تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

سامو زين: أنا المطرب رقم واحد في جيلي

بعد أن تأجل ألبومه «الورد الأحمر» ست مرات لأسباب مختلفة، قرر طرحه أخيراً، وفاجأ الجميع أيضاً بلوك السلطان التركي في كليبه الأخير. الفنان السوري سامو زين يتحدث عن ألبومه، وإصراره على عدم تأجيله أكثر، وحالة الإحباط التي عاناها، والرجل الذي سانده خلالها، وينفي علمه بوجود أغنية لوائل كفوري تحمل أيضاً اسم «الورد الأحمر»، ويتحدث عن سميرة سعيد ونانسي عجرم وماجدة الرومي وعمرو دياب وتامر حسني، وعندما سألناه عما يحدث في سورية قال: «رفضت أن أكون صوتاً للنظام أو للمعارضة»...


- لماذا طرحت ألبومك الغنائي «الورد الأحمر» في هذا التوقيت رغم أن سورية تمر بظروف سياسية شائكة؟
كان ينبغي عليَّ أن أطرح الألبوم في هذا الوقت، لأنني لن أستطيع أن أؤجله أكثر، فسبق أن اتخذت قرار تأجيله مع المنتج محسن جابر ست مرات، ولو أجلته للمرة السابعة، فإن الجمهور سيبتعد عن أعمالي الغنائية ولن يصدقني بعد ذلك.
أيضاً الشكل الفني المقدم في الألبوم من الكلمات والألحان سيكون قد تسرب، ويضيع عليَّ ويهدر مجهود مجموعة الشعراء والملحنين الذين ساعدوني في الألبوم.

- ولماذا تأجل الألبوم ست مرات؟
كان من المفروض أن يطرح بعد أشهر قليلة من طرحي لألبوم «دايماً» عام 2010، لكن بداية التأجيل كانت مع انطلاق ثورات الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا، ففكرنا أن نؤجل الألبوم حتى تهدأ الأوضاع، خاصة أنه ألبوم رومانسي.
وعندما قررنا أن نطلقه انقلبت الأوضاع في بلدي سورية، مما جعلنا نعيد فتح الألبوم ونغير بعض الأغاني ونستبدلها بأغنيات أخرى.
وكلما فكرنا في طرح الألبوم كانت تحدث مشكلة تمنعنا من الطرح، وكان آخر موعد للإطلاق هو فترة أعياد الربيع، لكن مذبحة ستاد بورسعيد في مصر جعلتنا نؤجل، فوجدنا أن الموعد الأخير والمناسب لذلك هو عقب اختيار رئيس مصر.

- ألم يصبك كل هذا التأخير بالإحباط؟
التأجيل لم يصبني بالإحباط، لكني أصبت بالإحباط بسبب الأوضاع التي يمر بها وطننا العربي، والتي جعلتني قلقاً بشدة.
فأنا أعلم جيداً أن التأخير في طرح الألبوم سيعود بالخير عليَّ، لأنني عملت كل ما في وسعي وحاولت بكل صدق أن أقدم أفضل الأعمال التي عرضت عليَّ من كلمات وموسيقى، وإضافة إلى ذلك فإن منتجي محسن جابر كان دائماً يشجعني ويساندني ولا يتكلم معي في موضوع التأجيل، لأنه كان يعلم جيداً أوضاع السوق الغنائي في ذلك الوقت.

- ألم تخش من ابتعاد الناس عن سماع الألبوم لأنه طرح قبل بداية شهر رمضان بأسبوع؟
إطلاقاً، كنت أعلم جيداً ذلك قبل فكرة الطرح، لأننا جميعاً نعلم أن شهر رمضان له روحانيات خاصة لنا كمسلمين في التقرب من الله عز وجل، والاهتمام بمناسكنا الدينية.
لكن موسم الصيف طويل، أي أن الجماهير كانت ستستمع إليه باهتمام قبل بداية شهر رمضان وتستكمل سماعه عقب الشهر، وهذا ما حدث بالفعل.
وإضافة إلى ذلك أنه عقب عيد الفطر قررت مع الشركة المنتجة أن نقيم احتفالاً بالألبوم، يشمل تكريم المتعاونين معي من شعراء وملحنين وأيضا مقابلة الإعلاميين.

- ولماذا أطلقت اسم «الورد الأحمر» على ألبومك؟
الورد، وخاصة الأحمر، له ذكريات جميلة خاصة بي منذ أيام الصبا، فأنا عاشق للزهور والورود، وإضافة الى ذلك أفضل ما يقدمه الحبيب لمحبوبته الورد الأحمر، وأيضاً هذا الورد ينتشر خلال مراسم الزفاف والأعراس.
فعندما قدم لي الشاعر تامر حسين أغنية «الورد الأحمر» أعجبتني للغاية وقررت أن أسجلها على الفور، بل اتخذت قراراً بأن تكون تلك الأغنية عنواناً لألبومي قبل أن أنتهي تماماً من تسجيل كل الأغاني، فاسم الأغنية غير متداول.

