي. أما في الدراما السورية، فكنت أحب مشاهدة مرح جبر ونورمان أسعد.
- أين نورمان أسعد؟
اعتزلت وتزوجت رجلاً عراقياً ثرياً وأنجبت أربعة أو خمسة أطفال. ترتدي الحجاب.
- قرار اعتزال نورمان أسعد التي عرفت نجومية استثنائية...
قرار جريء ولطالما كانت امرأة وممثلة جريئة في حياتها السابقة. لقد تفردت في نجوميتها في غياب الأسماء، كما أنها وجه جميل وممثلة موهوبة حظيت بأدوار مميّزة. بالتأكيد أدركت أن هذا القرار لصالحها.
- أضواء الشهرة اليوم...
يتطلب الوصول إلى الأضواء جهدا كبيرا وتنازلات حياتية كبيرة بشكل عام. أدرس اليوم جيداً وجودي تحت الأضواء التي تأخذ جزء كبيراً من حياتي الخاصة.
- الحياة في سورية اليوم...
في انتظار غد أجمل.
- زوجي المنتج عماد ضحية وأنا...
أنا فنانة مستقلة عنه. تعاونا في «صبايا» و»تعب المشوار» و»فسحة سماوية».
- مجال الأغاني المصورة بعد «بارودتي» لفارس الغناء عاصي حلاني...
مجال لا يمكن أن أتخطاه كالإعلانات مثلاً. لم أظهر في كليب «بارودتي» كعارضة بل بصفتي الممثلة السورية جيني إسبر.
- من الفنان الذي ترغبين في الظهور معه في أغنيته المصوّرة؟
السوبر ستار راغب علامة.
- أجرك التمثيلي اليوم...
أفضّل لو كان أكبر لكن هذا واقع لا أعيشه وحدي.
- ألبوم أصالة الأخير وإعلان آرائها السياسية...
لم أستمع إلى ألبومها، وهي حرة بآرائها لكنها متقلّبة. ليست ثابتة بآرائها.
- اسم عائلة زوجك وكونك مدام ضحية...
لا أنا مدام إسبر (تضحك). لحسن الحظ لا ننادي الزوجة باسم عائلة الزوج في سورية. قد أسمي مولودتي وضحة ضحية! ما من اسم يليق! لا تذكريني بالأمر(تضحك).
- ما هو الطعام الذي تدمنينه؟
أنا خبيرة تغذية وكل ما أتناوله أعرف تماماً ما يحتويه. لا أتلذذ بالطعام بل أتناول حاجتي. قد يكون ذلك وراء عدم رغبتي في الطهو. ثمة طبق روسي أحبه كثيراً، «بيلميني» عبارة عن معجنات محشوة باللحم تقدم مع الصلصة.
يحبها عماد خصوصاً أنه درس في روسيا. شكلت اللغة الروسية انجذاباً بيننا حين التقيته للمشاركة في مسلسل. لم أشارك في المسلسل لكنني تزوجت عماد.
- قراءاتك...
لست القارئة الفظيعة، ولا أظن أن ثمة قارئة من جيلي للأسف في عصر الإنترنت. أتابع كل الأخبار الفنية.
- من هي الشخصية التي تتبعينها عبر «تويتر»؟
هيفاء وهبي.
- مكانك المفضل للإجازة...
بيتي الثاني أوكرانيا حيث لدي الكثير من الصديقات.
- أحب قيادة...
«لامبورجيني» لأنها تتضمن اسمي (تضحك). السيارة وسيلة للتنقل فقط لا غير.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024