تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

شيرين عبد الوهاب: كاظم هادئ وحنون لكن عاصي وصابر مطلّعين عيني

هي المرأة الطفلة. هي «الجدعة» المصرية «بنت البلد» التي تعرف من أين تؤكل الكتف. عفويّتها وطيبة قلبها وردّات فعلها الطبيعية كانت نقاط ضعفٍ استغلّها المغرضون ونقاط قوة أحبّها الجمهور. دخلت المجال الفني بصوتها ناسيةً شكلها، وعندما اتهموها بالابتعاد عن الأنوثة، أطالت شعرها وتبعت الموضة بحذافيرها لتثبت للجميع أنها جميلة من دون اللجوء إلى جراحات تجميلية. هي كالجزيرة التي تعادي المحيط، تعتمد على صوتها في زمنٍ أصبح فيه الشكل هو الفاصل. ها هي اليوم تعود إلى شكلها وقت انطلاقتها لتكون قريبة من متسابقي برنامج the Voice الذي تشغل منصب «مدرّبة» فيه.

«أم البنات»، شيرين عبد الوهاب تتحدّث بشفافية مطلقة، وتتذكّر أيام الطفولة في دار الأوبرا المصرية، شبابها، موهبتها، امتهانها الفن وعشقها العيش في زمن العمالقة الجميل.


عن الطفولة

أمضيت طفولتي مع شقيقي محمد الذي يصغرني بسنة واحدة، وبعدما نضجنا ولدت إيمان وهي شقيقتي الصغرى. أنا الكبيرة في البيت، أنتمي إلى مواليد برج الميزان، وقد ورثت أطباع والدي حتى في مسألة النوم. أنا مثله تماماً أعاني الأرق بينما أخواي هادئان وينامان بسهولة. كما أن طموحاتي اختلفت تماماً عن طموحاتهما، «طموحي كان زايد» إلى أن اكتشفت موهبتي في الغناء. إيمان موهوبة في التمثيل والإخراج ولفتني أداؤها وسوف أدعمها بالتأكيد، أما محمد فهو بعيد عن الفن.

اكتشفت موهبتي في سن مبكرة جداً. أذكر أنّي كنت في صف الروضة عندما غنّيت للمرة الأولى. كنت أترك الحضانة وأجلس مع إحدى المدرّسات لأغنّي لها. وأول أغنية غنّيتها كانت أغنية سعاد حسني. كما كنت أركّز بشكل غريب على أغنيات الأفلام، فلا أستمتع بالفيلم بقدر استمتاعي بالأغنيات التي تغنّى فيه. أقنعني الجيران والعائلة بأن صوتي جميل، وبدأت الغناء في المناسبات العائلية ومناسبات جيراني والمقرّبين مني. عندها أدركت أنّي أملك موهبة تميّزني عن محمد وإيمان.


انطلاقة شيرين الفنانة

في سن الثالثة عشرة، كنت أقصد دار الأوبرا المصرية كل نهار جمعة لحضور التمارين تحت إشراف المايسترو سليم سحّاب. وكنّا نحيي حفلات سنوية وشهرية مهمة جداً، وكانت تصوّر وتعرض على قنوات art، وأول أغنية «صولو» غنّيتها كانت «ست الحبايب» الموجودة على موقع «يوتيوب». ومن يركّز لدى مشاهدة هذا الفيديو يلاحظ أن شكلي لم يتغيّر، التغيير طال صوتي الذي نضج واكتسب خبرة مع العمر. كنت أسمع الأغنيات القديمة في صغري، وبعدما كبرت بدأت سماع أغنيات سميرة سعيدة وأصالة ولطيفة وراغب علامة. اكتشفت فضل شاكر قبل أن يشتهر في مصر. عشقت صوته، سمعته على قنوات art وOrbit وكنت أقصد منزل أناس مقرّبين منّا لديهم «الساتلايت» الذي لم يكن منتشراً في مصر في ذلك الوقت. وقّعت عقداً مع شركة إنتاج وعقداً مع شركة أخرى ولم ينّفذوا لي الأعمال، إلى أن أصدرت أغنية «كان  نفسنا» مع الفنان المصري طارق فؤاد والتي تحدّثت عن «البوسنة والهرسك» وحلّت في المركز الأول في مهرجان الأغنية.

اختفيت لمدّة طويلة بعدها وانضممت إلى فرق صغيرة، إلى أن التقيت عدداً من الشعراء والملحنين الذين جمعوني بالمنتج نصر محروس، وشعرت حينها بأنّ شيئاً غير عادي سيحصل معي. كنت في التاسعة عشرة من عمري في ذلك الوقت وقد اكتسبت خبرة من السنوات التي أمضيتها في شركة الإنتاج ومع نصر محروس بالتحديد. وأكثر ما أحبّ في مشواري الفنّي أنّي لم أقدّم ألبومات فشلت أندم عليها.

