تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

بشرى:لا أخشى منافسة محمد هنيدي...

رغم أن فيلمها «مستر آند مسز عويس» عرض مع فيلميْ محمد هنيدي «تيتة رهيبة» وأحمد السقا «بابا»، فإنها تؤكد عدم تخوفها من منافستهما، بل تعتبر ما حققه فيلمها من إيرادات إنجازاً.
الفنانة والمنتجة بشرى تتحدث عن تكرار تعاونها مع حمادة هلال، وحقيقة كون منة شلبي النجمة المميزة في شركتها الإنتاجية، وتنفي أن تكون قد اقتبست فكرة أنجلينا جولي وبراد بيت، وتتكلم أيضاً عن قرارها الابتعاد عن النشاط الإنتاجي الفترة الحالية، وسبب غيابها عن سوق الكاسيت، وحرصها على ألا يشغلها عملها عن ابنها.


- كيف وجدت ردود الفعل بعد عرض فيلمك «مستر آند مسز عويس»؟
سعيدة جداً بردود الفعل الطيبة التي حققها الفيلم، والتي أثبتتها الإيرادات، خاصة أن مصر فيها أزمة حقيقية في السينما الآن، ولذلك تحقيق فيلمي هذا النجاح يعتبر إنجازاً، بالإضافة إلى أن هذا الفيلم يمثل أهمية خاصة لي، لأنه عودة للعمل مع فنان أعتز به وهو حمادة هلال.

- ما الذي حمسك لتقديم دور صعيدية للمرة الأولى؟
شخصية «حشم» في الفيلم كوميدية جداً، وفيها العديد من التفاصيل التي جعلتني أحبها، فهي الفتاة التي تحمل صفات «الجدعنة»، وتتحمل المسؤولية، وترتدي ملابس صعيدية وبمرور الأحداث ترتدي ملابس عصرية، لكنها تظل ملتزمة بأخلاقيات الصعيد، وتتمكن من تغيير أخلاقيات زوجها المرفه الذي يتفنن في إضاعة أمواله.
والفيلم يرصد في إطار كوميدي الصراع بين التقاليد الاجتماعية القديمة، وبين طباع وعادات عصرية تقود إلى الفشل، وذلك من خلال زوجة تساعد زوجها في الحفاظ على أمواله وتنمية موهبته وتكون محور التحول في حياته.

- لكن الفيلم تعرض لانتقادات بأنه يستهزئ بالصعايدة والأخلاق العالية «بالشهامة»، فما ردك؟
على العكس، الفيلم يقدم صورة جيدة للفتاة الصعيدية، فهو لم يقدمها كفتاة غبية كما صورتها بعض الأعمال الفنية، بل تعامل معها على أنها فتاة راقية، لكنها في الوقت نفسه تملك صفات جادة، على عكس من تربوا في بيئة اجتماعية أرستقراطية فلم يتسموا بشيم الرجال... الفيلم انتصار للفتاة الصعيدية.

- لماذا اخترتم للفيلم اسماً مشابهاً للفيلم الأميركي «مستر آند مسز سميث»؟
أردنا أن نختار اسماً كوميدياً يكون له دلالة لدى الجمهور، خاصة الشباب، وفيلم «مستر آند مسز سميث» لبراد بيت وأنجلينا جولي من أنجح الأفلام الأجنبية التي تناولت صراع الزوجين، وكيف تحدث بينهما خلافات توصلهما إلى التفكير في قتل بعضهما، ولكن بطريقة الأكشن.
أما فيلم «مستر آند مسز عويس» فيتناول أيضاً صراع الزوجين لكن بشكل كوميدي، والفيلم غير مقتبس من الفيلم الأجنبي وبعيد عنه تماماً، لكنها كانت فكرة المؤلف أن يسميه بهذا الاسم ليُحدث حالة من الجدل ويجذب الجمهور، وأعتقد أن الجمهور لمس الاختلاف بينهما.

- لكن البعض أكد أن الفيلم مقتبس من الفيلم الأميركي!
من قال ذلك لم يشاهد الفيلم واكتفى بمشاهدة التيتر فقط، رغم أنني لا أرى عيباً في الاقتباس، وإذا أعجبتني فكرة فيلم أجنبي سأقدمها وسأقول إنها فكرة مقتبسة.
لكن في فيلم «مستر آند مسز عويس» الفكرة مختلفة تماماً، ووجه الشبه الوحيد هو صراع الزوجين، فالفيلم يتحول من صراع خارجي بين الزوجين إلى صراع داخلي مع المجتمع، ثم إن براد بيت لم يكن مغنياً في كباريه، ولم تكن أنجلينا جولي فتاة صعيدية.