- ألا تعلم أن هناك أغنية للمطرب اللبناني وائل كفوري بعنوان «الورد الأحمر»؟
هذه المعلومة أول مرة أسمعها منك الآن، وائل كفوري فنان كبير وعملاق وأحب أعماله الفنية، لكن لم أكن أعلم بأن لديه أغنية بعنوان «الورد الأحمر»، وهذه فرصة جيدة أن يكون لدينا أغنيتان بعنوان واحد.

- ما الجديد الذي قدمته في الألبوم؟
الألبوم كله جديد في جديد، سواء من ناحية الكلمات أو الألحان أو التوزيعات المستخدمة. ولمست هذا الشعور عقب طرح الألبوم فقد هاتفني كثر لكي يباركوا لي على الأعمال المقدمة في الألبوم، وأكدوا أن طريقة غنائي لأغنيات الألبوم اختلفت تماماً عن الطريقة التي كنت أغني بها في ألبوماتي السابقة.
ولذلك عليَّ أن أشكر جميع العاملين في الألبوم من شعراء وملحنين وموزعين، وعلى رأسهم الشاعر تامر حسين الذي كتب لي سبع أغنيات، وأيضاً الموزع أمير محروس وشقيقه هاني محروس والملحن إسلام زكي والموزع وسام عبد المنعم.

- هل ترى أن ألبومك «الورد الأحمر» أفضل من ألبوماتك الستة السابقة؟
ربما لن تجد مطرباً يفرق بين ألبوماته مثلي، فانا أرى أن ألبوم «الورد الأحمر» في كفة ميزان وبقية ألبوماتي في كفة أخرى، بداية من ألبوم «ميلي يا حلوة» ثم «أنا ليك» و»قربي ليا» و»معاك» و»أعرف إيه» و»ليك لوحدك» و»دايماً».
فمنذ أن أعلنت فقط عن اسم الألبوم وجدت فارقاً كبيراً على الفيسبوك وتويتر لم أره مع ألبوماتي السابقة، وإضافة إلى ذلك فهذا أول ألبوم كامل يضم أغنيات رومانسية فقط، وهذا لم نره مع أغلب المطربين.

- لكن بعد ثورات الربيع العربي يرى البعض أن الأغاني الرومانسية لم تعد مناسبة!
هذا الكلام مستحيل أن يحدث وأنا ضده تماماً، فمنذ أن دخلت عالم الغناء قررت أن أرفع شعار «الحب لا ينتهي، ولن يتغير معنى الحب أو شكل الأغاني المهداة للمحبين»، فالحب ليس كلمة ترفيهية من السهل أن نستغني عنها بتلك السهولة.
عندما أغني أغنيات الحب أشعر بأن كل مشاعري الداخلية تتحرك مع صوتي، وأعتقد أن هذه المشاعر يشعر بها المستمع جيداً.
وأرى أن ثورات الربيع العربي ستساعد في استمرار تقديم الغناء الجيد وليس منع الغناء العاطفي، لأنه ليس هناك إنسان على سطح الأرض يستطيع أن يعيش بدون أن يحب.

- لماذا تقمصت شخصية سلطان تركي خلال كليب «الورد الأحمر»؟
الجمهور اعتاد مني أن أقدم له أشياء جديدة ومختلفة خلال كليباتي، وذلك منذ أن عرفني بأغنية «أنا ليك»، فوجدت أن فكرة تقديم شخصية سلطان تركي في كليب «الورد الأحمر» قد تحدث نقلة في شكل الكليبات الغنائية.
وبالفعل حدث ما كنت أتوقعه، فمنذ أن طرحت شركة مزيكا البرومو الخاص بالكليب تهافت الكثيرون على تحميله، وأحمد الله أنه فور طرحه على قنوات مزيكا وزووم والموقع الإلكتروني للشركة المنتجة أصبح أكثر الكليبات مشاهدة وتحميلاً في الوطن العربي.

- لكن البعض انتقدك بسبب تقليدك مسلسل «حريم السلطان» في هذا الكليب؟
هذه حقيقة، أنا رغبت في تقليد المسلسل من خلال الكليب، لأنه عمل ناجح وجذب جمهوراً ضخماً، ولذلك جسدت شخصية السلطان سليمان الفاتح الذي ظهر في أحداث المسلسل التركي «حريم السلطان»، وعملت كل ما في وسعي لكي أقدم الشخصية في أحسن صورة... للعلم الأغنية لم تصوَّر في تركيا مثلما قال البعض، بل صورت مع المخرج شريف فرنسيس في اليونان.