- على سيرة الندم، هل تندمين على ترك الدراسة والاتجاه نحو الفن؟
لم أترك الدراسة بل دخلت معهد الموسيقى العربية بعد انتهائي من المرحلة الإعدادية، لكي أدرس الموسيقى بالتوازي مع الثانوية العامة، لكنّي لم أستمر إلاّ لمدّة سنتين، لأنّي تخيّلت أن موهبتي ستبنى هناك، وأنّي سأدرس الفن وسيكتشفني فنانون كبار وأغنّي على المسارح المهمة، منها مسرح سيد درويش. فتركت المكان وقرّرت أن أشقّ الطريق بمفردي، في أن أعمل في المجال وأحيي الحفلات التي أكسبتني خبرة مهمّة (وقفتي على المسرح وحملي المايكروفون).

دخلت الشركة جاهزة كي أشتهر! دخلت الوسط الفنّي بطبيعتي ولم أغيّر أي شيء في شكلي. كان همّي الصوت والموسيقى ونسيت شكلي، فقد أحدث لي هذا الأمر أرضيّة مهمّة كوني اعتمدت على صوتي فقط. إلى أن اتهمت بأني بعيدة عن الأنوثة، عندها بدأت بالاهتمام بمظهري ومواكبة الموضة كي لا يقال عنّي مطربة محليّة، لأنّه أمر يعني لي كثيراً.

التقيت اليوم أشخاصاً على الشاطئ وقالوا لي متعجّبين «معقول ما عندك أغنية خليجية ولا لبنانية ومشهورة هلقد في لبنان والخليج!؟». لم أقدّم في مشواري الفني أي أغنية لبنانية ولا خليجيّة بل وصلت بلهجتي المصريّة وهذا فخر لي.

أصبحت موجودة في الساحة الفنّية وانفردت بأداء لوني الخاص الذي لا يشبه لون أحد، وهو المعتمد على الأغنية المتمرّدة الأقرب إلى الشعبي، ولم يكن هناك أي فنان يغنّي هذا اللون، الأمر الذي ميّزني ووضعني في خانة لا ينافسني فيها أحد.

بعد فترة قرّرت البحث عن الألوان الغنائية التي تشبهني وتشبه أناساً كثراً، كي أختبر إن كان بامكاني النجاح في أكثر من لون. وكانت أغنية «كتير بنعشق» بداية غنائي الرومانسي الذي نجحت فيه كثيراً، تلتها «على بالي» و»بتوحشني» التي أصدرتها بدايةً. أدركت حينها أنّي متمكّنة من أداء أكثر من لون غنائي، يتنوّع من الأغنية الشعبية إلى الشقيّة والرومانسية. إلى أن  برز اسم شيرين عبد الوهاب.

-  متى كانت النقلة النوعيّة في حياة شيرين؟
أعتقد أن ألبوم «جرح ثاني» أحدث النقلة النوعية في مشواري الفنّي، وأصبح اسمي موجوداً بشكل مميّز ليس في مصر فقط، بل في المهرجانات الدولية في الكويت وتونس وكندا وأميركا، وأوجد لي جماهيرية. لكني لم أكن محظوظة لأنّي لم أوثّق هذه اللحظات كما فعل غيري من الفنانين الذين عرضوا لقطات لبدايات مسيرتهم على الشاشات. كما فعل تامر حسني مثلاً الذي استثمر جمهوره كنوع من الدعاية له، وهذا أمر جيّد، أمّا أنا فأفتقد الإدارة التي تهتّم بهذه المسائل. لم أكن أستعين بمساعدين، وكان كل همّي هو إثبات وجودي كفنانة في كل مهرجان.

- لماذا غياب هؤلاء المساعدين، هل هي عدم ثقة؟
لم يرغب نصر محروس في أن ينتج لي وحدي ويدير أعمالي وحدي، فقد أنتج وأدار أعمال عدد من الفنانين وكنت منهم، فقد اهتم بكل أعمالي بنفسه من دون مساعدين.

كنت معتمدة على نصر محروس اعتماداً كلّيّاً. بالطبع عندما تركت شركته بان الفراغ في موضوع تنظيم أعمالي وإدارتها وتحوّلت الأنظار إلى التكهّن عن اسم الشخصية التي ستدير أعمالي. فمن هو هذا الشخص الذي سيتحمّل اسم شيرين، النجمة التي شقّت طريقها وبات لها كيان واضح المعالم واسم يلمع في الأوساط الفنية. هذه الشهرة التي بنيتها قبل التفتيش عن مدير أعمال حالت دون إيجاد هذا الشخص الذي ستقتصر مهمّته على مساعدتي على تنظيم مواعيدي وليس إدارة أعمالي بالمعنى المتعارف عليه في الوسط. سيكون مساعداً يرتّب الحفلات وينظّمها من دون أن يكون له فضل اكتشاف موهبة شيرين التي حجزت لها مكاناً بين فناني الساحة العربية. ظلّت هذه المعضلة قائمة حتى هذه اللحظة. فشيرين باتت معروفة من دون وجود مساعد إلى جانبها. من سيرضى بأن يكون مجرّد مساعد؟ وحتى لو وُجد هذا المساعد، ماذا ستكون صفته المهنية يا ترى؟ هل سيقبل أن يكون مجرّد سكرتير؟ لأن اسمي هو الذي يجلب الشغل والحفلات الآن. ولّد هذا الأمر نوعاً من الغيرة وعدم تقبّل الأمر عند البعض لأن مديري الأعمال يبحثون عن موهبة عودها طري، غير معروفة، يعملون على اكتشافها وصقلها والاستفادة منها بالطبع. ولسان حال هؤلاء ينطق حقيقة يجتمع عليها أغلبهم مفادها «لماذا أدير أعمال نجمة مشهورة لا يأتيني منها إلا معاش شهري. الأفضل أن أتبنّى نجمة مغمورة وأضيف إلى مسيرتها الفنية وأصبح شريكها حتى في الأرباح المادية». هذا الأمر معقّد جداً بالنسبة إلي.