- ما سر تعاونك أكثر من مرة مع حمادة هلال؟
لديَّ كيمياء خاصة معه، خاصة أنه صديق شخصي لي وأحب التعامل معه، لأنه فنان متميز وله جمهور كبير، وهو مطرب ناجح أيضاً، وعندما أقدم معه دويتو فهو من أفضل الأصوات التي يتوافق صوتي معها.
وعندما عُرض عليَّ السيناريو شعرت بأنه أفضل من يقدم شخصية عويس، وبالفعل فوجئت بأن المخرج عرض عليه السيناريو.
ثم إن حمادة هلال له جمهور كبير من الأطفال والشباب، فهو فنان شامل وقدمت معه من قبل فيلم «العيال هربت» وكان بطولة جماعية، وحقق نجاحاً كبيراً.
بعدها تعاملت معه كمنتجة في فيلم «أمن دولت» وحقق نجاحاً كبيراً. والفنان عندما يكون خفيف الظل يساعد من أمامه على الإبداع، وحمادة من الشخصيات الكوميدية بطبعها وينشر جواً من البهجة في الكواليس.

- الأغنيات التي ضمها الفيلم لم تحقق نجاحاً والبعض اعتبرها تافهة، خاصة أغنية «سبونج بوب»، ما ردك؟
على العكس، أعتقد أن الأغاني كانت سبباً كبيراً من أسباب نجاح الفيلم، لأن البطل يملك موهبة الغناء ضمن الأحداث ويسعى لتوظيفها في الوقت الذي تعيقه فيه زوجته، بالإضافة إلى أن أغنية «سبونج بوب» لها مبرر درامي، ونجحت جداً مع الأطفال.

- كفنانة وكمنتجة هل ترين أن الجمهور يحتاج إلى أعمال كوميدية أكثر الآن أم إلى أعمال تناقش الواقع السياسي؟
إذا تناولت السينما في هذا الوقت أي أعمال سياسية ستفشل، لأن الجمهور لديه تخمة سياسية كبيرة من برامج التوك شو والأحداث الراهنة، بالإضافة إلى أن الجمهور اعتاد على عرض الأفلام الكوميدية في موسم عيد الفطر بعد وجبة درامية كبيرة، نتيجة لعرض عدد كبير من المسلسلات في شهر واحد، وبالتالي يحتاج إلى أفلام تخفف عنه.

- ألم يقلقك عرض الفيلم في منافسة مع فيلمي «تيته رهيبة» لمحمد هنيدي و»بابا» لأحمد السقا؟
على العكس، سعدت عندما علمت أن وقت اختيار الفيلم موسم عيد الفطر، أولاً لأنه الأفضل هذا العام، لأن موسم الصيف كان يتخلله شهر رمضان، وظلمت كل الأفلام التي عرضت فيه، أيضاً من المعروف أن موسم عيد الفطر تنجح فيه الأفلام الكوميدية، على عكس موسم عيد الأضحى.
والجميل هذا العام أن كل النجوم يقدمون أعمالاً كوميدية بشكل جديد، وأنا سعيدة أكثر بأن السينما بدأت تستعيد عافيتها، ووجود أكثر من نجم في موسم واحد دلالة على أنه موسم قوي، وعادة المنافسة القوية تشجع الجمهور على أن يذهب إلى السينما أياً كان الفيلم الذي يشاهده.
ويكفي أن الجمهور لديه اختيارات عديدة، وأعتقد أن الفيلم جدير بالمنافسة وحقق نجاحاً كبيراً بين الأعمال المعروضة.

- وهل شاهدت فيلمي هنيدي والسقا؟
للأسف الشديد كنت خارج مصر أمضي الإجازة الصيفية، فلم أتمكن من مشاهدة فيلم «تيتة رهيبة»، لكني أعتقد أنه من الأفلام الجيدة، خاصة أنه للنجم الكبير محمد هنيدي الذي سبق أن تعاونت معه في أحد أهم أفلامي، بالإضافة إلى أنه فنان يبحث دائماً عن الاختلاف، وبتعاونه مع المؤلف يوسف معاطي يحقق نجاحاً أكبر، وسأشاهده قريباً.
أما فيلم «بابا» فهو من أهم أفلام أحمد السقا، ويقدم فكرة جميلة لم تقدم في السينما بهذا الشكل من قبل، بالإضافة إلى أنها تظهر السقا بشكل كوميدي خالص لأول مرة بعيداً عن الأكشن، وأعتقد أن ذلك سر نجاح الفيلم مع السيناريو المتميز والتنفيذ الجيد أيضاً.

