تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

هيفاء المنصور: في فيلم 'وجدة'...

بعد مشاركتها في مهرجان البندقية السينمائي الدولي في آب/أغسطس الماضي، تستعد المخرجة السعودية هيفاء المنصور لحضور العرض الأول لفيلمها «وجدة» الذي اختير أخيراً في مهرجان فينس الدولي للأفلام في ألمانيا في قسم مسابقة «آفاق»، أحد أهم أقسام المهرجان العريق.
ويعد اختيار إدارة المهرجان إدراج فيلم المنصور رسمياً في مسابقات المهرجان نقلة مهمة للسينما الخليجية والسعودية الواعدة.
الفيلم يسلط الضوء على قضايا المرأة السعودية من خلال قصة الطفلة «وجدة» التي كبرت في ضواحي الرياض لتصطدم هوايتها ورغبتها في ركوب الدراجة بعادات المجتمع وتقاليده.
«لها» التقت المنصور وكان هذا الحوار.


- ما قصة الفيلم السينمائي الروائي الذي صوّرتِه في السعودية، وما الفكرة أو الرسالة التي ترغبين في نقلها إلى العالم من خلال الفيلم؟
يحكي الفيلم قصة طفلة تحلم بأن تحصل على دارجة هوائية رغم كل الصعاب.
وأنا أرى أن الفيلم قصة إنسانية في الأساس، وإن كانت فيه إسقاطات على وضع المرأة السعودية، إلا أنه فيلم يحتفي بقيم مثل حب الحياة والإصرار والعمل الدؤوب.
قيم، أنا شخصياً، أتمنى أن أراها في المرأة السعودية لكي تحقق أعلى المراتب.

- من يقوم ببطولة الفيلم؟
الفيلم من بطولة الطفلة وعد محمد والممثلة السعودية المعروفة ريم عبدالله التي لعبت دور الأم. وقد أدهشتني ريم والطفلة وعد بأدائهما الرائع والتلقائي.

- لماذا اخترتِ شركة ألمانية؟
كنت أريد أن يكون فيلمي من إنتاج سعودي - أوروبي مشترك لأن ذلك يتيح له فرصاً أكبر للظهور عالمياً، وتسويقه، ليس فقط في الشرق الأوسط وإنما في العالم ككل، خصوصاً أن السعودية تفتقر إلى دور عرض ومناخ سينمائي، وألمانيا هي البلد الأوروبي الوحيد الذي تتيح قوانينه الإنتاج المشترك مع دول الخليج العربي. وكانت شراكة رائعة بين شركة ريزر وروتانا ستوديوز.

- هل كان هناك تعاون خليجي سابق مع أوروبا في الأفلام؟
لا، هذا الفيلم هو ثمرة التعاون الأوروبي الأول مع الخليج العربي، وهذا يشكل نموذجاً جديداً في طريقة إنتاج الأفلام الخليجية وتسويقها دولياً.

- هل من صعاب واجهت فريق التصوير أثناء العمل في السعودية؟
كانت هناك صعاب حقيقية لأن هذا الفيلم هو الفيلم الروائي الطويل الأول الذي يصور كاملاً في السعودية وفي الرياض تحديداً، مع العلم أن الكوادر السعودية مدربة في الأساس على صناعة التلفزيون وليس السينما، فالتأقلم لم يكن سهلاً ولكن التجربة كانت ممتعة جداً خصوصاً أن المنتج المشارك السعودي عمرو القحطاني لديه خبرة كبيرة في الشارع السعودي وقد ساعدنا بشكل كبير.

- كم استغرقت مدة التصوير؟
استغرق التصوير 7 أسابيع في مدينة الرياض.

- هل هناك رفض من المجتمع السعودي لفكرة السينما؟
أنا لا أنكر أن الكثيرين يخافون من دخول السينما السعودية إلى المجتمع، فالسينما في السعودية بلا شك أحد أكثر الفنون إثارة للجدل، وهذا بطبيعة الحال عائد بالدرجة الأولى إلى غياب دور العرض السينمائية، وبالتالي رسم دوائر حمراء حول الأفلام السعودية وصناعتها.

- لماذا لا يتقبلون السينما؟
في الحقيقة مشكلة السينما في السعودية تكمن في غياب الثقافة السينمائية، والثقافة السينمائية تعني بالطبع فهم ماهية الفيلم وطريقة التعامل معه كأداة لترسيخ رؤيتنا الثقافية دولياً.
السينما فن عابر للمحيطات، ويؤصل القيم الإنسانية، ووجود فيلم سعودي في مهرجان بحجم مهرجان فينس يعني أن السعودية بلد قادر على العطاء الثقافي والتنافس لكي يعبر عن آرائه وآراء مجتمعه.