- لكنّك اليوم في أمس الحاجة إلى شخص يساعدك أو يدير أعمالك.
طبعاً أنا بحاجة. بحاجة إلى تنظيم شغلي. بحاجة إلى مساعدين، إلى فريق عمل يهتمّ بتنظيم أعمالي. وأقولها بكل صراحة، أنا بحاجة إلى مدير أعمال، لكن من سيرضى على نفسه أن يكون مجرّد تكملة عدد، مهمّته تقتصر على ترتيب المواعيد من دون أن يضيف شيئاً.

الشكل

- من يرى مريم ابنة شيرين يتأكد أن شيرين لم تجرَ لها أي جراحة تجميلية. الشبه مخيف، الشفتان، الوجنتان، السحنة... فما هو سر جمال شيرين الذي برز بشكلٍ ملحوظ في الآونة الأخيرة؟
تضحك طويلاً فتغرق عيناها في وجهها وتجيب: سأخبركم حادثة. في مرة من المرات أُجري حوارٌ مع طبيب التجميل الدكتور نادر صعب وعُرضت صورٌ كثيرة لفنانات تحت عنوانٍ عريض مفاده «ما هي العملية التجميلية التي أجرتها هذه الفنانة؟»، انتظرت دوري بفارغ الصبر حتى أتبيّن ماذا سيقول نادر، وأنا أعرفه معرفة شخصية بالمناسبة. عندما عُرضت صورتي قال إن تطوّر شكلي هو نتاج عوامل وراثية، ورثتها عن أمي. هذا رأي طبيب التجميل وهذا هو فعلاً حال شكلي. فأنا عندما طرقت باب الشهرة كنت صغيرة، كان عمري 20 سنة فقط وكان شكلي لا يزال في طور النضج. عمري اليوم 32، أي مرّ على ظهوري عشر سنوات وأكثر، لذا من الطبيعي أن يتغيّر شكلي، بخاصةٍ أن سنوات العشرينات هي أهم سنوات في عمر المرأة، فيها ينضج شكلها ويتبلور. بالنسبة إلي، أقول إني أشبه والدتي التي إن رأيتموها سترون تضاريسها الكبيرة، وخديّها المرفوعتين، وشفتيها المعبّأتين، وقد ظهر الشبه في التكوين الجسدي بيننا أكثر بعد أن وضعت مريم. وهنا، في الفترة التي كسبت وزناً فيها، كان شكلي نسخة عن أمي. أما بالنسبة إلى شفتيّ فكثيرون يخالون أنهما معبّأتان بالسيليكون لوجود كتلة صغيرة فيهما، لكن الحقيقة أن هذه الكتلة تعود إلى أيام الطفولة. عندما كنت صغيرة أتشيطن مع أخي محمد، شققت شفتي ولا تزال آثار هذه الحادثة ظاهرة عليها.

لكني لا أمانع إجراء عملية تجميلية إذا كان أنفي بشعاً أو أذناي بشعتين. فمن غير المعقول أن يكون العلم قد أعطانا فرصة كهذه لإصلاح عيوب في شكلنا ونحن لا نستخدمه. أنا استخدمت هذا العلم في موضوع أسناني، لكنّي أندم على هذا الأمر ندماً شديداً. أسناني كانت جميلة، و»بوّظتها» بيديّ، بقيت ألعب فيها إلى أن تمّ بردها عن بكرة أبيها.

أما شعري، فهنا يكمن التغيير. أقصّه بانتظام، وأنا معروفة بجرأتي في القص. لا أحب الثبات على لوك معيّن. أحب التغيير. أنا شخصية تحبّ التجديد.

- عدت الآن إلى اللوك الذي ظهرت به أثناء انطلاقتك...
تقاطع مبتسمة «دي حقيقة»، فبعد أن أصبح شعري طويلاً أحببت أن أقصّه وأن أعود إلى شكلي وقت انطلاقتي حتى أتبيّن شكلي «حيبقى إزّاي»، وهناك أناس انتقدوني لقيامي بهذه الخطوة في حين أن أناساً آخرين أثنوا عليّ، (تضحك قائلة بلهجتها المصرية المحبّبة) «بس يعني كل حاجة هترجع بسرعة إنشاء الله».