- فيلم «بابا» من إنتاج شركتك أيضاً، ألا ترين أنك بذلك تنافسين نفسك؟
عملي في الإنتاج منفصل تماما عن عملي في التمثيل، فأنا كممثلة لا أتحكم أبداً في موعد عرض فيلمي، على عكس عملي كمنتجة، فأنا من يتحكم في مواعيد عرض الأفلام... في أي حال. شركة «دولار فيلم» عادة ما تطرح في الموسم الواحد فيلمين، لأنها بذلك تساعد على إنعاش السينما، فالفيلم الجيد سيحقق نجاحاً أياً كانت الأعمال المعروضة معه، لذلك لم يؤثر عرض فيلم «بابا» على فيلمي، بالإضافة إلى أنني تركت العمل كمنتجة منفذة قبل الانتهاء من فيلم «بابا».

- وما سبب تركك الشركة رغم النجاح الذي حققته فيها؟
لم أترك الشركة بشكل نهائي، بل حصلت على إجازة من عملي كمنتجة منفذة، لأنني أريد التركيز أكثر على التمثيل والغناء.
أحب تجربة الإنتاج لكنها أخذتني من التمثيل، واضطررت لرفض العديد من الأعمال، بالإضافة إلى أن الشركة الآن تعتبر منافساً لأهم شركات الإنتاج في مصر، وسأعود إليها كمنتجة فور انتهائي من بعض الأعمال التي تعاقدت على تقديمها، خاصة أنني مشغولة أيضاً بتربية ابني إسماعيل.

- هل صحيح أن هناك خلافات بينك وبين شركائك بسبب اهتمام الشركة بنجمات أخريات على حسابك؟
علي العكس، عملي في الشركة كان يجعلني أبتعد تماماً عن التمثيل، وكان آخر أعمالي مع الشركة فيلم «جدو حبيبي» وحقق نجاحاً كبيراً، واهتمت الشركة به رغم أنني وقتها انفصلت إنتاجياً عن الفيلم حتى أتمكن من تقديمه بشكل جيد وأركز عليه كممثلة، لكن ولعي بالتمثيل هو السبب الحقيقي لإجازتي من الشركة في هذا الوقت.

- ما الذي كان يحكم اختياراتك للأفلام التي تنتجينها؟
الشركة ليست حديثة العهد، بل لها تاريخ طويل من الإنتاج الفني. وعندما فكرنا أنا وشركائي في استعادة العمل فيها وضعنا معايير لاختيار الأفلام، متمثلة في الحفاظ على الصناعة وإثراء السينما بأعمال محترمة، وهو ما توافر في كل الأفلام التي قدمناها.
لذلك قدمنا فيلم «678» الذي ناقش قضية التحرش، وفيلم «أسماء»، والفيلمان مثّلا مصر في المهرجانات، بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام التي تناقش قضايا مهمة.
وأعتقد أن أهم ما يميز الشركة هو اهتمامها بتقديم أعمال تحترم عقل الجمهور بعيدة عن أعمال السفه.

- أنتجت أيضاً فيلم «الموقعة» الذي عرض في مهرجان «كان» السينمائي. كيف ترين هذا الفيلم؟
فيلم «الموقعة» هو أول توثيق لثورة يناير، وكان اسمه «ريم ومحمود وفاطمة»، وهو من أهم الأفلام المصرية على الإطلاق، من إخراج يسري نصر الله، وبطولة باسم السمرة ومنة شلبي. وهذا الفيلم له ظروف خاصة، لأنه تعرض لهجمة شرسة من إحدى الصحف المصرية بعد أن مثَّل مصر في مهرجان «كان»، واتهمه البعض بأنه إنتاج مصري - إسرائيلي مشترك، وهو ما لم يحدث على الإطلاق. وكانت حملة شرسة هدفها الإضرار باسم الشركة وأبطال العمل.

- ما سر إعجاب شركتك بمنة شلبي، خاصة أنها تبنتها فنياً في آخر أفلامها؟
الشركة لا تختار فناناً بعينه، بل تتعامل مع جميع الفنانين وتحاول التعاقد مع كل الشباب والكبار، فهي قدمت أفلاماً لكل النجوم الشباب تقريباً وما زالت تتعاقد مع سواهم، بالإضافة إلى أن منة شلبي نجمة كبيرة ولها جمهورها وتحقق إيرادات، واختياراتها للأفلام مختلفة، فهي نجمة تحرص على التغيير في كل دور تقدمه.