- غالبية أعمالك السابقة تحدثت عن المرأة السعودية وحقوقها. هل هيفاء المنصور صاحبة قضية تعرضها من خلال شاشات السينما العالمية، أم مخرجة ترى في المرأة السعودية عنواناً مثيراً لتحقيق الشهرة؟
أنا امرأة سعودية وأصنع أفلاماً تعبّر عني وعن ذاتي وأبحث عن قصص ممتعة وحقيقة تتيح للمشاهد أن يتعرف على مجتمعي ويفهمه.
لا أدعي أني صاحبة قضية، ولكني أؤمن بأن النساء في السعودية يستطعن أن يلعبن دوراً أهم في مختلف المجالات لو أتيحت لهن الفرصة وآمنّ هن بقدراتهن.

- الفيلم سيخرج إلى صالات السينما في ربيع السنة المقبلة، وسيعرض في دور السينما في أنحاء العالم إلا في السعودية. هل ترين أن هذا الشيء سيُضعف قيمة الفيلم ورسالته؟
أتمنى أن أرى فيلمي يعرض في السعودية، ويحزنني جداً أن تكون السعودية البلد الوحيد في العالم الذي ليس فيه صالات عرض.
فالسينما مجال ترفيهي جميل وراقٍ لجميع أفراد الأسرة، وأيضاً تعبر عن المجتمع و تفرض رؤيته للعالم، لذلك أتمنى أن تتغير الظروف ونستطيع جميعاً أن نرى أفلاماً سعودية تعرض في بلادها ويحتفى بها كما يجب.
فالسعودية بلد رائد ثقافياً والسينما تعزز ذلك وترسخ دور المملكة الريادي في المنطقة.

- ما الجوائز التي حصدها فيلم «وجدة»؟
حاز جوائز عدة في مرحلة التطوير مثل جائزة الشاشة من لجنة أبو ظبي للأفلام، وحظي بدعم من مؤسسات سينمائية عالمية مثل معهد صندانس للأفلام الروائية في الولايات المتحدة الأميركية ومهرجان دبي الدولي للسينما.

- من هو منتج الفيلم؟
الفيلم من إنتاج شركة روتانا ستديوز بالتعاون مع شركة هاي لوك السعودية، وريزر فيلم الألمانية الحائزة غولدن غلوب وترشيحات الأوسكار لأفلامها، مثل فيلم «رقصة الفالس مع بشير» و«الجنة الآن» بمشاركة يونايتد تالنت إيجنسي الأميركية، وماتش فاكتري من ألمانيا.

- ما شعورك بعدما رفع علم السعودية مع أعلام الدول المشاركة؟
افتخرت كثيراً برفع علم بلادي مرفرفاً مع أعلام الدول المشاركة. وبصراحة كنت خائفة لوجود أفلام رائعة وجميلة. فيلمنا قصير ونحن بلد غير سينمائي، لذا لم أتوقع أن يستقبل الجمهور الفيلم بهذا الدفء ويحبه.

- هل أنت فخورة بما قدمتِ؟
فخورة جداً بمشاركتي في جزء من حركة ثقافية سعودية نسائية مع بدرية البشر، ورجاء الصانع، وسمر المقرن، ووجيهة الحويدر.

- لماذا اسم «وجدة» ؟
الاسم مأخوذ من الحب والولع، وهو اسم صعب على السعوديين وغير دارج... في مجتمعاتنا لا نقدر الحب بهذا الشكل.

- هل واجهتك عوائق من أسرتك؟
والدي كبير في السن، غير أنه لم يحاول أن يضع حداً لإحساسي أو طموحي، فأعطاني مطلق الحرية أن أختار حياتي وأفعل ما أريد، وهذا شجعني كثيراً على مواصلة عملي.

- من الداعم لك؟
شركة روتانا هي الداعم الرئيسي لي، والأمير الوليد بن طلال هنأني بالفيلم، فإذا كانت لدينا شخصيات مهمة تدعم عمل المرأة فبإذن الله ستبرز المرأة السعودية.

- أين سيعرض الفيلم؟
عرض في ألمانيا، وسيعرض قريباً في أميركا، دبي ولندن.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078