- هل هذا التغيير في اللوك على علاقة مباشرة ببرنامج the Voice؟ يعيدك إلى البدايات فتحسّين بنفسك تماماً كالمشاركين، تشقّين الطريق نحو النجومية؟
أكيد. هذا هو الهدف. أريد أن أكون قريبة من متسابقي the Voice  حتى في شكلي. لم أرد أن أظهر أسبوعياً بالشينيون ورفعات الشعر المصطنعة، «أنا تخنقت منها»، أريد أن أكون قريبة منهم، نضرة مثلهم. من ناحية أخرى وددت أن يراني المشاهد بلوكات مختلفة في البرنامج الذي يمتدّ على مدار ثلاث سنوات. لذا سترون شعري في السنة المقبلة متوسّط الطول، وفي السنة التي ستليها سترونني بالشعر الطويل. التغيير جزء من شخصيتي، وما يساعدني أني مسؤولة عن ترتيب شكلي ومظهري وأختار اللوكات التي تعجبني من دون الاستعانة بإختصاصي. أنا مجنونة في مسألة تغيير مظهري عموماً، وشعري خصوصاً. هناك نجمات ينهرن إذا قصصت سنتمرات قليلة من شعورهنّ، على عكسي، وهذا أمر يعجب مزيّني الشعر الذين دائماً ما يقولون لي: «شعرك اتخلق للقص».

- جرّبت العودة إلى طلّتك الأولى ورأيت «شكلك هيبقى ازّاي»، فهل أنت راضية؟
أكيد أنا راضية. لأن هذا اللوك يريحني. لست في حاجة إلى مزّين شعر يرافقني ولا إلى اكستنشن (تطويلات شعر). الآن أنا حرّة، أدخل إلى الحمام أضع الجل على شعري وأخرج من دون أي تلبيك.

- ذكرت أن جسمك قابل للسمنة بحكم عامل الوراثة، فكيف تخلّصت من الوزن الزائد بعد الولادة؟
أنا لا أسمن إلا في فترة الحمل، وفي السنة الأولى بعد الولادة أخسر كل الوزن الزائد الذي كسبته. تعود أكلتي إلى طبيعتها، وهي خفيفة وقليلة جداً بالمناسبة. أشرب العصائر بشكلٍ مستمر، وأحب البابونج جداً، هو عشائي الوحيد. أشربه وأنام. لكن رغم أني لا أتناول العشاء، أفيق أحياناً في منتصف الليل وآكل حبة شوكولا وأعود للنوم ثانيةً. «هو دايت ومش دايت». بصراحة، لم أستطع أن أتبع نظاماً غذائياً محدّداً لأخسر وزني الزائد. «الدايت جبلي اكتئاب وكنت أبكي منه». فأنا لا أحبّ أن يكون في نفسي أكلة ولا أتناولها. حتى أني صرّحت للعلن قائلة «لو أنا وزني 80 كيلو، وعندي كاسيت في السوق، لا أعتقد أن الناس سوف تسأل وزني قبل أن تشتريه».

- ماذا عن الرياضة؟
أمارس الرياضة بشكل غير منتظم، لأني لا أحبّها كثيراً، والحمد لله جسمي جميل من دون رياضة وهذه نعمة. مع العلم أني بدأت أخيراً أتعوّد على فكرة ضرورة الرياضة كرمى لعملي. فالرياضة ضرورية للتنّفس والصوت وبالتالي الغناء.


الأولاد والشهرة

- رأينا في الآونة الأخيرة ابنتي شيرين نجمتين على الشاشات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ألا تخافين عليهما من فعل النجومية؟
بصراحة من يضع صور ابنتيّ على الفيسبوك هو والدهما، فأنا لا أخفيكم أني حتى اليوم لا أعرف أن أحمّل صورتي الشخصية على فيسبوك أو تويتر.

- من يدير صفحتك على الفيسبوك إذاً؟
أخي ومساعد له. أنا بصراحة لست ضليعة في التكنولوجيا الخاصة بموضوع التواصل الاجتماعي. «مش جامدة فيها». جرّبت تويتر يوماً إلا ربعاً، وعدت في كلامي وقلت إني لا أريد أن أكمل.

أنا منطبعة بنجوم أيام زمان وبطريقة حياتهم أكثر من نجوم الزمن الحاضر. ما زلت أحبّ أن أشتري الشرائط والاسطوانات القديمة.

- تتمنّين لو عشت في ذلك الزمان؟
أكيد أتمنى. عندي فضول أن أعيش أيام الزمن الجميل.

- لو عشتِ في ذلك الزمان هل كنت حظيت بنجومية تشبه نجوميتك الآن؟
أكيد. لأني لم أدخل قلوب الناس بجسمي وبلون عيني أو بشعري. أنا دخلت بصوتي فقط. لذا أعتقد أني لو ولدت في ذلك الزمان كنت سأحجز مكانة وسط مطربي الزمن الجميل، أقولها ومقتنعة بها من دون أدنى شكّ. كنت سأتعامل مع عباقرة الفن.