- من أكثر النجوم الذين حققوا مكاسب لك كمنتجة؟
الشركة قدمت مجموعة كبيرة من الأفلام لأغلب النجوم الشباب، وكلهم بلا استثناء حققوا نجاحاً لتوافر عوامل النجاح التي لا ترتبط بالفنان فقط، بل ترتبط بفريق العمل والسيناريو المقدم وكيفية تنفيذ الفيلم.
لذلك الشركة لم تخسر في فيلم واحد، لأن كل الأعمال التي أنتجتها كانت تنجح في الصالات والتسويق على القنوات الفضائية، بالإضافة إلى أنها كانت ميلاداً للعديد من الوجوه الجديدة، مثلما حدث مع فيلم «عائلة ميكي»، فمجموعة الأفلام التي قدمناها أتاحت الفرصة لعدد كبير من العناصر السينمائية البارزة حالياً للتواصل للمرة الأولى مع الجمهور.

- بعض الفنانات يواجهن حالياً اتهامات بالزنى وتهديدات بالرجم والحبس، هل تشعرين بالخوف على مستقبل الفن في مصر؟
لا أعتقد أن أحداً سيتمكن من هدم ما بناه جموع الفنانين في مصر، ونحن كفنانين سنتصدى لأي تيارات تقف ضد الإبداع، ولن نسمح بكبته أياً كانت التضحيات، لأننا كمجتمع لن نعود إلى العصور المظلمة.
وهنا يبرز دور جبهة حرية الإبداع ودور كل فنان في الحفاظ على مصلحة الوطن، وعلى ما وصلنا إليه من حرية.
أنا لديَّ ثقة بأن الفنانين المصريين سيتصدّون لكل من يحاول كبت الحرية.

- أين بشرى المطربة؟
فكرة إصدار ألبوم في هذا الوقت أمر صعب، لكنني أحاول أن أطلق أغنيات «سينغل» لأكون موجودة. وصوّرت أخيراً أغنية «قالولي بيحبك» في أندونيسيا، وأجهز لأغنيتين فرديتين ستصدران في الفترة المقبلة.

- ما سر ابتعادك عن الدراما؟
عرضت عليَّ سيناريوهات عدة هذا العام، لكنني لم أجد نفسي فيها، بالإضافة إلى أن عودة الفنانين الكبار وتقديم أعمال عديدة هذا العام جعلاني أحمد الله أنني لم أشارك في الموسم الدرامي الرمضاني.
لكنني قرأت سيناريو معيناً جيداً، ومن المحتمل أن أشارك به في رمضان المقبل.

- معنى هذا أنك تخشين المنافسة؟
الامر ليس خوفاً من المنافسة، بل من الزحام الذي يظلم العديد من الأعمال، خاصة أن رمضان هذا العام كان موسماً لن يتكرر لأنه شهد مزج عامين من التجهيز لبعض الأعمال، خاصة بعد أن غاب بعض الفنانين عن العام الماضي بسبب الأحداث السياسية، بالإضافة إلى عودة الفنانين محمود عبد العزيز وعادل إمام، وتقديم كريم عبد العزيز وأحمد السقا عملين دراميين.
هذا كله جعله موسماً ثرياً من الدرجة الأولى، لكن للأسف غالبية المسلسلات ظلمت فيه، وأعتقد أن النجاح الحقيقي الذي ستحققه المسلسلات سيكون في العرض بعد رمضان، لأن كثرة الأعمال أحدثت تخمة لدى الجمهور.

- أي الأعمال أعجبتك هذا العام؟
للأسف لم أتمكن من مشاهدة العديد منها نتيجة لضيق الوقت وسفري، لكنني تابعت مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» لعادل إمام وسعدت به جداً، فهو عودة لمناقشة القضية العربية في الدراما.
وأيضاً مسلسل «باب الخلق» لمحمود عبد العزيز، يعتبر من أقوى الأعمال التي قدمها في حياته، أيضاً تابعت مسلسل «خطوط حمراء» وأعجبني دورا السقا ومنذر رياحنة، وأيضاً كريم عبد العزيز في مسلسله» الهروب» وحنان ترك في مسلسل «الأخت تريز»، بالإضافة إلى الفنان يحيى الفخراني الذي أبهرني في دور الخواجة ومناقشته قضية الصوفية، والفنان نور الشريف قدم واحداً من أهم مسلسلاته وهو «عرفة البحر»، ويسرا تألقت في مسلسل «شربات لوز»، وسأتابع النجوم الآخرين في العرض الثاني لأعمالهم.

- وماذا عن علاقتك بابنك إسماعيل؟
أعيش أحلى لحظات حياتي مع ابني، وإحساس الأمومة جميل كنت أتمناه كثيراً، وأحمد الله أنه وفقني في زواجي، وأنا حريصة على ألا يشغلني عملي عن تربية ابني.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079