ليلى علوي: عادل إمام وإلهام شاهين خط أحمر
رغم صغر الدور الذي اختارها له المخرج شوقي الماجري في مسلسل «نابليون والمحروسة»، ورغم أن البعض قال له إنها لن تقبل به، قبلت دون تردد.
النجمة ليلى علوي تكشف لنا أسرارها مع شخصية «أم المماليك» التي قدمتها في المسلسل، وحالة الرعب التي انتابتها من التمثيل باللغة الفرنسية، رغم إتقانها لها، كما تكلمت عن مسلسل «عمر»، وحقيقة تقديمها لشخصية «السيدة زنيب»، ورأيها في الهجوم على عادل إمام وإلهام شاهين، وطلب العفو التي نادت به للرئيس السابق.
- كيف كانت ردود الفعل على مسلسلك الأخير «نابليون والمحروسة»؟
الحمد الله جيدة، سواء من الجمهور أو من النقاد والصحافيين. وأكثر ما أعجبني هو أن الجمهور أحب شكله الدرامي. وكل التعليقات التي قرأتها على الفيسبوك وتويتر جعلتني أعيش في سعادة غامرة.
وبالتأكيد كل هذا النجاح لم يأت من فراغ، فلا بد أن أوجه شكراً خاصاً إلى الشركة المنتجة للعمل التي قدمت مساهمات جبارة من أجل خروج المسلسل في أحسن صورة، ولم تقصر في شيء، بداية من الملابس والإكسسوارات حتى الأبطال والمجاميع وأماكن التصوير، فكنا نصمم مدناً كاملة لكي نصور فيها أحداث المسلسل.
- كيف جاء اختيارك لشخصية أمّ المماليك في المسلسل؟
اختارني المخرج الكبير شوقي الماجري، وكنت أول من ترشح لهذه الشخصية. وأذكر عندما تقابلت مع المخرج قبل بدء التحضير للمسلسل أنه قال لي: «يا ليلى أول ما عرض عليَّ المسلسل وقرأت شخصية أمّ المماليك ظهرت في ذهني في تلك اللحظة»، فعلمت بعد ذلك أنه صمم على قيامي بالدور، رغم أن البعض قال له إنها سترفض بسبب صغر الدور، لكنه هاتفني وشرح لي الدور واتفقنا سريعاً، خاصة بعد أن تعرفت عليه وعلمت ما هي أهم الأعمال التي أخرجها في مشواره الفني.
- ما الذي جذبك في شخصية أمّ المماليك؟
المسلسل يستحق أن نطلق عليه «امتياز» في كل جوانبه، فشخصية نفيسة البيضاء التي كتبتها المؤلفة عزة شلبي جعلتني أنبهر بها، علماً أني لم أكن أعرف عنها شيئاً من قبل.
وبعد أن قرأت المسلسل بأكمله عرفت أنني لا أعلم شيئاً عن الحملة الفرنسية التي احتلت مصر خلال القرن الثامن عشر، ورأيت أنني سأدخل تاريخ الدراما المصرية العربية من خلال هذا المسلسل الذي لن يسقط من تراث الدراما المصرية على مدار السنوات المقبلة.
- كيف استعددت للشخصية؟
لم تكن عندي معلومات عن شخصية نفيسة البيضاء، لكن عندما أبديت الموافقة على الدور جلست مع المؤلفة عزة شلبي وتكلمنا عن الشخصية ونواحيها وأهم العوامل المؤثرة فيها.
وللأمانة قدمت لي المؤلفة عدداً من الدراسات التاريخية للباحث حلمي شلبي الذي كان يكتب دائماً عن الحملة الفرنسية على مصر.
لم أكتف بذلك، فمن حبي للقراءة أحضرت كتباً عن المماليك وقرأت باستفاضة عن تلك الفترة. وأستطيع أن أقول إنني كنت أحضّر دكتوراه في شخصية نفيسة البيضاء والحملة الفرنسية على مصر.
- هل هناك صفات مشتركة بين ليلى علوي ونفيسة البيضاء؟
ربما الشيء المشترك بيني وبين نفيسة البيضاء هو حب التاريخ، فشخصية أمّ المماليك في «نابليون والمحروسة» كانت تهتم بالتاريخ، وأنا في الحقيقة من محبي التاريخ ودراساته.