- من كنت ستنافسين؟
كنت سأنافس وردة وشادية وسعاد حسني. «هنافسهم كلّهم»، تقول مبتسمة.

- وأي أغنية تتمنّين لو كانت لك؟
أنا بليغية، أعشق أعمال بليغ حمدي. أعتقد أني كنت ساشكّل ثنائياً «جامد» مع أستاذ بليغ، وأعتقد أن لو أغانيه كانت لي كنت سأنجح بها حتماً، كأغنية «حنين» مثلاً، وأغنية «ليالينا» للسيدة وردة. أحبّ أيضاً اغنية «عشان بحبّك أنا» وكنت من الأوائل الذين أعادوا غناءها في الوسط، وحفظها تالياً شعب كامل. أمتلك حرفة التفتيش عن أغاني الأفلام المنسية التي لا يتنبه لها الآخرون. لم أكن أكتفي بحفظ الأغاني الواردة في الألبومات، كنت أبحث جيداً في الأفلام وأحفظ أغانيها. وأعتبر أني نجحت في إظهار هذه الأغنيات للجيل الجديد.

- حتى مع بليغ حمدي تحدّثتِ عن دويتو، فما هو سرّ الدويتو بالنسبة إلى شيرين؟
أنا أكثر مطربة غنّت دويتو. وأظن أن السبب يعود إلى شخصيتي التي لا تهاب أي موهبة غنّت إلى جانبها، أعرف جيداً أن صوتي «كويس» وأني أستطيع أن أغنّي مع أيٍّ كان. الدويتو مجازفة، يمكن أن يصغّر الفنان إذا كان هناك فرق في الإمكانات الصوتية. أما بالنسبة إلي فقد أفادني بشكلٍ كبير. في بداياتي استفدت من جمهور فضل شاكر. لا أعود بالزمن إلى الدويتو الذي جمعني بتامر الذي أصفه بـ «العبقري والخارق»، لأننا كنا على المستوى نفسه من الشهرة. جمهور تامر يشبه جمهوري، هو جمهور واحد. عندما غنّيت مع فضل شاكر أحبّني جمهور فضل العريض وعرفني بذلك الجمهور الخليجي. وتتالت الديوهات بعدها، فغنّيت مع بهاء سلطان، ومن ثم مع الأستاذ هاني شاكر. ولا أنسى بالطبع الدويتو الذي جمعني بمحمد محيّ في بداياتي، قبل غنائي مع تامر، والذي أضاف الكثير إلي، خصوصاً أني من معجبي محيّ.

- الآن، من التالي؟
مطربون كثر أتمنّى الغناء معهم، أمثال الأستاذ صابر الرباعي والأستاذ حسين الجسمي، سيكون الدويتو معهما، في حال حصوله، تجربة جميلة لتاريخي الفنّي. أودّ أن أجرّب صوتي برفقة صوتهما.
بودّي أن أغني مع فضل شاكر مرّة أخرى.

كما بودّي الغناء مع يارا، سميرة سعيد، وأنغام. أحبّ أن أغنّي مع أنغام، وتراودني فكرة الدويتو معها الآن أكثر من أي وقت مضى. إذا غنّينا مع بعضنا سيكون نتاج عملنا جميلاً جداً.

- تصارحين أنغام بهذا الأمر؟
الحقيقة لا أفعل. عندما نرى بعضنا ننسى الفن ونتكلّم عن أمور الحياة. أنغام حبيبتي، هي فنانة كبيرة ومهمّة ولها مكانة عالية في خريطة العالم العربي لذا يهمّني الغناء معها.

- هل سيفتح برنامج the Voice الطريق أمامك إلى دويتو بين صابر وشيرين؟
ان شاء الله. مع العلم أننا لسنا في حاجة إلى واسطة أي برنامج للغناء معاً. لكن أهمية the Voice  تكمن في تعريفي على حقيقة شخصية كل من صابر وعاصي وكاظم. أصبحت تربطنا علاقة شخصية، ودائماً أقول لهم «كثّر خير الـ mbc» لأنها عرّفتني بأصدقاء طيبين وأتمنى أن يشعر الناس بالحب الذي يجمعنا. سيشعر الناس بالطبع بالدلع الذي تناله شيرين من المدرّبين الثلاثة...

يعني أستاذ كاظم هادئ وحنون وكلامه لطيف، لكن عاصي وصابر «مطلّعين عيني». أخذ صابر كل الأصوات الجميلة مني، وعاصي ينفّذ فيّ مقالبه طوال الوقت. ويبقى الأهم أن الروح في البرنامج جميلة، إلى درجة أني أحسّ بنفسي في الأكاديمية.