- هل ستصور كليبات أخرى من الألبوم؟
بالتأكيد، اتفقنا على تصوير أغنية «حلمت بيكي» التي قدمتها مع المطربة البلغارية تانيا بويفا، وسيكون التصوير في مدينة صوفيا البلغارية.

- كيف جاء التعاون مع تانيا بويفا؟
جاء الاتفاق برغبة شخصية منها، فقد اتصل بي مدير أعمالها وعرض عليَّ طلب تانيا الغناء معي، لسمعتي الطبية في الوطن العربي.
وأخذت فترة للتفكير وعندما علمت بأنها مطربة كبيرة في بلغاريا ولها شعبية جارفة هناك ولديها عشاق في عدد كبير من الدول الأوروبية، أرسلت موافقتي إلى مدير أعمالها، وعندما تقابلنا وجدتها فنانة جميلة وتمتلك صوتاً راقياً وجاذباً، وشعرت بالفرحة تغمرني عقب انتهائي من تسجيل الأغنية معها، وأيقنت أن هذا الدويتو سيحقق نجاحاً كبيراً.

- هل ستجدد تعاقدك مع المنتج محسن جابر؟
بالتأكيد، لا أنكر فضل هذا الرجل عليَّ، فأجمل سنوات عمري في المجال الفني أمضيتها في شركته «عالم الفن»، حيث احتضنني منذ أن ظهرت وعرفني الناس في مصر والمنطقة العربية، ورعاني وساعدني في كل أعمالي الغنائية، ولم يبخل عليَّ في يوم من الأيام بشيء.
وأعتقد أن نجاح سامو زين يعود فيه الفضل بعد الله سبحانه وتعالى إلى المنتج محسن جابر الذي أراه أفضل منتج غنائي في الوطن العربي خلال السنوات الأخيرة.
وأنا لن أتعامل إلا معه، ولو تركته فيعلم الجميع أنني أكون قد قررت ترك الغناء، وهذه شهادتي فيه وأتركها للتاريخ.

- ألا تخشى أن يؤثر وصول التيارات الدينية في مصر إلى الحكم على مضمون ما تغنيه؟
مصر هي هوليوود الشرق، خرجت منها كوكب الشرق أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وهى تاريخ الفن وصناعة الأغنية في الوطن العربي، ولولا مصر لما كان هناك فن في منطقتنا العربية.
وأعتقد أن السياسة يجب أن تبتعد عن الفن ما دام الفنانون يقدمون فناً راقياً ومحترماً. وعلى حد علمي أن التيار الديني الحاكم الآن في مصر لا يعارض الفن المحترم، فجميعنا كفنانين نهدف إلى الفن الذي يقدم رسالة إلى المجتمع ونرفض ونشجب أي فن لا يحترم العادات والتقاليد العربية.

- ما تقويمك لما يحدث في بلدك سورية؟
منذ أول يوم في الأحداث التي تشهدها سورية أعلنت رأيي وموقفي عبر صفحتي على الفيسبوك، وكتبت أنني أرفض الدم وقتل الأبرياء، من الطرفين على حد سواء، ولا أحب أن أرى دماء إخوتي السوريين في الشوارع في مختلف المدن.
ومنذ الوهلة الأولى رفضت أن أكون صوتاً للنظام السوري أو أكون صوتاً للمعارضة. أنا أحب بلادي وأتمنى لها أن تكون في أفضل صورة وأتمنى أن يعيش السوريون في أمن وسلام.

- ما هي أبرز مشاريعك الفنية المقبلة؟
هناك بعض المشاريع التي ما زلت أفكر فيها وأخطط لها، وما أستطيع أن أكشفه حالياً أنني أحضّر لكتاب عن الحب والرومانسية سيكون مفاجأة.

- هل لديك موهبة الكتابة مثل موهبة الغناء؟
أنا فنان وعليَّ أن أكتب هذا الكتاب بقلبي وليس بقلمي، ومنذ زمن طويل وأنا معتاد على كتابة الأشعار والخواطر، وفي هذه الفترة أفكر جدياً في طرح هذه الكتابات التي أضعت فيها عمري، وسأعرض من خلالها منظوري للحب والرومانسية والمفاهيم التي تعلمتها خلال فترة حياتي.
وأعتقد أن هذا العمل سيجد مردوداً جيداً عند الجماهير.