لكن بالتأكيد هناك مئات الاختلافات بيننا، فنحن نتكلم عن عصرين مختلفين تماماً.
- ألم تخشي من التمثيل باللغة الفرنسية؟
كنت مرعوبة من استخدام اللغة الفرنسية مع أني أتقنها بشكل جيد، لكن هذه هي المرة الأولى التي أتكلم فيها باللغة الفرنسية بشكل متواصل.
وأيضاً كنت متخوفة من أن أخطئ فيها، خاصة أنني أمثل أمام فنانين لهم مكانتهم في الدراما الفرنسية، فتاريخي لا يسمح لي بالخطأ. وأيضاً حفظ المشاهد باللغة الفرنسية ليس سهلاً، وأحمد الله أن كل من شاهد العمل ويجيد الفرنسية أشاد بإتقاني لها.
- كيف وجدتِ التعامل مع المخرج شوقى الماجري؟
شوقي مخرج حريص على التفاصيل الدقيقة في عمله، وجعلني أشعر بأنني أمام مخرج عبقري، فهو يطمئن على الصورة والتفاصيل الإخراجية، خاصة أن المسلسلات التاريخية تحتاج إلى إبداع في الصورة أكثر من أي شيء، فالمشاهد لن يهتم بالتفاصيل الدقيقة مثلما سيهتم بشكل الصورة المرافقة للعمل.
إضافة إلى ذلك هو يهتم بالإضاءة والديكور والملابس، كما أنه يتعامل مع كل الفنانين سواسية.
- هل أعجبك مسلسل «عمر»؟
المسلسل أحدث طفرة نوعية في المسلسلات الدرامية التاريخية، وكان أقوى منافس لـ«نابليون والمحروسة» هذا العام.
وأعتقد أن المنتجين الذين سيفكرون في تقديم أعمال تاريخية خلال الفترة المقبلة عليهم وضع ميزانية تفوق ميزانية مسلسل «عمر» لكي يحاولوا تحقيق النجاح أو معادلة نجاح «عمر».
- ألم تخشي من المنافسة في رمضان؟
أعتقد أن تاريخي ومشواري الفني بعد كل تلك السنوات يجعلانني أكثر ثباتاً ولا أخشى شيئاً، فأنا أختار الأدوار على أفضل وجه، وأقدم عملاً يضيف إلي وإلى الدراما المصرية والعربية.
ولذلك أحب أن أدخل وسط المنافسة، وأرى أن عودة عادل إمام ومحمود عبد العزيز إلى التلفزيون أعادت إلى الدراما رونقها.
- ما أهم الأعمال التي حرصت على متابعتها خلال الفترة الأخيرة؟
أكثر الأعمال التي جذبتني خلال شهر رمضان كان مسلسل «رقم مجهول»، فقد رأيت فيه تشويقاً وإثارة لم نعتد على تقديمهما في أعمالنا الدرامية من قبل، واقتربنا من خلاله لشكل الدراما الأميركية.
وجذبني الفنان الجميل يحيى الفخراني في «الخواجة عبد القادر»، وأيضاً سعدت للغاية بعودة عادل إمام في «فرقة ناجي عطاالله» ومحمود عبد العزيز في «باب الخلق».
- هل هناك أعمال جديدة تُحضِّرين لها؟
قررت أن آخذ قسطاً من الراحة بعد مسلسل «نابليون والمحروسة»، وبعدها أقرأ عدداً من السيناريوهات المعروضة عليَّ، خاصة أنني أفكر جدياً في العودة إلى السينما بعد أن ابتعدت كثيراً عنها منذ أكثر من خمس سنوات منذ فيلمي الأخير «ألوان السما السبعة».
وأمامي حالياً عملان جيدان أحاول أن أختار أحدهما، لكن إذا وجدت عملاً يستطيع أن يحقق لمسة جيدة مع الجمهور قد أوافق عليه.
- ما حقيقة تقديمك شخصية «السيدة زينب» في مسرحية «الحسين ثائراً وشهيداً»؟
لا أعرف شيئاً عن هذا الموضوع، ولم يتكلم معي أحد من أسرة هذه المسرحية، وكل ما يكتب على مواقع الإنترنت كلام...
- هل توافقين على تجسيدها؟
أتمنى تجسيد شخصية تلك السيدة العظيمة رضي الله عنها، لكن السيناريو وفريق العمل سيحددان موقفي من المشاركة في تلك المسرحية من عدمه، لأنني دائماً أرى أن السيناريو هو الفيصل في أي شيء.