- كنت تتمنين دائماً المشاركة في برنامج مماثل لـ the Voice بصفتك هاوية، كنت تقولين يا ليت كان في أيامي برنامج يشهرني، ألا يزال هذا التمني يراودك؟
طبعاً. تعذّبت جداً حتى وصلت إلى ما أنا عليه الآن. كان مشواراً طويلاً، أما اليوم ففي طلّة واحدة من خلال برنامج هواة، يتعرّف الجمهور إلى الموهبة، فكيف إذا كان البرنامج على قناة mbc المشاهَدة في كل أقطار العالم العربي، وحتى في العالم؟ وأقول ذلك بناءً على واقعة حصلت معي، فعندما ذهبت إلى منة شلبي في باريس، كان يجلس معها أصدقاء فرنسيون، وكانوا يشاهدون البرنامج الذي كانت تقدّمه السيدة نجوى كرم arabs got talent، وهذا خير دليل على انتشار هذه الشاشة.

- يعني the Voice فرصة لشيرين أيضاً؟ سيعوّضها عن بداياتها؟
لا، ليس تعويضاً، لكن المهم أن أقول هذا الأمر الآن. أريد أن يعرف الشباب أن الفرصة التي تتاح لهم اليوم لا تعوّض، وأنهم محظوظون لظهورهم على الشاشة أمام ملايين الناس بعكسنا نحن الذين تعبنا جداً للوصول إلى ما نحن عليه اليوم.

- ماذ سيضيف the Voice إلى نجومية شيرين إذاً؟
لا أعرف... أتمنى أن يضيف إلي ولا يأخذ مني. أنا في امتحان ولم أعرف نتيجته بعد. أما لماذا قبلت التجربة إذا كانت امتحاناً، فهذا أمر ثانٍ. هناك أشخاص كثر قالوا إني قبلت المشاركة في البرنامج لأن شغلي قليل، وأحبّ أن أطمئنهم أن هذا الأمر غير صحيح بتاتاً. أنا قبلت خوض التجربة بعد مشاهدتي النسخة الأجنبية التي شاركت فيها كريستينا أغيليرا، وشاهدت جنيفر لوبيز في برنامج آخر، وفي أكس فاكتور شاهدت لجنة الحكم، فتيقّنت كم أن هذه البرامج تضيف إلى الفنان، وهنا أتحدّث عالمياً، لذا قبلت. لكني لا أزال في انتظار النتائج ومدى تقبّل العالم العربي لي.

- أخذ من وقت شيرين الفنانة هذا البرنامج؟
بالتأكيد. البرنامج أخذ من وقتي الكثير. والفنانون معروفون بأنهم لا يتمتّعون بصفة الصبر. «مالناش في الصبر دا».

- ما الأمر الذي أزعجك في البرنامج؟
أكثر ما يزعجني في البرنامج أننا صورنا خمس حلقات بالثياب والأحذية نفسها، وتسريحة الشعر نفسها. حتى أني قلت لهم، مع مرور الوقت إني أحسّ بنفسي مضيفة جوّية في الطائرة. «حرام عليكم».

- الأمر الذي أعجبك في البرنامج؟
أكثر ما أعجبني في البرنامج أنه لا يشبه أمثاله بشيء. هو مميّز وعفوي ولا يعتمد على الاستعراض في المظهر ولا على الإبهار في الشكل، بل على الصوت فقط، وعلى مساعدتنا نحن كمدرّبين للمواهب الجديدة، مما يعطيه نكهته الخاصة. وهذا ما دفعني الى قبول البرنامج أساساً. هو برنامج مختلف بكل المقاييس.

- البرنامج يعتمد على التدريب كما ذكرت، هل تظنّين أن باستطاعتك تدريب مواهب؟
التدريب متعة سوف أجرّبها بالتزامن مع عرض الحلقات على الهواء، لذا لا أعرف نتيجتها بعد. الجمهور سوف يحكم على أدائي، وأنا سوف أقوّم نفسي لأنها تجربتي الأولى في برنامج كهذا. وبدأت منذ اللحظة الأولى لعرض برومو  the Voiceالذي أتوجّه فيه وأخاطب الكاميرا مباشرةً، بسؤال الناس عن رأيهم في أدائي، في صوتي وأنا أتكلّم، لأن الجمهور يعرفني مطربة ولا يعرفني متحدّثة، وهذا ما أمتحنه الآن، إلى جانب الأمور الفنّية الأخرى. يهمّني جداً أن لا أكون مصطنعة، أن أُظهر طبيعتي كما هي، من دون أي تعديل. لهذا السبب اشترطت على mbc أن يجدَّد عقدي سنوياً، فإذا لم أحب نفسي على الهواء يبقى باب الاعتذارعن عدم إكمال مواسم البرنامج الأخرى مفتوحاً.

اسم الإنسان وصورته اللذان بناهما على مرور فترات طويلة من الزمن لا يجوز هدمهما لأي سبب من الأسباب. وأنا في انتظار مشاهدة نفسي على الشاشة الصغيرة كي أحكم على تجربتي وأقرر إن كنت سأكمل في المواسم الآتية أم لا.