- ما أفضل ألبوم غنائي سمعته خلال الفترة الأخيرة؟
لم تصدر خلال الفترة الماضية ألبومات تجعل الشخص يجري وراءها لكي يستمع إليها، لكن أبرز الألبومات التي سعيت إلى شرائها ألبوم الفنانة اللبنانية الكبيرة ماجدة الرومي «غزل»، وأعتقد أنه أفضل ألبوم استمعت إليه من سنوات عديدة، بسبب روعة الكلمات المختارة وجمال الألحان المتناسقة مع تلك الكلمات، ومن هنا أرسل باقة شكر للفنانة الكبيرة وأقول لها: «لا تتغيبي عنا فترة طويلة مرة أخرى، لأننا في حاجة دائماً إلى سماع صوتك الذي يشعرنا بالحياة وجمالها».

- ما حقيقة تصريحك أنك المطرب رقم واحد في مصر؟
ليس من الذكاء أن أصرح وأقول إنني المطرب رقم واحد في مصر أو في الوطن العربي. هناك نقاد وأناس عليهم تقويم المطرب ووضعه في مكانه الطبيعي.
أنا أقول إنني المطرب رقم واحد في جيلي، ومن حقي أن أقول ذلك لأنني بدأت الغناء قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، أي أن مكانتي في الساحة الغنائية تتخطى جميع المطربين الموجودين حالياً، لكني لا أستطيع قول إنني المطرب رقم واحد في مصر، لأن هناك عشرات المطربين الذين تخطوا عمري الفني بمراحل.

- هل تسعى إلى منافسة نجوم الغناء الكبار كعمرو دياب مثلاً؟
ليس هناك فنان يحب أن يوضع في مقارنة مع نجم كبير وعملاق مثل عمرو دياب الذي أعتبره مثلي الأعلى في الغناء، فكل ما قدمته خلال فترة ظهوري على الساحة الغنائية لا يتعدى نصف ما قدمه عمرو دياب للجمهور العربي، وما زلت حتى الآن أعتبر نفسي واحداً من جمهوره.

- وماذا عن علاقتك بتامر حسني؟
تامر أخ عزيز وصديق، وكانت تجمعنا شركة فنية واحدة، وعلى المستوى الشخصي أحترمه جداً وأتمنى له التوفيق دائماً.

- هل توافق تامر على فكرة دخول العالمية من خلال الدويتوهات التي قدمها مع مطربين أمثال شاغي وسنوب دوغ؟
بالتأكيد أوافق على ما فعله تامر، فهو يحاول أن يوصل الفن المصري والعربي إلى شعوب أخرى لا تعرف عنا شيئاً، وأيضاً يشرف بلده من خلال الفن الذي يقدمه.
وأعتقد أنه على بقية المطربين العرب أن يفعلوا مثلما فعلنا أنا وتامر، وأن يخرجوا إلى العالم لكي يقدموا فنونهم.

- إلى مَن تحب الاستماع؟
أحب أغاني المطرب اللبناني راغب علامة، ولا أنسى مساندته لي في بداية مشواري الغنائي، ونصائحه الغالية التي كان يوجهها لي. وأيضاً أحب أعمال المطرب الكبير جورج وسوف وأتمنى منه أن يعجّل في طرح ألبومه الغنائي، وأعتقد أننا في حاجة للاستماع إلى أغنياته الجديدة التي سجلها بعد مرضه.

- ما أكثر صوت نسائي يجذبك؟
نمتلك في وطنا العربي عدداً كبيراً من الأصوات النسائية الجميلة التي أحب دائماً الاستماع لها، لكن صوت المطربة المغربية سميرة سعيد له مكانة خاصة في قلبي، فأحب دائماً الاستماع إلى كل أعمالها الفنية الجديدة، وأكون سعيداً عندما تهاتفني وتحدثني عن أهم أعمالها وتأخذ رأيي قبل طرحها.

- ما رأيك في نانسي عجرم ونجوى كرم؟
أحب ضحكات نانسي عجرم خلال أغنياتها، وأشعر بأنها من أقرب الأصوات النسائية إلى قلبي. وأيضاً ما يميزها أنها ليست متكبرة، ودائماً ما تستمع إلى نصائح مدير أعمالها جيجي لامارا.
أما نجوى كرم فأنا أحترم صوتها الذي يميزها عن منافساتها، كما أنها ذكية في اختياراتها، وتعرف الأغنيات التي تليق بصوتها.

- لماذا ابتعدت عن التمثيل؟
السينما تستهلك وقتاً طويلاً في الإعداد والتصوير، مما يضطرني للابتعاد عن الغناء الذي أحبه، ويجعلني أيضاً ألغي كل نشاطاتي، سواء المشاركة في حفلات غنائية أو مهرجانات كبرى.
وأعتقد أنني لن أعود إلى التمثيل إلا من خلال عمل فني يجعلني أضحي لفترة بنشاطي الغنائي، وهناك بعض الأفكار المعروضة عليَّ وما زلت أفكر فيها.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079