- لماذا أصبحت تبتعدين عن تقديم الأعمال التي تبرز أنوثتك؟
الدور الجيد هو الذي يفرض نفسه عليَّ، وإذا كان هناك دور فيه إبراز للأنوثة وجذاب سأقدمه على الفور.
لكن الأعمال الجيدة التي وقعت عليها في الفترة الأخيرة كانت لها أفكار أخرى مثلما حدث في «نابليون والمحروسة» و«الشوارع الخلفية»، وأيضاً «كابتن عفت».
وإضافة إلى ذلك فأهم محطاتي الفنية كانت أدواراً ليس فيها أنوثة، مثل فيلم «آه يا بلد» الذي قدمته مع الفنان القدير فريد شوقي، وأيضاً «المغتصبون» و«خرج ولم يعد» مع الفنان يحيى الفخراني.
- ما ردك على الهجوم الذي قاده الشيخ عبد الله بدر على الفنانة إلهام شاهين؟
أعتقد أن هذا الموضوع لا بد أن يتم الحكم فيه سريعاً حتى لا يزداد مدعو الدفاع عن الإسلام في حملتهم ضد الفنانين والفن.
إضافة إلى ذلك فأنا لا أتكلم عن الفنانة الكبيرة إلهام شاهين، هنا نحن نتكلم عن هتك عرض امرأة وهذا الأمر في الإسلام خط أحمر، لأنه يسيء إلى الإسلام والمسلمين.
حتى لو كان يريد أن يهاجم إلهام كان عليه أن يهاجمها في فنها بشكل حضاري وليس بهذا الشكل المسيء.
- وما رأيك في قضية ازدراء الأديان لعادل إمام؟
القضاء المصري أنصف الفن والفنانين في قضية الزعيم، وبإذن الله سيزداد هذا الإنصاف مع قضية إلهام شاهين ضد الشيخ عبد الله بدر.
فأنا أرى أن إلهام شاهين وعادل إمام خط أحمر لدى كل الفنانين، لا يسمح لأي شخص مهما كان اسمه أن يعيب أو يقلل من شأنهما الفني، فالاثنان لهما مكانتهما وشعبيتهما في مصر والوطن العربي.
وأكثر ما أحزنني في موضوع عادل إمام بالأخص أن الدولة لم تكرمه على أعماله التي تؤرخ لمصر، وتركت تيارات وحركات كاملة تهاجمه وتهاجم الفن والفنانين.
- ما صحة تصريحاتك التي هاجمت فيها الفنانات اللبنانيات والسوريات والتونسيات بأنهن أضعفن مستوى السينما المصرية؟
لم أقل إنهن أضعفن السينما المصرية، بل أنا مع وجودهن واستمرارهن، ومبدأ العرض والطلب هو الذي يفرض ذلك.
وإذا كان وجودهن سيثري السينما المصرية فأهلاً بكل الممثلات العربيات في بلدهن الثاني مصر هوليوود الشرق.
لكن لا بد أن يكون هناك أيضاً تخصص، فمثلاً عندما يكون هناك دور في فيلم لتجسيد شخصية تونسية علينا أن نأتي بممثلة تونسية ولا نجعل مصرية تقوم به، والعكس صحيح فهناك أدوار مصرية صميمة من الأفضل أن تؤديها الفنانات المصريات.
- هل لابنك خالد ميول فنية؟
خالد موهوب بالفطرة، ولا أريد أن أحصر دوره في الفن. فأنا كأمٍّ أتمنى لابني أن يكون أفضل إنسان في العالم في المجال الذي يجد فيه نفسه.
ودائماً ما آخذه معي إلى الاستديو خلال التصوير لكي يتعرف على المجال ويعرف مهنة والدته.
وأرى أنه يحب المجال، فعندما يأتي معي أجده يبحث ويدقق في عمليات التصوير ويتابع الكاميرات، ويجلس يستفسر من العاملين في مواقع التصوير عن بعض مسؤولياتهم، وأحياناً يساعدهم في عملهم، وإضافة لذلك فهو يحب الموسيقى ويهوى العزف على الغيتار.
- هل يتدخل في أعمالك الفنية؟
لا أحب أن أتكلم عن الحياة الشخصية، فهذه ملكي وملك أسرتي وليس لأحد أن يعرف عنها شيئاً.