شيرين الممثّلة

- خضت تجربة التمثيل في فيلم «ميدو مشاكل»، فماذا تخبريننا عن هذه التجربة؟
أحببت تجربة التمثيل قبل أن أجرّبها. وككل شيء جديد بالنسبة إلي أحببت أن أخوض فيه. لم تكن سيئة، والدليل أن الفيلم، في أول يوم عرض له، حصل على أعلى إيراد في تاريخ السينما المصرية كلّها. بالطبع فرحت بهذه التجربة لكني أتمنى أن أعيدها حتى أزيدها جودةً، فأترك للناس فيلماً راضية عنه مئة في المئة. لن أكرّر رأيي في ميدو مشاكل، لكن باختصار أقول «كان نفسي أطلع أحسن من كده».

- يمكننا القول إن شيرين تبحث عن فيلم جديد؟
أنا منفتحة على خوض تجربة التمثيل ثانيةً بالتأكيد، خصوصاً أني أجد نفسي مع الفنانين القدامى الذين مثّلوا في أفلام وغنّوا فيها، كالفنانة شادية مثلاً التي أستمتع بسماع صوتها في كل أفلامها. حتى أن هناك مطربات غير معروفات، عاشت أغانيهنّ من خلال الأفلام، كأغنية «كل دقّة بقلبي بتسلّم عليك» مثلاً، لذا يهمّني طبعاً أن يكون في مسيرتي أفلام كثيرة. الفيلم منتَج لا يموت، سيعيش بعد أربعين أو خمسين سنة، وستشاهده الأجيال الجديدة، ويتعرّف الناس من خلاله على تلك المطربة التي تغنّي كذا وكذا وشكلها كان كذا وكانت خفيفة الظلّ... الفيلم يظهر قدرات الفنان، بعكس الفيديو كليب الذي لن يعيش 40 سنة.

- أتخافين من عواقب شخصيتك على صورتك؟
أكيد ولهذا السبب اعتزلت الظهور في البرامج الحوارية، وأقول للناس الذين يحبّونني «الحمد لله إنها جت على قد كده».

- ماذا تتمنّين أن ترث ابنتاك عنك؟
أتمنّى أن ترثا عنّي «الجدعنة» التي في داخلي... أعتبر نفسي «جدعة مع انو ما يصحّش أقول عن نفسي كده» وأعامل كل من حولي على أنّهم أنا، لا أفرّق بين السائق والطاهي والصديق، الكل يجلس إلى جانبي ويعاملون كما أعامل.

- هل تمانعين أن تغنّي ابنتاك؟
«يغنّو في بيتهم بقى» (تضحك). بالفعل لا أريدهما أن تحترفا الغناء وتدخلا المجال الفنّي، لأنّ الوسط متعب جداً. إلى جانب موهبتي في الغناء، أنا امرأة مسؤولة عن عائلة. أحبّ أن تكون ابنتاي موهوبتين في الغناء والتمثيل، لكن أفضّل أن تكون لهما مهنة تمارسانها بعيداً عن الفن. أفضّل أن لا تتفرّغا للفن.

- ما هو اللقب الذي تحبّين أن يطلق عليكِ؟
الفنانة شيرين هو أهم لقب ممكن أن أسمعه. كلمة فنانة كبيرة جداً، أتمنّى من الناس أن تدرك الفارق بين كلمة فنانة وكلمة مشهورة، فهناك مشاهير كثيرون لا يملكون شيئاً من الفن، مهنتهم مشاهير «مش فنانين خالص».

- ماذا عن لقب «أم البنات»؟
أحبّه كثيراً لكنّه صعب الاستخدام داخل الوسط الفنّي، وتقول مازحة تخيّلي أن يقال «رايحين حفلة أم البنات أو أم مريم»!

- هل ترغبين في إنجاب شقيق لمريم وهناء؟
أتمنى... أحبّ الأولاد بشكل غريب وأرغب في إنجاب ستة أطفال، فلديّ قدرة على تحمّل الحمل، أمّا التربية فهي صعبة قليلاً وأنا «خلقي ضيّق» كما يقال. أرغب في إنجاب الأطفال إن ساعدني أحد في تربيتهم.

- صرّحت أنّك لو أردتِ الإنجاب من جديد سيكون محمد مصطفى الوالد.
أنا فعلاً قلت ذلك، وكانت من الأمور التي لا يفترض بي أن أصرّح بها... لا أريد أن أستبق الأحداث بكلام قد أتراجع عنه. لكنّي أتمنى أن يكون أشقاء مريم وهناء من والدهما ووالدتهما، وليس من أم أخرى أو أب آخر...

- أخبرينا عن حبّك للتسوّق.
أنا مجنونة Shopping ومن كثر ما أحبّه مللت في الفترة الأخيرة، ولم أعد أرغب في زيارة المحلات، أعاني مرض التسوّق. أحب أن أرى كل ما هو جديد في الأحذية والشنط والجينز والألبسة الراقية، وأجلس ساعات أمام الـ Laptop أشاهد آخر صيحات الموضة لدى كل الماركات العالميّة، وأدخل المحلات وأنا مدركة تماماً ما فيها من ملابس.

- هل ترين أنّك أكثر جمالاً اليوم بهذا اللوك الجديد؟
أشعر بأنّي طفلة في هذه التسريحة، فأضع يدي بشعري ولا أعاني من الـ extension. لا أضع الماكياج بل أستعين بمرطّب للوجه يعطي البشرة إشراقاً، بعكس بعض السيدات اللواتي ينمن بالماكياج والعدسات اللاصقة! أنا أحب أن أضع يديّ على عينيّ وأفركهما كما أشاء من دون أن يمنعني الماكياج من ذلك.

- هل ستهتمّين باطلالات المشاركات في فريقك في برنامج the Voice؟
سوف أهتم بمظهر كل بنات فريقي كي يظهرن بأفضل شكل في المرحلة الثانية من البرنامج. ورغم أن الصوت هو الأساس، فإن هذا الزمن يتطلّب أن تكون المغنية «موزّة».

- هل  مارستِ أي مهنة أخرى غير الغناء؟
لم أمتهن سوى الدراسة ومن ثمّ الغناء «على طول».


نصيحة
شيرين إلى المرأة العربية

أن تعود إلى شكلها الذي خلقت به، الحاجبان السميكان والشعر غير المصبوغ، وبالمناسبة، أنا نادمة جداً لأنّي أصبغ شعري، فقد كان ناعماً جداً في السابق والصبغة هي التي أفسدته. وعندما جعلت حاجبيّ أسمك، أصبحت أجمل. كلما اقتربت المرأة إلى الطبيعة ترى نفسها أجمل.


ذكريات
في البال

ذكرى من الطفولة لا تنساها شيرين

ذكرياتي في دار الأوبرا. لن أنسى كواليس دار الأوبرا المصريّة، «عمري ما حانساها» أحببت هذه المرحلة من حياتي فقد كنت طفلة ألعب في الكواليس وألتقي العظماء يغنّون، وأشاهد كواليس حفلات هاني شاكر وأنغام، وعروض الباليه.


تواريخ
لا أنساها

● 7 أيار/مايو، تاريخ ميلاد محمد مصطفى «بابا بناتي» والد ابنتيّ مريم وهناء.

● 31 آذار/مارس تاريخ ميلاد ابنتي مريم.

● 21 حزيران/يونيو تاريخ ميلاد ابنتي هناء.

● 8 تشرين الأول/اكتوبر تاريخ ميلادي ومن الطبيعي ألاّ أنساه.


قلت
لمشاركة في the Voice

أنا عايزة اتعلّم منك، وانبهر الجميع بصراحتك، في حين انتقدك البعض لأن دورك تدريب المواهب وليس التعلّم منها، فماذا تقولين؟
أذكرها جيداً هذه الفتاة، صوتها رهيب. سأقصّ عليكم حادثة، في الوقت الراهن أنا أستمع لشيخ اسمه الشيخ محمد عمران، تعرّفت إلى صوته حديثاً، وأعجبت به إلى حدٍّ كبير، واكتشفت في ما بعد أن هذا الشيخ هو الذي علّم أم كلثوم وعبد الوهاب الغناء، فما المانع إذاً من أن أتعلّم أنا من موهبة أشياء جديدة في الغناء. هذا هو كنه البرنامج في الأصل، ولهذا السبب قبلت المشاركة. فالمواهب التي تتسابق فيه كبيرة ويمكن أن تعلّم المدرّب بعض الأمور، لا أرى مانعاً في هذا الأمر وبالطبع هو ليس تقليلاً من شأن الفنان.

أنا طبيعية في ردّات فعلي وفي تصرّفاتي، حتى أن الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي اتصلت بي بعد حلقتي التي بكيت فيها على الهواء مباشرة، وقالت لي «ما تستعرّيش إنك بكيت، بالعكس نحن لازم نتعلّم منك كيف لازم نكون طبيعيّين قدام الناس». أشعرني كلامها بالثقة بنفسي وبطبيعة ردّات فعلي غير المصطنعة. في البدء كنت أشعر بأني أخطئ في تصرّفي، لكن بعد أن سمعت تعليقات مشابهة لتعليق السيّدة ماجدة الرومي فرحت وقلت في نفسي أنا لست على خطأ. وأظنّ أن طبيعتي هذه زادت نسبة الفئة العمرية الكبيرة في جمهوري. لأن كبير السنّ يبحث دائماً عن الصدق والطبيعية في التصرّف، وأنا فخورة بأن نسبة كبيرة من كبار العمر يحبّون شيرين كما هي.

لكنّي أعلن من خلال مجلّتكم الكريمة أني اعتزلت الظهور في البرامج الحوارية تماماً، بسبب شخصيتي التي باتت قليلة في هذا الزمان المصطنع. أنا لن أتاجر بإنسانيّتي. لا أستطيع أن أضع قناعاً...

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077