- البعض غضب منك عندما طلبت العفو عن الرئيس السابق حسني مبارك رغم أنك كنت من الذين نزلوا إلى ميدان التحرير، فما ردك؟
أنا مواطنة مصرية نزلت إلى ميدان التحرير أطالب مثل ملايين غيري من المصريين بالتغيير والتحول الديمقراطي في بلدي، لكن كل فرد يختلف في طريقة تعبيره عن الآخر، فهناك من يهتف وهناك من يرفع شعارات وهناك من يهاجم ويكسر، وكل منا عليه احترام الآخر.
أنا مواطنة مصرية أريد أن يحدث التغيير، لكن دون خسائر حتى لا تتهمنا الدول الغربية بالهمجية والعشوائية.
أما عن طلبي العفو عن مبارك فأنا لم أقل هذا الكلام، لكن كل ما قلته هو أنني أتمنى من المصريين أن يدعوا له بالرحمة...الرحمة هنا نتمناها لكل المسلمين في صلواتنا، وهو في النهاية إنسان مصري له إيجابيات وسلبيات.
- لكن غضب البعض منك عندما صرحت مؤخراً بافتخارك بأنك من عائلة مبارك!
ولماذا يغضب مني الناس؟ هل عليَّ أن أتبرأ من أهلي وعائلتي لكي يفتخر بي الناس؟ أنا زوجة رجل من عائلة الرئيس السابق، وأنا سعيدة وفخورة بتلك الزيجة، لكنني لم أستغلها من أجل التقرب من السلطة أو الحصول على نفوذ، حتى أنني لم أقابل مبارك مع وفد الفنانين، ولم يكن لديَّ علاقة بسوزان مبارك من قبل، ولم أقابلها سوى مرة واحدة.
وما أتمناه من المصريين هو أن يبقى للرحمة مكان كبير في قلوبهم، ويتذكروا أنه إذا كان في مصر فساد فهناك عشرات الدول فيها فساد أكثر مما كنا فيه.
- من أكثر الفنانين الشباب الذين تحبين مشاهدة أعمالهم؟
علاقتي جيدة بكل شباب الجيل الحالي من الوسط الفني، سواء أحمد حلمي وأحمد عز والسقا ومكي. ولكن دائما أحب متابعة أعمال أحمد عز، خاصة أن بدايته الفنية الحقيقية كانت معي من خلال فيلم «حب البنات»، وهو إنسان جميل وأداؤه التمثيلي ممتع.
- من الفنانة الشابة التي ترين فيها ليلى علوي؟
كل فنانة من الجيل الجديد لها شخصيتها ومكانتها، وربما بنات هذا الجيل أفضل من ليلى علوي، فلا نقارن بين جيلنا وجيلهن، خاصة أننا تعلمنا الفن من خلال العمالقة الذين شاركونا في بداية مشوارنا الفني.
وكانت صناعة السينما وقت ظهورنا في مجدها، فكنا نصنع مئات الأفلام في العام الواحد، أما الآن فالفنان إذا قدم عملاً في سنتين يكون قد حقق إنجازاً.
- هناك مقارنات دائمة بين منى زكي ومنة شلبي باعتبارهما أبرز نجمات جيلهن فمن ترينها الأفضل؟
أعتقد أن هذه المقارنة ظالمة لأنهما فنانتان جيدتان للغاية ومن الخطأ أن نقارن بينهما، خاصة أن منى مشوارها الفني كبير وتعتبر أقدم فنانات هذا الجيل وتملك فنيات تميزها عن سواها. لكن منة نجحت في فترة قصيرة في تحقيق النجاح، وأرى أنها تملك مقومات فنية لم تبرزها بعد.
- هل هناك أعمال تشعرين بالندم عليها؟
بالتأكيد، هناك أعمال قدمتها منذ فترة طويلة وعندما أشاهدها الآن لا أرضى عنها، لكن وقتها كانت خبرتي ضئيلة ومحدودة للغاية. أما على المستوى العام فلا يوجد عمل ندمت عليه، وذلك لأن كل عمل أخذ مني وقتاً ومجهوداً وأعتبره ابني.
- كيف تتعاملين مع الشائعات؟
لا أهتم بالشائعات واعتدت عليها، وأصبح في جسدي مصل ضدها، ولا أتوقف عندها على الإطلاق.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024